q
هل يمكن اليوم منع طفلك من استخدام الهاتف الذكي؟ لقد أصبح التفكير في هذا القرار أمرا بالغ الصعوبة لدى الكثيرين، فالهواتف المحمولة هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها الآباء للفوز بدقائق من الصمت والهدوء من قبل أطفالهم، وربما علينا منح الأم التي تمنع طفلها من الشاشات لأطول فترة ممكنة جائزة الأم المثالية...

هل يمكن اليوم منع طفلك من استخدام الهاتف الذكي؟ لقد أصبح التفكير في هذا القرار أمرا بالغ الصعوبة لدى الكثيرين، فالهواتف المحمولة هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها الآباء للفوز بدقائق من الصمت والهدوء من قبل أطفالهم، وربما علينا منح الأم التي تمنع طفلها من الشاشات لأطول فترة ممكنة جائزة الأم المثالية، وسط ضغوط مجتمعية تفرض الشاشات -سواء كانت هاتفا ذكيا أو جهازا لوحيا (التابلت) أو تلفزيونا- على الجميع.

في المقابل، علينا أن نسأل أنفسنا متى يصبح الهاتف الذكي ضرورة للطفل؟ وكيف ننظم ونراقب استخدامه؟ بحلول الوقت الذي يبلغ فيه ابنك أو ابنتك 10 أو 12 عاما قد يطلبان امتلاك هاتف محمول للتواصل مع الأصدقاء، وربما ستدركين حينها أنك في حاجة إلى وسيلة مباشرة للتواصل مع أبنائك في أي وقت، لكن تراودك بعض المخاوف، مثل:

التكلفة: هل يجب أن إنفاق المال (ما يزيد على 200 دولار أحيانا) على شيء يمكن أن يخسره الطفل أو ينكسر بسهولة؟

فواتير شهرية: يستهلك الأطفال باقات الإنترنت الشهرية من دون إدراك، إذ تتطلب ألعاب الأطفال شبكة إنترنت ذات سرعة فائقة، وبالطبع لا تفي الباقات التقليدية باحتياجات تلك الألعاب وفيديوهات تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام.

وليس هذا فحسب، قد يستخدم الأطفال بطاقات الائتمان المسجلة على الهاتف في شراء ألعابهم الإلكترونية وتجديد اشتراكاتها، وقد قرأنا جميعا قصصا عن أطفال ينفقون بسذاجة مبالغ ضخمة من بطاقات ائتمان آبائهم على الألعاب والتطبيقات الأخرى.

التعرض للخطر: قد يتعرض طفلك للاستغلال الجنسي أو مشاهد العنف من أكثر من طريق، ربما عليك مراقبته بصفة مستمرة للسيطرة على هذا الخطر المحتمل.

التعرض للتنمر: كلما زاد وجود الجهاز المحمول زاد خطر التنمر الإلكتروني، ومن الممكن أيضا -من خلال وسائل التواصل الاجتماعي- أن يدرك الأطفال بشكل مؤلم ما ينقصهم.

التعلق: أحد أكثر الأمور التي تثير غضب الآباء والأمهات هو تعلق الأبناء الشديد بالحياة الافتراضية، الأمر الذي يتطلب خطة علاج نفسية مرهقة.

وبالنظر إلى المخاطر، هل يجب أن يمتلك الأطفال هواتف محمولة؟ وكيف تقرر الوقت المناسب للقيام بذلك؟

يقول جيري بوبريك اختصاصي علم النفس السريري وخبير القلق في "معهد تشايلد مايند" (Child Mind Institute) إن هذا السؤال غالبا ما يسأله الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عاما.

ويضيف الدكتور بوبريك "أخبر الآباء أن الأمر لا يتعلق بعمر معين بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي للطفل وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا، يمكن أن يكون لديك طفل يبلغ من العمر 15 عاما غير ناضج حقا، لكنك تمنحه الهاتف لأنه يبلغ من العمر 15 عاما، في حين أن الطفل البالغ من العمر 12 عاما الناضج اجتماعيا يمكنه التعامل مع الأمر بشكل أفضل".

