q
تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية على أهمية فيتامين \"د\" للاستمتاع بصحة جيدة، والوقاية من عدة أمراض، وتشير الدراسات إلى أن أمراضا مثل الكساح، وضعف وهشاشة العظام هي نتيجة مباشرة لنقص كبير في فيتامين د، لكن هل لهذا الفيتامين دور في الوقاية من فيروس كورونا...

يُعرف فيتامين د بتقويته لصحة وقوة العظام والأسنان والعضلات، لكن العلماء يرجحون مؤخرا أن له دور في دعم الجهاز المناعي كذلك، ويمكن استخدامه للوقاية من الأمراض التي تسببها الفيروسات، مثل كوفيد-19.

ما هو فيتامين د؟ يُعرف فيتامين د بأنه "فيتامين شعاع الشمس" لأنه المادة الوحيدة التي يفرزها الجسم عند تعرض الجلد للشمس، ويساعد فيتامين د على امتصاص الجسم عناصر مثل الكالسيوم والفوسفور بمجرد دخوله في عمليات التمثيل الغذائي للجسم. وهي عناصر هامة لصحة الأسنان والعضلات والعظم، وتشير الدراسات إلى أن أمراض مثل الكساح، وضعف وهشاشة العظام هي نتيجة مباشرة لنقص كبير في فيتامين د.

اذ تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية على أهمية فيتامين "د" للاستمتاع بصحة جيدة، والوقاية من عدة أمراض، وتشير الدراسات إلى أن أمراضا مثل الكساح، وضعف وهشاشة العظام هي نتيجة مباشرة لنقص كبير في فيتامين د، لكن هل لهذا الفيتامين دور في الوقاية من فيروس كورونا.

البروفيسور كيفن كاشمان، المتخصص في دراسة فيتامين "د" والتغذية وصحة العظام في جامعة كلية كورك في أيرلندا، يقول إن الفيتامين مرتبط بالمزيد من المشاكل الصحية، ويشير إلى أن من يعانون من نقص هذا الفيتامين "أكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى أو احتقان، وهي أشياء واردة بشدة هذا العام"، بحسب ما نقل موقع "بي بي سي".

ويشدد على أن أي نقص في فيتامين "د"، مهما كان بسيطاً، يرتبط بـ"زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، والسكري، وأنواع من السرطان، والأمراض المعدية، وبعض أمراض الاحتقان".

وعن علاقة هذا الفيتامين ب‍فيروس كورونا، يشير كاشمان إلى أن "الدراسات العلمية الأولية تؤكد وجود روابط بين نقص فيتامين د وتأثيرات كوفيد-19 على الصحة"، موضحا في الوقت ذاته إلى أن هذه العلاقة "ليست قوية بما يكفي للتوصية بفيتامين "د" كطريقة للوقاية أو العلاج بعد"، ويتابع كاشمان أنه يرى "أن البحث يسير على الطريق الصحيح، وأن الوباء دفع بمشاكل نقص فيتامين "د" إلى بؤرة الضوء".

ويقول: كاشمان "نعلم أننا بحاجة لفيتامين "د" من أجل العظام بشكل أساسي. وإذا ثبت تأثيره الإيجابي، أو حتى الوقائي، ضد أمراض الجهاز التنفسي، فهي فائدة إضافية"، وبحسب "بي بي سي"، يتفق العلماء على أن الدليل العلمي ليس قويا حتى الآن، لكن التجارب مستمرة، "وهناك أدلة جديدة في طريقها للظهور. كوفيد-19 عمره عام واحد، وتحتاج البيانات إلى بعض الوقت"، ولفت إلى أن هذا أمر "مثير للدهشة" إذا ثبت أن نقص فيتامين "د" يرتبط بمشاكل التنفس والبرد والإنفلوانزا وغيرها.

فيروس كورونا: هل يحمينا فيتامين د منه؟

لكن البروفيسور كيفن كاشمان، المتخصص في دراسة فيتامين د والتغذية وصحة العظام في جامعة كلية كورك في أيرلندا، يقول إن العلماء يرون أن أي نقص في فيتامين د، مهما كان بسيطاً، يرتبط بـ "زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية، والسكري، وأنواع من السرطان، والأمراض المعدية، وبعض أمراض الاحتقان".

