q
تتواصل الحرب الجديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تتهم ترامب بنشر معلومات كاذبة ومضللة الامر هذه الحرب وبحسب بعض المراقبين، تفاقمت بشكل كبير مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وقد برز الخلاف بعد أن أضاف موقع تويتر رابطا تحذيريا لمراجعة الحقائق...

تتواصل الحرب الجديدة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي تتهم ترامب بنشر معلومات كاذبة ومضللة الامر هذه الحرب وبحسب بعض المراقبين، تفاقمت بشكل كبير مع اقتراب الانتخابات الرئاسية وقد برز الخلاف بعد أن أضاف موقع تويتر رابطا تحذيريا لمراجعة الحقائق إلى بعض تغريدات ترامب لأول مرة. وهو ما اثار غضب ترامب الذي هدد في وقت سابق بـ"إغلاق" منصات التواصل الاجتماعي. وكتب ترامب الذي يتابعه ثمانون مليون مستخدم للإنترنت تغريدة على تويتر جاء فيها: "يشعر الجمهوريون بأن منصات التواصل الاجتماعي تمارس رقابة كاملة على أصوات المحافظين. سنقوم بإخضاعها للوائح تنظيمية مشددة أو إغلاقها لعدم السماح بتكرار أمر مماثل". واتهم ترامب أيضا منصات التواصل الاجتماعي بالتدخل في الانتخابات الأخيرة، قائلا "رأينا ما حاولوا القيام به وفشلوا في عام 2016".

من جانب اخر حذفت فيسبوك منشورا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبرته الشركة ينتهك قواعدها المناهضة لنشر معلومات مضللة عن فيروس كورونا المستجد. واحتوى المنشور على تسجيل مصور من مقابلة مع فوكس نيوز قال فيه ترامب إن الأطفال ”محصنون تقريبا“ ضد مرض كوفيد-19. وقال متحدث باسم فيسبوك ”هذا التسجيل يتضمن مزاعم كاذبة بأن فئة من الناس محصنة ضد الإصابة بمرض كوفيد-19، وهو ما يعد انتهاكا لسياساتنا بخصوص المعلومات المضللة الضارة المتعلقة بكوفيد“.

ونشرت حملة ترامب الانتخابية تغريدة على حسابها على تويتر، شاركها الرئيس، تحتوي على المقطع المصور. لكن تويتر أخفت التغريدة لاحقا أيضا لانتهاكها قواعد الشركة المتعلقة بالمعلومات المضللة. وقال متحدث باسم تويتر إنه يتعين على صاحب حساب حملة ترامب حذف التغريدة قبل نشر أي واحدة أخرى. وقال متحدث باسم موقع يوتيوب كذلك إن الشركة حذفت المقطع المصور لانتهاكه لسياستها الخاصة بالمعلومات المضللة عن كوفيد-19. لكن المقابلة الأصلية لا تزال متاحة على صفحة فوكس نيوز على الموقع. ولم يرد يوتيوب على الفور على استفسارات عن أي المقاطع المصورة تحديدا التي حذفها.

وقال المتحدث باسم فيسبوك إن هذه هي المرة الأولى التي تحذف فيها شركة التواصل الاجتماعي منشورا لترامب بسبب المعلومات الخاطئة عن فيروس كورونا. وكانت تويتر حذفت تغريدة أعاد ترامب نشرها يشير فيها إلى تسجيل مصور مضلل عن كورونا، لكنها تركت تسجيلات للرئيس قال فيها إنه يتعين على العلماء البحث في استخدام الضوء أو المطهرات لعلاج المرضى. وقالت تويتر إن هذه التعليقات تمثل رغبة في العثور على علاج وليست دعوة حرفية لتبني هذه المواد كعلاج.

تسجيلات كاذبة

وفي هذا الشأن انتشرت في الأسابيع الأخيرة ثلاثة تسجيلات مصوّرة حذّر أحدها "لن تكونوا في مأمن" في الولايات المتحدة إذا حكم جو بايدن وأظهر آخر نائب الرئيس الأسبق "نائما" خلال مقابلة تلفزيونية بينما صوّره الثالث "مختبئا" وحده في طابق منزله السفلي. وتم تداول هذه التسجيلات المصورة على حسابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه في مواقع التواصل الاجتماعي في وقت يسعى سيد البيت الأبيض الحالي لتقليص الفارق بينه وبين خصمه الديموقراطي الذي يتقدم عليه في استطلاعات الرأي. وأشارت مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة والجهات المعنية بتقصي الحقائق إلى أن التسجيلات كاذبة أو تم التلاعب بمضامينها.

