q
لا يزال العلم يبحث عن دلائل حول مدى مناعة الأطفال ضد فيروس كورونا، لكن حتى الآن لا يوجد معلومة تؤكد أو تنفي، إلا أن الجدل مستمر خاصة مع قرارات الإبقاء على أبواب المدارس مشرعة أمام التلاميذ، ومع بداية الجائحة، كانت هنالك مخاوف من أن الأطفال قد يكونوا ناقلين محتملين للفيروس...

لا يزال العلم يبحث عن دلائل حول مدى مناعة الأطفال ضد فيروس كورونا، لكن حتى الآن لا يوجد معلومة تؤكد أو تنفي، إلا أن الجدل مستمر خاصة مع قرارات الإبقاء على أبواب المدارس مشرعة أمام التلاميذ.

ومع بداية الجائحة، كانت هنالك مخاوف من أن الأطفال قد يكونوا ناقلين محتملين للفيروس، وذلك بالاعتماد على مدى إمكانية إصابتهم ونقل أمراض فيروسية أخرى كالإنفلونزا، إلا أن هذه الفكرة تم نفيها، مع توصل دراسات حديثة إلى أن احتمال اصابة الأطفال ونقلهم الفيروس ضعيف.

ويقول العلماء إن العديد من الدراسات التي قالت إن الأطفال لا يساهمون في نقل المرض إلى أحيائهم، تمت خلال فترة الحجر، ومن الطبيعي أن يتراجع تفشي الفيروس، وهذا قد يجعل نتائج هذه الدراسات ضعيفة.

فمنذ انتشار وباء كورونا قبل اكثر من عام يدور نقاش ساخن حول دور الأطفال، والواضح أن بإمكانهم نقل العدوى إلى أشخاص آخرين، والواضح أيضا أنهم قد يموتون بسبب كوفيد 19 أو أن الإصابة تخلف أضرارا طويلة الأمد لديهم، وفي الوقت الذي يفتح فيه عدد متزايد من المدارس ودور الحضانة أبوابه من جديد، ظهرت دراسات مقلقة حول دور الأطفال في انتشار وباء كورونا، من شأنها أن تؤجج الجدل الساخن حول مخاطر العدوى في المدارس ودور الحضانة.

ويُعتقد أن الأطفال أقل تأثرا بـ"كوفيد19" بسبب كيفية دخول الفيروس إلى الخلايا البشرية، عبر مستقبل يسمى ACE2، والذي يوجد في العديد من الخلايا في الجهاز التنفسي العلوي، وكمية ACE2 التي يعبر عنها الشخص تزداد باطراد بمرور الوقت، ما يعني أن الأطفال الصغار لديهم القليل جدا منها.

لكن حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من تداعيات كبيرة ومتعاظمة على الأطفال مع اقتراب دخول جائحة كوفيد-19 عامها الثاني، معددة "التبعات الخطيرة" على الأطفال مع استمرار الجائحة.

وينصح الخبراء بوجوب استخدام الكمامة والحفاظ على التباعد والنظافة التي من شأنها التقليص من خطر العدوى. لكن كيف يتم معالجة ذلك بشكل ملموس وما هو قدر المشاركة في الدروس بالحضور أو عبر الانترنت، فهذه الأمور تخضع لتفسيرات في كثير من البلدان.

ويوصي الأطباء أيضا حتى عند مجرى الإصابة بدون أعراض أو وجود أعراض خفيفة، بالكشف عن الأطفال والشبان المصابين وعزلهم لتفادي إغلاق دور الحضانة والمدارس. ونظرا للدراسات الجديدة سيكون من الضروري ليس فقط إجراء اختبارات منتظمة لطاقم المعلمين، بل يجب توضيح هل من الضروري إجراء اختبارات بشكل مبدئي للتلاميذ؟

تعدد تبعات كورونا المتعاظمة

جاء ذلك في تقرير حمل عنوان "تفادي ضياع جيل الكورونا"، حيث استخدمت المنظمة بيانات جديدة من استقصاءات أجرتها اليونيسف في 140 بلداً، مشيرة على أن:

1- نحو ثلث البلدان التي شملها التحليل شهدت تراجعاً بلغ 10 بالمئة على الأقل في تغطية الخدمات الصحية من قبيل اللقاحات الروتينية، والرعاية العيادية للأمراض المعدية بين الأطفال، وخدمات صحة الأم. وتشكّل الخشية من الإصابة سبباً رئيسياً لهذا التراجع.