ويوصي الدكتور بوبريك بالأمور التالية لمعرفة هل يمكن لطفلك أن يمتلك الهاتف المحمول الآن

عليك أن تسألي نفسك: كم مرة يفقد طفلك الأشياء، خاصة الأشياء باهظة الثمن؟ إلى أي مدى يتعامل طفلك مع المال بشكل جيد؟ هل ستكون في منتصف لعبة وتشتري المزيد من الحيوات "Lives" باندفاع دون التفكير في تكلفتها؟

ضعي في اعتبارك أيضا مدى سهولة التقاط طفلك الإشارات الاجتماعية، هل يفهم الرسائل النصية وضوابط النشر عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ هي يستجيب لرسائل الغرباء؟ هل يبادر بالتواصل مع الغرباء؟ هل تغير مزاجه رسالة مزعجة من شخص على منصات التواصل الاجتماعي؟

ما مدى ذكاء طفلك في ما يتعلق بالتكنولوجيا؟ هل يدرك حقا أن موظفي القبول في الجامعة وأرباب العمل والزملاء في المستقبل يمكن أن يروا -ولو بعد سنوات- أي شيء تنشره الآن؟

ما مدى تفهم أداء طفلك مع تحديد وقت الشاشة؟ إذا كان طفلك متعلقا بالحاسوب فمن المحتمل أن يواجه صعوبة في ترك الهاتف أيضا.

يقول ديفيد أندرسون عالم النفس السريري المتخصص في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاضطرابات السلوكية في معهد تشايلد مايند إن "الهواتف مصممة لتكون دائمة التحديث قدر الإمكان، فقد تتلقى بريدا إلكترونيا أو إشعارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تتحقق من موجز الأخبار ونتائج المباريات الرياضية"، جميعها محفزات للتعلق الشديد بالهاتف المحمول، فيما لا يجد الأطفال نفس الحافز للارتباط بأنشطة مثل الواجبات المنزلية أو محادثة مائدة العشاء، بحسب أندرسون.

وتعتبر الهواتف المحمولة أيضا محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للأطفال، بمن في ذلك المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين يميلون إلى التصرف باندفاع، إن اندفاعهم يجعلهم أكثر عرضة لنشر أو إرسال شيء قد يندمون عليه لاحقا، وفي عالم يتم فيه تسجيل كل شيء تقوم بإنشائه في الفضاء الإلكتروني يكونون عرضة لارتكاب أخطاء طويلة الأمد.

الهاتف غير الذكي، إذا كنت لا تشعرين أن طفلك مستعد تماما لامتلاك هاتف ذكي فإن أحد الخيارات المتاحة لديك هو تزويده بهاتف يسمح بالاتصال والرسائل النصية فقط، ولكن ليس بأي شيء آخر مرتبط بعالم الإنترنت، ومع ذلك، أصبحت الهواتف الذكية أمرا لا مفر منه، علينا فقط إعداد أطفالنا جيدا للتحكم في سلوكياتهم عبر الفضاء الإلكتروني المتاح من خلال تلك الأجهزة.

دراسة صادمة

يعاني طفل واحد من بين كل أربعة أطفال ومراهقين من مشاكل في استخدام الهواتف الذكية، وذلك وفقاً لأحد الأبحاث الذي يشير أيضًا إلى أن مثل هذا السلوك يرتبط بضعف الصحة العقلية، وأصبح مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في استخدام أجهزتهم قضية تثير قلقًا متزايدًا، لكن الخبراء يقولون: إنه لا يزال هناك القليل من الأدلة على ما إذا كان قضاء الوقت على الشاشات ضارًا بحد ذاته.

