q
على الرغم من الأهمية البالغة لصحة الأذن ووجوب الحفاظ عليها، إلا أن معظم الناس لا يولونها أهمية موازية لتلك التي يولونها لأعراض متعلقة بأمراض أخرى، لذا يحتفل العالم في الثالث من مارس كل عام باليوم العالمي للسمع، لرفع مستوى الوعي حول كيفية الوقاية من فقدان السمع وتعزيز الاهتمام بصحة الأذن...

على الرغم من الأهمية البالغة لصحة الأذن ووجوب الحفاظ عليها من خلال إجراء فحوصات دورية، إلا أن معظم الناس لا يولونها أهمية موازية لتلك التي يولونها لأعراض متعلقة بأمراض أخرى، وبحسب المتخصصين هناك ثلاثة اعراض رئيسية لوجود مشكلة حقيقية في السمع: طنين في الأذنين، سوء فهم ما يقوله الآخرون، مطالبة الناس بتكرار كلامهم.

وفي هذا الاطار، يحتفل العالم في الثالث من مارس كل عام باليوم العالمي للسمع، لرفع مستوى الوعي حول كيفية الوقاية من فقدان السمع وتعزيز الاهتمام بصحة الأذن وحماية حاسة السمع لدى جميع سكان العالم.

يحدث السمع الطبيعي عندما تنتقل الموجات الصوتية إلى الأذن، مما يتسبب في اهتزاز طبلة الأذن، وهو الاهتزاز الذي يعمل على تحريك الموجات إلى مسافة أبعد داخل الأذن، مما يحفّز الخلايا العصبية لإرسال معلومات صوتية إلى العقل، ثم ترجمة هذه المعلومات إلى الأصوات التي نسمعها.

وتحدث الإصابة بفقدان السمع عند وجود مشكلة في جزء أو أكثر من أجزاء الأذن، أو وجود مشكلة في أعصاب الأذن أو جزء في الدماغ الذي يتحكم في السمع. ومع تقدم العمر يصبح ضعف السمع أكثر احتمالاً، إذ يعاني حوالي 14% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاماً من درجة معينة من فقدان السمع، بينما ترتفع هذه النسبة إلى أكثر من 30% بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق، لذلك يوصي الخبراء بأن يخضع البالغون لفحص سمعهم كل 10 سنوات قبل سن 50 عاماً، ثم يتم إجراء هذا الفحص كل 3 سنوات بعد بلوغ الخمسين.

5 أعراض تدل على أن لديك مشكلة في أذنك

إذا كانت لديك أي من هذه الأعراض عليك بزيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن لمعرفة ما إذا كنت تعاني من مشكلة على مستوى الأذنين، وقالت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية إن الأذن هي واحدة من أصغر وأكثر هياكل الكائن الحي تعقيدا، وعادة ما تكون أكثر عرضة للمشاكل التي يجب تحديدها في الوقت المناسب لتجنب المضاعفات.

وأشارت الصحيفة إلى أن اضطرابات السمع، خاصة فقدان السمع التدريجي، يمكن أن تتفاقم دون أن تُظهر الكثير من الإشارات لذلك فإن زيارة الطبيب ضرورية، ونسلط هنا الضوء على الأعراض الرئيسية الخمسة التي تعني أن الأذن تعاني من بعض المشاكل: 1- فقدان السمع المؤقت في إحدى الأذنين أو كلتيهما، قد نواجه حالة فقدان السمع الحاد الناجم عن الضوضاء، ويحدث ذلك عندما نتعرض لقدر كبير من الضوضاء العالية لفترة زمنية طويلة. وتتمثل أعراض ذلك غالبا في فقدان السمع في إحدى أو كلتا الأذنين، حيث تبدو الأصوات غير مسموعة كما لو كنا نضع سدادات أذن، ومن بين الأسباب الأخرى لذلك، تراكم الشمع في الأذنين أو وجود جسم غريب في الأذن أو التعرض لنوع من الإصابات السابقة سواء في الأذن الداخلية أو الوسطى أو الخارجية.

2- الطنين المتقطع في الأذن: هذا النوع من الطنين المزعج والمتقطع ليس عرضا من أعراض الجنون، بل من أعراض اضطرابات الأذن، مثل فقدان السمع بسبب التقدم في العمر أو إصابة الأذن أو حتى اضطراب في الدورة الدموية أو أي اضطراب آخر.

3- الانزعاج من الضوضاء الصغير، هل تشعر بالتوتر عندما يمضغ أحدهم؟ هل تنزعج من صوت السكاكين عند الأكل؟ إذا كنت تنزعج من أشياء كهذه فمن المحتمل أنك تعاني من اضطراب ما في أذنك. إن ذلك يسمى بـ"الميسوفونيا"، وهو مرض عصبي يتميز المصاب به بردة فعل انفعالية سلبية تجاه سماع بعض الأصوات التي تسبب له الغضب والتوتر، أي أنه اضطراب عصبي يقع في الهياكل العليا للجهاز العصبي المركزي، وبناء على الاستجابة العاطفية التي يولدها هذا الأمر، ينبغي استشارة الطبيب، رغم أنه لا يزال هناك علاج لهذه الأمراض باستثناء بعض أنواع العلاج السلوكي الإدراكي.

4- الدوار: أو "داء منيير" هو اضطراب في داخل الأذن من شأنه أن يسبب الدوار الشديد وطنينا حادا، فضلا عن الشعور بالضغط وألم في الأذن. وتُعتبر هذه الحالة مزمنة، ولا يزال الأطباء يجهلون سببها الدقيق، رغم من أن تراكم السوائل ومشاكل تصريفها من الأذن يمكن أن يساهم في هذا الاضطراب. وعادة ما يصيب داء منيير أذنا واحدة كما يعد من أحد الأسباب الشائعة للصمم.