2- حدث تناقص بنسبة 40 بالمائة في تغطية خدمات التغذية للأمهات والأطفال في 135 بلداً. ولغاية تشرين الأول/ أكتوبر 2020، كان 265 مليون طفل في العالم يخسرون وجباتهم المدرسية، كما قد يخسر أكثر من 250 مليون طفل دون سن الخامسة فوائد برامج مكملات فيتامين ألف التي تحمي حياتهم.

3- أبلغَ 65 بلداً عن تراجع في الزيارات المنزلية من قبل العاملين الاجتماعيين / القضائيين في أيلول / سبتمبر 2020، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية.

ولفت البيان إلى بيانات يتضمنها التقرير تثير قدراً أكبر من القلق تتمثل بأنه و"لغاية تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، بلغ عدد الطلاب المتأثرين بالإغلاق الشامل للمدارس في 30 بلداً 572 مليون طالب — 33 بالمئة من الطلاب الملتحقين بالمدارس في العالم، من المقدَّر أن تحدث نحو 2 مليون وفاة إضافية بين الأطفال و 200,000 حالة إملاص إضافية خلال 12 شهراً بسبب التعطيلات الشديدة للخدمات وتزايد معدلات سوء التغذية".

وأضاف التقرير: "سيعاني ما بين 6 إلى 7 ملايين طفل إضافي دون سن الخامسة من الهزال أو سوء التغذية الحاد في عام 2020، مما يشكل زيادة بنسبة 14 بالمئة والتي ستُترجَم إلى أكثر من 10,000 وفاة إضافية بين الأطفال شهرياً، ومعظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ومنطقة جنوب آسيا.. يُقدَّر بأن عدد الأطفال الذين يعيشون فقراً متعدد الأبعاد — دون إمكانية الحصول على التعليم والصحة والسكن والتغذية والصرف الصحي والمياه – قد ازداد بنسبة 15 بالمئة، أو 150 مليون طفل إضافي، لغاية أواسط عام 2020". بحسب فرانس برس.

أما للاستجابة إلى هذه الأزمة، فدعت المنظمة الحكومات والشركاء إلى القيام بما يلي:

1- ضمان حصول جميع الأطفال على التعليم، بما في ذلك من خلال سد الفجوة الرقمية.

2- ضمان إمكانية الحصول على خدمات التغذية والرعاية الصحية، وتوفير اللقاحات الميسورة الكلفة لكل طفل.

3- دعم وحماية الصحة العقلية للأطفال واليافعين وإنهاء الإساءات والعنف الجنساني والإهمال في الطفولة.

4- زيادة إمكانية الحصول على المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية والتصدي للتدهور البيئي وتغيّر المناخ.

5- عكس اتجاه الصعود في فقر الأطفال وضمان التعافي الشامل للجميع.

6- مضاعفة الجهود لحماية الأطفال والأسر الذين يعيشون في أوضاع نزاعات وكوارث وتهجير.

7 ملايين طفل يعاني من سوء التغذية

توقعت منظمة الأمم المتحدة أن يعاني نحو سبعة ملايين طفل إضافي آثار سوء التغذية بسبب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن جائحة كوفيد-19، قبل هذه الجائحة كان عدد الأطفال الذين يعانون آثار سوء التغذية وفقدان الوزن والنحول المفرط، يصل إلى 47 مليونا في العام 2019 على ما تفيد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