لكن هل توجد صلة مباشرة بين فيتامين د وكوفيد؟ يقول كاشمان إن الدراسات العلمية الأولية "تؤكد وجود روابط بين نقص فيتامين د وتأثيرات كوفيد-19 على الصحة"، لكنها ليست قوية بما يكفي للتوصية بفيتامين د "كطريقة للوقاية أو العلاج" بعد.

لكنه يرى أن البحث يسير على الطريق الصحيح، وأن الوباء "دفع بمشاكل نقص فيتامين د إلى بؤرة الضوء"، ويتفق العلماء على أن الدليل العلمي ليس قويا حتى الآن، لكن التجارب مستمرة، "وهناك أدلة جديدة في طريقها للظهور. كوفيد-19 عمره عام واحد، وتحتاج البيانات إلى بعض الوقت". وهذا أمر مثير للدهشة إذا ثبت أن نقص فيتامين د يرتبط بمشاكل التنفس والبرد والإنفلوانزا وغيرها.

"نعلم أننا بحاجة لفيتامين د من أجل العظام بشكل أساسي. وإذا ثبت تأثيره الإيجابي، أو حتى الوقائي، ضد أمراض الجهاز التنفسي، فهي فائدة إضافية".

من أين نحصل على فيتامين د؟ المصدر الأساسي لفيتامين د هو غالبا أشعة الشمس، على حد قول كاشمان، لكن الكمية التي نحصل عليها تعتمد على تركيزه في الجلد، وهو أمر يتغير وفق موقعنا على كوكب الأرض والوقت من العام.

والقاعدة العامة هي أنه كلما اقتربنا من خط الاستواء، كلما أصبحت أشعة الشمس أقوى وزادت كمية فيتامين د التي نحصل عليها. لكن بعض المناطق، مثل الهند والكثير من البلدان الأفريقية، تصنف ضمن الأكثر عرضة لنقص فيتامين د. فكيف ذلك؟

يقول كاشمان إن هناك عوامل عدة، مثل التلوث الذي يحجب أشعة الشمس أو الحياة في الحضر، "بجانب الكثير من الأسباب الثقافية كالملابس المرتبطة بالدين أو هروب الناس من حرارة الشمس في منتصف اليوم".

لكن هناك سبب آخر له علاقة بلون الجلد. وتشير البيانات التي نشرتها المجلة الأوروبية للتغذية الطبية إلى أن 12 في المئة من المواطنين الأوروبيين يعانون من نقص فيتامين د، "لكن هذا الرقم يزيد إلى الضعف وأحيانا ثلاثة أضعاف بين المجموعات العرقية التي تعيش في الدول الأوروبية"، لأن مادة الميلانين الموجودة في البشرة الداكنة تشكل واقيا طبيعيا ضد الشمس.

كيف نحصل على فيتامين د في طعامنا؟ ولحسن الحظ، يوفر الطعام مصدرا بديلا لفيتامين د، إذ يوجد في الأسماك الزيتية، واللحوم الحمراء، وصفار البيض، ومنتجات الألبان. لكن بالنسبة لغالبية الناس، يصعب الحصول على ما يكفي من هذا الفيتامين عن طريق النظام الغذائي وحده.

وأغلب الأطعمة الغنية بفيتامين د مستمدة من مصادر حيوانية، في حين يغيب هذا العنصر عن النباتات، "ما يعني أن اتباع حمية نباتية أو عدم القدرة على شراء أطعمة بعينها يزيد من خطر نقص فيتامين د" على حد قول كاشمان.

وهذا هو الحال في بلدة مثل منغوليا، حيث كشفت دراسة أجراها برنامج "سلسلة الغذاء" الذي تنتجه بي بي سي أن حوالي 70-80 في المئة من البالغين، و90 في المئة من الأطفال يعانون من نقص فيتامين د.