وعلى الرغم من أن الحملات السلبية لطالما كانت سلاحا في الساحة السياسية الأميركية، إلا أن الاستخدام المفتوح لصور تم تحويرها رقميا من قبل ترامب وغيره من المرشحين في 2020 أثار قلق شركات التكنولوجيا العملاقة. وشن موقع تويتر حملة على هذه الظاهرة إذ أزال أو وضع إشارات على عدد من تغريدات الرئيس. وأعلن فيسبوك، الذي تحدث عن خطر وقوع اضطرابات مدنية، أنه لن يسمح بنشر إعلانات سياسية على منصته في الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية التي تسبق اقتراع 3 تشرين الثاني/نوفمبر.

وتبقى الكثير من الأسئلة بشأن إن كان هذا النوع من الرسائل، التي تصبح مهمة توقيفها مستحيلة فور تداولها بشكل واسع، يؤثر فعلا على الناخبين. لكن مما لا شك فيه هو أنه تم تجاوز خط ما. وقال الاستاذ المساعد في قسم الإعلام والعلاقات العامة لدى جامعة جورج واشنطن إيثان بورتر "لطالما كان هناك تقليد في السياسة قائم على عرض السياسيين المتنافسين أقوال أو معتقدات خصومهم بشكل معدّل، أليس كذلك؟ هذا جزء من السياسة". وأضاف "في المقابل، يدير فريق ترامب حملة منفصلة تماما عن الواقع بطرق غير مسبوقة تقريبا في التاريخ السياسي الأميركي".

ولم تواجه حملة بايدن الكم نفسه من الانتقادات التي وجهت لحملة ترامب. لكن هل يمكن أن يكون الاستعداد للتلاعب بدعايات سياسية وتسجيلات مصورة تحظى بهذه الدرجة من المشاهدة، استراتيجية مثمرة؟ ولم يتغيّر المعدل في استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" كثيرا بعد مؤتمر الحزب الجمهوري الذي كثّف ترامب خلاله هجماته على بايدن، لكن الصورة لا تزال غير واضحة في الولايات المتأرجحة (أي التي يمكن أن تغيّر معسكرها بين الجمهوريين والديموقراطيين من انتخابات لأخرى).

بدورها، أشارت الاستاذة المساعدة لدى "كلية هاسمان للصحافة والإعلام" في جامعة كارولاينا الشمالية في تشابل هيل شانون ماكغريغور إلى أنه "استُخدم المضمون الإعلامي الذي تم التلاعب به بمعظم الحالات من قبل فريق حملة ترامب في محاولة للحصول على ما يمكن وصفه بأدلة تبدو ملموسة على مزاعمهم. ويعود ذلك إلى عدم وجود أدلة حقيقية". وتم اللجوء إلى نهج مشابه في 2016، لكن التكنولوجيا جعلت من عمليات التلاعب أمرا أكثر سهولة وتطورا.

واتّهم فريق ترامب شركات التكنولوجيا بازدواج المعايير بشأن التسجيلات المرتبطة ببايدن. وقالت نائبة السكرتير الصحافي الوطني لحملة ترامب سامانثا زاغر إن "شركات التكنولوجيا الكبرى في جيبة جو بايدن لكن النخب الليبرالية في سيليكون فالي منحازة بشكل صارخ عندما يتعلّق الأمر بتعريفها للإعلام الذي تم التلاعب فيه".

لكن ماكغريغور التي تدرس دور وسائل التواصل الاجتماعي في العمليات السياسية، قالت إنه بدلا من أن يكون الهدف جذب الدوائر الانتخابية المختلفة، يبدو "الخطاب مثيرا للاستقطاب ويبحث عن قاعدة ترامب المؤيدة ويحاول تحفيزها على التصويت". وعلى سبيل المثال، قال نجل الرئيس دونالد ترامب جونيور في منشور على فيسبوك في 30 آب/اغسطس بعد مقتل أرون دانيلسون (39 عاما) بإطلاق النار عليه في بورتلاند "تحذير، رعب: أنتيفا (حركة يسارية مناهضة للفاشية) تستهدف وتعدم أحد أنصار ترامب" أرفقه بتسجيل مصور حظي بأكثر من 780 ألف مشاهدة ونحو 50 ألف إعجاب.