هذا وقال الخبراء الذين شاركوا في الدراسة الأخيرة: إنهم يريدون النظر إلى ما وراء الوقت الذي يقضيه الشباب على الهواتف الذكية واستكشاف نوع العلاقة التي تربطهم بهذه الأجهزة، وتشير النتائج إلى أن أكثر من 23% من الشباب لديهم علاقة مختلة مع هواتفهم الذكية، ويبدو أن هذا يرتبط بضعف الصحة العقلية، وذلك على الرغم من أن البحث لا يستطيع القول ما إذا كان استخدام الهاتف يؤدي إلى مثل هذه المشاكل.

وقال الدكتور نيكولا كالك Nicola Kalk، مؤلف مشارك في الدراسة: يبدو أن أقلية كبيرة من المراهقين والشباب من مختلف البلدان يقومون بالإبلاغ الذاتي عن نمط من السلوك الذي ندركه في الإدمانات الأخرى.

إلى ذلك، استعرض الباحثون 41 دراسة نشرت منذ عام 2011 شملت ما يقرب من 42 ألف مشارك في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأميركا، معظمهم في سن المراهقة أو أوائل العشرينات، واستخدمت هذه الدراسات استبيانات لمعرفة مدى انتشار استخدام الهواتف الذكية المنطوي على مشاكل، وهي سلوكيات مثل القلق عند عدم توفر الجهاز أو إهمال الأنشطة الأخرى لقضاء بعض الوقت على الهاتف الذكي.

وقال الفريق: إن هذه الدراسات تشير في المتوسط إلى أن واحداً من كل أربعة أطفال لديه مشكلة في استخدام الهواتف الذكية، حيث من المرجح أن تبلغ الفتيات بين 17 و19 عامًا عن مثل هذا السلوك، وأظهرت مجموعات فرعية من الدراسات أن استخدام الهاتف الذكي الذي يشكل مشاكل يبدو أكثر شيوعًا بين الأفراد الأكثر ثراءً.

كما وجد الباحثون أن استخدام الهاتف الذكي الذي يشكل مشاكل أكثر شيوعًا بين من يعانون من إدمان الإنترنت والإدمان على فيسبوك والتسوق القهري وارتفاع مستويات الشرب وتدخين السجائر، وكان الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في استخدام الهواتف الذكية أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق والشعور بالإجهاد وقلة النوم، فضلاً عن ضعف مستوى التحصيل العلمي، حيث زادت احتمالات الإصابة بثلاثة أضعاف، وكشفت الدراسة أن إدمان الهاتف الذكي له تأثير ضار على الصحة العقلية، وقال مؤلفو الدراسة: إن هناك حاجة إلى توعية الجمهور حول انتشار الاستخدام الإشكالي للهاتف الذكي والصحة العقلية.

يذكر أن الدراسة قد أوضحت أن الهواتف الذكية باقية وهناك حاجة لفهم مدى انتشار الاستخدام الإشكالي الهواتف الذكية، إلى جانب الحاجة إلى مزيد من البحث في الموضوع لتحديد التأثير المحتمل على الصحة العقلية للأجيال القادمة.

أغبياء ومرضى

انتشار استخدام الهواتف الذكية بين صغار السن والمراهقين زاد مؤخرا، خصوصا بعد انتشار جائحة كورونا والتزامنا بالحجر المنزلي وإغلاق العديد من الأندية الرياضية وأماكن اللعب. لكن ما أخطار ذلك على صحتنا وصحة أبناءنا؟

خلال فترة انتشار جائحة كورونا وتزايد العدوى، زاد استخدام الوسائط الرقمية لدى الشباب وصغار السن لتمضية الوقت والتواصل فيما بينهم. كما وفرت لهم تلك الوسائط فرصا من أجل التعلم المنزلي عبر الإنترنت ومشاركة خبراتهم مع الأصدقاء.

