q
لطالما كانت المرأة عرضة لأمراض نسائية عدة معقدة، وقد تتطور بصمت ودون الشعور بها فعلياً، ولعل اخطرها الإصابة بمرض السرطان فهناك عدة انواع من السرطانات تصيب النساء في أوضاع مختلفة، وأياً كان نوع السرطان الذي قد تصاب به المرأة يبقى الكشف المبكر العنوان الأساسي...

لطالما كانت المرأة عرضة لأمراض نسائية عدة معقدة، وقد تتطور بصمت ودون الشعور بها فعلياً، ولعل اخطرها الإصابة بمرض السرطان فهناك عدة انواع من السرطانات تصيب النساء في أوضاع مختلفة، وأياً كان نوع السرطان الذي قد تصاب به المرأة يبقى الكشف المبكر العنوان الأساسي الذي لا بد من التركيز عليه. ففي كل من أنواع السرطان التي قد تصيب المرأة يبقى العلاج أكثر سهولة ً في حال اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة. لكن لا يمكن انتظار الصدفة لاكتشاف المرض بل تعتبر المتابعة الروتينية والفحوص المنتظمة الحلول المثلى لرصد المرض والتصدي له قبل أن يصبح الشفاء مستحيلاً.

وبالنسبة لأحدث الدراسات في هذا الشأن قال معهد أبحاث السرطان في بريطانيا إنه من المتوقع أن تصبح السمنة من أكثر العوامل المسببة لمرض السرطان لدى النساء متجاوزاً بذلك التدخين وذلك بحلول عام 2043، وأضاف المعهد أن 12 في المئة من النساء المصابات حالياً بالسرطان سببها التدخين و7 في المئة بسبب السمنة الزائدة، إلا أنه من المتوقع اختفاء هذه الفجوة في غضون 35 عاماً بسبب توقع انخفاض عدد المدخنين وارتفاع معدلات السمنة.

فيما أصبحت الهند لغزا محيرا لخبراء الأورام في شتى أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بمرض السرطان، فعلى سبيل المثال، رغم أنه يتم الإبلاغ عن أكثر من 1.5 مليون حالة جديدة سنويا، يبقى معدل الإصابة بالسرطان في الهند أقل مما هو عليه من دولة متقدمة اقتصاديا مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

في حين تشير مراجعة بحثية جديدة إلى أن الناجيات من سرطان الثدي قد تزيد لديهن احتمالات القلق والاكتئاب واضطرابات النوم ومشكلات أخرى متعلقة بالصحة النفسية، على صعيد ذي صلة، طور علماء اختباراً جديداً يعتقد أنه قد يحدث تغييراً جذرياً في الكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، ويجمع هذا الاختبار بين المعلومات عن تاريخ العائلة والمئات من الجينات الوراثية وغيرها من العوامل مثل الوزن - ليكون التقييم أكثر شمولا-، بحسب مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

من جانب أخر، حتل سرطان المبيض المرتبة الخامسة بين السرطانات القاتلة لدى النساء، وهو الأكثر خطورة بين السرطانات التي تصيب الجاهاز التناسلي لدى النساء، بحسب جمعية السرطان الأمريكية، ويحصل هذا السرطان عند تكوّن أورام سرطانية في أحد وكلا الرحمين. وتتراوح خطورة تلك الأورام، فبعضها يعتبر حميداً، ويمكن التخلّص من خطره من خلال استئصاله، أو استئصال الرحم. أما عندما يصل الورم إلى مراحله الخبيثة، فقد ينتشر إلى أماكن أخرى في الجسم.

الى ذلك قال باحثون إن أستراليا قد تصبح أول دولة تقضي على سرطان عنق الرحم بشكل فعال إذا حافظت على معدلات التطعيم والفحص الحالية، وبحسب دراسات، فإن المرض لن يمثل مشكلة صحية عامة في أستراليا في غضون 20 عاما، ومن المتوقع أن يصنف سرطان عنق الرحم على أنه "سرطان نادر" في أستراليا بحلول عام 2022، حين تنخفض معدلات الإصابة إلى أقل من ست حالات لكل 100 ألف شخص.

