q
عادة ما تُصيب السكتات الدماغية المتقدمين في السن لكن الإحصاءات تكشف ارتفاع أعداد الشباب المصابين بها خلال السنوات الأخيرة. المثير للقلق هو أنها يمكن أن تصيب حتى الرياضيين منهم على حين غرة، فما الأسباب؟ عندما لا يُزود أجزاء من الدماغ بما يكفي من الدم وينقطع تزويدها بالأوكسجين، فإن الشخص يُصاب بسكتة دماغية...

تعد السكتة الدماغية حالة طبية طارئة، العلاج الفوري في غاية الضرورة، فقد يؤدي التدخل المبكر إلى الحد من تلف الدماغ ومضاعفاته، وتحدث الإصابة بالسكتة الدماغية عندما ينقطع أو يقل تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. وفي غضون دقائق، تموت خلايا الدماغ، والخبر السار هو أن السكتات الدماغية يمكن علاجها والوقاية منها، فالآن لا يموت سوى عددٍ أقل من الأمريكيين بسبب السكتة الدماغية مُقارَنةً بما كان عليه في السابق.

ابحث عن هذه العلامات والأعراض إذا كنت تعتقد أنك، أنت أو شخص آخر، مصاب بسكتة دماغية. احرص على الانتباه إلى موعد بدء العلامات الأعراض. يمكن أن تؤثر المدة الزمنية للأعراض في خيارات العلاج التي تتوفر لك: وجود مشاكل في الكلام والفهم. ربما تتعرض للارتباك. قد تتحدث بغير وضوح أو تواجه صعوبة في فهم الكلام.

قد يحدث شلل أو خدر بالوجه أو الذراع أو الساق. قد تصاب بخدر مفاجئ، أو ضعف أو شلل بوجهك، أو ذراعك أو ساقك. وغالبًا ما يحدث ذلك في جانب واحد من الجسم. حاول رفع كلا ذراعيك فوق رأسك في نفس الوقت. إذا بدأ أحد ذراعيك بالسقوط، فربما تكون مصابًا بسكتة دماغية. وأيضًا قد يهبط أحد جانبي الفم عند محاولة الابتسام.

مشاكل في الإبصار في عين واحدة أو كلتا العينين. قد تواجه فجأة رؤية ضبابية أو سوداء بإحدى العينين أو كلتيهما، أو ربما تتعرض للرؤية المزدوجة، صداع قد تشير الإصابة بصداع مفاجئ وشديد، قد يكون مصاحبًا بالقيء، أو الدوار أو تغير في الوعي، إلى أنك مصاب بسكتة دماغية، وجود مشكلة بالمشي. ربما تسقط أو تشعر بالدوار المفاجئ، أو فقدان التوازن أو التنسيق.

تحدث الإصابة بالسكتات الدماغية بسبب حدوث انسداد مفاجئ في الأوعية الدموية بالمخ مما يحد من تدفق الأكسجين للمخ ويؤدي لموت خلايا، بحسب الأطباء المتخصصون، الذين يوصون بسرعة التعامل مع أعراض السكتة الدماغية لأنه كلما تأخر فتح هذه الأوعية كلما مات عدد أكبر من الخلايا. وكل ثانية لها أهميتها، لابد من بدء العلاج الطبي خلال الساعات الأولى من الإصابة وهي الفترة التي تبدأ بظهور الأعراض وتمر بالاتصال برقم الإسعاف وحتى نقل المريض لإحدى المستشفيات وبدء إجراءات علاجه.

العلاج، بعد فحص المخ تكون هناك طريقتان لفتح الأوعية الدموية، إحداها من خلال إعطاء المريض محلول والأخرى من خلال إدخال قسطرة عبر منطقة المغبن الموجودة بين الفخذ والبطن إلى المخ. وأشار الاطباء إلى أن الطريقة الأخيرة جديدة نسبيا وأصبحت تستخدم بشكل واسع منذ نحو عامين.

وذكر الأطباء المتخصصون أنه غالبا ما يظل المرضى أياما عديدة في قسم السكتة الدماغية، وأنه من المهم متابعة العلاج والتدريب على النطق خلال فترة النقاهة والعلاج النفسي، والذي يمكن أن يستمر أسابيع عدة في الغالب وتقدمه مؤسسات رعاية صحية متخصصة في حالة عدم توفر هؤلاء الأقارب.