لكن مع انتشار الجائحة "قد يصل هذا العدد إلى نحو 54 مليونا في الأشهر ال12 الأولى من الأزمة ما قد ينعكس عشرة آلاف حالة وفاة إضافية لأطفال شهريا" خصوصا في دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى على ما جاء في بيان المنظمة.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور "سجلت أولى حالات كوفيد-19 قبل سبعة أشهر ويتضح أكثر فأكثر أن عواقب الجائحة تؤذي الأطفال أكثر من المرض نفسه"، وأضافت "زاد الفقر وانعدام الأمن الغذائي. وقد توقفت سلاسل غذائية أساسية. وارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير. ونتج عن ذلك تراجع في نوعيه النظام الغذائي للأطفال وزيادة في معدل سوء التغذية"، وتستند اليونيسف على تحليل نشرته مجلة "ذي لانسيت" الطبية أعرب فيها باحثون عن قلقهم من عواقب سوء التغذية المرتبط بكوفيد-19 على الأطفال، ورأى هؤلاء أن "تأثير جائحة كوفيد-19 العميق على سوء التغذية لدى الأطفال الصغار قد نكون له عواقب على أجيال عدة مع خشية من أن يضر ذلك بنمو هؤلاء الأطفال وتطورهم".

ووضع هؤلاء الباحثون توقعات تشمل 118 بلدا بدخل متدن أو متوسط ورأوا أن الأزمة الغذائية الناجمة عن كوفيد-19 قد تزيد بنسبة 14,3 % فقدان الوزن المعتدل أو الحاد في صفوف من هم دون الخامسة، وفي رسالة مفتوحة نشرت في مجلة "ذي لانسيت"، دعت اليونيسف وثلاث وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة هي منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، "إلى التحرك الآن".

ورأت هذه الوكالات الأممية أن الحاجات الضرورية لحماية اكثر الأطفال عرضة، تستلزم 2,4 مليار دولار، واعتبرت هذه المنظمات أن ثمة حاجة إلى "تحركات واستثمارات في مجال التغذية من أجل وقف أزمة كوفيد-19 وتعطيل عواقبها على صعيد الجوع وسوء التغذية في صفوف الأطفال".

مليار طفل يتعرضون للعنف الجسدي والجنسي والنفسي

أعلنت منظمات تابعة للأمم المتحدة، في تقرير هو الأول من نوعه، أن نصف أطفال العالم كل عام "يتأثرون بالعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي ويعانون من الإصابات والعجز والوفاة"، واتهم التقرير دول العالم بأنها تفشل في حماية مواطنيها "الأكثر ضعفا".

وأفاد التقرير، الذي نشرته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن حوالي مليار طفل يتعرضون للإساءة سنويا، أي ما يعادل نصف عدد أطفال العالم.

ورأت "اليونيسف" أنه على الرغم من أن التقرير تم إجراؤه على الفترة من 2018-2019، قبل جائحة فيروس كورونا المستجد، فإن فرصة تعرض الأطفال للإساءة خلال هذا الوقت تزيد من المشكلة. وقالت المديرة التنفيذية لليونيس هنرييتا فور: "كان العنف ضد الأطفال متفشياً على الدوام، والآن يمكن أن تزداد الأمور سوءاً".

وأضافت: "أدت عمليات الإغلاق وإغلاق المدارس وقيود الحركة إلى ترك عدد كبير جدًا من الأطفال عالقين مع المعتدين عليهم، بدون المساحة الآمنة التي توفرها المدرسة عادةً". وتابعت بالقول: "يجب مضاعفة الجهود لحماية الأطفال خلال هذه الأوقات وما بعدها".

وشمل التقرير 155 دولة لمعرفة كيف تضافرت جهودهم لخفض العنف ضد الأطفال. وقال منظمة الصحة العالمية: "في حين أن جميع الدول تقريبا (88٪) لديها قوانين رئيسية معمول بها لحماية الأطفال من العنف، فإن أقل من نصف الدول (47٪) قالت إنها تنفذ القوانين بحزم"، وقال المدير التنفيذي لمنظمة "End Violence against Children" هوارد تايلور إن "إنهاء العنف ضد الأطفال هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، واستثمار ذكي يجب القيام به، وهو أمر ممكن"، وأضاف: "لقد حان الوقت لتمويل خطط العمل الوطنية الشاملة التي ستبقي الأطفال في أمان تام في المنزل وفي المدرسة وعلى الإنترنت وفي مجتمعاتهم".