على صعيد مختلف، حولت أرملة مغربية منزلها في العاصمة الرباط إلى ملجأ لمريضات السرطان بعد أن علمت بالعدد الكبير من الأشخاص الذين يضطرون لوقف العلاج الخارجي بسبب كلفة الوصول للمدينة والعثور على أماكن للإقامة.

وعليه تصيب الأورام السرطانية الكثير النساء في أماكن مختلفة من الجسم، الا ان سرطان الثدي هو اخطر انواع الاعتلالات التي تصيب المرأة ولا يعرف حتى الان سبب تكون الورم في الثدي بالرغم من انه اكثر انواع السرطان انتشارا وهو ينتشر عادة بين النساء اللاتي تتراوح اعمارهن بين الاربعين والخمسين وبالنسبة للاعراض فهي تتفاوت بين امرأة وأخرى.

السؤال الذي يطرح نفسه الان هو هل العلاجات المتوافرة فعالة حقا في القضاء على هذا المرض نهائيا؟ لقد اصبحت الادوية الحديثة افضل مما كانت عليه في الماضي كما ان العلاج بالمواد الكيميائية والهرمونات زادت من احتمال النجاة من هذا المرض باذن الله. وكلما كان استئصال الورم مبكرا كلما اعطى فرصة اكبر للسيدة بالشفاء. ليس بالضرورة ان السيدات اللاتي يخضعن لعمليات الاستئصال لابد ان يقمن بعمليات تجميلية تقويمية لتكوين ثدي جديد، فهناك عدة بدائل مؤقتة ولكن تبقى العملية الجراحية هي الافضل جماليا ونفسيا ويتم اجراؤها بعد فترة من عملية استئصال الثدي ويقوم الجراح باستعمال عضلات الظهر او عضلات البطن ثم يقوم بطيها تحت الجلد فتعطي شكل الثدي.

ويعزى هذا الارتفاع الاصابة بالسرطان الى "الزيادة في انتشار عوامل الخطر للاصابة بالسرطان المعروفة والمرتبطة بالعملية الانتقالية الاقتصادية السريعة مثل عدم الحركة والتغذية السيئة والبدانة وعوامل تناسلية" مثل انجاب اول طفل في سن متأخرة وهو من عوامل الخطر على صعيد الاصابة بسرطان الثدي.

ان التفهم النفسي يلعب دورا مهما وحيويا في علاج السرطان والذين يتخذون موقفا متفهما لهذا المرض مع عزيمة واصرار على القضاء عليه ومكافحته لاسباب غير مفهومه تكون فرصته اكبر للشفاء منه، فيما يلي ادناه ابرز الدراسات حول السرطان التي تصيب النساء.

السمنة هي التدخين الجديد

قال معهد أبحاث السرطان في بريطانيا إنه من المتوقع أن تصبح السمنة من أكثر العوامل المسببة لمرض السرطان لدى النساء متجاوزاً بذلك التدخين وذلك بحلول عام 2043، وأضاف المعهد أن 12 في المئة من النساء المصابات حالياً بالسرطان سببها التدخين و7 في المئة بسبب السمنة الزائدة، إلا أنه من المتوقع اختفاء هذه الفجوة في غضون 35 عاماً بسبب توقع انخفاض عدد المدخنين وارتفاع معدلات السمنة.

وتشير تقديرات معهد الأبحاث إلى أنه بحلول عام 2035، يمكن أن تكون 10 في المئة من حالات السرطان لدى النساء (نحو 25 ألف) لها علاقة بالتدخين، و9 في المئة (حوالي 33 ألف) مرتبط بالوزن الزائد.

وأضافت أنه في حال استمرار الأمر هكذا، فإن الوزن الزائد والسمنة المفرطة قد يكونا وراء ظهور مزيد من حالات الإصابة بمرض السرطان لدى النساء أكثر بكثير من التدخين، في بريطانيا، لا يتوقع أن تصبح السمنة من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسرطان لدى الرجال، بل يبقى التدخين العامل الأول المسبب لهذا المرض، لأن الرجال يدخنون بنسبة أكبر، وعلى الرغم من أن السمنة أكثر شيوعاً بين الرجال أيضاً، إلا أنه يعتقد بأن السمنة لدى النساء من أكثر العوامل المسببة للسرطان بينهن.