5- تسمع نبضك بشكل مستمر: هذا النوع من الأعراض مختلف عن الطنين، وهو معروف باسم الطنين النابض أو الإيقاعي وهو صوت مستمر ومتكرر مشابه للنبضات الإيقاعية للقلب ولا يسمعه إلا الشخص الذي يعاني منه، وغالبا ما يحدث الطنين النبضي بسبب مشاكل صحية معينة، على غرار الأوعية الدموية غير المنتظمة، أو ارتفاع ضغط الدم، أو تصلب الشرايين، أو أورام الرأس والعنق.

طنين الأذن.. أمر طبيعي أم حالة مرضية؟

يشعر كثيرون بصوت طنين في الأذن من حين لآخر، فهل يعد ذلك أمرا طبيعيا أم أنه مؤشر على حالة مرضية تستوجب الحصول على استشارة طبية؟ قد يحدث الطنين في إحدى الأذنين أو الاثنتين معا، وله نوعان إما ذاتي يستطيع الشخص سماعه ويحدث بسبب مشكلات في الأذن الخارجية أو الوسطى أو الداخلية.

وبحسب موقع "ويب طب"، يعد هذا النوع من الطنين خطيرا كونه يؤدي إلى وقوع مشكلات في السمع أو بجزء من الدماغ بسبب تفسير الإشارات العصبية على أنها صوتية بطريقة خاطئة، أما النوع الثاني من الطنين فهو "الموضوعي"، والذي يستطيع الطبيب سماعه عند إجرائه للفحوصات، وقد ينجم عن مشكلة في الأوعية الدموية، أو خلل في عظم الأذن الوسطى أو تقلصات في العضلات.

وتتنوع الأسباب الكامنة وراء طنين الآذان، حيث يعد التعرض للأصوات العالية أبرزها، كما يمكن أن تنجم المشكلة عن انسداد في الأذن نتيجة تراكم الشمع، أو التهاب الأذن، كذلك قد يكون لاستخدام بعض الأدوية كالأسبرين وأنواع معينة من المضادات الحيوية وغيرها آثارا جانبية تتمثل بالطنين، كما يؤدي تصلب الأذن، وهو مرض يقوّض العظام الصغيرة في الأذن الوسطى، إلى سماع الطنين.

وتعد الشيخوخة من أسباب الطنين أيضا بسبب تدهور حال "القوقعة"، كما تساهم أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والشرايين والسكري والغدة الدرقية غير النشطة، في تزايد احتمالات ظهور الطنين.

علاج الطنين، تشير الدراسات الطبية إلى أن الطنين يختفي تلقائيا في معظم الأحيان، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستوجب تدخل الطبيب مثل إزالة الشمع الكثيف من الأذن بالشفط، وإن كان سبب الطنين عدوى، فغالبا ما يصف الطبيب قطرة تحتوي مركب "هيدروكورتيزون"، الذي يعتبر مضادا حيويا يكافح العدوى.

وقد تحتاج إلى استشارة أخصائي تقويم أسنان إن كان تشخيص الطبيب يدل على أن الطنين ناجم عن متلازمة المفصل الصدغي الفكي، وفي حالات نادرة، قد تكون الجراحة ضرورية إن كان سبب الطنين ورما أو كيسا أو تصلبا في الأذن نتيجة تراكم الكالسيوم على عظام الأذن.

هكذا تتجنب التهاب الأذن

الشمع في الأذن يصد المياه عن الأذن ويقتل الميكروبات. ولكن حين يسبح الإنسان طويلا في مياه غير مناسبة يضعف الحاجز الشمعي الواقي لجدار الأذن فتخترقه البكتيريا وتسبب الالتهابات والآلام. فكيف تتفادى الإصابة بالتهاب الأذن؟

يمتد التهاب الأذن الخارجية التهاب من صوان الأذن حتى غشاء طبلة الأذن، بسبب البكتيريا أو الفطريات. ويشعر الإنسان بالألم في أذنه وبشكل خاص حين يلمسها. وأحيانا تفرز الأذن سائلا الامر الذي يؤثر على قدرة المصاب على السماع. وكثيرا ما يصاب بالتهاب الأذن الخارجية الأشخاص الذين يسبحون كثيرا، أو الأطفال وكذلك الكبار، الذين يرتدون أجهزة تساعدهم على السمع، بحسب موقع في دي آر الإلكتروني.

أسباب التهاب الأذن، الجروح الطفيفة في قناة الأذن تجعل البكتيريا والفطريات قادرة على التسبب في الالتهاب وذلك في وجود الماء. ومما يسبب الالتهاب أيضا خفّة الطبقة الشمعية الواقية لجدار الأذن، وهي ما تسمى شمع الأذن (الصملاخ) أو السائل دهني الذي يحمي الأذن من البكتيريا والفطريات.

العلاج في غاية الأهمية كي لا يزداد الالتهاب ولا ينتشر ولا يتفاقم. وبإمكان الطبيب أن يصف لمريضه مضادات حيوية على شكل قطرات الأذن أو هرمون الكورتيزون الذي يساعد على تنشيط رد الفعل المناعي والسيطرة على الالتهابات، وقد يضع الطبيب في الحالات المستعصية في قناة الأذن قطعة من قماش الشاش. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الطرق فعالة جدا، وفق ما ينقل موقع في دي آر الإلكتروني.

الماء أحد شروط الحياة، لأنه يوجد داخل وخارج خلايا جسم الإنسان. ولا يمكن لعملية التمثيل الغذائي (عملية الأيض أو عملية الاستقلاب) الحدوث من دونه، وتوجد أيضا أدوية مطهرة ومخفقة للألم يمكن اقتناؤها من دون وصفة طبيب في الصيدليات، ولكن لا توجد حتى الآن دلائل أو دراسات تثبت أن لهذه الأدوية تأثيرا فعالا جيدا مثل الأدوية الواجب أن يصفها الطبيب بنفسه.

