q
أظهرت أحدث الدراسات الطبية ان المتعايشين مع السمنة من بين الأكثر عرضة لدخول المستشفيات والوفاة بسبب كوفيد-19، وهذا يحتم على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المحافظة أكثر على إجراءات التباعد الاجتماعي والمواظبة أكثر على غسل اليدين، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن السمنة اضطراب ناتج عن عوامل متعددة...

أظهرت أحدث الدراسات الطبية ان المتعايشين مع السمنة من بين الأكثر عرضة لدخول المستشفيات والوفاة بسبب كوفيد-19، وهذا يحتم على الأشخاص الذين يعانون من السمنة المحافظة أكثر على إجراءات التباعد الاجتماعي والمواظبة أكثر على غسل اليدين.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن السمنة اضطراب ناتج عن عوامل متعددة ويؤثر على الناس في البلدان الفقيرة والغنية على حدّ سواء، أما الآثار الصحية للسمنة فهي واسعة النطاق، وتشمل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والاكتئاب والعجز الجنسي ومضاعفات الولادة واضطرابات النوم.

كما أن الأطفال الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب والتنمّر. وتؤدي السمنة وما تسببه من أمراض وعجز إلى تأثير اقتصادي كبير من حيث التكاليف الصحية وفقدان الإنتاجية وما يصاحب ذلك من تأثير سلبي على النمو الاقتصادي.

مما لا شك فيه أن زيادة الوزن قد تكون سبباً وراء العديد من الأمراض مثل السكري، وآلام المفاصل، وأمراض الدورة الدموية، ومصاعب التنفس وغيرها. ولكن هل من الممكن أن تشكل خطراً على صحة مخ الإنسان بشكل من الأشكال؟ هل أصابك الإحباط بسبب استمرار زيادة وزنك رغم اتباعك حمية غذائية صارمة؟ نوعية الطعام ليست هي العامل الوحيد المؤثر في إنقاص الوزن، بل توقيت الوجبات والمسافة الزمنية الفاصلة بينها.

وعندما تهدد السمنة المفرطة حياة المرضى ينصح الأطباء بإجراء عمليات جراحية لإنقاص الوزن مثل تصغير حجم المعدة أو تحويل مسار أجزاء من القناة الهضمية، لكن دراسة حديثة حذرت من مخاطر بعض هذه العمليات.

من يسعى إلى إنقاص وزنه عليه أن يتناول وجبة فطور شاملة ويكتفي بوجبات متواضعة طيلة بقية اليوم. هذا الاعتقاد شائع بين كثير من الناس ممن يطمحون إلى إنقاص وزنهم. لكن تحليلا راجع مجموعة من الدراسات السابقة أدحض ذلك.

وتعتبر البدانة من أكثر المشاكل شيوعاً في الممارسة الطبية. ورغم سهولة تشخيصها وتحديد أسبابها، فإنها من أصعب الأمراض علاجاً، وأقلها شفاء أو تحسناً على المدى البعيد. ويعود ذلك إلى أن ظاهرة البدانة معقدة، وتتدخل فيها عوامل كثيرة: وراثية، نفسية وعاطفية، اجتماعية.

كوفيد-19 تعيق مكافحة السمنة

وفي اليوم العالمي لمكافحة السمنة، قال د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن جائحة كـوفيد-19 زادت من صعوبة مكافحة السمنة، وأضاف يقول: "يفترس مرض كوفيد-19 الأشخاص الذين يعيشون مع السمنة، لأنهم أكثر عرضة لدخول المستشفى ولديهم احتمالية أعلى للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة".

وأوضح أن الجائحة أعاقت قدرة الأشخاص على ممارسة التمارين الرياضية، وأدّت الصعوبات الاقتصادية واضطرابات التوزيع إلى تقليل فرص الحصول على تغذية آمنة ومغذية، وأشار إلى أن العزلة زادت بشكل كبير، مما أدّى في كثير من الأحيان إلى ضائقة نفسية تزيد من السمنة. وتابع يقول: "هناك حاجة إلى استراتيجيات شاملة ومتماسكة للوقاية من السمنة وإدارتها بشكل فعّال ومستدام".

وبيّن تقرير صدر عن الاتحاد العالمي لمكافحة السمنة، وهو أحد شركاء منظمة الصحة العالمية، أن زيادة وزن الجسم هي ثاني أكبر سبب للتوجه للمستشفى وزيادة مخاطر وفاة المصابين بمرض كوفيد-19. أما أول سبب فهو التقدم في العمر.