ويقول تقرير معهد أبحاث السرطان في بريطانيا إن هناك أنواعا من مرض السرطان ترتبط بالتدخين من بينها سرطان الدم النخاعي وسرطان الرئة وسرطان المثانة وعنق الرحم والبنكرياس والمعدة، ويضيف أن أمراض السرطان المرتبطة بالوزن الزائد هي: سرطان الأمعاء والمرارة والكبد والكلى والثدي والمبيض والغدة الدرقية.

وقالت الدكتورة ليندا بولد، خبيرة الوقاية في معهد أبحاث السرطان في بريطانيا إنه "يجب على الحكومة الاستفادة من الحملات الداعية للتوقف عن التدخين لتقليل عدد حالات الإصابة بالسرطان بسبب الوزن الزائد.

وأضافت بولد إن "اللواتي كن يعانين من الوزن الزائد في مرحلة الطفولة هم أكثر عرضة 5 مرات للإصابة بالسمنة وهن راشدات، وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن مستويات السمنة المفرطة خلال مرحلة الطفولة قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي في إنجلترا، ودعت بولد إلى ضرورة نشر الوعي بأن هناك علاقة بين الإصابة بالسرطان والسمنة، كما نبهت إلى ضرورة اتخاذ تدابير لحماية الأطفال وحظر الإعلانات عن الوجبات السريعة قبل الساعة التاسعة مساء ووضع قيود على الترويج للمنتجات غير الصحية.

وأردفت أن "انخفاض عدد المدخنين كان أمراً مبهجاً للغاية، ودليل على أن العمل لعقود لرفع مستوى الوعي حول المخاطر الصحية للتدخين بما في ذلك العمل السياسي بما في ذلك فرض الضرائب وحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة"، وختمت بالقول إنه لا يزال هناك الكثير للقيام به لدعم الناس وإقناعهم بالإقلاع عن التدخين، مضيفة أننا "بحاجة إلى التحرك لوقف موجة السرطان المرتبط بالوزن الزائد".

لماذا تصاب النساء بالسرطان أكثر من الرجال؟

أصبحت الهند لغزا محيرا لخبراء الأورام في شتى أنحاء العالم عندما يتعلق الأمر بمرض السرطان، فعلى سبيل المثال، رغم أنه يتم الإبلاغ عن أكثر من 1.5 مليون حالة جديدة سنويا، يبقى معدل الإصابة بالسرطان في الهند أقل مما هو عليه من دولة متقدمة اقتصاديا مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

عندما يتعلق بهذه النقطة فإن تفسيرها ليس صعبا: فالهنود إجمالا شعب فتي، في حين أن احتمال الإصابة بالسرطان يزداد مع التقدم بالعمر. ولكن نسبة البقاء على قيد الحياة تبقى ضعيفة، فبالكاد ينجو ثلث المرضى بعد خمس سنوات أو أكثر من تشخيص المرض، لكن ما يصعب تفسيره هو ارتفاع نسبة تشخيص الإصابة بالسرطان عند النساء أكثر من الرجال، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في دورية لانسيت للأورام.

تزيد حالات الإصابة بالسرطان عند الرجال حول العالم بنسبة 25 في المئة عن النساء، ولكن الأمر يختلف في الهند بالرغم من نسبة الوفيات تكون أكبر بين الرجال، ويرجع ذلك لأن هناك فرصا أكبر للعلاج من سرطانات الثدي، وعنق الرحم، والمبيض، التي تمثل أكثر من 70 بالمئة من أنواع السرطان التي تصيب نساء الهند.

بينما يصاب الرجال في الهند بسرطان الرئة أو سرطان الفم، بسبب التدخين ومضغ التبغ، وهذان النوعان أكثر أنواع السرطانات فتكا ويصعب الشفاء منهما.

ويعد سرطان الثدي في الوقت الحالي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء في الهند، حيث يمثل 27 بالمئة من جميع حالات السرطان بين النساء، ويلاحظ أطباء الأورام ارتفاعًا حادًا في عدد حالات الإصابة خلال السنوات الست الماضية.