هذا كله ساهم في تعلق صغار السن بالهاتف الذكي بشكل أكبر، لا سيما وأن القيود على استخدامه لم تكن صارمة للكثير من العائلات خلال فترة الحجر المنزلي، بيد أن الخبراء يحذرون من أن الهواتف الذكية لا تحتوي مزايا فقط، بل إنها تحمل لأبنائنا سلبيات كثيرة، ما جعلهم يدقون أجراس الخطر.

تعلق الأبناء بالهاتف الذكي ومحتوى التطبيقات الموجودة، ومحاولة بعض صغار السن مواصلة استخدامه لأوقات طويلة، حتى في أوقات النوم، بات يقض مضجع العديد من العائلات في ألمانيا.

ووفق استطلاع أجرته إحدى شركات التأمين الصحي الألمانية، فإن نصف ما يقرب من 1000 من الآباء والأمهات الذين شملهم الاستطلاع يخشون من إدمان أبنائهم على الهاتف الذكي، كما أن مشاكل قلة التركيز (44 في المائة) وقلة التمارين الرياضية (38 في المائة) يُنظر إليها على أنها عواقب سلبية محتملة على البنات والأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عاما، بحسب مجلة فوكوس الألمانية.

وعن هذا تقول عالمة النفس فرانسيسكا كليم إن مخاوف الآباء مبررة، إذ أن هناك مؤشرات على أن المزيد والمزيد من الأطفال والمراهقين يعانون من أمراض كانت غير معتادة في السابق لفئتهم العمرية. ووفقا لمجلة فوكوس فإن أمراضا مثل اضطرابات الحركة أو السمنة وكذلك اضطرابات النوم ازدادت لدى الفئات العمرية من 6 سنوات ولغاية 18 عاما مقارنة بالسابق.

كما يرى عالِم الأعصاب مارتن كورتي من جامعة براونشفايغ التقنية: أن تطور اللغة لدى الفئات الشابة بات مقلقا وهناك صعوبات من كيفية تواصل الآباء مع أطفالهم". ويؤكد العالم أنه من المهم أن يرى الأطفال وجه وفم الوالدين عندما يتحدثون إليهم. وهذا بات غير ممكن دائما إذا كان الآباء يجلسون باستمرار خلف أجهزتهم أو يصورون باستمرار ما يفعل الأبناء. وقال إن استخدام الآباء المفرط للهاتف الذكي بات يشكل قدوة سيئة للأبناء.

يذكر أنه من ضمن توصيات نقابة أطباء الأطفال للآباء محاولة إبعاد وسائط الشاشة بعيدة عن أبنائهم قدر المستطاع ولغاية بلوغهم سن الثالثة، لأن هذا قد يعرضهم للعديد من المخاطر. وفقًا لمسح KKH، يضع 80 بالمائة من الآباء قواعد لاستخدام أطفالهم للهواتف الذكية، في حين أن 63 بالمائة منهم يمنعونهم من الإمساك بالهاتف في أوقات معينة مثل وقت تناول الطعام أو قبل الخلود للنوم.

ووفقا لدراسة أمريكية فإن مخاوف الإدمان على الأجهزة الذكية لدى الأبناء هو هاجس للعديد من العائلات هناك. وأشارت الدراسة أن الأطفال في الولايات المتحدة البالغين من العمر 11 عاما في المتوسط يقضون حوالي 6 ساعات يوميا أمام الأجهزة المختلفة، في حين تقضي الفتيات من نفس الفئة العمرية أوقاتهن في الغالب على مواقع التواصل الاجتماعي.

طريقة مبتكرة

في طريقة مبتكرة، أعلن عمدة إحدى المدن الإندونيسية نجاح حملة تهدف إلى إبعاد أطفال المدارس عن الهواتف الذكية عن طريق إبقائهم مشغولين بتربية الدجاج.