ويشير التقرير إلى أن الدول التي يوجد فيها عدد منخفض من البالغين الذين يعانون من السمنة، تسجل معدلات وفاة من كوفيد-19 أقل من عُشر المستويات التي وجدت في الدول التي تؤثر فيها السمنة على عدد كبير من البالغين.

وشدد التقرير على الحاجة للتعريف عن الوزن الزائد كعامل خطر رئيسي للأمراض المعدية بما فيها فيروسات الجهاز التنفسي، ووجد التقرير أيضا أن من الـ 2.5 مليون وفاة بسبب كوفيد-19 حتى نهاية شباط/فبراير 2021، توفي 2.2 مليون شخص في البلدان التي يُصنّف فيها أكثر من نصف السكان على أنهم يعانون من زيادة الوزن.

لكن يؤكد التقرير أن هذه المعطيات غير مكتملة بالضرورة، وقد تتضح الصورة أكثر مع تطور الجائحة، دعا د. تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى محاربة السمنة باستخدام أدوات الصحة العامة من خلال توسيع نطاق الإجراءات للحد منها ومكافحتها وإدارتها. وأشار إلى أن الوقاية تبدأ بالتغذية الجيدة للأم وإدارة زيادة الوزن أثناء الحمل.

وقال: "للأسف، تحتوي معظم المنتجات المخصصة للأطفال على نسبة عالية من السكر، مثل حبوب الإفطار ومنتجات الألبان والعديد من الوجبات الخفيفة"، كما أوضح أن بالإمكان محاربة السمنة بالأدوات المالية والتنظيمية لجعل النظم الغذائية في المتناول وبأسعار معقولة، وحثّ على إبلاغ الناس بوضوح بمكونات الطعام الذي يشترونه ويستهلكونه بطريقة سلسلة، وسهلة على الأطفال الصغار أيضا، كما دعا إلى توفير رعاية عالية الجودة للأطفال والبالغين الذين يعانون من السمنة، وقال: "مثل كوفيد-19، السمنة هي تحد عالمي لا يمكن مواجهته سوى باستجابة عالمية".

مخاطر متزايدة

حذر خبراء من أن السمنة أو الوزن الزائد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة أو حتى الوفاة حال الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد مراجعة لعدد من الدراسات الطبية، وبحسب الأدلة التي توصلت لها هيئة الصحة العامة في إنجلترا بعد مراجعة الدراسات الحالية، فإن الوزن الزائد يضع مصابي كورونا في خطر أكبر من المعاناة والحاجة إلى دخول المستشفى أو العناية المركزة، ويزداد الخطر بشكل أكبر كلما زاد الوزن.

ويأتي الإعلان عن هذه النتائج استباقا للإعلان المتوقع من الحكومة البريطانية عن إجراءات جديدة للحد من السمنة، وقالت الدكتورة أليسون تيدستون، كبيرة خبراء التغذية في هيئة الصحة العامة بإنجلترا، إن الأدلة الحالية واضحة وهي أن زيادة الوزن أو السمنة تعرضك لخطر أكبر للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا، بالإضافة إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى التي تهدد الحياة.

وأضافت: "إن فقدان الوزن يمكن أن يحقق فوائد كبيرة للصحة، وقد يساعد أيضا في الحماية من المخاطر الصحية لكوفيد-19". "إن العمل على مشكلة السمنة لم يكن أبدا أكثر إلحاحا من الوقت الراهن"، ويوجد في بريطانيا واحدة من أعلى مستويات السمنة في أوروبا. ويعاني ما يقرب من ثلثي البالغين في إنجلترا من زيادة الوزن أو السمنة، وتوجد نفس النسبة تقريبا في ويلز واسكتلندا وإيرلندا الشمالية.

تقول هيئة الصحة العامة في بريطانيا إن معظم البالغين الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) من 25 إلى 29.9يعانون من زيادة الوزن، في حين أن أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 39.9 يصنفون على أنهم بدناء، ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم بقسمة كتلة الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالأمتار.

وهناك مقياس آخر للدهون الزائدة هو حجم الخصر، فالرجال الذين يبلغ محيط خصرهم 94 سنتيمترا أو أكثر والنساء اللواتي يبلغ محيط الخصر لديهن 80 سنتيمترا أو أكثر، هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل تتعلق بالسمنة.