"والطعام الغني بفيتامين د غالي الثمن بالنسبة لمن يعيشون في مجتمعات فقيرة" على حد قول أمارة بور، رئيسة العمليات في مؤسسة كرستينا نوبل للأطفال في منغوليا، وأضافت أن الحكومة أعلنت خططا لإضافة الفيتامين لدقيق القمح، وهو من أكثر المنتجات المستهلكة في البلاد، وطريقة سهلة لضمان وصول الفيتامين لكل الأفراد.

هل يمكن أن تحصل على فيتامين د أكثر من اللازم؟ توصي أغلب المنظمات الصحية بجرعة يومية من فيتامين د بمقدار 10 ميكرو غرام على الأقل، لكن أكثر من مئة ميكروغرام قد تكون مضرة. وقد تؤدي الجرعات الكبيرة على فترات طويلة إلى تراكم الكالسيوم الزائد في الجسم، ما يؤدي إلى إضعاف العظام ومشاكل في الكلى والقلب، ويقول كاشمان إنه "يمكن أن يرتفع استهلاك الفيتامين بدون قصد، عن طريق شراء مكملات غذائية بها نسبة عالية من فيتامين د أو تناول أكثر من حبة"، وأضاف: "لكن من الصعب أن يزيد الاستهلاك عن الحل المطلوب عن طريق الأطعمة الغنية بالفيتامين، لأنها تُضاف بشكل أكثر اعتدالا".

ما الطرق الأخرى للحصول على فيتامين د؟ أحد الطرق هي تناول الأقراص أو المكملات الغذائية الغنية بفيتامين د، لكنها قد تكون مكلفة للملايين حول العالم، لذا، فالطريق البديل هو إضافة المزيد من فيتامين د إلى نظامنا الغذائي، عن طريق إضافته "للأغذية الأساسية التي يتم تناولها على نطاق واسع" على حد قول كاشمان، وتُعرف هذه العملية بالتحصين الغذائي، وهي طريقة متبعة في الدول الصناعية منذ 80 عاما، ويزيد استخدامها الآن في الدول النامية. وبالنسبة للكثير من خبراء التغذية، هذه هي الطريقة الأفضل للتغلب على نقص فيتامين د حول العالم.

وتختلف أنواع الطعام التي يمكن إضافة العناصر الغذائية إليها وفقا للموقع الجغرافي، لكنها تشمل اللبن وبدائله النباتية (مثل الصويا والشوفان واللوز والأرز)، والعصائر، والزبادي، والقشدة، والسمن النباتي، ودقيق القمح، وزيوت الطبخ، ورقائق الإفطار وحتى البيض، ويمكن للحكومات فرض إضافة هذه العناصر أو جعلها اختيارا لمصنعي الأغذية حسب مستويات نقص فيتامين د في البلاد. وحاليا، تفرض دول قليلة برامج التحصين بفيتامين د، مثل كندا وفنلندا التي تغيب عنها أشعة الشمس أغلب أيام العام.

وتقول البروفيسورة كريستل لامبيرغ-ألارديت، أستاذ الطعام والتغذية في جامعة هلسنكي في فنلندا، إن "الفكرة تكمن في العثور على مصادر غذائية تصل إلى أغلب الناس بحيث يحصلون على حاجتهم منه" وهي تتحدث من واقع خبرتها في العمل مع الحكومة على سياسات التحصين بفيتامين د.

5 أطعمة صحية غنية بفيتامين (د) يجب إضافتها إلى نظامنا الغذائي

يعد فيتامين (د) مهما في تكوين عظام قوية وفوائد صحية أخرى. ورغم إمكانية الجسم البشري إنتاجه من خلال التعرض لأشعة الشمس، إلا أن الكثيرين يعانون من نقص "فيتامين أشعة الشمس"، وبالنسبة لأولئك الذين لا يحصلون على ما يكفي من ضوء الشمس، يمكنهم توفير جرعاتهم اليومية من فيتامين (د) من خلال إضافة أطعمة معينة في نظامهم الغذائي، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة، فإن الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين (د) لكل فئة عمرية هي:

- الأطفال حتى سن 12 شهرا: 400 وحدة دولية

- الأفراد من سن 1 إلى 70 عاما: 600 وحدة دولية

- البالغون 71 سنة وما فوق: 800 وحدة دولية

- النساء الحوامل والمرضعات: 600 وحدة دولية

ويعد كبار السن وذوو البشرة الداكنة وأولئك الذين يغطون بشرتهم لأسباب صحية أو دينية، هم أكثر عرضة لخطر نقص فيتامين (د)، وللحصول على الكمية الكافي من فيتامين أشعة الشمس الموصى بها، إليك ستة أطعمة صحية تحتوي على فيتامين (د):

1. السلمون:

سمك السلمون يسهل الوصول إليه، وهو غني بفيتامين (د). وتحتوي حصة السلمون 3 أوقيات على 375 وحدة دولية (IU) من فيتامين (د)، ووجدت دراسة أجريت عام 2007 أن حصة 3.5 أوقية من سمك السلمون البري تحتوي في المتوسط على 988 وحدة دولية من فيتامين (د)، في حين أن نفس الكمية من سمك السلمون المستزرع تحتوي في المتوسط على 240 وحدة دولية.

ويعد السلمون مصدرا كبيرا لفيتامينات B وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي يعتقد أنها مفيدة في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ومرض ألزهايمر والالتهابات بشكل عام.

2. السلمون المرقط أو التروتة:

يعد سمك السلمون المرقط خيارا رائعا آخر للأسماك لأولئك الذين يسعون إلى زيادة تناول فيتامين (د). وتحتوي حصة من التروتة على 540 وحدة دولية من هذا الفيتامين الضروري، ويعتبر سمك السلمون المرقط أيضا مصدرا ممتازا للفيتامينات والمعادن الأخرى مثل النياسين الذي يساعد الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، وفيتامين B 12 الذي يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء، وأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالأمراض والسكتة الدماغية.

3. المكملات الغذائية بزيت كبد الحوت:

زيت كبد الحوت هو مكمل غذائي يمكن شراؤه من معظم محلات البقالة. وهو خيار رائع لأولئك الذين لا يحبون السمك، لكنهم ما زالوا يريدون طريقة سهلة لإضافة فيتامين د إلى نظامهم الغذائي.

وتعطي كبسولتان، ما يعادل 5 ملليلتر من زيت كبد الحوت، نحو 400 وحدة دولية من فيتامين أشعة الشمس يوميا. وهذا يعادل حوالي 66% من متوسط احتياجات الشخص اليومية من فيتامين (د).

4. أكل الفطر:

بالنسبة للنباتيين، يعد الفطر مصدرا بديلا جيدا لفيتامين (د). ويحتوي كوب من الفطر الخام على 786 وحدة دولية من فيتامين (د)، ومع ذلك، يختلف محتوى فيتامين (د) باختلاف أنواع الفطر. ووجدت ورقة مراجعة أجريت عام 2018 في Nutrients أن الفطر البري الطازج يحتوي على فيتامين (د) أكثر من الفطر في المتجر.

5. صفار البيض:

خيار آخر للنباتيين الذين يتطلعون إلى زيادة تناولهم لفيتامين (د) هو البيض، وخاصة صفار البيض. وتحتوي بيضة واحدة كبيرة مع صفار البيض على نحو 44 وحدة دولية من فيتامين (د)، وهو ما يمثل 6% من القيمة اليومية الموصى بها.

ما مدى فاعلية مكملات فيتامين «د» في الوقاية من «كورونا»؟

أعلنت دراستان جديدتان عدم فاعلية مكملات فيتامين «د» في التقليل من قابلية الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد وشدته، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الكثير من العلماء والأشخاص منذ بدء تفشي الفيروس العام الماضي.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام الباحثون في الدراسة الأولى بالنظر في قاعدة بيانات لمئات الآلاف من المشاركين معظمهم من البيض لفهم ما إذا كان إعطاؤهم فيتامين «د» يمكن أن يقلل من احتمالية إصابتهم بـ«كورونا» أو يخفّض من حدّة أعراضه.