حملة تربية الأطفال للدجاج تهدف أيضاً إلى تعليم الأطفال كيفية حب الحيوانات، وكذلك تحمل المسؤولية، أعلن عمدة لإحدى المدن الإندونيسية نجاح حملة، تهدف إلى إبعاد أطفال المدارس عن الهواتف الذكية، عن طريق إبقائهم مشغولين بتربية الدجاج. وكان أوديد دانيال، عمدة باندونغ، أطلق برنامج "تربية الدجاج"، بمنح 2000 دجاجة صغيرة لتلاميذ المدارس.

وقال أوديد لإذاعة محلية: "لاحظت أن الكتاكيت، التي قام تلاميذ المدارس بتربيتها قد كبرت بصورة جيدة، حيث أن وزنها الآن يتراوح بين كيلوغرام وكيلوغرامين اثنين". وأوضح أنه قد عرض شراء الدجاج من جديد مقابل 200 ألف روبية (14 دولارا) لكل منها.

ولم يوضح أوديد ما إذا كان الأطفال قد توقفوا عن ممارسة الألعاب على الإنترنت، أو مشاهدة مقاطع الفيديو عبر موقع "يوتيوب" على هواتفهم الذكية. من ناحية أخرى، قال جين جين جيناندجار، رئيس شؤون الزراعة في المدينة، إنه من المقرر أن يتم توزيع 10 آلاف دجاجة على طلاب المدارس مجانا، هذا العام.

وفي نفس السياق، أشارت صحيفة "فرانكفورته ألغيماينه تسايتونغ" الألمانية أن حملة تربية الأطفال للدجاج لإبعادهم عن الهواتف الذكية، تهدف أيضاً إلى تعليم الأطفال كيفية حب الحيوانات، وكذلك تحمل المسؤولية.

تفكر في شراء هاتف خلوي لطفلك؟ إليك معايير اختيار هاتف آمن للأطفال

من الصعب أن تقول لا لأطفالك عندما يريدون شيئاً ما، ويريد العديد من الأطفال هذه الأيام شيئاً مهماً ومكلفاً للغاية: هاتف خلوي. إذا كان الهاتف الخلوي جزءاً من حياة أطفالك الحالية أو تخطط لشراء واحد لطفلك، فيجب أن تكون قواعد استخدامه جزءاً لا يتجزأ من نظام سلامة الأسرة، خاصة عدم التحدث إلى الغرباء.

الميزة الجيدة لإعطاء طفلك الهاتف الخلوي أنه يمكنك البقاء على اتصال معه، وتتبع جهات الاتصال الخاصة به، وحتى تتبع مكانهم. ولكن إن لم تختر هاتفاً مناسباً وتتحكم في مدى استخدامه له، فقد تعرض طفلك وعائلتك للخطر!

في هذا التقرير سنقدم لك بعض المعايير التي ستساعدك على اختيار الهاتف المناسب لطفلك، والميزات الهامة التي يجب أن تبحث عنها، وطرق التحكم في استخدام طفلك للهاتف، وبعض المقترحات للهواتف المتوفرة في السوق.

في بعض الأحيان يكون أفضل هاتف محمول لطفلك هو الهاتف الذي تمتلكه بالفعل، أو الذي اعتدت امتلاكه قبل أن تشتري آخر جديداً. هذا يضمن لك أنت وطفلك مشاركة نظام تشغيل، وأن تعرف بالفعل كيفية استخدام هواتفهم، أو يمكنك ببساطة أن تشتري لهم هاتفاً أصغر حجماً أو أرخص أو مجدداً من نفس العلامة التجارية مثل هاتفك.

إذا كنت تشتري هاتفاً جديداً لطفل يقل عمره عن 12 عاماً فاختر طرازاً أرخص وأقدم أو هاتفاً مبتدئاً له قيمة تجزئة أقل، وبالتالي فهو أقل جذباً للسرقة. يقدم معظم البائعين نموذجاً للمبتدئين يسمح بإجراء المكالمات والرسائل النصية وبعض الوسائط المتعددة، والتي يجب أن تكون كافية للأطفال الصغار، وليست باهظة السعر إن أردت استبدالها في حالة فقدها أو سرقتها. في النهاية سيعتمد الهاتف الذكي الذي تختاره بالضبط على عمر طفلك وهدفك من استخدامه.

