q
يسعى الباحثون في مجال الطب الحديث لاكتشاف علاجاتٍ أخف وطأة وأكثر فاعلية من العلاجات التقليدية لمكافحة السرطانات بمختلف انواعها، بالإضافة إلى وسائل لاكتشافها مبكراً، فهناك وسائل مبتكرة لإيصال الأدوية إلى بعض أورام الدماغ، مثل تعديل سم النحل، أو ضبط كيمياء بعض الجسيمات النانوية، وهي وسائل تمنح بصيصاً من الأمل...

يسعى الباحثون في مجال الطب الحديث لاكتشاف علاجاتٍ أخف وطأة وأكثر فاعلية من العلاجات التقليدية لمكافحة السرطانات بمختلف انواعها، بالإضافة إلى وسائل لاكتشافها مبكراً، فهناك وسائل مبتكرة لإيصال الأدوية إلى بعض أورام الدماغ، مثل تعديل سم النحل، أو ضبط كيمياء بعض الجسيمات النانوية، وهي وسائل تمنح بصيصاً من الأمل.

لكن يكمن التحدي الأكبر دائماً في طبيعة السرطان المعقدة والمراوِغة. وتُعَد فكرة البقاء على قيد الحياة وكيفية العيش بأقصى قدرٍ ممكن من الراحة في أثناء الإصابة بالسرطان وبعد التعافي منه، مجالاً بحثياً مهماً فيما يتعلق بجميع أنواع السرطان.

لذا يرى الخبراء إن العلاج المناعي يستخدم بالفعل في علاج بعض أنواع السرطان، ولكن لا يوجد حتى الآن لقاح عام ضده، فالسرطان لا يشبه البكتيريا ولا الفيروس ولا الفطريات، والتي يمكن علاجها بالأدوية، وذلك لأن خلايا السرطان هي خلايا من الجسد نفسه، ولكن حمضها النووي مصاب بخلل ما، ولذلك لا يقوم الجهاز المناعي بمهاجمتها.

لكن مؤخرا، تمكن علماء من تطوير عقار مضاد للسرطان من الجهاز المناعي للأشخاص الذين يظهرون قدرة على محاربة المرض، بعد كفاحهم لسنوات طوال من أجل معرفة الفرق بين أنواع السرطان القاتلة وغير القاتلة، ففي السنوات الأخيرة برزت نظرية تفيد بأنه ليس بالضرورة أن يمثل السرطان نقطة ضعف، فقد يكون لدى جهاز المناعة عند بعض الناس قدرة خاصة على احتواء الأورام.

من أجل التخلص من العلاج الكيماوي للسرطان والذي يكون بالعادة مرهقاً للجسم وقد يحدث تأثيرات سلبية عليه، يحاول علماء ضمن مشروع جديد استنفار خلايا مقاتلة من الجسم نفسه ليكون بديلاً عن الإشعاع.

فمن المعروف أن العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي يؤثران على الورم السرطاني بشكل مباشر. غير أن هذا العلاج لا يدمر الخلايا السرطانية فقط بل ربما يؤثر سلباً على خلايا سليمة بالجسم. إلا أن هناك أسلوب علمي جديد يخضع منذ بضع سنوات للدراسة المكثفة ويراهن على استنفار "مقاتلين" من الجسم نفسه في مواجهة الخلايا السرطانية التي تهاجمه. هؤلاء المحاربون هم خلايا الجهاز المناعي.

حيث تتسابق كبرى شركات الدواء لاطلاق ما يمكن أن يصبح أكثر العلاجات فاعلية للوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى والمعضلة التي تواجه تلك الشركات هو كيف تجعل هذا العلاج متاحا على نطاق واسع وأن تكون تكلفته متناسبة مع ما يحققه من فائدة.

كما يحاول العلماء المتخصصون استخدام تقنية جديدة من خلال كرات دهنية لحمل الأدوية السامة إلى داخل الورم ويحاول هؤلاء العلماء استغلال القدرة على النقل، التي تتمتع بها هذه الكرات الدهنية، بجعلها تنقل الأدوية السامة إلى الورم.

بينما يعتقد علماء آخرون انهم توصلوا الى كشف سر المناعة التي تتمتع بها الفيلة ضد مرض السرطان الذي نادرا ما تصاب به مقارنة بالانسان، رغم ان اجسامها مؤلفة من اعداد اكبر بكثير من الخلايا، من جهة أخرى يعد سرطان البروستاتا من أكثر أمراض السرطان التي تحدث وفيات بين الرجال، وقد أثبت أول عقار يستهدف الطفرات الجينية في سرطان البروستاتا فعاليته في تجربة مهمة قام بها علماء محترفون.

على الرغم من ان مرض السرطان يشكل شبحا مخيفا لكثير من الناس لأنه يهدد حياة الإنسان باستمرار وعلى نحو كبير، الا ان الدارسات الحديثة في مكافحة هذا المرض قد تقدم علاجات جديدة تنعش آمال مرضى السرطان في القضاء عليه.

فيما يلي ابرز الدراسات والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول علاج مرض السرطان حول العالم.

كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوقع نمو السرطان؟

نجح علماء في استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بظهور وتطور الإصابة بمرض السرطان، وهو ما قد يساعد الأطباء مستقبلا في الوصول إلى طرق علاجية تحقق القدر الأكبر من الفاعلية مع المرضى، وطور فريق بحثي مشترك، ترأسه باحثون من معهد أبحاث السرطان في لندن وجامعة أدنبره، أسلوبا جديدا أطلقوا عليه اسم " Revolver" أو "التطور المتكرر للسرطان"، ويعتمد ذلك على دراسة التحول في الحامض النووي بالأورام السرطانية، واستخدام المعلومات المتاحة في توقع التغيرات الوراثية المحتملة.

وأشار الباحثون إلى أن التغير المستمر للأورام السرطانية يعد من أكبر التحديات التي واجهتهم في علاج السرطان، إذ غالبا ما تطور الأورام من قدراتها على مقاومة الأدوية، ونشرت نتائج الدراسة في دورية "نايتشر ميثودز" ( Nature Methods) العلمية.

لكن، ربما يتمكن الأطباء من وقف تطور السرطان قبل أن يصبح مقاوما للأدوية إذا تمكنوا من التوصل إلى توقعات دقيقة بشأن الطريقة التي يتطور بها الورم، وهو ما يزيد من فرص الشفاء، وطور معدو الدراسة أسلوبا جديدا يعتمد على الذكاء الاصطناعي ينقل معلومات عن أنماط الأورام بين المرضى الذين يعانون من نفس النوع من الورم.

واستخدم الباحثون 768 عينة من أورام سرطانية من 178 مريضا بسرطان الرئة، والثدي، والكُلى، والمثانة، وقاموا بتحليل هذه العينات حسب فئة السرطان التي تنتمي إليها لتتبع ومقارنة التغيرات في كل ورم بدقة.

ومن خلال تحديد الأنماط المتكررة ومقارنتها مع المعلومات المتاحة عن تطور السرطان، قد يمكن للعلماء توقع الطريق التي يتطور بها الورم في المستقبل، وعلى سبيل المثال، إذا نجحت أورام ذات نمط محدد في تطوير مقاومة لعلاج ما، حينئذ يمكن توقع ما إذا كان إصابة المريض ستطور بنفس الصورة في المستقبل.

وقال أندريا سوتوريفا، رئيس الفريق البحثي المعد للدراسة والأستاذ في معهد أبحاث السرطان في لندن: "طورنا وسلية قوية تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها توفير توقعات عن الخطوات المستقبلية لتطور الأورام بناء على نماذج محددة للطفرات الوراثية التي لا تزال مختفية وسط كم هائل من البيانات المعقدة".

وأعرب عن أمله في أن تساعد هذه الطريقة في مواجهة السرطان "في ضوء الحقيقة السائدة التي تشير إلى أن الإصابة بالسرطان لا يمكن التنبؤ بها، ما يعني أن نقف عاجزين حتى عن توقع ما يمكن أن يحدث".

وتابع: "من خلال تطوير هذا الأسلوب الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكننا أن نحصل على نظرة مستقبلية للخطوة التالية للسرطان".، ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان بول ووركمان إن "تطور السرطان يمثل التحدي الأكبر الذي نواجهه أثناء تحديد العلاج الأكثر فاعلية للمرضى"، وأضاف: "إذا استطعنا تحديد الطريقة التي يتطور بها الورم، يمكننا تغيير الطريقة العلاجية قبل أن يتكيف معها الورم أو يبدأ في اكتساب مقاومة للأدوية، ما يجعلنا سابقين للسرطان بخطوة".

تحسن معدلات التعافي من السرطان لكن الفجوات بين الدول مستمرة

أظهرت دراسة نشرت أن احتمالات تعافي مرضى السرطان تتحسن حتى مع بعض أشد الأنواع شراسة مثل سرطان الرئة، لكن لا تزال هناك فجوات واسعة بين الدول ولا سيما بالنسبة للأطفال، وفي أحدث دراسة عن معدلات التعافي من السرطان والتي أجريت بين 2010 و2014 وشملت دولا يسكنها ثلثا سكان العالم، رصد الباحثون تقدما كبيرا لكن أيضا فجوات واسعة، وبينما تحسنت معدلات تعافي الأطفال من أورام المخ في الكثير من الدول، أظهرت الدراسة أن الأطفال الذين شخصت حالاتهم بأنها إصابة بالسرطان حتى عام 2014 بلغت نسبة تعافيهم نحو 80 في المئة في السويد والدنمرك بينما كانت النسبة أقل من 40 في المئة في المكسيك والبرازيل.

وقال الباحثون إن هذه الفجوة ترجع على الأرجح للتفاوت في توفر خدمات تشخيص وعلاج المرض وجودتها، وقال مايكل كولمان الأستاذ في كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي وأحد قادة البحث ”رغم ازدياد الوعي وتحسن الخدمات والعلاج، لا يزال السرطان يقتل أكثر من مئة ألف طفل على مستوى العالم كل عام“.