وجاء العنف في بورتلاند قبل وقت قصير من إعلان رئيس فيسبوك مارك زاكربرغ القيود على الإعلانات السياسية، مشيرا إلى أن المعلومات المضللة بشأن التصويت عبر البريد والقلق حيال التأخر في فرز الأصوات يعني أن انتخابات 2020 لن تكون تقليدية. وقال بورتر إن فريق ترامب مقتنع بأن استراتيجيته رابحة. وأوضح "يعتقدون أن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي واستراتيجيتهم في 2016 كانا وراء فوزهم في الانتخابات". وأضاف "لا أريد قول إنه لن يفوز. لكن إذا فاز فعلا لا أتخيل بأن هذا سيكون بين أهم الأسباب أو الأكثر ترجيحا"، مشدداً على أن تقصي الحقائق أو المعلومات الكاذبة لا تجدي نفعا. بحسب فرانس برس.

ويشير سايرس كرون، الذي أدار الحملة الرقمية للجنة الوطنية الجمهورية قبيل انتخابات 2008، إلى أنه "لا يبدو أن الفارق يتقلص بين المرشحين" في اقتراع العام الجاري وهو أمر يمكن إرجاعه إلى "عامل الخوف الذي تخلقه الإنترنت". وأكد وجود "مجموعات يسارية ترغب بأن يتم انتخاب نائب الرئيس (السابق) تستخدم نفس التكتيكات التي يلجأ إليها فريق حملة ترامب".

علامة تحذيرية

من جانب اخر وضع موقع تويتر علامة تحذيرية على تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال إنها تضمنت معلومات قد تكون مضللة عن عملية التصويت بالبريد. وكتب ترامب ”نظرا للكم الهائل الجديد غير المسبوق من بطاقات الاقتراع غير المرغوب فيها التي سيتم إرسالها للناخبين، أو لأي مكان هذا العام، قد لا يتم مطلقا تحديد نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر بدقة، وهو ما يريده البعض. كارثة انتخابية أخرى بالأمس“.

وهاجم الرئيس في الأشهر الأخيرة عملية التصويت بالبريد دون دليل وقال إنها قد تؤدي إلى تزوير واسع النطاق رغم أن ملايين الأمريكيين، ومن بينهم كثيرون في الجيش، أدلوا بأصواتهم عبر البريد لسنوات دون مثل هذه المشاكل. ويُنظر إلى هذه العملية على أنها وسيلة للحد من الإصابة بفيروس كورونا، برغم أن النظام الذي يقوم بذلك سيختلف من ولاية لأخرى. وأعادت علامة تويتر التحذيرية توجيه المستخدمين إلى صفحة تقول ”يؤكد الخبراء والبيانات أن التصويت عن طريق البريد قانوني وآمن“.

من جانب اخر قلل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أهمية جائحة «كوفيد-19» مجددا، وشبهها بالإنفلونزا في تغريدة، وردت شركة «تويتر» بوضع ملصق تحذيري على التغريدة، قائلة إن المنشور يتضمن معلومات يُحتمل أن تكون مضللة. وكتب ترامب يقول: «موسم الإنفلونزا على الأبواب! كثيرون يموتون بسبب الإنفلونزا كل عام، في بعض الأحيان أكثر من 100 ألف، على الرغم من توافر اللقاح. هل ستغلقون بلادنا؟ لا، تعلمنا كيف نتعايش معها، تماما كما نتعلم التعايش مع كوفيد، الذي يكون في معظم السكان أقل فتكا بكثير!!!»، بحسب رويترز.

وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية أن شركة «فيسبوك» حذفت منشورا مماثلا لترامب في وقت سابق. وجاءت التغريدة بعد ساعات من خروج ترامب من مركز والتر ريد الطبي العسكري في بيثيسدا بولاية ماريلاند. وأبلغ ترامب الأميركيين لدى عودته للبيت الأبيض، بعد أن قضى ثلاث ليال في المستشفى للعلاج من فيروس «كورونا المستجد»، وبعد أن رفع كمامته أمام عدسات المصورين، بأن يخرجوا وألا يخافوا من «كوفيد-19». وتفيد تقديرات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن الإنفلونزا تسببت في وفاة 22 ألف شخص خلال موسم 2019-2020.