كيف تتفادى تفاقم الإصابة بالتهاب الأذن، وعند إصابته بالالتهاب والألم قد يلجأ المصاب لغسل أذنه بالصابون لكن هذا يزيل طبقة الشحم الواقية للأذن، وهذا يجعل الأذن أكثر عرضة للإصابة، وأحيانا قد يخرج قيح وصديد من الأذن وقد يعاني المريض من مشكلة في السمع وصعوبة في البلع وصعوبة في تحريك صِوان الأذن الخارجي في الحالات الحرجة، كما يذكر موقع إس آر إف الإلكتروني.

وعند الشعور بآلام في الأذن يُنصَح بعد السباحة وعدم مسح الأذن بالقطن، وعدم حك جدار الأذن الخارجي منعا لتهيج جدران الأذن الخارجية، ويُنصح بعدم استخدام سدادات الأذن خلال السباحة، فهي تؤدي إلى تهيج الجلد، لكن بالإمكان استخدام منشفة لتجفيف الأذن، كما بالإمكان استخدام كريم ترطيب الوجه والجلد الجاف.

ويُنصَح بالتوجه السريع إلى للطبيب المتخصص إذا تواصلت الأوجاع لأكثر من 24 ساعة. ويتم استخدام مضاد حيوي على شكل قطرات للأذن، وقد تستغرق المعالجة يومين أو ثلاث وقد تمتد إلى أيام عديدة. ويجب الانتباه إلى أن عدم معالجة الأذن الخارجية بشكل سريع وسليم قد يسفر عن انتقال الآلام إلى الأذن الوسطى، كما ينقل موقع إس آر إف الإلكتروني.

وبالإمكان الوقاية من التهاب الأذن بمنع دخول الماء إلى قناة الأذن أثناء السباحة، عن طريق ارتداء قبعة الاستحمام أو عن طريق سدادات جيدة ومناسبة للأذن بحيث لا تؤدي إلى تهيج الجلد. وحين يدخل الماء إلى أذنك أثناء السباحة فاثنِ رأسك إلى جانبك وربما هزّ رأسك واقفزْ كي تسمح للماء بالتدفق إلى خارج الأذن، وكذلك كي تسمح لبقايا الصابون والشامبو، إن وُجدت، بالخروج أيضا لأنها قد تقوي الالتهاب لديك، كما ينبغي عدم إهمال تنظف قناة الأذن لكن دون استخدام قطع القطن الطبي أو أصابعك، فهذا قد يؤدي إلى إصابات طفيفة في شمع الأذن الذي يحمي جلد قناة الأذن من الالتهابات، وفق موقع في دي آر الإلكتروني.

خمسة أسرار لا نعرفها عن شمع الأذن

يعتبر شمع الأذن أحد المواد التي يفرزها الجسم والتي لا يفضل ذكرها عادة في مجالس المهذبين، إذ يعتبره الكثيرون أمرًا شديد الخصوصية، ورغم ذلك، لا يزال شمع الأذن محل اهتمام لدى العديد منا، وكان شمع الأذن في الماضي يستخدم كمرطب للشفاه أو مرهم للجروح القطعية. إلا أنه يمكن الاستفادة منه فيما هو أكثر من ذلك.

وأظهرت دراسة حديثة أن شمع الأذن يمكن الاستفادة منه كمؤشر لتراكم المواد الملوثة في الجسم وفي تشخيص بعض الأمراض، وهناك خمسة أسرار ربما لا نعرفها عن شمع الأذن سوف نستعرضها فيما يلي:

كيف تفرزه الأذن

تعد خلايا الأذن من الأعضاء الفريدة من نوعها في جسم الإنسان، وقال شاكيل سعيد، البروفيسور من مستشفى الأنف والأذن والحنجرة الملكي الوطني في لندن: "يمكنك وضع نقطة من الحبر بطبلة الأذن، ومشاهدتها وهي تتحرك خلال أسابيع قليلة بفعل حركة الخلايا"، وإذا لم يحدث ذلك، فإن قناة الأذن سرعان ما ستمتليء بالخلايا الميتة الناشئة عن عملية تغير الجلد الطبيعية.

وتدفع هذه الحركة أيضًا الشمع، الذي تنتجه غدد عرقية محورة في باطن قناة الأذن، نحو الخارج. ويرى البعض أن الحركات الطبيعية للفك خلال عمليتي الأكل والكلام، تساهم في هذه الحركة، وأشار سعيد إلى أن شمع الأذن يأخذ لونا أغمق مع تقدمنا في العمر، فيما يجد أصحاب شعر الأذن الكثيف مع تقدم العمر صعوبةً في خروج الشمع عبر هذا الشعر الكثيف.

مضاد للميكروبات

يحتوي شمع الأذن على زيوت شمعية تتكون من الكيراتينيات، خلايا الجلد الميتة داخل الأذن بالإضافة إلى الصملاخ (المركب المكون لشمع الأذن)، الذي يمكن أن نطلق عليه مزيج من مواد مختلفة تفرزه الأذن.

وينتج ما يتراوح ما بين ألف وألفين غدة داخل الأذن مضادات للميكروبات في حين تضيف الغدد الدهنية القريبة من غدد الشعر الكحوليات، ومادة زيتية تعرف باسم السكوالين، والكوليسترول، والدهون الثلاثية إلى ذلك المركب.

