q
ثقافة وإعلام - أدب

يا طموحي

أكثر من تعرّفوا عليّ لم يفهموني، فانتقدوني، واليوم ادفع إلى من لم يفهموني مادّة جديدة لانتقادي، عساي أفرغ بها شحنات صدورهم، فلا يصبّوها على الأبرياء الآخرين.. أما أنا فلقد تعوّدت أن أسمع النقد الجاهل، دون أن يحرك شعرة في عيني.. فلهم ما يشاؤون أن يقولوه عن غيرهم..

المقدمة

شعر ذو أبعاد عن عظيم ذي أبعاد.. يشكل بعده الشعري أقصر أبعاده، على الرغم من استطالته حتى على الشمس.

أو ليس كل مميزات هذا الشعر: تسجيل الشعور الواقع، ممارسة الأدب المتقدم، وتحليل الإسلام السهل الممتنع بالشكل السهل الممتنع.

وربما يكون فحوى رسالة الشعر، في دعاء الشعراء المسلمين الى:

تفهم الاسلام على حقيقته..

وعرضه على حقيقته..

في ثوب عصري جميل..

يضاهي جماله جمال الإسلام..

وتواكب عصرنته حيوية الإسلام السرمدية.

وأخيراً: معرفة هذا الشعر لا تكون الا عبر قراءته قراءة متأملة وخبيرة.

أما الشاعر: فلا يكشف عن كل أبعاده الا بعد انكشاف كل لحظات حياته المفعمة، وذلك: ما تكون في وسع مجلدات ضخمة عديدة فقط.

وأية محاولة أخرى بهذا الصدد تذهب هدراً من دون نتيجة مرجوة.. المنسق

 

إهداء

إلى من لم يفهموني..

أكثر من تعرّفوا عليّ لم يفهموني، فانتقدوني، واليوم ادفع إلى من لم يفهموني مادّة جديدة لانتقادي، عساي أفرغ بها شحنات صدورهم، فلا يصبّوها على الأبرياء الآخرين..

أما أنا فلقد تعوّدت أن أسمع النقد الجاهل، دون أن يحرك شعرة في عيني..

فلهم ما يشاؤون أن يقولوه عن غيرهم..

و ليَ الله.

حسن

 

هذا.. شعري

شعري..

قدري..

أطرده كاللعناتْ

فيطاردني كالسلطاتْ

ويورطني في صبواتْ

فيجرّ عليّ الويلاتْ

أشكو منه كما أشكو من قلبي

وأحاول أن استغفر منه كما استغفر من ذنبي

فإذا بي في اللهب الأبيضْ،

بين الكلمات المنغومة والأوزانْ

وأمامي ينتصب الشيطانْ

***

من قبل القبل.. وبعد البعد.. وهذا اليومْ

سرّ مزروع في جسمي مثل التومْ

ينفضني في نوم الصحو.. وصحو النومْ

لا أعرفه.. لا يعرفني.. لكن لايتركني للصحو.. ولا للنومْ

ويقول كلاماً أرفضهُ،

وأحب بأن يبقى محفوراً في قلبي

وأعاني منه.. وأرجو أن أنساه وأن ينساني.. فيكرس حبي

وأورّي عنه.. فينبت ـ كالصبّار ـ عل دربي

وأضجّ إلى ربي

ليخلّصني منه، فيُعرضُ عنِّي ربي

هذا قدري..

هذا شعري..

 

ضياع

ضاع ـ منّي ـ قدمي

ضاع ـ منّي ـ قلمي

ضاع ـ منّي ـ رقمي

ضاع حرفي في فمي

وضياع النفس أقصى كلّ أعماق الضياعْ

كيف أستهدي وهذي الأرض من هذا القطاعْ؟

***

ضاع فجري

ضاع قبري!

ضاع بحري

ضاع فكري

ضاع شعري

ضاع حتّى قمري

ضاع حتّى اثري

في سواقي قدري

فأنا ألف ضياعٍ.. وضياعْ

رغم مليون قناعٍ.. وقناعْ

***

مزّقتني هممي

ذوّبتني حممي

سحقتني قممي

أرهقتني قصة الطاقات.. تبني سقمي

ورمتني في المهاوي قيمي

فأنا أنقاض مجدٍ.. وبقايا رممِ

ورمال نفضتها همسات الحلمِ

تتنـزّى.. تضرب الأشياءَ.. رفضاً للضياعْ

فهْي ـ مهما حاولت ـ توغل في عمق البقاعْ

***

آه.. يا ربّاه! آه

آه.. ما أعجز إنسان الحياه

ويل هذا البشر المحدود في ضيق مداه

آه.. من ظلم رؤاه

آه.. يا ربّاه! آه

ليتني املك أن أهرب من هذا الصراعْ

صقر.. وكرم.. وثعلب..