ما الميزات التي يجب مراعاتها عند شراء هاتف لطفلك؟ في حين أن هناك العديد من الاعتبارات والتفضيلات التي قد تمليها أنت أو طفلك على الميزات الأكثر أهمية، خاصةً إذا كان نظام التشغيل iOS أو Android أو نظام تشغيل خاصاً ببائع تابع لجهة خارجية، تأكد من مراعاة ميزات الأمان وسهولة الاستخدام وعمر البطارية.

سهولة الاستخدام: بعض الهواتف المحمولة مصنوعة خصيصاً للأطفال. لقد تم تصميمها لتكون سهلة الاستخدام وتحتوي على ميزات مثل الوصول المحدود إلى الإنترنت وخصوصية رقم الهاتف وأزرار الطوارئ في حالة الطوارئ.

حجم الشاشة: في حين أن الهواتف الصغيرة مناسبة بشكل أفضل للأيدي الأصغر حجماً، فبمجرد وصولك إلى سن ما قبل المراهقة والمراهقة، ستلعب ميزات حجم الشاشة والكاميرا دوراً هاماً. لا يوجد أفضل حجم للشاشة، ولكن يُفضل استخدام هاتف يمكن وضعه في الجيب حتى يتمكن طفلك من التجول في المدينة دون جذب انتباه اللصوص المحتملين.

إعدادات الخصوصية: يجب أن يمنحك مشغل شبكة الجوال والهاتف نفسه خيارات متعددة لإعدادات الخصوصية وعناصر التحكم في سلامة الأطفال.

عناصر التحكم في الوصول إلى الويب: تسمح معظم شركات الاتصالات للآباء بإيقاف تشغيل الميزات، مثل الوصول إلى الويب أو إرسال الرسائل النصية أو تنزيل التطبيقات والمحتوى. توفر العديد من الهواتف الوصول إلى الويب وتطبيقات الجوال، ولكن إذا كنت قلقاً بشأن وصول طفلك إلى محتوى غير لائق عبر الإنترنت، فاختر هاتفاً به وصول محدود للإنترنت أو ميزات تصفية الويب.

نظام تحديد المواقع العالمي (GPS): تحتوي العديد من الهواتف المحمولة الآن على تقنية GPS مدمجة، وتقدم بعض شركات النقل خدمات GPS التي تتيح لك تعيين موقع طفلك.

عمر البطارية: تأكد من التحقق من جودة بطارية الهاتف الذي تخطط لشرائه، يجب أن يستمر طوال اليوم بشحنة واحدة.

ما هو أفضل سن لمنح طفلك هاتفاً خلوياً؟ لا يوجد أفضل عمر لملكية الهاتف المحمول، يبدو أن بعض الأطفال قد ولدوا وهم يُمسكون بالهاتف في كفوفهم الصغيرة، بينما لا يكون آخرون مستعدين لتحمل مسؤولية الهاتف حتى يصبحوا مراهقين، إذا كان الطفل كبيراً فمن الجيد دائماً أن يكون لديك جهاز يتيح للأطفال البقاء على اتصال معك.

قد يكون سن 14 عاماً -سن المدرسة الإعدادية- أفضل وقت لتقديم الهاتف المحمول لطفلك، يبدو أن العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في طلب حصولهم على هاتف في حوالي 9 أو 10 سنوات. وتظهر دراسة أن 69% من الأطفال يمتلكون هاتفاً ذكياً عند بلوغهم 12 عاماً.