ما أهم مخاوف الآباء تجاه أطفالهم خلال أزمة كورونا؟

لقد كانت سنة صعبة، لا سيما إذا كنت طفلاً. أدى الوباء إلى إغلاق المدارس، وأخذ الأطفال بعيدًا عن الأصدقاء العزيزين والروتين المفيد، وجعل من المستحيل تقريبًا زيارة الأجداد أو حتى اللعب في الخارج دون قيود التباعد الاجتماعي.

أظهر استطلاع جديد أن الآباء قلقون بشأن تأثير الوباء على أطفالهم. كانت أهم 3 مخاوف حول مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال على الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كان طفلهم يتعرض للتنمر الإلكتروني وما إذا كان الطفل معرضًا للخطر أثناء الاتصال بالإنترنت.

قالت الدكتورة جيني راديسكي، الأستاذة المساعدة لطب الأطفال في مستشفى "سي.اس موت" للأطفال التابع لجامعة ميشيجان، التي لم تشارك في الدراسة: "هذا يبين الكثير عن شعور الآباء بالضيق، ومدى ضآلة ثقتهم في أن جميع التقنيات في حياة أطفالهم تدعم رفاهم"، كانت الزيادة في عادات الأكل غير الصحية وقلة النشاط البدني بين الأطفال، إلى جانب المخاوف من العنصرية والاكتئاب وخطر الانتحار، من أهم بواعث القلق لآباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و18 عامًا، وفقًا للاستطلاع الذي شمل أكثر من ألفي والد، وشملت أهم 10 مخاوف أخرى بين الآباء القلق بشأن توتر أطفالهم وقلقهم، وخشية إذا كان طفلهم يدخّن أو يشرب الكحول أو يتعاطى المخدرات.

وقال طبيب الأطفال ومؤلف الدراسة الدكتور جاري فريد، في بيان: "يبدو أن أكبر مخاوف الآباء تجاه الشباب مرتبطة بالتغيرات في نمط الحياة نتيجة الوباء"، وأضاف: "لقد قلب كوفيد - 19 عالم أطفالنا والمراهقين رأسًا على عقب من نواح كثيرة، وينعكس ذلك في كيفية تقييم الآباء للقضايا الصحية في عام 2020".

احتمالات إصابة الأطفال بكوفيد-19 أقل 44% عن البالغين

يظهر تحليل للبيانات قاده راسل فينر رئيس الكلية الملكية لطب وصحة الأطفال في بريطانيا أن احتمالات إصابة الأطفال بكوفيد-19 تقل عن البالغين بنسبة 44 بالمئة، وقال البحث ”في تلك المراجعة المنهجية والتحليل الذي شمل 32 دراسة، تبين أن الأطفال والمراهقين دون العشرين عاما تقل لديهم احتمالات الإصابة ... بنسبة 44 بالمئة مقارنة بالبالغين ممن هم في سن العشرين أو أكثر“. بحسب رويرترز.

وأظهر بحث بريطاني نُشر أن الأطفال وصغار السن أقل عرضة لحالات الإصابة الشديدة بمرض كوفيد-19 مقارنة بالبالغين كما أن الوفاة جراء ذلك المرض الذي يسببه فيروس كورونا نادرة للغاية بين الأطفال، ووجدت الدراسة أن الأطفال شكلوا أقل من واحد في المئة من مرضى كوفيد-19 الذين عولجوا في 138 مستشفى ببريطانيا، وأن أقل من واحد في المئة من هؤلاء الأطفال - أي ما يعادل ستة أطفال- توفوا، وأن جميعهم كانوا يعانون بالفعل من أمراض خطيرة أو اضطرابات صحية بالفعل.

وقال مالكولم سيمبل، أستاذ طب الأمراض الوبائية وصحة الطفل في جامعة ليفربول البريطانية، والذي شارك في إعداد الدراسة ”يمكننا أن نكون متأكدين تماما من أن فيروس كورونا في حد ذاته لا يسبب ضررا للأطفال على نطاق واسع“.