ويبدو أن ذروة ظهور سرطان الثدي والمبيض في الهند تكون في عمر 45-50 سنة، أي قبل عشر سنوات مما هي عليه في البلدان ذات الدخل المرتفع (أكثر من 60 سنة)، وقد يعود ذلك لعوامل وراثية وبيئية.

وفي بعض الأحيان، قد تأتي الإصابة بالسرطان بسبب الجينات الوراثية. وقد أظهرت الدراسات أن جينات BRCA1 و BRCA2 عادة ما تزيد من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي من أربعة إلى ثمانية مرات، وهذا ما يفسر سبب وجود كثير من الأقارب المصابين بسرطان الثدي، ولكن أقل من 10 بالمئة من حالات سرطان الثدي في الهند سببها وراثي، لذا فإن الفحص الجيني قد لا يكون مفيدا جدا لمعرفة سبب السرطان لدى النساء في معظم الحالات. كما تختلف هذه النسب من منطقة لأخرى.

ويرى د. رافي مهروترا، مدير المعهد الوطني للوقاية من السرطان والأبحاث وأحد المشاركين بالدراسة، أن العوامل المعروفة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي - ومنها النظام الغذائي عالي الدهون، والبدانة، والزواج المتأخر، والعدد القليل من الأطفال، وعدم كفاية الرضاعة الطبيعية - قد تؤدي إلى مزيد من الحالات في بلد يزداد تحضرا.

ويضيف أن كثيرا من النساء لا يتم تشخيص إصابتهن إلا متأخرا بسبب نقص الوعي وترددهن في زيارة الأطباء، ويعد سرطان عنق الرحم أكثر سهولة في المعالجة، ويمثل ما يقارب من 23 بالمئة من جميع أنواع السرطان بين النساء في الهند.

ومنذ عام 2008، طرحت لقاحات ضد الفيروس المسبب لهذا السرطان للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 11 و13 عاما، ما أدى إلى انخفاض حاد في نسبة حالات السرطان التي يسببها هذا الفيروس في كل انحاء العالم. ولكن في الهند، يقتصر برنامج التلقيح هذا على منطقة البنجاب ودلهي.

سرطان يمكن منعه

لكن سرطان عنق الرحم لا يزال ثاني أكثر السرطانات شيوعا بين النساء في الهند، وهو سبب ربع الوفيات بين النساء اللواتي يعانين من السرطان، ويقول د. مهروترا: "إنه أحد أكثر أنواع السرطانات التي يمكن تجنبها. لا ينبغي أن تموت أي امرأة من سرطان عنق الرحم"، تحتاج الهند إلى نقاش أكثر شفافية وأكثر جدية حول موضوع الصحة الإنجابية، كما تحتاج إلى تضمين لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (المسبب لسرطان عنف الرحم) في باقة التطعيمات المجانية التي تقدمها الحكومة.

وأطلقت الهند برنامجًا لمكافحة السرطان عام 1976، لكن الحكومة تنفق 1.2 بالمئة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للوقاية من السرطان، ولكن الحكومة ستبدأ هذا العام فحصا مجانيا للكشف عن سرطان الفم والصدر وسرطان عنق الرحم في 165 منطقة من المناطق الـ 700 في البلاد، ويقول د. مهروترا: "الأمور تتحسن. لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه. ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحل كثيرا من الألغاز".

الناجيات من سرطان الثدي قد يعانين من مشكلات نفسية

تشير مراجعة بحثية جديدة إلى أن الناجيات من سرطان الثدي قد تزيد لديهن احتمالات القلق والاكتئاب واضطرابات النوم ومشكلات أخرى متعلقة بالصحة النفسية، وفحص فريق البحث بيانات 60 دراسة نشرت من قبل شملت نساء شفين من سرطان الثدي وركزت على المشكلات النفسية والصعوبات التي واجهت الوظائف الإدراكية والجنسية بعد عام أو أكثر من العلاج، وقال هيلينا كارييرا كبيرة باحثي الدراسة في كلية لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة ”هناك حاجة إلى المزيد من الوعي بأن القلق والاكتئاب واضطرابات الوظائف الإدراكية والجنسية أمور شائعة بعد سرطان الثدي وبأن العلاج متاح... الرصد المبكر وعلاج أي مشكلات نفسية قد تظهر سيساعد النساء على الأرجح على التأقلم مع تخطي لمرض وتبعاته“.