وقال التقرير إن تشجيع الناس من أجل الحصول على الوزن الصحي والحفاظ عليه قد يقلل من الآثار الشديدة لفيروس كورونا على المواطنين، خاصة بين الفئات الضعيفة الأكثر تضررا من السمنة، وأوضحت سوزان جيب، من جامعة أكسفورد قائلة: "نعلم بالفعل أن كبار السن والرجال والذين ينتمون إلى جنوب آسيا وبعض المجموعات العرقية الأخرى، والأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر حرمانا، معرضون أكثر للإصابة بفيروس كورونا المستجد".

وقالت "علاوة على هذه الأشياء، تُظهر هذه المراجعة أن الوزن الزائد عامل خطر آخر مهم"، وأضافت أن هناك أدلة غير مؤكدة على أن بعض الناس كانوا يعانون بسبب وزنهم الزائد خلال الوباء، مما أتاح " إعادة التفكير في الوضع القائم" لكي يفكر الجميع في أسلوب حياتهم، بحسب التقرير فإن بعض البيانات تشير إلى أن المزيد من الأشخاص مارسوا تدريبات رياضية أثناء الإغلاق، لكن الأدلة توضح أن مستويات ممارسة الرياضة في البلاد لم تزد بشكل عام، وفي الوقت نفسه، زادت مبيعات الوجبات الخفيفة والكحول.

ومن المتوقع أن يعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، عن إجراءات جديدة قريبا لمكافحة السمنة، بما في ذلك حظر إعلانات الوجبات السريعة التلفزيونية قبل الساعة التاسعة مساء، ولم توضع اللمسات الأخيرة على الإجراءات المتوقعة بعد، ولكن من المحتمل أيضا أن تتضمن حظرا على الإعلانات عبر الإنترنت للأطعمة غير الصحية، ووضع حد للإعلانات الترويجية عنها داخل المتاجر.

خطط لنزع فتيل "القنبلة الزمنية للبدانة"

كشفت بريطانيا عن خطط لنزع فتيل ”القنبلة الزمنية للبدانة“ يوم الاثنين وذلك بحظر إعلانات الوجبات السريعة على التلفزيون والإنترنت قبل الساعة التاسعة مساء ومنع عروض ”اشتري واحدة واحصل على الأخرى مجانا“ على مثل هذه الأطعمة بالإضافة إلى خطط لوضع السعرات الحرارية في قوائم الطعام.

ويرغب رئيس الوزراء بوريس جونسون، الذي قل وزنه منذ أن كان بالعناية المركزة لإصابته بكوفيد-19، في علاج البدانة بعدما أوضح بحث أن أولئك الذين يعانون من البدانة أو الوزن الزائد أكثر عرضة لخطر الوفاة أو المرض الشديد بفيروس كورونا.

وقال جونسون الشهر الماضي إن البريطانيين أصبحوا أكثر بدانة من معظم الشعوب الأوروبية باستثناء مالطا، ووصفت حكومته ”علاج القنبلة الزمنية للبدانة“ بأنها أولوية، وأعلنت الحكومة خطوة جديدة لمساعدة الناس في ”السيطرة على مستقبلهم من خلال فقدان الوزن وأن يصبحوا أكثر نشاطا وان ينتهجوا أسلوب حياة صحي أكثر“.

وإلى جانب حظر الإعلانات قبل التاسعة مساء (2000 بتوقيت جرينتش) على عروض الطعام وخطط وضع محتوى السعرات الحرارية للوجبات في قوائم الطعام، ستبدأ الحكومة أيضا إجراء مشاورات لعرض السعرات الحرارية على المشروبات الكحولية.

وقال جونسون في بيان ”فقدان الوزن صعب لكن مع بعض التغييرات الصغيرة يمكننا أن نشعر بأننا لائقين بدنيا أكثر ونتمتع بصحة أكثر، ”إذا بذلنا القليل، فيمكننا خفض المخاطر الصحية علينا وحماية أنفسنا من فيروس كورونا بالإضافة إلى تخفيف الضغط على هيئة الصحة الوطنية‭“‬، وتقول هيئة الصحة في إنجلترا إن أكثر من 60 بالمئة من البالغين في بريطانيا يصنفون على أنهم يعانون من الوزن الزائد أو البدانة، وصدرت أزمة فيروس كورونا قضية البدانة إلى واجهة تفكير الحكومة مع تدشين حملة ”صحة أفضل“ إلى جانب التدابير الجديدة.