أسباب كثيرة وأرقام مثيرة للقلق

عادة ما تُصيب السكتات الدماغية المتقدمين في السن لكن الإحصاءات تكشف ارتفاع أعداد الشباب المصابين بها خلال السنوات الأخيرة. المثير للقلق هو أنها يمكن أن تصيب حتى الرياضيين منهم على حين غرة، فما الأسباب؟

عندما لا يُزود أجزاء من الدماغ بما يكفي من الدم وينقطع تزويدها بالأوكسجين، فإن الشخص يُصاب بسكتة دماغية، حيث تفقد بعض مناطق الدماغ وظائفها. فتكون العواقب عادةً الشلل النصفي الذي يمكن أن يمتد من الوجه حتى أطراف الأصابع. ونادراً ما يتعافى المصاب بالكامل. وفي أسوأ الحالات، تتأثر وظائف الحياة المركزية لتنتهي السكتة الدماغية بالموت.

في الغالب، يحدث اضطراب التروية الدموية القاتل بالدماغ في سن الشيخوخة فقط نتيجة للتكلس الوعائي أو التصلب الشرايين. ومعظم المرضى لديهم عوامل الخطورة المعتادة التي تهدد بانسداد أوعيتهم الدموية: السمنة والتدخين وارتفاع ضغط الدم.

لكن الأطباء لاحظوا في السنوات الأخيرة ارتفاع أعداد المصابين بالسكتة الدماغية من الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. وفي كل عام يُصاب نحو 30 ألف رجل وامرأة في ألمانيا وحدها بما يُسمى "السكتة الدماغ عن الشباب".

ومن الأسباب العاملة للإصابة بالسكتات هو أسلوب الحياة غير الصحي وقلة الحركة والسمنة منذ الصغر والتدخين، ويزيد الأمر سوءا عن النساء بتناول حبوب منع الحمل وعدم الانتباه إلى ارتفاع ضغط الدم. لكن المثير للرعب في هذه السكتات الدماغية بين الشباب هو أن المصابين من رشيقيّ الجسم ويمارسون الرياضة ومن غير المدخنين، أي أنهم معافون حتى اللحظة التي يُصابون فيها بالجلطة.

وهذا ما دفع فريق من الباحثين الألمان من جامعة ميونيخ برئاسة الدكتور لارس كيليرت إلى دراسة عن الإصابة بالسكتة الدماغية للفئة العمرية بين 18 و55 عاماً.

وبحسب مجلة "فوكوس" الألمانية فإن ما يميز السكتات الدماغية لدى الشباب هو عدم توصل الأطباء بنسبة 30 إلى 50 بالمائة إلى سبب ملموس للعجز في تزويد مناطق الدماغ بالدم. وفي 25 بالمائة من الحالات فإن السكتات تكون ناجمة عن تجلط في الدم، يُدفع عن طريق القلب نحو الدماغ.

النباتيون معرضون أكثر لخطر السكتات الدماغية!

يقول النباتيون إن الاستغناء عن اللحوم والمنتجات الحيوانية يقي من الأمراض والنوبات القلبية، بيد أن دراسة حديثة بينت مخاطر كبيرة بدأت في الظهور على من يعتمدون على عناصر غذائية خالية حتى من لحوم الأسماك.

كثيرا ما يجادل النباتيون بأن المأكولات النباتية تحتوي على جميع العناصر التي يحتاجها الجسم. بيد أن دراسة حديثة توصلت إلى أن النباتيين وإن كانوا يعانون بدرجة أقل من النوبات القلبية إلا أنهم يعانون بدرجة أكبر من السكتات الدماغية.

وبينت الدراسة أن نمط الحياة دون لحوم ليس له الأثار الإيجابية المرجوة كما يروج النباتيون، بل يضاف إلى ذلك أن هذا النمط الغذائي له أضرار كبيرة على الجسم. وبالرغم من التنوع الغذائي الكبير الموجود لدى النباتيين، كشفت دراسة بريطانية طويلة الأجل أنهم معرضون لمشاكل صحية، مثل التعب والصداع المتكرر. ويرجح الخبراء أن هذه الأعراض مردها نقص الحديد في الجسم. إذ أنه، وبالرغم من توفر الحديد في المأكولات النباتية، إلا أن نسبة امتصاص الجسم للحديد يكون أسرع في المأكولات الحيوانية عنه في النباتية.