وأضاف في إفادة صحفية ”الرسالة التي ينبغي التأكيد عليها حقا هي أن حالات المرض الشديدة (بين الأطفال المصابين بكوفيد-19) نادرة الحدوث والوفاة نادرة للغاية- وأنه يجب أن يشعر (الآباء) بالارتياح لأن أطفالهم لا يتعرضون لأذى مباشر من خلال العودة إلى المدرسة“، وتظهر البيانات العالمية بشأن انتشار جائحة فيروس كورونا أن الأطفال والشبان يشكلون واحد إلى اثنين بالمئة فقط من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم. والغالبية العظمى من الإصابات المبلغ عنها عند الأطفال خفيفة أو بدون أعراض، في حين تم تسجيل عدد قليل من وفيات الأطفال جراء المرض.

وقال الباحثون إن الأطفال الستة الذين لقوا حتفهم كانوا جميعا يعانون من ”مرض مزمن“. وأضافوا إن هذا معدل وفيات ”منخفض بشكل مذهل“ مقارنة مع نسبة 27 في المئة في جميع الفئات العمرية من عمر يوم واحد وحتى 106 أعوام من مرضى كوفيد-19 الذين تم نقلهم إلى المستشفى في الفترة ذاتها.

وعلى الرغم من أن خطر إصابة الأطفال بمرض كوفيد-19 ”ضئيل“ إجمالا، قال الباحثون إن الأطفال السود ومن يعانون من السمنة يتأثرون بدرجة أكبر وهو نفس ما خلصت إليه دراسات سابقة على البالغين.

حتى الأطفال الذين لا يظهرون الأعراض يمكنهم نشر فيروس كورونا

الأطفال الذين يعانون من أعراض خفيفة، أو الذين لا يعانون من أعراض، يمكنهم نشر فيروس "كوفيد-19"، وفقاً لبيانات تتبع المخالطة من 3 مرافق لرعاية الأطفال في ولاية يوتا بالولايات المتحدة، نُشرت الجمعة.

وأُصيب 12 طفلاً، من بينهم طفل يبلغ من العمر 8 أشهر، بفيروس كورونا المستجد في منشأة لرعاية الأطفال، ونقلوا العدوى إلى 12 شخصاً على الأقل خارج المرافق، وتُظهر البيانات أن الأطفال يمكن أن يحملوا الفيروس من أماكن رعاية الأطفال إلى منازلهم، وفقاً لما كتبه باحثون في تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وشُخص نصف مليون طفل في الولايات المتحدة بالإصابة بفيروس كورونا، مع وجود زيادة قدرها 16% بين 20 أغسطس/آب و3 سبتمبر/أيلول، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ورابطة مستشفيات الأطفال.

ورغم أن عدد الأطفال الذين يعانون من المرض الشديد بسبب الفيروس يبدو أقل من البالغين، إلا أن أحد التساؤلات الذي يلوح في الأفق يتمحور حول الدور المحدد الذي يلعبه الأطفال في انتقال الفيروس، وخصوصاً بالنسبة إلى من يصارع مع قرارات إعادة فتح المدارس ومراكز الرعاية، ويشير تقرير مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن الأطفال يستطيعون نشر فيروس كورونا، وأنهم يقومون بذلك بالفعل.

وحلل الباحثون بيانات تتبع المخالطين من 184 شخصاً لهم صلات بثلاثة مرافق خاصة برعاية الأطفال في مقاطعة "سولت ليك" بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز، ووجد الباحثون أن طفلين على الأقل لم تظهر عليهما الأعراض. ولم يلتقط الطفلان العدوى فحسب، بل نقلاها إلى أشخاص آخرين أيضاً، بما في ذلك امرأة تم نقلها إلى المستشفى، ونقل طفل يبلغ من العمر 8 أشهر العدوى لوالديه.