المشي وركوب الدراجات الهوائية

تعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بإنفاق ملياري جنيه استرليني (2.6 مليار دولار) على مشاريع المشي وركوب الدرجات الهوائية في إنجلترا، في إطار السعي لتحسين الصحة العامة وتعظيم التحول عن قيادة السيارات خلال جائحة فيروس كورونا، وفي وقت سابق يوم الاثنين استخدم جونسون كفاحه مع الوزن لحث البريطانيين على أن يصبحوا أكثر لياقة مع إعلان حكومته عن خطط لحظر الإعلانات التلفزيونية وعلى الإنترنت للأطعمة السريعة قبل التاسعة مساء، وترغب الحكومة في خفض الطلب على هيئة الصحة العامة التي ستضطر إلى علاج أي زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الشتاء إلى جانب الضغوط الناتجة عن الأمراض الموسمية السنوية مثل الإنفلونزا.

وقال جونسون ”من مساعدة الناس ليصبحوا أكثر لياقة ويتمتعون بصحة وخفض خطر تعرضهم للأمراض، إلى تحسين جودة الهواء وخفض الاكتظاظ، سيلعب ركوب الدراجات الهوائية والمشي دورا كبيرا في التعامل مع بعض أكبر التحديات الصحية والبيئية التي نواجهها“.

وتشتمل الخطط على بناء آلاف الأميال لطرق الدراجات الهوائية المحمية ووضع معايير أعلى للبنية التحتية لركوب الدراجات الهوائية وإنشاء ما لا يقل عن ”مركز نقل في المدينة خال من الانبعاثات“ وتسهيل الحصول على دراجات كهربائية.

ضرائب على الأطعمة غير الصحية

دعا البنك الدولي في تقرير صدر الخميس، البلدان الفقيرة والنامية الأكثر تضررا من زيادة الوزن والسمنة، إلى فرض ضرائب على الأطعمة غير الصحية بهدف محاربة البدانة، وقالت هذه المؤسسة التي تتخذ من واشنطن مقرا لها في بيان إن التقرير "يبرز أهمية وجود سياسة ضريبية قوية مثل فرض رسوم على المنتجات الغذائية غير الصحية".

وقد ازدادت البدانة التي لم تعد تقتصر على البلدان الغنية، ثلاث مرات منذ عام 1975 في كل أنحاء العالم، والتكاليف المترتبة عليها باهظة جدا في أكثر البلدان تضررا، ويعيش حاليا ثلاثة أرباع البالغين و80% من الأطفال الذين يعانون من البدانة أو زيادة في الوزن في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خصوصا في أمريكا اللاتينية.

وتواجه الكثير من البلدان نقصا في التغذية والسمنة في الوقت نفسه، وحذر البنك الدولي من أن التكاليف المرتبطة بالنظام الصحي إضافة إلى انخفاض الإنتاجية والتغيب عن العمل والتقاعد المبكر... كلها نفقات تستمر في الارتفاع.

وشدد البنك الدولي في التقرير على الدور الأساسي للحكومات وحضّها على وضع أنظمة صحية فعالة، كذلك، دعاها إلى وضع تدابير وقائية وتثقيفية (لزوم تحديد الأطعمة المصنعة وتقليل الملح والمشروبات المحلاة والاستثمار في برامج تغذية للأطفال)، وكذلك إنشاء ملاعب في المدارس ومسارات خاصة للمشاة والدراجات.

وأشار البنك الدولي إلى أن "السمنة لها عواقب وخيمة على اقتصادات البلدان وعلى رأس المال البشري، إذ إنها تقلل الإنتاجية ومتوسط العمر المتوقع وتزيد من تكاليف الرعاية الصحية"، وتعتبر زيادة الوزن واحدا من الأسباب الرئيسية الثلاثة للوفاة في أنحاء العالم وتحدث 4 ملايين حالة وفاة كل عام.

هل تريد أن تفقد المزيد من الوزن؟

تشير دراسة جديدة إلى أن البالغين الأكبر سناً قد يحققون نجاحاً أفضل في إنقاص الوزن، إذا فعلوا ذلك بمساعدة العلاج السلوكي المكثف من أخصائيي التغذية، والعلاج السلوكي المكثف للسمنة، أو "IBTO"، هو علاج مخصص يساعد الأشخاص على تغيير سلوكيات تناول الطعام، وممارسة التمارين الرياضية من خلال سلسلة من جلسات الإرشاد الفردي.