وقارنت الدراسة التي أشرفت عليها جامعة أكسفورد ونشرتها المجلة الطبية البريطانية The British Medical Journal واستمرت حوالي 18 عاما، بيانات 48 ألف شخص ممن يتناولون اللحوم والنباتيين ممن لم يكن لديهم أمراض في القلب أو عانوا من أية جلطات في الماضي، حيث أظهرت الدراسة بشكل واضح أن من يعتمد على الطعام النباتي الذي يخلو من اللحوم والمنتجات الحيوانية والأسماك تزداد نسبة إصابته بالسكتات الدماغية بنسبة 20 بالمئة مقارنة مع الآخرين.

قصر القامة في الصغر قد يزيد احتمال الإصابة بالسكتة في الكبر

كثيرا ما يعاني الأطفال خاصة الذكور من قصر القامة والآن أفادت دراسة دنماركية موسعة أن الأطفال الأقصر قليلا مقارنة بأقرانهم ربما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية في الكبر.

توصلت دراسة أجراها مركز الأبحاث السريرية والوقاية في الدنمارك إلى أن النساء اللاتي كن قصيرات في سن السابعة أكثر عرضة بنسبة 11 % للإصابة بما يعرف بالسكتة الدماغية الإقفارية، وهو النوع الأكثر شيوعا، والتي تحدث عندما يؤدي تجلط لسد شريان ينقل الدم إلى المخ.

أما الرجال الذين كانوا قصار القامة في سن السابعة فهم أكثر عرضة بنسبة 10 في المئة للإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية وبنسبة 11 في المئة للتعرض للسكتة الدماغية النزفية التي تحدث نتيجة انفجار أحد الأوعية الدموية في المخ.

وقالت كبيرة الباحثين في الدراسة جنيفر لون بيكر من مركز الأبحاث السريرية والوقاية في مستشفى بيشبيبير وفريدريكسبرج "يجب أن يعمل قصار القامة على تغيير عوامل الخطر التي يمكنهم التحكم بها بما في ذلك ضغط الدم المرتفع والتدخين وارتفاع نسبة الكولسترول والسمنة، لتقليل خطر تعرضهم للسكتات".

وكتب الباحثون في دورية (السكتة الدماغية/ستروك) أن الأشخاص الذين كانوا أقصر بخمسة أو ثمانية سنتيمترات من متوسط الطول بالنسبة لعمرهم وجنسهم خلال مرحلة الطفولة زاد احتمال إصابتهم بالسكتة الدماغية بعد مرحلة البلوغ.

كما وجدت الدراسة أنه لا توجد علاقة على ما يبدو بين مدى الزيادة في الطول بين سن سبعة أعوام و13 عاما وبين التعرض للسكتات في المستقبل، وقال ستيف روتش أستاذ علم الأعصاب وطب الأطفال في كلية الطب في جامعة ولاية أوهايو إنه يجب ألا يفزع آباء الأطفال قصار القامة ويفترضوا أن أطفالهم سيتعرضون لسكتات في المستقبل. لكن عليهم اتخاذ خطوات لمعالجة باقي عوامل الخطر وتعليم الأطفال عادات جيدة يستمرون عليها عندما يكبرون لتقليل خطر التعرض للسكتات والأزمات القلبية.

ضرر السكتة الدماغية أخف على المتحدثين بلغتين أو ثلاث

ازدواجية لغة الإنسان تساعده في الشفاء من السكتة الدماغية بحسب دراسة حديثة خلصت إلى أن المتحدثين بلغة ثانية غير لغتهم الأصلية يستعيدون وظائفهم الإدراكية بواقع الضعف عمن يتحدثون لغة واحدة فقط إثر إصابتهم بالسكتة الدماغية.

أثبتت دراسة حديثة بأن من يتحدثون لغة ثانية غير لغتهم الأصلية يستعيدون وظائفهم الإدراكية بواقع الضعف عمن يتحدثون لغة واحدة فقط إثر الإصابة بالسكتة الدماغية. وقالت سوفارنا ألادي أستاذة الأمراض العصبية بمعهد نظام للعلوم الطبية في حيدر أباد بالهند والمشرفة على هذه الدراسة إنه اتضح خلال السنوات الأخيرة أن الخبرات الحياتية تغير من الطريقة التي تعبر بها الأمراض عن نفسها في المخ.