ولا يختلف إنتاج شمع الأذن لدى الرجال عنه لدى النساء أو لدى الشباب عنه لدى المسنين. ولكن دراسة ذكرت أن مكون الدهون الثلاثية تختلف كميته في الفترة من نوفمبر / تشرين الثاني إلى يوليو / تموز عن باقي السنة، ويحتوي مركب شمع الأذن أيضًا على الليزوزيم، وهو إنزيم مضاد للبكتريا لديه القدرة على تحطيم الجدار البكتيري، في حين يرى فريق آخر من الباحثين أن شمع الإذن وسيط مثالي لنمو البكتريا.

الأصول العرقية تحدث فرقا

تفرز آذان الأسيويين وغير الأسيويين أنواع مختلفة من شمع الأذن وفقا للباحثين بمعهد مونيل في فلادلفيا. ويحتوي الكرموسوم 16 على الجينات المسؤولة عن إنتاج شمع الأذن بأنواعه (الجاف والرطب)، والشمع الرطب هو النوع السائد والاكثر انتشارا من شمع الاذن.. وهناك تغيير بسيط في جين أيه بي سي سي 11 هو المسؤول عن إنتاج شمع الأذن الجاف والتقليل من رائحة الإبط لدى الصينيين واليابانيين والكوريين.

وتضمنت الدراسة الأمريكية عملية قياس 12 من المركبات العضوية المتذبذبة التي يحتوي عليها شمع الأذن استنادًا إلى عينات من رجال من شرق آسيا ورجال بيض، وكشفت عملية القياس أن 11 من إجمالي 12 مادة عضوية يحتوي عليها شمع الأذن بنسب غير ثابتة تحتوي على كميات أكبر من مركبات الرائحة، وقالت كيت بريغ، الباحثة بمعهد مونيل، إن تحليل رائحة شمع الأذن هو الخطوة الأولى نحو اكتشاف إمكانية استخدام تلك الرائحة في تتبع الأمراض.

ويدرس المعهد في الوقت الراهن اضرابات وراثية نادرة يمكن تشخصيها من رائحة مكونات شمع الأذن. ويُعد تنظيف أذن المريض لاكتشاف بعض الأمراض أبسط وأقل كلفة من إجراء اختبار الجينات الوراثية، وتدرك بريغ مدى غرابة اختيارها المهني، إذ أن عملها يعتمد على رائحة الجسم البشري بصفة أساسية، وقالت بريغ "عندما تخبر شخصا ما أن عملك يعتمد على الروائح التي يصدرها الجسم البشري، تنتابه حالة من الضحك المستمر"، وأضافت "ولكن عندما تشرح له أهمية ذلك وتوضح له مدى ما يمكن الحصول عليه من معلومات من هذا العمل، غالبا ما يتفهم الناس السبب وراء اختياري".

الشفط المجهري أفضل

تعاني كاري روبرتس، في الأربعينات من عمرها، من مشكلة في إفراز شمع الأذن. وخضعت لعمليات تنظيف طبية للأذن عدة مرات، وجربت أيضًا الزيت الساخن دون إحراز أي تقدم. وانتهى بها الأمر إلى انسداد الأذنين.

وقررت كاري أن تخضع لعملية شفط مجهري لشمع الأذن والتي تتضمن تنظيف الأذن باستخدام أداة دقيقة تقوم بعملية شفط تشبه عمل المكنسة الكهربائية، ويفضل سعيد هذه الطريقة عن تفتيت الشمع من داخل الأذن باستخدام المحقنة العادية، التي تعتمد على ضخ المياه الدافئة في الاذن لإذابة وإخراج الشمع.

قال سعيد إن "استخدام المحقنة التقليدية يجعل الطبيب كالأعمى، لا يرى ما يحدث داخل الأذن. وإذا كان الطبيب يستخدم الماء، فلابد من أن يتجاوز السائل مكان الشمع ويجرفه إلى الخارج أثناء التفتيت"، وأضاف أنه "إذا لم يكن هناك فجوة تسمح بدخول المحقنة، فلا يمكن دفع المحقنة إلى داخل الأذن عنوة. ومع أنه من غير الشائع إتلاف طبلة الأذن أثناء الشفط التقليدي، أحيانًا ما يحدث ذلك"، ويختلف الأمر أثناء عملية الشفط المجهري، إذ أن الطبيب يرى الإجراء بالكامل من خلال مجهر مثبت بأداة الشفط، وقالت كاري أن العملية "غير مؤلمة"، ولكنها "صاخبة بعض الشيء وسريعة جدا"، وأضافت "تشعر كأنها ذلك الشيء الذي يستعمله طبيب الأسنان في فمك لطرد الماء من الفم أثناء حشو الضرس. ولكن الطبيب يدخلها في أذنك هذه المرة. إنها معجزة، وتابعت كاري "سوف استخدم هذه الطريقة كل مرة. إنها أفضل بكثير من استخدام المحقنة فلا أشعر بدوار ولا إغماء بعدها. كما أنها أسرع ولا تحتاج إلى الفوضى التي يحدثها استخدام زيت الزيتون قبل تنظيف الأذن التقليدي بأسبوع"، وقد يحتوي شمع الأذن، مثل باقي إفرازات الجسم، على بعض المواد السامة مثل المعادن الثقيلة. ولكن لن يكون من الصعب إجراء تحليل دم بسيط للتأكد من خلو هذه الإفرازات من تلك المواد.

مواد سامة

وهناك أيضًا بعض الأضطرابات الأيضية (المتعلقة بالهضم) التي من الممكن أن تؤثر على شمع الأذن. وكان أكبر كشف علمي ذو صلة بشمع الأذن هو طبقة الشمع التي بلغ سمكها 24 سنتيمتر في أذن الحوت الأزرق.