وإضافة إلى دراسات سابقة بحثت في الأمر تلقي المراجعة البحثية الحالية، التي نشرت في دورية معهد السرطان الوطني، نظرة أقرب على احتمالات ظهور العديد من مشكلات الصحة النفسية بعد مرور النساء بتجربة العلاج من سرطان الثدي.

وعلى سبيل المثال فقد خلصت دراسة أصغر كانت ضمن المراجعة البحثية إلى أن احتمالات الإصابة بالقلق لدى الناجيات تصل لمثلين مقارنة بغيرهن وكانت النسبة مماثلة فيما يتعلق بالاكتئاب، وتشير الدكتورة فيرمونتا ماير من مركز دانا-فاربر للسرطان في بوسطن، التي لم تكن مشاركة في الدراسة، إلى أن الدراسات التي شملتها المراجعة ركزت بالأساس على النساء الأكبر عمرا فيما من المتوقع أن تكون معدلات القلق والاكتئاب أعلى في الناجيات الأصغر عمرا، كما أضافت عبر البريد الإلكتروني أن الناجيات قد يشعرن بمشكلات نفسية بشكل قوي في السنوات الأولى بعد تشخيص إصابتهن بالمرض.

وقالت ”العديد من الدراسات أظهرت أن معدلات بالإصابة بالمشكلات النفسية لدى الناجيات بعد أكثر من خمس سنوات على التشخيص، تشابه إلى حد كبير المعدلات العامة... بما يعني أن الناجيات من سرطان الثدي يجب أن يتمسكن بالأمل بأن الأعراض النفسية لديهن ستخف وطأتها مع مرور الوقت“.

طفرة جديدة في الكشف المبكر عن سرطان الثدي

طور علماء اختباراً جديداً يعتقد أنه قد يحدث تغييراً جذرياً في الكشف عن خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، ويجمع هذا الاختبار بين المعلومات عن تاريخ العائلة والمئات من الجينات الوراثية وغيرها من العوامل مثل الوزن - ليكون التقييم أكثر شمولا-، بحسب مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.

ويعمد الأطباء والمتخصصون إلى تجربة هذه الاختبار الجديد قبل أن تعتمده هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية "ان اتش اس" كأحد الفحوص الروتينية لمرضاها، ويعتبر هذا الاختبار في إطار حملة للكشف المبكر عن أمراض السرطان من خلال الفحوص الروتينية، وقال الباحثون إن "النساء المعرضات لخطر الإصابة بمرض السرطان يمكن إخضاعهن إلى علاجات وقائية أو لمزيد من الفحوصات".

ويتم تشخيص نحو 55 ألف امرأة بسرطان الثدي سنوياً، وتكون النسبة الأكبر من الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وقال البروفسور أنتونيوس أنتونيو، رئيس فريق البحث في جامعة كامبريدج إن "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج الكثير من العوامل للتنبؤ بسرطان الثدي"، وأضاف "يمكن أن يحدث هذا تغييراً في الكشف عن سرطان الثدي، لأننا نستطيع تحديد أعداد كبيرة من النساء اللواتي لديهن مستويات مختلفة من المخاطر، وليس فقط اللواتي لديهن مخاطر عالية"، وأردف "من شأن هذا الأمر مساعدة الأطباء على اختيار العلاج المناسب للمرضى اعتماداً على مستوى الخطر لديهن".

هل تصبح أستراليا "أول دولة تقضي على سرطان عنق الرحم"؟

قال باحثون إن أستراليا قد تصبح أول دولة تقضي على سرطان عنق الرحم بشكل فعال إذا حافظت على معدلات التطعيم والفحص الحالية، وبحسب دراسات، فإن المرض لن يمثل مشكلة صحية عامة في أستراليا في غضون 20 عاما، ومن المتوقع أن يصنف سرطان عنق الرحم على أنه "سرطان نادر" في أستراليا بحلول عام 2022، حين تنخفض معدلات الإصابة إلى أقل من ست حالات لكل 100 ألف شخص.