وقالت إن استخدام عدة لغات يمثل تحديا للمخ –لأنه يصبح من الصعب إيجاد لفظ معين لمعنى واحد بين عدة لغات- ومثل هذا التحدي يقوي المرونة العصبية أو المخزون المعرفي ما يهيئ المخ للتعامل مع التحديات الجديدة مثل الأمراض. وحلل الباحثون السجلات الطبية لعدد 608 مرضى ممن أصيبوا بالسكتة الدماغية بمعهد نظام للعلوم الطبية بين عامي 2006 و2013. وكان أكثر من نصف المصابين بالسكتة الدماغية يتحدثون لغتين على الأقل.

وبعد أن وضع الباحثون في اعتبارهم عوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة مثل التدخين والسن والتعليم والاصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكري وجدوا أن نحو 40 في المائة ممن يتحدثون لغتين يستردون وظائفهم الإدراكية والمعرفية بعد السكتة الدماغية بالمقارنة بنسبة 20 في المائة بين من يتحدثون لغة واحدة فقط.

وأفادت النتائج أن من يتحدثون لغتين أبلوا بلاء حسنا في الاختبارات الخاصة بالانتباه واليقظة عقب السكتة الدماغية لكن لم يرصد أي فارق فيما يتعلق باحتمالات الإصابة بالتلعثم أو القدرة على الفهم او التعبير عما يجول بخاطرهم خلال الحديث.

وقالت ألادي "جميعهم يصابون بالسكتة الدماغية في نفس السن لكن يبدو ان النتائج تكون أفضل بالنسبة للمتحدثين بلغتين". وقالت إن استخدام لغة ثانية أو ثالثة في الحديث أو التحدث بها بطلاقة حتى لو كان الإنسان لا يستخدمها كثيرا وبانتظام يبدو انها تضيف ميزة للمخ.

ومضت تقول "العامل الأكثر أهمية هو استخدام اللغة على المدى الطويل". وقالت إن تعلم لغة ثانية بالمدرسة ثم عدم استخدامها لا يضيف أي فوائد. وقالت إن "الرسالة المستهدفة هي لأن أنشطة تقوية الإدراك أمور يمكنك القيام بها في أواسط العمر لحماية نفسك. ومضت تقول إن بوسع المرء التحدث بلغتين لكن بوسعه أيضا العزف على الآلات الموسيقية" أو القيام بأنشطة أخرى تمثل تحديا للمخ.

وقال فرجوس كريك من معهد أبحاث روتمان في بيكريست في تورونتو الذي لم يشارك في هذه الدراسة إن تعلم ثلاث لغات ربما يكون خيرا من لغتين رغم أن ذلك لم يتضح بصورة جلية. وكان كريك وفريقه البحثي قد اكتشف أن تعلم لغتين يؤخر ظهور خرف الشيخوخة بواقع أربع سنوات أو خمسة.

وقال كريك في هذا السياق "يتعين على الناس تعلم لغة ثانية للتواصل في حالة وجود المرء في وضع معيشي جديد أو استيعاب ثقافة مختلفة أو من قبيل الاستفادة والمتعة. الفوائد العصبية مكافأة وليست هدفا أساسيا". وقالت ألادي إنه في مناطق كثيرة من العالم مثل الهند وافريقيا وأوروبا فإن تعلم عدة لغات بات أمرا شائعا. وأضافت "في المناطق التي توجد فيها لغتان يستحسن التفكير في تشجيع ذلك".

دراسة تربط بين بروتينات اللحوم الحمراء والسكتة الدماغية

تعتبر البروتينات من المكونات الغذائية الضرورية، لكن للبروتينات أشكال مختلفة، ما يجعل فوائدها متفاوتة، ويبدو أن بروتينات اللحوم الحمراء مضرة، فوفقا لدراسة حديثة تبين أن هذه البروتينات تزيد احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.

أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن اللحوم الحمراء -وليس جميع أنواع البروتينات الأخرى- ترتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية فيما تزداد فرص هذه الإصابة مع زيادة كميات اللحوم الحمراء المستهلكة.