فعلى العكس من البشر الذين يتخلصون من شمع الأذن وخلايا الجلد الميتة داخل الأذن، تحتفظ الحيتان التي تتغذى على العوالق بشمع الأذن ليكون سمكه مقياسًا للعمر كما هو الحال بالنسبة للحلقات التي يحتوي عليها جذع الشجرة ويظهر عدد الفصول الجافة والرطبة التي عاشتها الشجرة، وهو أيضًا مقياس للعمر.

وحلل ساشا يوشنكو، أستاذ العلوم البيئية بجامعة بايلور بولاية تكساس الأمريكية، شمع الأذن ليكتشف هو وفريقه أنه على مدار 12 سنة، شمع أذن أحد ذكور الحيتان اختلط بـ 16 نوعا من ملوثات البيئة من بينها مبيدات حشرية.

وكان الحوت عرضةً لخطر كبير للسنة الأولى مما يرجح أن تلك المواد انتقلت إليه وهو في رحم الأم أو عبر لبنها أثناء مرحلة الرضاعة، واكتشف الفريق أيضًا مستويات مرتفعة من هرمون الكورتيزول بالكتلة الشمعية بمجرد وصول الحيوان إلى مرحلة البلوغ، أي مع بدء التنافس من أجل التزاوج.

نتائج مبهرة في علاج طنين الأذن!

يُعد صوت طنين الأذن المتسارع حالة معقدة. إنه ناتج عن مجموعة من العوامل، لذلك لا يوجد علاج واحد يناسب الجميع. لكن الباحثين أبلغوا عن نتائج ممتازة مع علاج مركب في تطبيق هاتف ذكي، بحسب ما نشره موقع "New Atlas" نقلًا عن دورية "Frontiers in Neurology"

يعاني حوالي 5٪ من الأشخاص من طنين الأذن في مرحلة ما من حياتهم. يمكن أن يتطور بعد التعرض المتكرر للضوضاء العالية؛ مثل صوت الطبول أو الموسيقى الحية أو الدراجات النارية الصاخبة أو صوت الآلات في المصانع. ولكن يمكن أن ينشأ أيضًا بفضل تراكم الشمع وتأثير الأدوية والالتهاب بسبب المرض أو نمو الأورام أو حتى مشاكل الدورة الدموية.

في بعض الأحيان يكون بالكاد ملحوظًا، وفي أحيان أخرى يكون من المستحيل تجاهله. يمكن أن يختفي هذا الضجيج الوهمي ويعود، ويمكن أن يتغير من حلقة عالية النبرة في الأذن اليسرى، مثل الصوت عند تشغيل تلفزيون قديم بدون صوت، إلى صوت مرتفع في الأذن اليمنى، كما لو شخص ما ترك مكبر آلة موسيقية بصوت صاخب في مكان ما قريبًا منه.

يمكن أن يجعل من الصعب النوم أو يمكن أن يزداد الأمر سوءًا فيجعل من الصعب سماع المحادثات. وبغض النظر عن السبب الأولي لطنين الأذن، فإن الأعراض نفسها يتم إنشاؤها بواسطة الدماغ. يمكن أن يسبب التوتر والقلق، ويمكن أن يتفاقم استجابةً لهما في حلقة مفرغة.

تم اقتراح العديد من العلاجات، وأظهر بعضها نتائج واعدة في أنواع معينة من مرضى الطنين، لكن فريقًا من الباحثين في جامعة أوكلاند اكتشف أنه تم الحصول على نتائج قوية من خلال تطبيق هاتف ذكي يجمع بين عدد من العلاجات المختلفة في واحد.

يجمع تطبيق "العلاج الرقمي المتعدد" Polytherapeutic بين "الاستشارة القائمة على الهدف مع العلاج الصوتي المبني على الألعاب الشخصية السلبية والنشطة، حيث "تم تخصيصه لكل موضوع بعد تقييم من قبل اختصاصي السمع، الذي صمم الأدوات الرقمية في التطبيق لتجربة المستخدم الخاصة بطنين الأذن. وقام فريق الباحثين في جامعة أوكلاند باختبار التطبيق الالكتروني مقابل تطبيق شائع للعلاج الصوتي بالضوضاء البيضاء يسمى "White Noise Lite".

كان المقياس الأساسي للفعالية هو المؤشر الوظيفي لطنين الأذن، وهو مقياس معياري يستخدم لتحديد تجربة الشخص مع طنين الأذن، حيث يُنظر إلى تغيير 13 نقطة على أنه فرق ذو مغزى سريريًا.

استخدم واحد وثلاثون مريضًا مزمنًا من طنين الأذن المتوسط إلى الشديد التطبيق متعدد العلاجات لمدة 12 أسبوعًا، واستخدم 30 منهم تطبيق الضوضاء البيضاء. أبلغت المجموعة التي تستخدم التطبيق الإلكتروني الذكي متعدد العلاجات عن تحسن متوسط قدره 16.36 نقطة بعد ستة أسابيع، و17.83 نقطة بعد 12 أسبوعًا، مع حوالي 55 ٪ من المشاركين الذين عانوا من تحسن ذي مغزى سريريًا بعد ستة أسابيع، و65 ٪ في 12 أسبوعًا.

تعد النتائج أفضل بكثير من تطبيق الضوضاء البيضاء، على الرغم من أن ذلك أحدث أيضًا فرقًا لبعض المستخدمين فحسب، حيث كان متوسط التحسن لمستخدمي الضوضاء البيضاء 10.77 نقطة في ستة أسابيع، و10.12 في 12 أسبوعًا، مع 33٪ من هذه المجموعة شهدت تحسينات ذات مغزى سريريًا في ستة أسابيع، و43٪ في 12 أسبوعًا.