ويشير العلماء إلى أن هذه النتائج الإيجابية تأتي بفضل التقدم في برامج الوقاية على المستوى الوطني، وأصبحت أستراليا، في عام 2007، واحدة من أوائل الدول التي طبقت نظام التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للفتيات، وجرى توسيع البرنامج لاحقا ليشمل الفتية، وقد انتهت السلطات من برنامج فحص على المستوى الوطني بدأ في عام 1991، ونشر مجلس السرطان نيو ساوث ويلز، وهي مؤسسة خيرية، هذه الدراسة في مجلة لانسيت للصحة العامة.

وينجم سرطان عنق الرحم عن أنواع "عالية المخاطر" من فيروس الورم الحليمي البشري، وهي عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. ويعد هذا المرض من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء، ويتسبب في معدل وفيات مرتفع على مستوى العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي الوقت الحالي، يبلغ معدل الإصابة بسرطان عنق الرحم سنويا في أستراليا سبع حالات لكل 100 ألف شخص، بانخفاض يصل إلى نصف المعدل العالمي تقريبا، وتوقعت الدراسة أن الحالات السنوية في أستراليا ستنخفض إلى أربعة من بين كل 100 ألف شخص بحلول عام 2035، وهو ما قد يمهد الطريق إلى القضاء عليه.

ولم تضع منظمة الصحة العالمية حتى الآن نسبة تحدد متى يمكن اعتبار سرطان عنق الرحم قد تم القضاء عليه، لكن الدكتورة ميجان سميث، وهي باحثة من مجلس السرطان في نيو ساوث ويلز قالت لبي بي سي إنه بغض النظر عن ذلك "فمن المحتمل أن تكون أستراليا أول بلد يصل إليه في ضوء معدلنا الحالي المنخفض من سرطان عنق الرحم، وبرامج الوقاية القوية لدينا"، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي تسعة من كل 10 وفيات من سرطان عنق الرحم تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

أرملة مغربية تحول منزلها إلى ملجأ لمريضات السرطان

حولت أرملة مغربية منزلها في العاصمة الرباط إلى ملجأ لمريضات السرطان بعد أن علمت بالعدد الكبير من الأشخاص الذين يضطرون لوقف العلاج الخارجي بسبب كلفة الوصول للمدينة والعثور على أماكن للإقامة.

وأسست خديجة عياد القرطي (72 عاما) جمعية جنات في عام 2009 بعد بضعة أشهر من وفاة زوجها بالسرطان. وتوفر الجمعية إقامة مجانية للمريضات وأسرهن بالإضافة لوسائل نقل مجانية إلى مركز الأورام في الرباط ووجبات مجانية خلال فترة إقامتهن، وترعى خديجة 15 امرأة في منزلها وتؤجر شقة قريبة لتستضيف 15 أخريات.

وتقول ”شاهدت أن هؤلاء المرضى يحتاجون لِيَد حنونة، لأم حنونة وإلى قلب حنون للأخذ بيدهم. بعد وفاة زوجي، فتحت هذا البيت وفكرت في مساعدة هؤلاء الناس لكي أرضيهم وآخذ بيدهم ولهذا فتحت هذا البيت بالمجان، فتحته لهؤلاء الناس الغرباء“.

وتعاني الحسنية الخياطي (45 عاما) من السرطان وتقيم في الملجأ على فترات متقطعة منذ سبتمبر أيلول 2017. وتنحدر من مدينة القصر الكبير في شمال المغرب وليست لها أسرة في الرباط، وقالت ”كل ما يقوم به أعضاء الجمعية لصالحنا، لم نجد بكل صراحة أحدا آخر يمكن أن يقدمه لنا بما في ذلك عائلاتنا لأننا فقراء. لكن لدينا الله ومن بعده الحاجة خديجة“، ولا تزال القرطي تعتمد على معاش زوجها الراحل الذي يبلغ نحو 450 درهما مغربيا (47.50 دولار) لتمويل العمل الخيري.