قام الباحثون بتحليل بيانات من 11 ألف شخص من متوسطي العمر لم يتعرضوا لأي مخاطر أخرى مسببة للسكتة الدماغية مثل داء السكري وأمراض القلب ثم تابعوا حالات نصف هذا العدد على امتداد 23 عاما.

وبينت النتائج أن من استهلكوا اللحوم الحمراء بكميات كبيرة ارتفعت لديهم مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية -الناجمة عن انسداد أو ضيق الشرايين المغذية للمخ- بنسبة 47 في المئة بالمقارنة بمن تناولوا الحد الأدنى من هذه اللحوم. ولم ترتبط البروتينات الأخرى -مثل الدجاج والمأكولات البحرية أو المصادر النباتية مثل البقول والمكسرات- بأي مخاطر إضافية.

وقال برنارد هانينتش من مركز علاج الأزمات القلبية بجامعة فيرتسبورج بألمانيا إنه على الرغم من أن دراسات سابقة ربطت الإصابة بالسكتة الدماغية بتناول مأكولات ذات محتوى عال من البروتين -فيما كانت نتائجها متباينة- إلا أن الدراسة الحالية تؤكد الأدلة التي تشير إلى أن اللحوم الحمراء بالذات هي التي تمثل مثل هذا الخطر.

وحتى يتسنى تقييم العلاقة بين استهلاك البروتين ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية قام هانينتش وفريقه البحثي بمراجعة بيانات من استبيانات خاصة بالتغذية جرت لدى مقيمين بالولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 45 و64 عاما بدءا من عام 1987 وتمت متابعة حالاتهم الصحية حتى عام 2011 لرصد عدد من أصيبوا بالسكتة الدماغية.

وقسمت المجموعة الخاضعة للدراسة إلى أربع فئات حسب كميات البروتين المستهلكة يوميا ونوعها وعدد السعرات الحرارية. وأكدت الدراسة أن تناول المزيد من البيض ارتبط بتزايد فرص الإصابة بالسكتة الدماغية النزفية -التي تتميز بانفجار الأوعية الدموية في المخ وهي اقل شيوعا- بنسبة 41 في المئة. وأدت زيادة تناول اللحوم المصنعة مثل لحوم الخنازير والنقانق إلى تزايد مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 24 في المئة.

وأشارت بيانات نشرت في الآونة الأخيرة إلى أن مبيعات اللحوم المصنعة من النقانق ولحوم الخنازير واللحوم الحمراء سجلت تراجعا حادا في كبرى المتاجر البريطانية في أعقاب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية والذي نبه إلى أنه يتعين إدراج هذه اللحوم ضمن قائمة الأغذية التي يحتمل أن تكون مسببة للسرطان.

"اصطياد" الجلطة- طريقة مبتكرة لعلاج السكتة الدماغية

الشلل النصفي وفقدان النطق من أبرز أعراض السكتة الدماغية التي يعكف الأطباء على البحث عن طرق جديدة لعلاجها. طريقة القسطرة متناهية الصغر من الوسائل الواعدة لعلاج السكتات الدماغية، بيد أنها لا تناسب جميع المرضى.

يسعى الأطباء بشكل مستمر للتوصل لطرق لعلاج السكتات الدماغية التي تحدث نتيجة لتخثر دموي يسد الشرايين وبالتالي يتوقف تدفق الدم وموت الخلايا العصبية. وأجرى أطباء ألمان عدة تجارب على طريقة علاجية حديثة باستخدام القسطرة. وتعتمد الطريقة الحديثة على استئصال التخثر الدموي باستخدام قسطرة متناهية الصغر.

وتبدأ العملية بإدخال قسطرة إلى الشريان السباتي، وتحتوي هذه القسطرة على قسطرة متناهية الصغر قطرها أقل من المليميتر، تحتوي على دعامة ذات خصائص معينة. وتتمتد هذه الدعامة المعدنية داخل التخثر الدموي بطريقة يسهل بعد ذلك استخراجها مع التخثر الدموي في عملية تستغرق من 30 إلى 45 دقيقة ويتم التحكم فيها عبر شاشة خارجية.

