q
تعقيدات مرض كوفيد-19 كثيرة، وهي لا تزال محيّرة بالنسبة إلى العلماء. يدّل على ذلك بوضوح ما توصّل إليه باحثون في دراسة تفيد بأن نطاق فيروس سارس-كوف-2 يتجاوز الرئتين إلى الأمعاء والكبد، اكتشافٌ تمَّ من خلال فحص عيّنات من البراز البشري تعود إلى مصابين بالفيروس...

تعقيدات مرض «كوفيد-19» كثيرة، وهي لا تزال محيّرة بالنسبة إلى العلماء. يدّل على ذلك بوضوح ما توصّل إليه باحثون في دراسة تفيد بأن نطاق فيروس «سارس-كوف-2» يتجاوز الرئتين إلى الأمعاء والكبد. اكتشافٌ تمَّ من خلال فحص عيّنات من البراز البشري تعود إلى مصابين بالفيروس، وبالتحديد مَن يعانون مِن أعراض الإسهال والاضطرابات المعوية.

ففي دراسة علميّة نشرتها المجلة الطبية الرسمية للجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي «gastrojournal.org»، كشفت أن إنزيم ACE2 (موجود بكثرة على سطح خلايا AT2 الرئوية، ترتبط به تيجان فيروس كورونا قبل أن تقتحم الخلية وتأمرها بإنتاج المزيد من الفيروس في داخلها. بعد ذلك، تتدمّر الخلية، وتنتشر الفيروسات التي صُنعت في داخلها) لا يوجد بشكل كبير في خلايا الرئة فحسب، بل أيضاً في خلايا Entrocyte الموجودة في الأمعاء الدقيقةSmall Intestine وفي القولون.

وبعد ارتباط فيروس «سارس-كوف-2» بإنزيم ACE2 في الأمعاء، تبدأ أعراض مثل الإسهال والاضطراب المعوي في الحدوث لدى نسبة كبيرة من المصابين بالفيروس، غير أنه، بحسب الدراسة، لا تزال الآلية الدقيقة لـ«كوفيد-19» والأعراض المَرضية في المعدة غير واضحة لغاية الآن.

كذلك، كشفت الدراسة عن أمرٍ بالغ الأهمية، إذ تبيّن أن بعض المرضى يعانون من إصابات تراوح بين خفيفة إلى متوسطة في الكبد. وبعد التحقيقات، تبين أن إنزيم ACE2 يوجد بنسبة 59.7% في الخلايا الصفراوية للكبد، في حين يسجّل نسبة 2.6% في خلايا الكبد Hepatocytes. يشير ذلك، وفق الدراسة، إلى أن المرض الناتج عن الفيروس قد يتسبّب في تلفٍ مباشر داخل الكبد، وفي القنوات الصفراوية بشكل عام. في هذا الإطار، يشدّد الباحثون على الحاجة إلى بذل جهد كبير في التنبُّه إلى الأعراض الهضمية الأوليّة للكشف والتشخيص المبكرَين، ما يؤمِّن القدرة للأطباء على التدخل السريع في معالجة الأعراض

نتائج الدراسة تتقاطع مع أخرى قامت بها مجموعة من العلماء في جامعة هونغ كونغ، ونشرت على موقع مجلة «نيتشر»، تفيد بأن فحص العلماء للبراز البشري لمرضى بـ«كوفيد-19»، بيّن وجود آثار للفيروس، علماً بأن الفريق نفسه كان قد فحص عيّنات مِن براز الخفاش من فصيلة خفاش حدوة الحصان Horseshoe bats، أظهرت تجانساً عالياً لفيروسات كورونا المتعلقة بالسارس. كما كشفت عن توالد كبير للفيروس داخل أمعاء تلك الخفافيش، فيما خلصت الدراسة إلى أن «سارس-كوف-2» سيتسبّب إلى جانب عدوى الجهاز التنفسي، في اعتلال معويّ، لوحظ من جرّاء تطوّر أعراض الجهاز الهضمي لدى بعض المرضى، واكتشاف الحمض النووي الريبي RNA الفيروسي في عينات البراز. ويشير التناسخ الكبير للفيروس في الأعضاء المعوية البشرية، إلى أن الجهاز المعوي قد يكون مسار الانتقال الجديد للفيروس.

من هنا، أصحبت الأعراض المعويّة محطّ اهتمام الباحثين الذين ينقسمون إلى عدة فرق، منهم من يحاول فهم حجم نسبة انتقال العدوى بالفيروس عبر البراز، وآخرون يحاولون التأكُّد مما إذا كان براز خفاش حدوة الحصان وراء انتقال الفيروس من الخفاش إلى الإنسان، في حين يحاول البعض التوصل إلى إمكانية تشخيص الإصابة مبكراً، عبر فحص عينات من البراز البشري.

اضف تعليق