وبحث فريق الدراسة فيما إذا كان الأشخاص لديهم علامات وراثية معينة تجعلهم عُرضة لنقص فيتامين «د»، ولم تجد الدراسة أي دليل على فكرة أن المكملات تحمي من «كورونا»، وقال أحد مؤلفي الدراسة، وهو الدكتور برنت ريتشاردز، العالم السريري من جامعة «ماكغيل» في كندا: «الكثير من الناس ينظرون إلى الفيتامينات على أنها المنقذ الأساسي من الكثير من الأمراض ويتجنبون الأدوية والإجراءات الصحية الأخرى اللازمة للتصدي لهذه الأمراض. نحن علماء، نؤمن بالبيانات، نشعر أن البيانات اليوم تشير إلى أن فيتامين (د) لن يحمي من الإصابة بـ(كورونا)، وسيكون من دواعي سرورنا أن نجد أي بيانات تشير إلى خلاف ذلك».

أما الدراسة الثانية، فقد نظرت في معدلات العدوى بـ«كورونا» والوفيات الناتجة عنه، ونسب التعافي منه، في 24 دولة أوروبية معروفة بنقص معدلات فيتامين «د» بين سكانها، وقال المؤلف الرئيسي لهذه الدراسة، الدكتور مايكل شورداكيس، من جامعة «أرسطو» باليونان، إن دراستهم تجنبت القيود المنهجية للدراسات السابقة والتي استخدمت البيانات الحديثة فقط عن فيتامين «د»، مشيراً إلى أنهم نظروا في بيانات من جميع الفئات الاجتماعية والعمرية وليس فقط بيانات مجموعات فرعية من السكان.

وأضاف شورداكيس: «هناك الكثير من المعلومات حول فوائد فيتامين (د) الصحية المختلفة، إلا أن البيانات المتوفرة لدينا لا تشير إلى فائدة ملموسة له في التصدي لـ(كورونا)»، وفي مراجعة حديثة، وافق المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية في بريطانيا، على أنه لا يوجد دليل بعد على أن مكملات فيتامين «د» تساعد في الوقاية من «كورونا» أو في علاجه، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

يُذكر أن فيروس «كورونا» المستجد تسبب في إصابة 117 مليوناً و556 ألف شخص حول العالم، كما أدى إلى وفاة مليونين و610 آلاف حالة.

دراسة تعتبر فيتامين "د" بديلا علاجيا ناجعا ورخيصا ضد السرطان

يتسبب السرطان في نسبة كبيرة من حالات الوفاة عالميا. كما أن علاجه باهظ التكلفة. وحسب خبراء صحيين ألمان فإن فيتامين "د" يمكن أن يكون بديلا علاجيا ناجعا ضد هذا المرض الخبيث، يعتقد خبراء صحة ألمان في مركز أبحاث السرطان بهايدلبرغ أنه يمكن خفض معدل الوفيات بالسرطان بنسبة 13 بالمائة، في حالة اتباع بديل علاجي ناجع.

ويعد فيتامين D العلاج المعجزة أو الوصفة السحرية لهذا الغرض. فهذا الفيتامين الذي نحصل عليه من الشمس أو السمك أو الأفوكادو وغيرها من الأطعمة، يعمل على تقوية نظام المناعة في جسم الإنسان.

ولاحظ الخبراء أن كبار السن ومرضى السرطان بشكل خاص يعانون من نقص فيتامين د. وخلص الباحثون الألمان في تجاربهم الى أن تناول هذا النوع من الفيتامين يمكن أن يقلل من معدل الوفيات من السرطان بنسبة كبيرة، نقلا عن موقع الصحيفة الإخبارية "بيلد" واسعة الانتشار.

وتسند خلاصات الباحثين في المركز الألماني لأبحاث السرطان بهايدلبرغ على نتائج دراسات عالمية توصلت بدورها إلى تلك النتيجة. ويعني ذلك أن تناول كميات كافية من فيتامين D منذ بداية سن الخمسين عاما يمكن أن يمنع ما يصل إلى 30 ألف حالة وفاة سنويا تسجل في ألمانيا فقط، وفي هذا الصدد بينت دراسة المعهد "أن التكاليف الباهظة لأدوية السرطان تجعل من فيتامين د دواء رخيصًا نسبيًا في الجرعات اليومية المعتادة، نقلا عن موقع التلفزيون الألماني " آر تي إل".