يا رفيقَ الجوِّ! يا صقرَ الفضاءْ!

لا تكن مقبرةً للشهداءْ

 

كفنٌ أنتَ على أشلائهم

أم غطاءٌ لدماءِ الأبرياءْ؟!

 

تخطف الشمعة من عشِّ الهوى

وحماماً من سلام الضعفاءْ

 

في رؤى عينيك موتى أُممٍ

وبمنقارك دولاب دماءْ

 

فلماذا أنتَ أتّون عداءْ

ورسولُ الحربِ في دنيا الفداءْ؟

 

كن كأسراب السنونو أملاً

وربيعاً في شتاءِ الفقراءْ

***

يا ضميرَ الكرمِ! يا حقل الضميرْ!

أنا أدعوكَ إلى حكم الغديرْ

 

أسريرٌ.. أم خباءٌ.. تحته

يلتقي قلبان في وهج العبيرْ؟

 

أو أميرٌ.. إن رقى يبقى، ولو

كبساطٍ فوق أقتاب البعيرْ؟

 

غضفرت اضلاعه، واْلتفّت الـ

ـساق بالساق، كطاقات حريرْ

 

هذه الأشجار وإخوان الصفا

ونجوم الليل تهدي من يسيرْ

 

وجماهير الرياح اْنطلقت..

وورود الفلِّ.. أبواق مسيرْ

 

هكذا الدنيا اْنفتاحات رؤىً

واْنفتاحاتك أغلال أسيرْ

***

ثعلب القريةِ يا وهج الدهاء!

ناسكٌ أم نزوة من خيلاء!

 

كلّ من يأخذ يعطي مثله

بينما تأخذ من دون عطاءْ

 

وإذا الأنقاض صارت هرماً

تهدم الأهرام في ورش البناءْ

 

وإذا الساعون أحصوا ريعهم

تخطف الفرحة من دمع العناءْ

 

وإذا اْنفضُّوا إلى الست الجهات

فلماذا ترتمي خلف الوراءْ؟

 

يا أخا الحيلةِ! ما هذا الذكاءْ

حين يستعدي بمكرٍ وشقاءْ؟

يا طموحي!

يا طموحي!

أنا أدري،

أن أعماقك من أعلى سطوحي

يا طموحي!

***

أنا أدري،

شفقي من أين يظهرْ

 

أنا أدري،

كيف أحلامي تُفسّرْ

أنا أدري،

أيّ آفاقٍ بقلبي تتكسّرْ

أنا أدري،

كلّ حين ـ كالرؤى ـ أفنى وأُنشرْ

أنا أدري،

كم أنا درٌّ وجوهرْ

أنا أدري،

أنّني من كلِّ هذا الكون أكبرْ

أنا أدري،

إنني أغلى من الدنيا وأكثرْ

***

غير أنِّي،

لست أدري،

كيف لي أن أتطوّرْ؟

كيف لي ـ لو تحبس الآهات في صدري ـ،

أن لا أتدمّرْ؟

كيف لي ـ ما بين زلزال نداءاتي،

وإرهاب وجودي ـ

أتبخّر؟

كيف لي ـ من قفص الجسمِ،

وسجن اسمه الدنيا،

وأغلال تقاليد شعوبي ـ،

أتحرّرْ؟

كيف لي أن أتفجّر؟

***

كلّما أعرفُ:

أني أتحطّمْ

كلّما أعرفُ:

أني لست من محكمة التاريخ أرحمْ

كلّما أعرفُ:

في غير الرؤى لم أتقدّمْ

كلّما أعرفُ:

أنِّي لست أفهمْ

***

يا طموحي

أنت شجّعت جموحي

أنت أرعنت شروحي

أنت كم تهرِس أعصابي..

وتزري بفتوحي؟؟

أنت كم تغزل آفاقي..

وتستهلك سوحي؟؟

سرطانٌ أنتَ..