حقوق الملكية الفكرية

على صعيد متصل أزالت شركة تويتر صورة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصتها للتواصل الاجتماعي بعد أن تلقت شكوى تتعلق بحقوق الملكية الفكرية من صحيفة نيويورك تايمز. ونشر ترامب التغريدة وكتب فيها ”في الواقع هم لا يلاحقونني بل يلاحقونك أنت، أنا فقط أقف في طريقهم“ واستخدم صورة له في الخلفية. وصورة الخلفية كان قد التقطها مصور نيويورك تايمز لتنشر مع تحقيق في سبتمبر أيلول 2015 عن ترامب مرشح الرئاسة في ذلك الوقت.

وتعرض تويتر الآن في مكان الصورة التي أزالتها رسالة تقول ”هذه الصورة أزيلت استجابة لبلاغ من صاحب حقوق الملكية الفكرية“. وبدأت تويتر التحرك ضد تغريدات ترامب في مايو أيار وتصادمت معه مرارا منذ ذلك الحين. وهدد الرئيس بتغيير القوانين المنظمة لمواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وصفت تويتر إحدى تغريداته عن التصويت بالبريد بأنها غير دقيقة وحجبت تغريدة عن النهب قالت إنها تحرض على العنف.

كما أزال فيسبوك، مقطع فيديو نشره حساب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وانتشر بشكل فيروسي لطفلين صغيرين، بعد أن قدم أحد والديهما طلبًا بشأن حقوق النشر. وحصد الفيديو أكثر من 4 ملايين مشاهدة بحلول الوقت الذي قام فيه فيسبوك بإزالته. والمقطع الذي تمت إزالته عبارة عن تعديل فاضح ومضلل للفيديو الذي انتشر في العام الماضي، الذي يظهر طفلًا أسود وآخر أبيض يركضان لعناق بعضهما البعض.

بينما أظهرت النسخة المنشورة في حساب ترامب، لأول مرة، كما لو كان الطفل الأسود يهرب من الطفل الأبيض. وقالت شركة Jukin Media، وهي شركة تمثل مُبدعي مقاطع الفيديو بما في ذلك الوالد الذي يملك هذا الفيديو، في بيان "لم يمنح مالك الفيديو ولا Jukin Media الرئيس إذنًا بنشر الفيديو، وبعد مراجعتنا، نعتقد أن استخدامه غير المصرح به للمحتوى هو مثال واضح على انتهاك حقوق الطبع والنشر دون استخدام عادل".

وقالت شركة جوكين، في بيانها، إنها قدمت طلب إزالة إلى تويتر، إلا أن الفيديو مازال موجودًا. ولم تؤكد الشركة أنها أرسلت طلب الإزالة إلى فيسبوك، لكن المتحدث باسم الشبكة، آندي ستون، قال "تلقينا شكوى بشأن حقوق الطبع والنشر من صاحب حقوق هذا الفيديو بموجب قانون الألفية الجديدة لحقوق طبع ونشر المواد الرقمية وأزلنا المشاركة".

وقال مايكل سيسنيروس، والد أحد الصبية في الفيديو، أنه نشر الفيديو الأصلي على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي، لأنه يعتقد أنها لحظة جميلة وصريحة للمشاركة في خضم العنصرية والكراهية في العالم. بينما أظهرت نسخة الفيديو التي نشرها ترامب جزءًا من مقطع الفيديو الفيروسي، حيث كان أحد الأولاد يلاحق الآخر، وكان يظهر معه شعار CNN، الذي كُتب بشكل مُزيف على لقطات الفيديو، في محاولة لمهاجمة الشبكة.

وانتقد مايكل سيسنيروس ما فعله ترامب، وكتب في منشور عبر فيسبوك، قائلا لن يتحول هذا الفيديو الجميل إلى مزيد من أجندته للكراهية". وفي الواقع، غطت CNN قصة الفيديو الأصلي في 2019. وكما ظهر الأطفال الصغار وآبائهم في برنامج: "The Van Jones Show" على CNN.

وفي وقت سابق، وضع تويتر ملصقا على الفيديو الذي نشره ترامب في حسابه، مع توضيح بأنه "تم التلاعب به" ،بعد وقت قصير من نشره في تويتر. وقال متحدث باسم تويتر: "لقد تم تصنيف هذه التغريدة وفقًا لسياستنا الإعلامية لمنح الناس المزيد من السياق". ولدى فيسبوك أيضًا سياسة إعلامية يتم التلاعب بها. ورفضت الشركة التعليق على ما إذا كان الفيديو ينتهك هذه السياسة. ولم يتخذ فيسبوك أي إجراء حتى يتم تقديم مطالبة بحقوق الطبع والنشر.

اضف تعليق