وبشكل عام، شكل الأطفال 13 من أصل 31 حالة مؤكدة للإصابة بالفيروس مرتبطة بالمنشأة، وعانى جميع الأطفال من أعراض خفيفة، أو لم تظهر عليهم الأعراض، وكتبت كوك تران من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وفريقها في إدارة الصحة في مقاطعة "سولت ليك" في تقريرهم: "يُعد كوفيد-19 أقل حدة عند الأطفال مقارنةً بالبالغين، ولكن، لا يزال بإمكان الأطفال لعب دوراً كبيراً في انتقال العدوى"، وأضاف التقرير: "من المحتمل أن يكون قد نقل 2 من أصل 3 أطفال لا تظهر عليهم الأعراض SARS-CoV-2 إلى والديهم، وربما إلى معلميهم"، وقال أطباء الأطفال إن الأطفال يمكن أن يساعدوا في نشر الفيروس.

وقالت رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الدكتورة سالي جوزا، في تصريح سابق: "نحن نعلم أن الأطفال غالباً ما تظهر عليهم أعراض قليلة أو معدومة لكوفيد-19. ونحن نعلم أيضاً أنهم ليسوا محصنين ضد هذا الفيروس، وأنهم يمكن أن يصبحوا مرضى بشدة"، وقال الباحثون إن تتبع المخالطين وإجراء اختبارات "كوفيد-19" في الوقت المناسب لمن يتواجدون في مرافق رعاية الأطفال، بما في ذلك الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، يمكن أن يساهم في منع انتشار الفيروس.

ويوصي الباحثون باستخدام كمامات الوجه، وخاصة الموظفين الذين يعملون في مراكز رعاية الأطفال التي ترعى أطفالاً تقل أعمارهم عن عامين، فهم أصغر من أن يتمكنوا من ارتداء الكمامات، وأضافت غوزا: "يُعد اختبار الأفراد المعرضين، الذين من المحتمل أنهم لم يُظهروا أعراض كوفيد-19 بعد، بمثابة أمر بالغ الأهمية لتتبع المخالطين، مما يساعد على تحديد ودعم الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر العدوى".

على الأطفال من سن 12 عاما فأكثر وضع الكمامات مثل البالغين

قالت منظمة الصحة العالمية إن على الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر وضع الكمامات للإسهام في التصدي لوباء كوفيد-19 بنفس الشروط التي تنطبق على البالغين، في حين ينبغي للأطفال ما بين سن السادسة والحادية عشرة وضعها حسب منهجية قائمة على مواجهة المخاطر.

وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في وثيقة نشرت على موقع منظمة الصحة تحمل تاريخ 21 أغسطس آب إن الأطفال الذي تبلغ أعمارهم 12 عاما فأكثر يجب عليهم بالذات وضع الكمامات في الأماكن التي لا يكون فيها ممكنا ضمان الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لمتر واحد، وعندما يكون هناك انتقال للعدوى واسع النطاق في المنطقة.

وقالت المنظمتان إن وضع الكمامات للأطفال ما بين السادسة والحادية عشرة من عدمه يعتمد على عدة عوامل، من بينها شدة انتقال العدوى في المنطقة، وقدرة الطفل على استخدام الكمامة، وسهولة الحصول على الكمامات ووجود إشراف ملائم من الكبار.

وأضافت المنظمتان أنه لا يجب على الأطفال الذين في عمر خمسة أعوام وما دون ذلك وضع كمامات الوجه على أساس سلامة الطفل ومصلحته العامة، وقالت المنظمتان إن الدراسات تشير إلى أن الأطفال الأكبر سنا يلعبون دورا أكثر نشاطا في نقل فيروس كورونا المستجد مقارنة بمن يصغرونهم سنا، وأضافتا أن هناك حاجة إلى بيانات أكثر لفهم أفضل لدور الأطفال والمراهقين في نقل الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد نصحت الناس لأول مرة في الخامس من يونيو حزيران بوضع الكمامات في الأماكن العامة للمساعدة في الحد من تفشي المرض، لكنها لم تصدر من قبل معلومات استرشادية بعينها تتعلق بالأطفال.

وبحسب إحصائية لرويترز، تم تسجيل أكثر من 23 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم منذ رصده لأول مرة في الصين العام الماضي، كما حصد الفيروس أرواح 798997 شخص.

اضف تعليق