 

في قلبي وروحي

وعلى آمادك السوداء وزّعت سفوحي

منكَ أشكو..

لا من الألغام تجتاح صروحي

منكَ أشكو..

لا من الجلاّد يبني ـ لي ـ ضريحي

أنتَ هادنِّي،

أُصفِّي أنا غوغاء جروحي

يا طموحي!

***

يا طموحي!

لا تؤنِّبني.. ولا تجرح شعوري

لا تعذِّبني.. ولا تنسف غروري

 

ليتني ما كُنتُ،

أو ليتك لم تعرف ضميري

كم تراني أتبعثرْ؟

كم تراني أتحيّرْ؟

لأُلبّيك بآلام جروحي

يا طموحي!

 

ضاق رحبي

ضاقَ رحبي!

ضاع ـ في الآلام والآمال ـ قلبي!

وتلاشى ـ في مهبِّ الهمّة العشواءِ ـ حبِّي!

دونَ ذنبٍ!

***

ليت نحبي،

كان تيّاراً بجنبي!

ليت قبري،

كان قُربي!

أنفضُ الدنيا،

متى أهوى،

وأستقبل ربِّي!

فقد اْنهارت رياحي!

وبأعماق جراحي،

جفّ نخبي!

وبلا نَهمةِ جدبِ،

ملَّ من شلاّل خطوي كل دربِ!

 

أمِّي!

أُمِّيْ! رجعتِ إلى السماءِ

ونسيتِ قلبَكِ في الفضاءِ

 

أنا قلبُكِ المألومُ.. لا

تأدينه خلف القضاءِ

 

لا نبضَ فيهِ.. ولا حنيـ

ـنَ.. فقد تفرّغ للعزاءِ

***

وسريتِ نعشاً.. قد تنا

ثر حولَه أرج الثناءِ

 

وذهبتِ للجنّاتِ.. تخـ

ـترقين آفاق البلاءِ

 

تستبدلين جوارنا

بجوار أصحاب الكساءِ

 

تستأثرين بهمْ.. وكنـ

ـتِ تؤثرين بلا جزاءِ

 

وحملتِ تربة كربلا

ءَ.. فصرتِ تربة كربلاءِ

***

أُمِّيْ! جفوتكِ في الجوا

رِ.. فصرتُ أسبح في الجفاءِ

 

فدعي الأمومة تتّقي

نزق البنوّة بالرجاءِ

 

رحماكِ في الملأ المقدّ

سِ.. لا تلفِّي للوراءِ

 

كنتِ عزائي عن أبي

فأُصبتُ ـ بعدَكِ ـ في عزائِي

 

وفقدتُ أصدقَ دمعةٍ

وأبرَّ حبٍّ في العطاءِ

 

وأرقَّ نسمةِ بسمةٍ

تهمي النجومَ على فضائي

***

 

يا قصَّة الشفتينِ.. تعـ

ـتصرانِ قلبكِ في دعائي!

 

وترفرفانِ.. لعلَّ فكـ

ـرةَ لفتةٍ تغشى بكائي

 

لا الحبُّ.. لا التقوى.. فرا

ئِحة الأمومة في السماءِ

 

وتريكة الأَسماءِ خيـ

ـر وريثةٍ للأنبياءِ

***

بالتضحياتِ.. بنيتِ فلـ

ـسفة الحياة على الفداءِ

 

وفرضتِ نفسَكِ حجَّةً

تجتاح فلسفة العداءِ

 

ليس البقاء لأفضلٍ

ليس التنازع للبقاءِ

 

إنّ التنازع للفداءِ

وليس من أجل البقاءِ

 

فاللهُ يخلق بالعطا

ءِ.. وليس يخلق بالجزاءِ

 

وقواعد الأهراء أعـ

ـظم من ذؤابات البناءِ

 

والأمَّهاتُ.. مؤسِّسـ

ـات رؤى التبرّج في الفناءِ

 

والأمُّ درسٌ.. مطلقٌ..

حتّى التجرّد في العطاءِ

 

حتّى فناءٍ.. مطلقٍ..