ورغم أن العملية تبدو سهلة وفعالة إلا أن الطيب الألماني ينز فيلر من جامعة هامبورغ ابيندورف الألمانية، يوضح أنها غير مناسبة لجميع المرضى. واستخدم فيلر هذه الطريقة مع نحو 90 حالة، إلا أنه خلص إلى أن هذه الطريقة مناسبة للحالات الحرجة وشديدة الصعوبة فقط والتي يكون فيها التخثر الدموي كبير للغاية حتى يسهل الوصول إليه، أما بالنسبة للحالات التي يكون التخثر فيها صغير وعلى عمق كبير فيصعب استخدام هذه الطريقة.

وتطورت هذه الطريقة العلاجية عبر السنوات كما يوضح يواخيم روتر، المتحدث باسم الجمعية الألمانية للسكتات الدماغية بقوله: "بدأ الأمر بقسطرة صغيرة تحتوي على دواء قادر على تحليل التخثر الدموي يتم حقنه مباشرة في الجلطة، ومع الوقت ظهرت تطورات تقنية أخرى لينتهي الأمر باستخدام الدعامة التي يمكن من خلالها صيد الجلطة، إن صح التعبير واستئصالها".

ولم تقابل هذه الطريقة في البداية بتأييد جميع الأطباء، لكن الوضع تغير بعد إجراء خمس دراسات على هذه الطريقة وإثبات فاعليتها، كما يوضح فيلر. ولا تستخدم هذه التقنية بشكل موسع حتى الآن، لكن هناك بعض المستشفيات الكبرى التي تصنف المرضى بالنسبة لحجم الجلطة وتقوم بعلاج الجلطات ذات الحجم الكبير بهذه الطريقة. ويدرك الأطباء أهمية الوقت بالنسبة لمريض السكتة الدماغية، إذ أن البطء في العلاج قد يؤدي إلى فقدان النطق أو الشلل. ويصف فيلر هذه الطريقة العلاجية بالفعالة ويقول: "بمجرد استخراج الدعامة وبعد عدة ثواني، يبدأ المريض في تحريك ذراعه ويتكلم بشكل طبيعي وعادة ما تكون كلمة: شكرا، هي أول ما يقوله".

علاج السكتة الدماغية بات ممكناً

بعد نجاحه في شفاء رجل مصاب بالشلل بسبب قطع في الحبل الشوكي، أكد عالم بريطاني إمكانية معالجة ضحايا السكتة الدماغية، وذلك بفضل أبحاثه في مجال الخلايا المتجددة، قام فريق بريطاني بالتعاون مع جراح أعصاب بولندي بتدخل جراحي لربط الألياف العصبية التي قطعت للمريض دارك فيديكا قبل أربع سنوات. ورغم أن الأطباء آنذاك لم يعطوا فيديكا أملاً كبيراً في إمكانية استعادة الإحساس في الجزء السفلي من جسمه، إلا أنه يستطيع الآن السير وممارسة حياته بشكل مستقل.

وبذلك يكون الإجراء الذي قام به الأطباء البريطانيون بمثابة قفزة مهمة في عالم الطب تهدف إلى تغيير النظرة إلى الحالات الميؤوس منها حالياً للماصبين بالشلل جراء إصابات الحبل الشوكي، حسبما صرح به جيف رايسمان، رئيس الفريق البريطاني الذي قام بإجراء التدخل الجراحي. ويعتقد رايسمان أن النجاح في معالجة المرضى الذين يعانون من إصابات في الحبل الشوكي يفتح الطريق أمام تطبيق مبادئ مماثلة لعلاج السكتة الدماغية والعمى والصمم.

وتتميز الألياف العصبية، التي تنقل حاسة الشم من الأنف إلى الدماغ، بقدرتها على تجديد نفسها. ويقوم الأطباء بزرع هذه الخلايا من أنف فيديكا في جانبي الجزء المقطوع من حبله الشوكي، الذي يبلغ عرضه ثمانية مليمترات بعد تعرضه لطعنة سكين. وقال رايسمان: "كانت الحواف محاذية لبعضها جداً وفي وضع مثالي لمحاولة ضمها".

وتم إجراء الجراحة لفيديكا، وهو إطفائي سابق يبلغ من العمر 40 عاماً، في مدينة فروتسلاف البولندية عام 2012. ولم يتم التطرق إليها سوى مؤخراً في مجلة العلوم "سال ترانسبلنتيشن" لزرع الخلايا.