فيتامين D وكورونا مرة أخرى

اختبار أجراه علماء بريطانيون على العاملين في الخدمة الصحية أسفر عن أن 72% من العاملين الذين يعانون من نقص فيتامينD ليس لديهم أجسام مضادة كافية لمحاربة كوفيد 19ية، بعد ما لا يقل عن 3 دراسات حول الصلة بين الإصابة بكورونا ونقص فيتامين D، أكدت دراسة حديثة وجود دليل جديد يؤكد أن فيتامين D يمكن أن يحمي الإنسان من فيروس كورونا المستجد، بعدما أكد العلماء أن البالغين الذين يعانون من نقصه هم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

واستندت الدراسة إلى اختبار أجراه علماء بريطانيون على العاملين في الخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، وأسفر عن أن 72% من العاملين الذين يعانون من نقص فيتامينD ، ليس لديهم أجسام مضادة كافية لمحاربة كوفيد 19، مقارنة بنسبة 51% فقط لأولئك الذين لديهم كمية كافية، حسب ما جاء في موقع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وحلّل الباحثون في الدراسة التي تم إجراؤها من قبل جامعة برمنغهام البريطانية أحد المستشفيات التي استقبلت معظم مرضى كوفيد19، عينات الدم لـ392 من العاملين في مجال الرعاية الصحية على مدار أسبوعين في مايو، قرب نهاية الموجة الأولى من جائحة كورونا، وكان من بينهم أطباء وممرضات مبتدئات واستشاريون وأخصائيون في العلاج الطبيعي وعاملون في المختبرات وسكرتيرات وموظفو غرفة العمليات وأخصائيو الأشعة.

واختبرت العينات لأول مرة بحثًا عن وجود الأجسام المضادة لـ SARS-CoV-2 - وهي بروتينات في الدم تظهر أن الشخص قد بنى استجابة مناعية للعدوى أثناء المرض، كما خضعوا لاختبارات لتحديد مستويات فيتامين D، المعروف أنه يساعد في تعزيز جهاز المناعة والحماية من نزلات البرد.

وقال البروفيسور ديفيد ثيكيت، من معهد الالتهاب والشيخوخة بجامعة برمنغهام: "أظهرت دراستنا أن هناك خطرا متزايدا للإصابة بعدوى كورونا لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعانون من نقص فيتامينD.

كما أشار إلى أن نتائج الدراسة توضح الفوائد المحتملة لمكملات فيتامين D للأفراد المعرضين لخطر نقصه، أو الذين ثبت أنهم يعانون من نقصه كوسيلة للتخفيف من تأثير كوفيد-19 أو الوقاية منه.

وكانت العديد من الدراسات التي أجريت منذ ظهور الوباء، وجدت أن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بـ كوفيد-19 ليس لديهم ما يكفي من فيتامين D في أجسامهم. وقد دعا ذلك الأطباء لحث الجميع على تناول مكملات الفيتامين، والتي ليس لها آثار جانبية خطيرة، لمحاربة المرض، بدلاً من انتظار لقاح قد يتأخر ظهوره.

كما أشار باحثون من جامعة بروكسل في بلجيكا سابقا إلى أن إعطاء مكملات فيتامين D للمرضى يمكن أن يكون استراتيجية غير مكلفة لمقاومة المرض، وفي يونيو، اكتشف الباحثون أن خطر دخول الرجال إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا أعلى بمقدار الخمس لدى أولئك الذين يعانون من نقص في فيتامين D المعروف بـ" فيتامين أشعة الشمس"، يذكر أن النتائج التي نشرت في الدراسة الأخيرة، تحاكي ما لا يقل عن ثلاث دراسات أخرى وجدت صلة بين العدوى ونقص مستويات فيتامين D بالجسم.

علامة في العين تحذر من نقص فيتامين (د)!

يقول خبراء إنه إذا كنت شخصا يميل إلى تجنب أشعة الشمس، أو يعاني من حساسية الحليب، أو يلتزم بنظام غذائي نباتي صارم، فقد تكون معرضا لخطر الإصابة بنقص فيتامين (د).

وسُردت العلامات الموجودة في العينين، والتي تحذر من أنك قد تعاني من نقص فيتامين (د)، ومنها التهاب القزحية، وهو تورم يشمل القزحية والجسم الهدبي والأوعية الدموية التي تبطن الجزء الخلفي من العين.