عند التزاحم في البقاءِ

***

 

إيهاً.. جذورَ الشرقِ! كل

ل تحدّياتكِ في السماءِ

أُمٌّ لمبدأِ أُمَّة

وأبٌ لمبتدأِ الإباءِ

 

ومبادئٌ.. كالراسيا

ت تشدُّ ذرّاتِ الهباءِ

 

حقائق مقلوبة

أعلام تهرب من أبراجْ

وخطوط تطمس في أفواجْ

وجاه تمتصّ بقايا قلق الأوداجْ

كالقطة.. تبتلع الأمواجْ

وتغرق في أمشاجْ

***

ورياح تغسل حبّاتِ الأمطارْ

وبقايا رمس تلتمس الأشجارْ

وحوار الأصداءِ لإلغاءِ حوار

عدوى كصراع الأسرارْ

***

من مأساة رغيد في عيدْ

وقوادم أضرحةٍ تسبق أوسمة التجديدْ

وحوائِم أفئدةٍ تنفض وشم صديدْ

يتفتّت قلب حديدْ

 

قبضة العالم

من حزمة الدخان في المندلِ

وقفزة السمسم في المحفلِ

 

تمرّدت وشوشة السنبلِ

وانهزمت غطرسة الهيكلِ

***

في غفلة الفصل عن المفصلِ

وغفوة القُفل عن المقُفَلِ

 

تفاءل الفيصل للفيصلِ

وانتشر الصقل على المقصلِ

***

على مدى تحويمة المنجلِ

وغارة القول على المقتلِ

 

تفجرت قافلة المقولِ

وانفرجت ضبابة المشعلِ

***

إلى نفايات رؤى الأشهلِ

وقبضة العالم في الخردلِ

 

تناور الأشباح في جحفلِ

وحاورت هيمنة المندلِ

 

بائع الغزال

إلى متى؟ يا بائع الغزالْ!

إلى متى؟ تلحُّ بالسؤالْ

 

وتقبض المجهول في المحالْ

وتزرع الحرام في الحلالْ

***

يا سارق الكحل من العيونْ!

كيف تصب الدم في اللحونْ؟

 

وتنهش البريق في السجونْ؟

وتضرب المعول في المجونْ؟

***

كم تفحص الفرات في دجلهْ؟

وتسلق الأرض على نخلهْ؟

 

وتعصر الكوفة بالسهلهْ؟

وتكتفي بوبرة البقلهْ؟

***

لا تخدع السعير بالعبيرْ

لا تخلط الشعير بالبعيرْ

فانتَ في مقتبل المسيرْ

وتضرب الأمير بالأسيرْ

***

كم تحطب السلال في الأوالْ؟

وتنفث الدلال في النصالْ؟

 

وتعبد الوميض في المحالْ؟

إلى متى؟ يا بائع الغزالْ؟

 

لا تنتظر

جئني! تعبتُ من الفِراقِ

وسئمتُ آفاقَ النّفاقِ

 

وشقاقَ أروقةِ النِّفاقِ

على كواليس الوفاقِ

 

وبحثتُ ـ عنكَ ـ من الشّدا

د السَّبعِ، للسَّبعِ الطِّباقِ

 

ونفضت أعماق الورى

ونبشتُ أروقة المآقي

 

وتلوتُ كلّ المعجما

تِ.. ومستحيلاتِ السِّياقِ

 

فعرفتُ أنّي لا أرا

كَ، لأنَّني محو العناقِ

***

جئني.. لأزرع ـ حولك ـ الـ

ـجنَّاتِ بالكأس الدِّهاقِ

 

فإِذا أتيتَ.. نثرتُ حبـ

ـباتِ القلوبِ على الرِّواقِ

 

وفرشتُ دربك بالعيو

نِ.. من الحجازَ إلى العراقِ

ونشرتُ ألف جزيرةٍ..

خضراءَ.. في صحو الوفاقِ

***

أنا لستُ نجماً.. محوراً..

أقصاي سيري في النِّطاقِ

 

وأتاكَ كلِّي.. مثلما

هو.. فاْجتذبني باْنسياقي

 

لا تنتظر، إن كنت لا

أجتاز تجربةَ السِّباقِ

***

فالبحر يمتصُّ السواقي

والبرقُ يبعث بالبُراقِ

 

وأراكَ تستبق البريـ

ـق، ولست تستسقي السواقي

 

فكفاك بحراً في الرِّما

لِ.. كفاكَ شمساً في المحاقِ

 

عالم الشعر

قالَ: دعني

للتمنّي

لا تورّط صبواتي

في مطبّات الحياةِ

أنا حلم.. أكره الواقعَ

فالواقع مضني

أنا شعري

وشعوري غير فكري

فبساط الريحِ

ـ في عالمي السحريّ ـ يجري

طوع أمري

فتمسّك أنت بالواقعِ

واْتركني لشعري

 

الشعر

تلاسُنُ المدفع المغرورِ.. والقلمِ..