هكذا يمكنك تجنب التعرض للسكتة الدماغية

يموت ملايين الأشخاص كل عام بسبب السكتة الدماغية. لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها من خلال بعض التغييرات في السلوك والعادات الغذائية، منها ممارسة الرياضة. فكم هي المدة التي يجب ممارسة الرياضة فيها في الأسبوع؟

تتعلق السكتة الدماغية باضطراب الدورة الدموية "المفاجئة" وبالتالي نقص في إمدادات الدم إلى الدماغ. حوالي 80 في المئة من السكتات الدماغية ناجمة عن جلطة دموية تسد وعاء دمويا في الدماغ، وذلك وفقا لمؤسسة مساعدة السكتة الدماغية الألمانية. قد تنشأ مثل هذه الجلطة في المخ نفسه أو من أحد أجزاء الجسم ومن ثم تنتقل عبر الدم إلى المخ. من الممكن أيضًا أن تحدث السكتة الدماغية عن طريق تكلس الأوعية الدموية والذي يعرف بـ "تصلب الشرايين".

عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

ونقل موقع "تي أونلاين" أن عامل الوراثة يلعب دورا كبيرا. فإذا حدثت السكتات الدماغية في أفراد من الأسرة أو إذا كان بعضهم يعاني من الأمراض التي تعزز السكتات الدماغية، فإن خطر الإصابة بالمرض يزداد أيضًا. كما أن ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأسباب شيوعًا لمرض تصلب الشرايين وبالتالي أخطر عوامل الإصابة بالجلطة الدماغية.

الرجفان الأذيني هو شكل من أشكال عدم انتظام ضربات القلب، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى خمس مرات. تقريبا كل سكتة دماغية رابعة تحدث بسبب الرجفان الأذيني. ومن المعروف أن مرضى السكر يرتفع لديهم خطر الاصابة بالجلطة الدماغية إلى ما يصل إلى ثلاثة أضعاف. فمستويات السكر العالية في الدم تهاجم جدران الأوعية الدموية.

وتجدر الإشارة إلى أن التقدم بالعمر لا يعد أحد عوامل الإصابة بالجلطة الدماغية. إذ ما يقرب من نصف مرضى السكتة الدماغية أكثر من 75 سنة.

يموت ما يقدر بنحو 17 مليون شخص كل عام بسبب الأمراض القلبية وخاصة السكتات الدماغية بحسب منظمة الصحة العالمية. في ألمانيا وحدها تصيب السكتة الدماغية، والتي تُعرف أيضًا باسم "الجلطة"، حوالي 270 ألف شخص سنويًا. الأمر الذي يودي بحياة الكثيرين. لكنه بالإمكان تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية من خلال اتباع نمط حياة صحي:

تجنب زيادة الوزن

من يعتمد نظام غذائي متوازن، يحتوي الكثير من الخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والسلطات والفواكه، يتجنب زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وبالتالي يزود جسمه بالعناصر الغذائية المهمة التي تساعد على الحفاظ على صحة الأوعية.

تقليل التوتر

أولئك الذين يخففون من التوتر ويوفرون فترات راحة وفواصل منتظمة، يساعدون أجسامهم على تحقيق توازن هرموني. فالإجهاد مرتبط بزيادة تكوين هرمونات الإجهاد بما في ذلك الأدرينالين والكورتيزول. والذي يزيد من ارتفاع ضغط الدم وردود الفعل الالتهابية في الجسم.

التوقف عن التدخين

التخلي عن السجائر يساعد على حماية الأوعية الدموية. فالنيكوتين يهاجم الأوعية الدموية ويزيد من تدفق الدم في المخ، ويجعل الدم أكثر لزوجة. كما يعزز الالتهاب ويزيد من ضغط الدم. المدخنون لديهم خطر الإصابته بالسكتة الدماغية بأكثر من الضعف.

ممارسة الرياضة

توصي تعليمات السكتة الدماغية الألمانية بممارسة تمرينات رياضية بشكل منتظم. يجب أن تكون نشطًا لمدة 30 إلى 45 دقيقة من التمرين لثلاث مرات في الأسبوع. يساعد ذلك على منع السمنة وتقليل هرمونات التوتر. كما أن لممارسة الرياضة أثر إيجابي على ضغط الدم ونسبة السكر والدهون في الدم ويقوي نظام القلب والأوعية الدموية وتزود الجسم بالأكسجين.

اضف تعليق