يقول بروفيسور غرانت سيرشفيلد، أستاذ علم السمعيات المشارك في الدراسة، إن النتائج تعد "أكثر أهمية من بعض التجارب السابقة ومن المرجح أن يكون له تأثير مباشر على العلاج المستقبلي لطنين الأذن"، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة كشفت أن أسلوب علاج الضوضاء البيضاء "والاستشارات القائمة على الهدف والألعاب الموجهة نحو الهدف، وغيرها من العلاجات القائمة على التكنولوجيا فعالة لبعض الأشخاص في بعض الأوقات. لكن يعد التطبيق الجديد أسرع وأكثر فاعلية، حيث يستغرق 12 أسبوعًا بدلاً من 12 شهرًا لنسب أعلى من المرضى، بخاصة وأنه أسلوب علاج يرتكز في الأساس على إعادة توصيل الدماغ بطريقة تقلل من التركيز على صوت طنين الأذن إلى ضوضاء في الخلفية ولا يكون لها أي معنى أو صلة بالمستمع".

ومن جانبها، عقبت دكتورة كايتلين بار، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة ساوند فير أستراليا، التي تدعو إلى المساواة السمعية ومؤسسة الطنين أستراليا، غير الربحية، قائلة إن "الطنين هو أحد الأعراض. إنه مثل التهاب الكوع، يمكن أن يكون ناتجًا عن العديد من الأشياء المختلفة. لذا فإن نفس العلاج لن ينجح مع كل هذه الأسباب. إن هناك أشخاص لديهم طنين لأسباب نفسية، ويمكنهم تجربة استخدام التطبيق للتخلص من التوتر، أو إنهم يعانون بالفعل من حالة توتر بسبب الصدمة التي يسببها لهم صوت الطنين. وبالتالي، فإن العلاج يكون أكثر نجاحًا إذا كان لأسباب نفسية أكثر، ويعتمد على العلاج السلوكي المعرفي، مما يجعل الشخص يتراجع نوعًا ما عما يواجهه ويشجعه على التخلص من المشاعر السلبية. إنه أسلوب جديد نسبيًا، ولكن هناك الكثير من الأدلة حول العلاج المعرفي السلوكي، الذي يتم تطبيقه في مساحة الطنين بنجاح.

وتابعت: "ولكن إذا كان السبب فيسيولوجيًا، مثل فقدان سمع مفاجئ، على سبيل المثال، حيث يحاول الدماغ إعادة ضبط الطريقة التي يفسر بها الصوت، وبالتالي يتم إصدار صوت فمن المرجح أن تكون التدخلات العلاجية والجراحية أكثر نجاحًا. ولكن لأنه لا يمكن دائمًا فهم الأسباب بوضوح، فإن هناك الكثير من الثغرات في تشخيص أسباب طنين الأذن، لذلك من الصعب للغاية على الباحثين والمصابين، على حد سواء، العثور على الدواء الشافي. يبقى أن المثير في هذا البحث؛ هو النهج المُركب والذي يعني أنه من المرجح أن تساعد المزيد من الأشخاص".

تضيف دكتورة بار أن "الدراسة صغيرة النطاق، لذا من الواضح أن أمام [فريق الباحثين] الكثير من العمل الذي يتعين عليهم القيام به. ولكنه اكتشاف أولي واعد. إن الخيارات الأخرى القائمة على الحلول الرقمية التي تم الاطلاع عليها تتطلب نفسية أقوى أو عازمة على العلاج الصوتي، كسمة مشتركة عامة بينهم".

وتنصح دكتورة بار أنه بغض النظر عن الفعالية الواضحة للعلاجات القائمة على التطبيقات الذكية، فمن الأهمية بمكان أن يأخذ المصابون بطنين الأذن أعراضهم إلى أخصائي لديه معرفة محددة في هذا المجال قبل الشروع في أي نوع من العلاج.

كيف يمكن منع ذلك؟

يُعد خفض الأصوات الصاخبة بالمنزل مطلبًا أساسيًا للآباء والأمهات، وقد أظهرت دراسة جديدة أنّ ذلك قد يحمي أكثر من مليار شخص يتعرضون لخطر الإصابة بفقدان السمع، وعندما يتعلّق الأمر بمقاطع الفيديو والموسيقى والأفلام، فمن الشائع أن يستمع المراهقون والشباب لها بصوت مرتفع للغاية ولفترة طويلة، وفقًا لدراسة نُشرت، الثلاثاء، في الدورية العلمية "BMJ Global Health".

وعبر البريد الإلكتروني، أوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية، لورين ديلارد، وهي أيضَا مستشارة لمنظمة الصحة العالمية، وزميلة ما بعد الدكتوراه في الجامعة الطبية في ولاية كارولينا الجنوبية في أمريكا، أنّهم قدّروا أنّ 0.67 إلى 1.35 مليار فرد، تتراوح أعمارهم بين 12 و34 عامًا حول العالم، من المحتمل أن ينخرطوا في ممارسات استماع غير آمنة"، وبالتالي يتعرضون لخطر فقدان السمع.

وشرحت ديلارد أنّ التعرض للصوت بمستوى مرتفع للغاية، يمكن أن يرهق الخلايا والتراكيب الحسية في الأذن، وإذا استمر ذلك لفترة طويلة، يمكن أن تتضرر الخلايا والتراكيب الحسية في الأذن بشكل دائم، ما يؤدي إلى فقدان السمع، أو طنين الأذن، أو كليهما، وبحسب الدراسة، أجرى الباحثون تحليلاً إحصائيًا للمقالات العلمية المتعلقة بممارسات الاستماع غير الآمنة التي نُشرت بين عامي 2000 و2021، عبر ثلاث قواعد بيانات.