أقعى الصواريخ في الإخلاص للكَلمِ

 

من عهد آدمَ: يغوي الشعر ملحمة الـ

ـشعوب.. حتى يصيب القاع بالقممِ

 

ثم: اْستقال ـ وقد أَفنى ركائزه ـ

وأفسد الكون، والتاريخ في ذممِ

***

الشعر زلّتي الكبرى.. فكبت بها..

وأحرقتني لهوف الحرف والرقمِ

 

شرٌ من القيح.. يهتاج الحكيم به

حتى يشوِّه إيجابية الحكمِ

 

كالسحر.. والرمل.. والتسخير.. ما انتشرت

إلاّ لتطوى حضارات على أممِ

 

وربَّما السرُّ: أنَّ الكون منتظم

والشِعر يوحي بكون غير منتظمِ

 

الشعر.. أيضاً

الشِعرُ.. دمعة طفلة خرساءِ

أو ثورة يبست على الشهداءِ

 

ودم ترقرق في الملاحمِ.. فكرةً

تطوي القرون بنبضة الإيماءِ

 

وحرارة الأيمان تبعث في المدى

وهجاً.. وتبرد غلة الرمضاءِ

 

ويفجر الجسم الكثيف.. ويطلق الـ

ـفكر الشفيف لعالم الأسماءِ

 

فالشِعر.. يروي ـ في العجائز ـ فكرة الـ

ـماضي.. ويفلق جنَّة الظلماءِ

 

أما: تصابي المومياء.. وغمزة الـ

ـشمطاء.. فَهْيَ جنازة الشعراءِ

 

لحظة

أغانيّ.. لا تُنشدُ

وفكريَ.. لا يرصدُ

 

وقلبيَ.. قمقمةٌ تنفـ

ـث الفضاء ولا تنفدُ

 

وحولي المواويل أر

شيفُ منتجعٍ.. أسودُ

 

وهذي العوالم ـ في

خلايا المدى ـ أبجدُ

 

وكلّ المدى.. لحظةٌ

يشنّجها السرمدُ

 

كلُّ مِن رؤاه

أَوَ تدري؟ أين يأوى البائسونْ؟

أَوَ تدري؟ أين يهوى الظالمونْ؟

 

كلّما أعلم: أنّ الكون عدلُ!

كلّما أعلم: أنّ الحكم فصلُ!

 

غير أنّ الفكر يغفو.. ويثورْ..

غير أنّ الأرض تنمو.. وتدورْ..

 

ثم: يجري كل شيء لمداهْ

فإذا الكلُّ سليل من رؤاهْ

 

أمام السيل

لم تكن قافلةُ الرملِ.. مريعهْ

فالصخور القمميّاتُ.. صريعهْ

 

وعلى التيّارِ: تصتكُّ رؤوسٌ

برؤوسٍ.. ثمّ: تنساق سريعهْ

 

وكأنّ الكون ـ في تفجيره العا

لم ـ يستغفر من خلق الطبيعهْ

 

ها هنا: صرت جباناً.. وتراجعـ

ـتُ.. فجاءتني المواويل مطيعهْ

 

لفتة

يا غابةَ الأقحوانْ!

يا عنسةَ السنديانْ!

 

صبِّي الونى في الأناةْ

وَحرّري الأرجوانْ

 

واْستنشقي لفتةً

تمرّدت في العنانْ

 

فالطيب لا يرعوي

عن غيِّه في القنانْ

 

 

باعث الجيلين

 

يا باعث الجيلين! إنّك رائدُ

حر.. ستكشفك القرون فتخلدُ

 

وستجتليك منارة.. وهّاجة..

تتموّج الأَجواء فيك فتنفدُ

 

الفراق والوفاق

ضاقتْ بإلحاح العناقْ

فتوتّرت مثل النفاقْ

 

دعها تقول.. فقولها

ـ عند الهوى ـ عذب المذاقْ

 

فالحبّ مبعثه الفراق

وقبره طبق الوفاقْ

 

ليتني

ليتني لم أتخلَّق في جسدْ

ليتني لم أتورَّط في كبَدْ

 

ليتني لم أتعرّف من (أنا)

ليتني لم أتميّز من (أحدْ)

 

من...