وقال مركز Sight: "هذه المشكلة لها عدد من الأسباب المحتملة، بما في ذلك العدوى، وأمراض الجهاز الهضمي، ومضاعفات ما بعد جراحة العيون، وصدمات العين، والحالات الالتهابية، وأمراض المناعة الذاتية".

وتابع الموقع الصحي: "الحساسية للضوء والرؤية الضبابية، والألم و/أو الاحمرار، هي أعراض التهاب القزحية"، وفي إحدى الدراسات، تم التحقق من الصلة بين التهاب القزحية وفيتامين (د).

وقام الباحثون بقياس مستويات فيتامين (د) في الدم، وكذلك تناول فيتامين (د) والتعرض له، ويوجد لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب القزحية النشط، مستويات أقل من هذا الفيتامين في دمائهم من أولئك الذين يعانون من التهاب القزحية غير النشط.

وهناك حاجة إلى علاج طبي صارم لالتهاب القزحية للوقاية من الجلوكوما وتندب الهياكل داخل العين واحتمال الإصابة بالعمى، وللتأكد من حصول الجسم على ما يكفي من فيتامين (د) خلال أشهر الشتاء، يوصي مسؤولو الصحة بتناول مكمل يومي.

ولكن تناول الكثير من مكملات فيتامين (د) يمكن أن يؤدي إلى مشاكل، وفقا لمايو كلينك، ويُعرف فيتامين (د) بأنه قابل للذوبان في الدهون، ما يعني أنه لا يمكن إفرازه عن طريق التبول. وإذا كنت تأخذ الكثير، يمكن أن يؤدي ذلك إلى احتفاظ الدم بالكالسيوم، ما يؤدي إلى حالة تعرف باسم فرط كالسيوم الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى كثرة التبول، ويحتاج معظم الناس إلى حوالي 10 ميكروغرامات من فيتامين (د) يوميا، بما في ذلك النساء الحوامل والمرضعات، ويحتاج أي طفل أصغر من عام واحد إلى ما بين 8.5 و10 ميكروغرامات يوميا، وخلال أواخر الربيع إلى أوائل الخريف، يجب أن يحصل معظم الناس على ما يكفي من فيتامين (د) من خلال ممارسة حياتهم اليومية.

5 حالات تؤثر على امتصاص فيتامين (د)

يمكّن الامتصاص المناسب لفيتامين (د) الجسم من امتصاص الكالسيوم، ومحاربة العدوى، والحفاظ على عمل الجهاز العصبي والعضلات كما ينبغي، والطريقة الأكثر طبيعية ومباشرة للحصول على فيتامين (د) بشكل طبيعي هي من خلال التعرض لأشعة الشمس، لكن الأشخاص يميلون إلى عدم الحصول على ما يكفي من أشعة الشمس لإنتاج كميات كافية، لذلك يوصي معظم الأطباء بتناول بعض الأطعمة التي تساعد في الحصول على فيتامين الشمس.

ومع ذلك، يواجه بعض الأشخاص صعوبة في امتصاص فيتامين (د) أكثر من غيرهم، كما أن بعض الحالات الطبية قد تجعل من الصعب امتصاص فيتامين (د) من الطعام، وهذه مشكلة لأن "عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين (د) يعرض لخطر الإصابة بكسور العظام وهشاشة العظام وضعف العضلات"، كما تقول ميليسا بيرست، أخصائية التغذية المسجلة في منطقة شيكاغو والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية.

كيف يمتص جسمك فيتامين (د)؟ تعتمد طريقة امتصاص فيتامين (د) على ما إذا كنت تحصل عليه من الطعام أو من ضوء الشمس: -الغذاء/المكملات الغذائية: بعد تناول الطعام أو تناول مكملات فيتامين (د)، يقوم جسمك بتخزينها في الخلايا الدهنية حتى الحاجة إليها. وعند هذه النقطة، يقوم الكبد والكلى بتحويل فيتامين (د) المخزن إلى الشكل النشط الذي يحتاجه الجسم، المعروف باسم الكالسيتريول، من خلال عملية تسمى الهيدروكسيل.