تتضمن بعض الإرشادات المتعلقة بكيفية الحكم على ما إذا كان طفلك ناضجاً بما يكفي لاستخدام الهاتف سجلاً قانونياً ومدرسياً نظيفاً، وفهم مفهوم تحديد الوقت وتنزيلات التطبيقات، وفهم كيفية استخدام الهاتف دون مقاطعة أو إزعاج الآخرين. لا تنسَ أنك أنت الحكم النهائي على ما إذا كان طفلك قادراً على استخدام الهاتف الخلوي بشكل مسؤول.

10 أسباب لعدم شراء هاتف ذكي لطفلكِ

تأثير الهواتف الذكية على الأطفال إذا كنتِ ترين صعوبة في منع طفلكِ من استخدام الهاتف الذكي، تعرَّفي على 10 أضرار يسببها استخدام الهاتف الذكي لطفلكِ:

الإدمان: يسبب استخدام الهاتف لساعات طويلة إدمان الأطفال للهاتف الذكي والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب، ويظهر ذلك واضحًا في سلوك الطفل العصبي والعنيف عندما تنتهي بطارية هاتفه أو لا يوجد إنترنت يسمح بتصفح المواقع الإلكترونية.

الأرق: أظهرت الدراسات أن استخدام الأطفال الهواتف الذكية يسبب الأرق وقلة ساعات النوم، والقلق والتوتر العصبي في أثناء النوم، بالإضافة إلى ضعف النظر على المدى القريب.

أمراض العظام: كالتشنج في عضلات العنق، بالإضافة إلى أوجاع أخرى في العضلات التي تظهر من الجلوس المطول وغير الصحيح لاستخدام تلك الأجهزة، التي غالبًا ما يصاحبها انحناء في الرأس والعنق.

السمنة: بسبب الكسل والخمول الجسماني والفكري الذي يحدث نتيجة الجلوس ساعات مطولة أمام الهاتف، وتناول الأطفال طعامهم في أثناء اللعب أو مشاهدة الفيديوهات، وعدم قيامهم بأي نشاط جسماني أو حركي.

العدوانية والعنف: استخدام الهاتف الذكي لساعات طويلة يجعل الطفل يعيش في عالم من العزلة والوحدة، ولا يبحث عن تكوين صداقات وتنمية المهارات الاجتماعية والتواصل المطلوبة. إذ يصبح الأطفال أكثر أنانية وشحًّا في تعاملهم مع جيرانهم، ويميلون إلى العدوانية المفرطة في المدرسة والمنزل، ويفتقدون أبسط المهارات الاجتماعية المتعارف عليها.

الخيال المحدود واختفاء الإبداع: يجعل استخدام الهاتف الذكي الطفل محدود الخيال والإبداع والذكاء، وينعكس ذلك على شخصية الطفل ودراسته وطريقة حله لمشاكله وتعامله مع الآخرين، يمكننا أن نقول إنه يصيب الطفل بالغباء على المدى البعيد.

توتر العلاقة بين الطفل ووالديه: تنشأ العلاقة القوية بين الطفل ووالديه من الحديث والتفاعل والأنشطة المشتركة، وليس من جلوس كل منهم أمام شاشة هاتفه الذكي، فينشأ الطفل مصابًا بالوحدة والانطواء، وعلاقته بوالديه فاترة ومليئة بالتوتر وعدم الفهم أو الحديث المشترك.

التوحد: يسبب استخدام الهاتف الذكي لدى الصغار في سن الحضانة حدوث التوحد بنسبة كبيرة، وتأخر الكلام عند الأطفال.

مشكلات السلوك لدى الطفل: يسبب أيضًا ظهور السلوكيات السلبية، مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار، وعدم سماع التعليمات والتوجيهات والتمرد.

التأخر الدراسي: الاستخدام الزائد للهواتف الذكية يضعف كذلك التحصيل الدراسي والعلمي، ويسبب تأخرًا في الاستيعاب.