وتم تتبع ممارسات الاستماع غير الآمنة وفقًا لاستخدام سماعات الرأس وكذلك حضور فعاليات ترفيهية، مثل الحفلات الموسيقية، والذهاب إلى الحانات والنوادي، وفقا لما ذكرته الدراسة، وتحد المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مستويات الضوضاء الآمنة عند حوالي 85 ديسيبل على مدى 40 ساعة في الأسبوع، وإذا كنت تستمع لمدة ساعتين ونصف الساعة فقط على مدار اليوم، فإن هذا يعادل حوالي 92 ديسيبل، حسبما ذكرته الدراسة.

وقالت ديلارد إنّه لحسن الحظ، يمكن للسياسات والشركات والأفراد وضع تدابير لتشجيع الاستماع الآمن وحماية السمع من الضرر مع مرور الوقت، من جهته، قال دي ويت سوانبويل، وهو أستاذ علم السمع في جامعة بريتوريا بجنوب أفريقيا، ولم يشارك في الدراسة، إنّ تحليل الدراسة كان صارمًا، والأدلة مقنعة لتجعل فقدان السمع من أولويات الصحة العامة، وأضاف سوانبويل، وهو رئيس تحرير المجلة الدولية لعلم السمع: "الموسيقى تُعد بمثابة هدية يجب الاستمتاع بها مدى الحياة، والرسالة تتمثل في الاستمتاع بالموسيقى، ولكن بأمان"ن وسواء كنت تستمع إلى جهازك الخاص أو تحضر حفلة موسيقية، فقد حذّرت ديلارد من أن رنين الأذنين يُعد مؤشرًا جيدًا على أن الموسيقى كانت مرتفعة للغاية، ومع ذلك، هناك طرق لمنع الضرر قبل ملاحظة التأثيرا، وأشارت إلى أن بعض الأجهزة تسمح للأشخاص بمراقبة مستويات الاستماع الخاصة بهم من خلال خاصية إعدادات الجهاز، حتى أنّ بعضها سيقوم بتنبيهك عندما تستمع بصوت مرتفع لفترة طويلة.

وقالت ديلارد عبر البريد الإلكتروني: "إذا حذّرك جهازك من أنك تستمع بمستويات غير آمنة، فقم بخفض مستوى الصوت، واستمع إلى الموسيقى لفترات زمنية أقصر"، ورغم أن الخبراء لا يمكنهم تحديد بشكل قاطع أي نوع من السمّاعات هي الأكثر أمانًا للاستماع، فقد أوصت ديلارد باستخدام تلك التي تقلل ضوضاء الخلفية، ما قد يساعد في الحفاظ على مستوى الصوت عند مستويات منخفضة نظرًا لأنك لست بحاجة إلى التخلص من الضوضاء من حولك، ومع ذلك لا يمكنك التحكم دومًا في مستوى الصوت، وإذا كنت تحضر حفلًا موسيقيًا أو تواجدت بمكان صاخب، فيمكنك حماية سمعك من خلال الوقوف بعيدًا عن مكبرات الصوت، وأخذ فترات راحة بعيدًا عن الضوضاء، إن أمكن، حسبما ذكرته ديلارد، وأضافت أن استخدام بعض وسائل حماية الأذن قد تكون مفيدة، مثل وضع سدّادات الأذن الرغوية.

وقال سوانبويل في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "السمع هو الإحساس الذي يربطنا بالأشخاص الذين نحبهم"، وتابع: "العناية بسمعنا تُعد مفتاح الحفاظ على العلاقات صحية، والصحة العامة، والرفاهية"، وأضاف: "تعتبر الوقاية الأولية عند البالغين في عمر مبكّر أمرًا بالغ الأهمية لتجنب الإصابة المبكرة بفقدان السمع المرتبط بالعمر".

تصلب الأذن الوسطى.. لص يسرق سمعك

قال البروفيسور بيتر كلوسمان إن تصلب الأذن الوسطى "Otosclerosis" يعد لصا يسرق السمع، حيث إنه يمهد الطريق للإصابة بالصمم وفقدان حاسة السمع في حال عدم علاجه، وأوضح طبيب الأنف والأذن والحنجرة الألماني أن تصلب الأذن الوسطى يعني فقدان عظامها القدرة على الحركة بسبب نمو نسيج عظمي جديد.

وليس من المعروف حتى الآن سبب نمو النسيج الجديد، غير أن الأطباء يرجحون أنه يرجع إلى عوامل وراثية، ويجب استشارة الطبيب فور ملاحظة الأعراض الدالة على تصلب عظام الأذن الوسطى، والتي تتمثل في ضعف السمع بأذن واحدة أو بالأذنين، بالإضافة إلى الإصابة بطنين الأذن والدوار، ويستلزم تصلب عظام الأذن الوسطى خضوع المريض للجراحة حيث لا يمكن علاجه بالأدوية.

جهاز إنذار بجسمك.. مشاكلك الصحية قد تبدأ من أذنيك!

يربط كثيرون بين ارتفاع حرارة الأذنين وتحول لونهما إلى اللون الأحمر وبين الإصابة بالزكام. لكنهما تعملان مثل "جهاز إنذار" بجسمك يحذرك من مشاكل صحية عديدة قد تصيبك مع التقدم في السن.