-ضوء الشمس: عملية الجسم لصنع فيتامين (د) تعمل بشكل مشابه بعد التعرض للشمس. الفرق الرئيسي هو أن الشمس تطلق أولا نوعا من الكوليسترول الموجود في الجسم يسمى 7-ديهيدروكوليسترول.

لماذا لا يمتص البعض ما يكفي من فيتامين (د)؟ هناك عدة أسباب تجعل الناس يعانون من صعوبة في امتصاص فيتامين (د). بعض العوامل التي قد تقلل أو تمنع امتصاصه تشمل:

1- حالات مثل مرض الاضطرابات الهضمية والتهاب البنكرياس المزمن وداء كرون والتليف الكيسي. يمكن أن تؤثر جميعها على الأمعاء، وتمنعها من امتصاص فيتامين (د) الموجود في الطعام.

2- مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 30: يمكن أن تحبس دهون الجسم تحت الجلد، أو تحبس فيتامين (د)، وهذا هو السبب في أن نقص فيتامين (د) هو مصدر قلق أكبر لمن يعانون من السمنة.

3- أمراض الكبد أو الكلى: يمكن أن يؤثر كلا المرضين سلبا على كيفية معالجة الجسم لفيتامين (د). وقد يتسبب مرض الكلى في صعوبة معالجة فيتامين (د) إلى شكله النشط، كالسيتريول، والذي يستخدم في جميع أنحاء الجسم. وتسبب بعض أمراض الكبد مشاكل في امتصاص الدهون، ما يجعل امتصاص فيتامين (د) أكثر صعوبة.

4- العلاج الإشعاعي: هذا النوع من علاج السرطان يمكن أن يجعل من الصعب على الأمعاء امتصاص فيتامين (د).

5- جراحة إنقاص الوزن: تعمل هذه الإجراءات على تقليل حجم المعدة أو تجاوز جزء من الأمعاء الدقيقة، ما يجعل من الصعب على الجسم استهلاك مستويات كافية من العديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين (د).

وتقول أنتوانيت هاردي، أخصائية التغذية المسجلة في مركز الزراعة الشامل التابع لمركز ويكسنر الطبي، التابع لجامعة ولاية أوهايو، إن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر أيضا على امتصاص فيتامين (د) أو تمنعه، وتشمل المنشطات عن طريق الفم، والأورليستات (دواء لإنقاص الوزن)، ومدرات البول.

وتتضمن بعض أعراض نقص فيتامين (د) التعب العام وآلام العضلات وتغيرات في المزاج وألم في العظام، وإذا كنت قلقا بشأن مستويات فيتامين (د) لديك، فاطلب من طبيبك فحص دمك . وهناك أيضا اختبارات منزلية تتطلب وخزا بالإصبع لعينة دم صغيرة جدا.

كيفية تحسين امتصاص فيتامين (د)، إذا كنت تعاني من مشاكل في امتصاص فيتامين (د)، تقول بيرست إنه يمكن محاولة تناول الأطعمة الدهنية و/ أو الغنية بالمغنيسيوم. ونظرا لأن فيتامين (د) قابل للذوبان في الدهون، فإن تناوله مع الأطعمة الدهنية يمكن أن يساعد الجسم على امتصاصه وتخزينه للاستخدام في المستقبل.

وتشير بيرست إلى أن الأطعمة الدهنية التي تحتوي أيضا على مستويات عالية من فيتامين (د) تعد مثالية. وتشمل: - أسماك المياه الباردة، مثل السلمون، - صفار البيض، - الحليب المدعم بفيتامين د ومنتجات الألبان عالية الدسم، - المكسرات وقد يساعد أيضا الجمع بين فيتامين (د) والمغنيسيوم في زيادة الامتصاص. وتشمل الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم بشكل طبيعي بذور اليقطين واللوز والأفوكادو.

وعلى الرغم من أنه من الأفضل محاولة الحصول على فيتامين (د) من الأطعمة الكاملة، فقد تكون هناك أوقات يُنصح فيها باستخدام مكمل بوصفة طبية لتجنب خطر تسمم فيتامين (د).

اضف تعليق