تعرفي على: كيف تقللين من تعلق طفلكِ بالموبايل والتابلت؟ متى أسمح لطفلي باستخدام الهاتف الذكي؟ من المعروف أن الهواتف الذكية لها دور كبير في راحة الأم والأب، والانفتاح على مصادر المعلومات والترفيه والألعاب، ولكن دون أن تؤثر في حياة الأطفال والأسرة بأكملها، وتحولها لحياة إلكترونية بلا أنشطة ومهارات حقيقية.

لذلك يوصى الأطباء وخبراء التربية بعدم إعطاء الطفل هاتفًا ذكيًّا حتى سن المراهقة، ويكون ذلك تحت إشراف أولياء الأمور. تعرفي على: ما وقت الشاشة المسموح به وفقًا لعمر طفلك؟ بدائل الهواتف الذكية لتسلية الأطفال هناك ملايين الأفكار لأنشطة مسلية ومفيدة للأطفال بعيدًا عن الشاشات بأنواعها المختلفة، سواء الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية أو حتى التلفاز والكمبيوتر، والآن بعد أن تعرفتِ على تأثير الهواتف الذكية على الأطفال، ابدئي بنفسكِ وضعي هاتفكِ الذكي جانبًا، وامنحي طفلكِ وقتًا ثمينًا مليئًا بالأنشطة التفاعلية الحقيقية التي تطور مداركه وتحسن تفاعله مع البيئة المحيطة.

توصيات صحية

كانت الجمعية الأميركية لطلب الأطفال (APP) قد أوصت بعدة توصيات لاستخدام الهاتف الجوال للأطفال تبعاً لعمر الطفل:

- ضرورة الابتعاد عن استخدام الجوال للأطفال أقل من عمر 18 شهراً. وبالنسبة للأطفال من عمر 18 شهراً وحتى عامين يجب على الآباء الذين يريدون أن يستخدموا الجوال في تعليم أطفالهم أن يتم استخدام برامج عالية الجودة.

- الأطفال من عمر عامين وحتى 5 أعوام. يجب ألا يزيد وقت استخدام الجوال على ساعة واحدة طوال اليوم، كما يجب أن يشاهد الآباء البرامج والألعاب نفسها لتوضيح ما يراه الأطفال لهم وتعليمهم كما يجب أن تكون البرامج عالية الجودة أيضاً.

- الأطفال أكثر من 6 أعوام. يجب أن يلاحظ الآباء نوعية البرامج والألعاب التي يلعبها الطفل دون تدخل مباشر منهم، كما يجب أن يكون هناك وقت كافٍ للرياضة والنوم وقضاء أوقات مع الأسرة بعيداً عن استخدام الجوال.

- يجب ألا يكون الجوال في غرفة نوم الأطفال أو المراهقين لتجنب مخاطره الصحية.

ونظراً لوجود جدل كبير بين مخاطر الجوال الصحية وعدم ثبوت أي من هذه المخاطر بشكل قاطع ووجود دراسات وكذلك دراسات مضادة، هناك دائماً بعض الإجراءات الوقائية التي يمكن بها تقليل أخطار الاستخدام، ومنها على سبيل المثال:

- يفضل أن تكون هناك مسافة بين الأذن وسماعة الهاتف، كما يفضل أن يكون الحديث من خلال سماعة أو (هاند فري - من دون استخدام اليدين).

- يفضل عدم استخدام الجوال حينما تكون البطارية على وشك النفاد، لأن الهاتف يضاعف من قوة الإشعاعات حتى يحتفظ بأداء أفضل.

- يفضل عدم استخدام الجوال في الحافلات أو القطارات، كما يفضل عدم الحديث إذا كانت الإشارة منخفضة low signal.

- يجب على الأطفال عدم الذهاب للمدرسة بالجوال وعدم الحديث فيه أثناء الفسحة الدراسية.

- يفضل عدم الرد بشكل سريع على الجوال والانتظار لمدة 10 ثوانٍ قبل الرد.

- يجب أن تكون أبراج تقوية الهواتف الجوالة بعيدة عن المدارس والنوادي والتجمعات السكنية قدر الإمكان.

اضف تعليق