يعاني قرابة 15 مليون شخص في ألمانيا من ضعف السمع. وبحسب ما أظهرت نتائج دراسات عديدة، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع الخفيف إلى المتوسط، يصبحون أكثر عرضة بنسبة 20 في المائة لخطر الإصابة بأمراض جسدية وعقلية أخرى وكذلك لدخول المستشفى مقارنة بالذين لا يعانون من مشاكل في السمع. المجلة الطبية الألمانية "براكسيس فيتا"، سلطت الضوء على أمراض ومشاكل صحية قد تحدث بشكل خاص لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع:

الخرف: مع التقدم في السن، يتقلص الدماغ وتضعف الذاكرة. وقد يمنع ضعف السمع الدماغ من الإستفادة من المنبهات الخارجية مثل المحادثات أو الموسيقى التي تساعد على استعادة لياقته. ولهذا يتراجع الأداء العقلي أكثر فأكثر ويتطور إلى الخرف. بالإضافة إلى فقدان السمع، يمكن للضوضاء المزعجة في الأذنين مثل طنين الأذن أيضاً إبطاء عمليات التعلم في الدماغ.

وفق العديد من الدراسات، فإن الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع معرضون للسقوط أكثر من غيرهم - غالبًا ما ينكسر عنق الفخذ أو عظام أخرى. لذلك يحتاج الكثير ممن يعانون من ضعف السمع إلى زراعة أطراف اصطناعية.

يمكن أن تتسبب صعوبات السمع لدى كبار السن في التوتر والاضطرابات النفسية. بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يتحرك المصابون بضعف السمع بشكل أقل - مما يزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ينعزل العديد من الأشخاص الذين يعانون من ضعف السمع عن محيطهم بسبب عدم قدرتهم على المشاركة في المحادثات وكذلك باقي الأنشطة الاجتماعية. مما يشعرهم بالحرج بسبب السؤال عدة مرات. ولهذا تزيد الوحدة من خطر الإصابة بالاكتئاب.

تقارن الأذنان بـ" جاهز إنذار"، ولهذا ينصح الأطباء المصابين بضعف السمع باستخدام السماعات الطبية في مرحلة مبكرة. مما يعوض فقدان السمع لديهم ويمكنهم من المشاركة في الأنشطة الاجتماعية وبالتالي تجنب الآثار الجانبية السلبية الأخرى.

كيف نحمي السمع؟

مراعاة مستوى الصوت

توصي منظمة الصحة العالمية بتجنب التعرض لصوت يزيد مستواه على 100 ديسبل للبالغين (الديسبل وحدة قياس الصوت)، و75 ديسبلا للأطفال، وإذا اضطر الشخص إلى التعرض لمستوى أعلى يجب ألا يزيد وقت التعرض على 40 ساعة في الأسبوع، علما بأن هناك تطبيقات خاصة على الهواتف الذكية تفحص درجة الصوت وتضبط مستواه تلقائيا في الأجهزة.

ارتداء واقي الأذن

لمن تفرض عليه طبيعة عمله سماع ضوضاء خطرة، يجب عليه ارتداء واقي الأذن المخصص (hearing protector) الذي يعزل الأصوات العالية أو يقلل تأثيرها. وفي حالة العلاج يجب ارتداء سماعات طبية وفحصها دوريا لدى الطبيب المختص (كل 3 أشهر)، والالتزام بارتدائها بعيدا عن الحرج المجتمعي الذي يعدّها عيبا يجب إخفاؤه.

التدخل الطبي

يجب أن يخضع جميع البالغين بين 50 و64 عاما لفحص سمع كل 4 سنوات، ومن هم فوق 65 يخضعون لفحص كل عامين تقريبا، وإذا شعر المرء بخلل في السمع أو فقد السمع في إحدى أذنيه يجب عليه أن يتوجه إلى المستشفى عاجلا لتشخيص الأسباب وتدارك السمع قبل فوات الأوان، إضافة إلى ضرورة علاج الأمراض المؤثرة على السمع، وعدم تعاطي الأدوية من دون إشراف طبي.

علاج شمع الأذن والطنين

يتكون الشمع الطبيعي داخل الأذن لدى الأفراد بنسب مختلفة لترطيب الأذن وإبعاد الحشرات، لكنه إن زاد عن الحد أو عبث الشخص به فإنه يؤثر على السمع مكونا ما يعرف بانسداد الأذن الشمعي، ويحتاج بعد ذلك لإزالته طبيا عبر تقنيات أفضلها الشفط تحت المجهر.

يؤثر الطنين أيضا على السمع، وهو تكون صوت مزعج داخل الأذن بفعل عوامل مختلفة منها التعرض لمستوى صوت عال، ويكون الطنين مثل صوت نقر أو موج بحر أو محرك طوال الوقت أو غيرها من الأصوات، ويؤثر على التركيز ونقاء السمع ويتطلب تدخلا طبيا.

التنظيف بحذر

يجب عدم العبث بالأذن بالأصابع أو أي أدوات أخرى، ويفضل تجنب الأعواد القطنية أيضا، واقتصار التنظيف على القماش المبلول، وتمريره على الأذن الخارجية دون التعمق إلى الوسطى.

متابعة تطور سمع الطفل

للأهل دور كبير في حماية سمع أطفالهم من خلال الامتناع تماما عن الضرب وتحديدا على الوجه والأذن، ومتابعة الفحوص الدورية منذ الولادة، ومتابعة نطق الطفل، فإن تأخر بعد العامين أو قبلهما بقليل يجب إجراء فحص سمعي ومتابعة تطوره اللغوي والسمعي، إضافة إلى المتابعة الطبية إثر تجمع السوائل خلف الطبلية، أو تراكم القيح في الأذن الوسطى، فهما عاملان يمكن أن يؤثرا على سمع الطفل.

دخول الماء إلى الأذن

يؤثر النظام الغذائي الصحي والرياضة الدورية إيجابا على صحة الجسم بشكل عام وتحسين دورته الدموية، لكن الطبيب غرزوزي يقول إن هبوط السمع لا علاقة له بأي منهما، كما أن دخول الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام أو السباحة لا يؤثر على السمع إلا إذا كان هناك تمزق في طبلة الأذن.

اضف تعليق