وهو أيضاً علاج قد يكون من الصعب على أطباء الرعاية الصحية الأولية القيام به مع المسؤوليات الأخرى، لذلك قام فريق بحث من جامعة كارولينا الشرقية باستكشاف فعالية "IBTO" إذا تمت إضافة اختصاصي تغذية إلى الفريق، وقالت الدكتورة لورين ساستر، مؤلفة الدراسة وأستاذة علوم التغذية المساعدة في جامعة كارولينا الشرقية، إن "RDNs"، أو أخصائيي التغذية المسجلين، يتم تدريبهم على علاج إنقاص الوزن وعلاج التغذية، ويمكنهم المساعدة في دعم الأطباء لمعالجة عوامل الخطر المرتبطة بالنظام الغذائي ونمط الحياة للأمراض المزمنة، وأظهرت نتائج الدراسة أن المرضى الذين تلقوا العلاج فقدوا حوالي ثلاثة أرطال في المتوسط وحسّنوا النتائج الصحية الأخرى مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا "IBTO".

وأوضحت الدكتورة إميلي ويلكوكس جير، رئيسة برنامج الحميات في قسم علوم التغذية بجامعة كورنيل أنه "إلى جانب حقيقة أن التغذية ليست محتوى مطلوب في مناهج المدارس الطبية، فقد لا يكون لدى المهنيين الطبيين الوقت أو المهارات اللازمة لتطوير وتنفيذ تدخلات التغذية للمرضى".

وشملت الدراسة 2097 امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً أو أكبر ممن تلقين تأمين الرعاية الطبية. وكلهن لديهن مؤشر كتلة الجسم فوق 30، وتم تصنيفهن على أنهن يعانين من السمنة المفرطة، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض. ثم تم تقسيم النساء إلى مجموعة تخضع للعلاج ومجموعة غير خاضعة للعلاج، مع حوالي 700 من المشاركين يتلقون "IBTO".

وفي الزيارة الأولى، ساعد أخصائيو التغذية المرضى على تحديد طريقة تحديد السعرات الحرارية وتتبع الطعام بناءً على عاداتهم وتفضيلاتهم الشخصية. وكانت الجلسات اللاحقة عبارة عن عمليات فحص ركز فيها المرضى على تحسين عادات ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، وقام الباحثون أيضاً بقياس وزن المرضى، ومؤشر كتلة الجسم و"A1C"، واستخدام الدواء. و"A1C" هو اختبار دم يساعد الأطباء في تشخيص حالة ما قبل السكري والنوع الثاني من السكري من خلال قياس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية. كما يمكن أن يُظهر مدى قدرة الشخص على التحكم بمرض السكري.

وبعد ثلاث سنوات من العلاج، من عام 2016 إلى عام 2019، لاحظ المرضى الذين تلقوا "IBTO" انخفاضاً أكبر في مؤشر كتلة الجسم وتراجعاً أكبر في "A1C"، وتوقفوا عن تناول الأدوية في فترة أقرب، وفقد المرضى في المجموعة العلاجية حوالي ثلاثة أرطال في المتوسط، مقارنةً بالمرضى في المجموعة الأخرى الذين كسبوا نصف رطل في المتوسط. كما تراجع "A1C" بنحو 0.2، وهو ما ربطته الأبحاث السابقة بانخفاض يصل إلى 10٪ في مخاطر الوفاة، وقالت الدكتورة إميلي ويلكوكس جير، رئيسة برنامج علم التغذية بقسم علوم التغذية بجامعة كورنيل، "يمتلك اختصاصيو التغذية المعرفة والمهارات اللازمة للعمل مع المرضى على أساس فردي لتطوير تدخلات ناجحة". وأضافت أنهم يعرفون كيفية تقديم توصيات التغذية لتناسب احتياجات الفرد، بما في ذلك الظروف الطبية، والحالات المعيشية والتفضيلات. وقالت إن هذا الدليل يساعد على دعم حقيقة "أن تدريبنا يساعد المرضى على تحقيق أهداف فقدان الوزن لديهم"، لكن، الاختلافات الديموغرافية أثرت على نتائج المرضى، حيث تشير الدراسة إلى أن بعض الأشخاص من كبار السن حصلوا على نتائج أصغر.

ومع ذلك، وبالنظر إلى النتائج الإجمالية التي توصلت لخفض "A1C"، يعتقد الباحثون أن نموذج العلاج المكثف الذي ينصح به أخصائيو التغذية، يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين لا يعانون من السمنة المفرطة ولكن لديهم مرض السكري، على الرغم من أن المتطلبات الحالية لـ "IBTO" تشمل أن يكون مؤشر كتلة الجسم أكثر من 30.

اضف تعليق