من أولي العزمِ.. إلى عزم الأصولْ

والنفوس الخمسِ.. والعشر العقولْ

 

ومن القطبينِ.. والستّ الجهاتْ..

ورياح أربع بين الفصولْ

 

حمزة بن عبد المطلب

خشع الكبر في فضاءِ ردائهْ

أيّها السيفُ! لا تنم في فنائهْ

 

كرمٌ.. لو تحرّك القطر منهُ

غرق البحر في مدى فيضانهْ

 

صدأ..

صَدَأ الجحافل في الخمائل أوهنتْ

عزمَ القوافلِ.. في مهبِّ ربيعِ

 

خطرت على غسق الحجون خواطرٌ..

عشواءَ.. لم تنبض بغير هزيعِ

 

والساريات من الجذور تيبَّستْ

في البحرِ.. حتى أولعت بنقيعِ

 

تلك الحوائم: كم تقلَّص ظلّها

سغباً.. وكم أوهى على مقطوعِ؟

 

باقة زهور

يقول المنسِّق:

وكان الإمام الشهيد يسجّل ـ أحياناً ـ خواطره الشعرية القصيرة على الورق هنا.. وهناك..، وهذه الباقة مجموعة منها:

 

روح حسَّان

يعيش حسّان في شعري.. وفي قلمي..

فهل يعيش ـ بجسمي ـ روح حسّانِ؟

 

تكبيرة الشهيد

فمداد الأقلام نظماً.. ونثراً..

لا يساوي تكبيرةً من شهيدِ

 

الرجم الأقدم

رجمتُ إبليسَ في روحي.. ووجداني..

من قبل أن أرميَ الجمْراتِ بالحجرِ

 

غسل الخطايا

غسلتُ خطايايَ في زمزمِ

وعذتُ بربِّ الورى الأكرمِ

 

إخفاق الحبِّ المراهق

وتكسّر الحبّ المراهقُ..

في مطبّات العيونْ

كتكسّر القلب الحزينْ

***

السكوت الثوري

أسكت.. فمالَكَ ـ في الكلام ـ نصيبُ

واْرحم حبيبك، فالحبيب صليبُ

 

نكبات الإنسان

نكبة الإنسان في النفسِ.. وفي

جاذبيّات زمانٍ ومكانْ

 

ديناميكية الزمان

فتلك فضائل الأيام.. تترى

وتلك جحافل الأعوامِ.. تسرى

 

الوصيّ المنصوص عليه

قال طاها: من كنتُ مولاهُ حقّاً

فعليٌّ.. مولاهُ حقّ اليقينِ

 

علاقة الأرض بالسماء

وتوسّلت خفقاتُ روحي.. كي تبدِّد شقوتي

ورفعتُ رأسيَ للسماءِ.. لكي أعمِّقَ شكوتي

 

المعذِّبون والمعذَّبون

فصباح المعذِّبينَ.. مساءُ

ومساء المعذَّبين.. صباحُ

 

موت المؤمن

لا تبكني.. فالموت بدء حياتي

وغداً.. سأُولد عند فجر مماتي

 

مناجاة قصيرة

وأنا المسيءُ.. وقد عهدتك ـ سيّدي! ـ

تعفو.. وتصفحُ عن عُبيدٍ جاني

 

طريق الثورة

سدّوا الينبوع بأجساد الشهداءْ

واْجرواْ إلى قبّعة الجنرالْ

 

مأساة البترول

فغدت عيون الزيت تطرف نحوهُ

وعلى أنابيب الضلوع توسّدُ

 

التربية الإسلامية

وأمهّد الأبناء في الآباءِ

وأجدّد الآباء في الأبناءِ

 

النجدان

سنن الأمانة كالخيانةِ

والخيانة كالسننْ

 

روح العمل

لا تقاس الأعمال بالكمِّ.. والحجمِ..

ولكن: تقاس بالنيّاتِ

 

الهموم الحقيرة

لا تحاول غرقي بقطرة دمعٍ

في دمي ألف دجلةٍ.. وفراتِ..

اضف تعليق