وبلغ نجاح ملجئها وأهميته حدا جعل الحكومة المحلية ومانحون آخرون يساهمون في جمعيتها لمساعدتها على تحمل تكاليف الإيجار الذي تبلغ قيمته أربعة آلاف درهم مغربي (422 دولارا)، وتظهر الأرقام الرسمية أن عدد مرضى السرطان يزداد بشكل مطرد في المغرب ويسجل البلد في الوقت الراهن 40 ألف حالة إصابة بالسرطان سنويا، وبالنسبة للنساء فإن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا يليه سرطان الرحم فسرطان الغدة الدرقية.

وقالت عزيزة بولويقة التي ترافق أمها المصابة بسرطان الرحم ”لم نجد استقبالا كهذا حتى من طرف عائلاتنا. قد يتكفل بك إنسان ويساعدك لأسبوع أو عشرة أيام لا أكثر. نحن هنا منذ شهرين ولم تتغير طريقة تعاملهم معنا منذ اليوم الأول. لا شيء تغير. إنهم يساعدوننا على اقتناء الدواء، كما يوفرون لنا النقل من البيت إلى المستشفى ومن المستشفى إلى البيت. اللهم لك الحمد“.

هل الاستيقاظ مبكرا يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي؟

أفاد باحثون في بريطانيا بأن النساء اللاتي يستيقظن مبكرا أقل عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي، لكن الفريق العلمي، وهو من بجامعة برسيتول، شدد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على السبب وراء ذلك.

وطرحت الدراسة، التي أجراها الباحثون، أمام مؤتمر علمي حول السرطان في غلاسغو، ولدى كل شخص "ساعة بيولوجية" تنظم عمل الجسم على مدار اليوم، وتعرف أيضا باسم "ساعة الإيقاع اليومي".

وتؤثر تلك الساعة كل شيء، بدءا من موعد النوم، إلى حالتنا المزاجية، بل حتى احتمال تعرضنا للإصابة بنوبة قلبية، ويبلغ مَن يستيقظ مبكرا أوج نشاطه في وقت مبكر من النهار، ويبدأ في الشعور بالتعب في وقت مبكر من المساء.

لكن هناك مَن يجد صعوبة في الاستيقاظ مبكرا، ولذا يبلغ ذروة نشاطه في وقت متأخر من المساء، ويفضل النوم متأخرا، هل لذلك علاقة بسرطان الثدي؟

يربط الباحثون بين الأمرين. وقد استخدموا طريقة جديدة لتحليل البيانات تعتمد على فحص 341 جزءا من الحامض النووي تتحكم في نمط الاستيقاظ، واستخدم الباحثون هذه المعلومات خلال تجربة شملت مئات الآلاف من النساء.

وتوصلت الدراسة إلى أن مَن اعتادت الاستيقاظ مبكرا أقل عرضة للإصابة بمرض سرطان الثدي، ولأن هذه الأجزاء من الحامض النووي يولد الإنسان بها، وغير مرتبطة بأسباب أخرى معروفة للسرطان، مثل السمنة، أصبح الباحثون واثقين من أن الساعة البيولوجية مرتبطة باحتمال الإصابة بالسرطان.

ما مدى التأثير؟، تصاب امرأة تقريبا من بين كل سبع نساء في بريطانيا بمرض سرطان الثدي في حياتها، لكن هذه الدراسة بحثت في لمحة قصيرة (8 سنوات) من حياة النساء، وفي هذه الفترة الزمنية ظهر أن 2 من بين كل 100 امرأة ضمن الفئة التي تستيقظ متأخرا أصيبت بسرطان الثدي، مقارنة بواحدة من بين كل 100 امرأة تستيقظ مبكرا، وقالت الدكتورة ريبيكا ريتشموند، وهي من فريق الباحثين، لبي بي سي: "هذه النتائج يحتمل أن تكون مهمة للغاية، لأن النوم سلوك دائم ويسهل تعديله"، وأضافت: "الدراسات السابقة بحثت في أثر نوبات العمل، لكن هذه الدراسة تشير إلى احتمال وجود عامل يؤثر على جميع النساء".

اضف تعليق