وأضاف ”إذا كنا نريد ضمان تعافي المزيد من الأطفال لفترات أطول فإننا نحتاج لبيانات يعتد بها بشأن تكلفة وفاعلية الخدمات الصحية في كل الدول ومقارنة تأثير الاستراتيجيات المتبعة في التعامل مع السرطان الذي يصيب الأطفال“.

علاج تجريبي لمعالجة مرض السرطان يثبت فعاليته لدى 75% من المرضى

تفاعل أكثر من 75% من المرضى الذين يعانون من أنواع متعددة من السرطان، بطريقة إيجابية مع علاج جديد يعرف بـ"بلاروتريكتينب" وهو عقار لا يستهدف المواقع التي ينتشر فيها الورم السرطاني، بل يتفاعل مع الخلل الجيني الموروث الذي يؤدي إلى نمو السرطان. وفي حال حظي هذا العقار بموافقة لاستخدامه على نطاق أوسع، قد يساهم في علاج الآلاف من المرضى حول العالم.

طور باحثون في شركة "لوكسو أونكولوجي" في ستامفورد (كونيتيكت) علاجا أكثر دقة لمرض السرطان، أثبت فعاليته لدى 75 % من المرضى، وبدلا من استهداف المواقع التي ينتشر فيها الورم السرطاني في الجسم، يستهدف العلاج الجديد التبدلات الجينية النادرة التي يعاني منها نحو 5 آلاف شخص في الولايات المتحدة، هذا العقار المعروف بـ"لاروتريكتينب" نال تنويها سنة 2016 من وكالة الأغذية والأدوية الأمريكية التي وصفته بالإنجاز الكبير.

ويوصى بتناوله مرة واحدة أو مرتين في اليوم، وهو يتفاعل مع آلية تؤدي إلى نمو السرطان ناجمة عن خلل جيني موروث قائم على مزيج من مستقبلات كاينيز ألتروبوماياسن، وقال ليو ماسكارنهاس نائب مدير مركز الأطفال للسرطان وأمراض القلب في مستشفى الأطفال في لوس أنجلس الذي ساهم في هذه الدراسة "إنه فعلا حل سحري لمرضانا".

وشملت هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة "نيو إنغلند جورنال أوف ميديسن" رضعا وأطفالا ومراهقين وبالغين يعانون من أنواع متعددة من السرطان، مثل سرطانات الغدد اللعابية والساركومة الليمفية عند الأطفال والغدة الدرقية والقولون والرئة والجهاز المعدي المعوي والميلانوما.

وتراوحت أعمار المرضى الـ55 الذين شاركوا في التجربة الممتدة من 2015 إلى 2017، بين أربعة أشهر و76 عاما. وكانوا يعانون إما من سرطانات في مراحل متقدمة محصورة في موقع معين أو من أورام منتشرة في أعضاء متعددة من الجسم، وتفاعل 75 % من المرضى إيجابا مع هذا العلاج منذ أول شهرين من البدء بالخضوع له.

وجرى تحليل أولي لهذه التجربة خلال مؤتمر مهم حول السرطان نظم في الولايات المتحدة في حزيران/يونيو 2017، وفي حال حظي هذا العقار بموافقة لاستخدامه على نطاق أوسع، قد يساهم في علاج الآلاف من مرضى السرطان في أنحاء العالم أجمع.

وقال ديفيد هونغ الأستاذ المحاضر في علاجات السرطان التجريبية في مركز إم دي أندرسون الطبي للسرطان التابع لجامعة تكساس "تبين أن اللاروتريكتينب له مفعول سريع وقوي ومستدام للقضاء على الأورام عند الأطفال والبالغين".

"كشف طبي مثير" لفحص دم يكشف عن السرطان مبكرا

خطا العلماء خطوة متقدمة باتجاه بلوغ أحد أكبر الأهداف فيمجال الطب ألا وهو فحص الدم الشامل للسرطان، وقد جرب فريق من جامعة جون هوبكنز الخاصة للأبحاث في الولايات المتحدة طريقة للكشف عن ثمانية أشكال شائعة للمرض.

ويطمح العلماء إلى التوصل إلى إجراء فحص شامل للدم سنويا، يمكن من خلاله الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السرطان ما من شأنه إنقاذ الكثير من الأرواح، وقال خبراء في المملكة المتحدة إن هذه الأبحاث "مثيرة للغاية". لكن أحد الخبراء قال إن مزيدا من العمل الدقيق مطلوب لتقييم فعالية الفحص في الكشف عن أمراض السرطان في مرحلة مبكرة.

وتفرزالأورام كميات صغيرة من الحمض النووي والبروتينات المتحولة في مجرى الدم، ويعتمد فحص الدم الجديد على البحث عن طفرات في 16 جينا تنشأ عادة نتيجة السرطان وثمانية بروتينات تُفرز غالبا مصاحبة له، وجرت تجارب الفحص على 1005 مرضى مصابين بسرطانات مختلفة منها المبيض والكبد والمعدة والبنكرياس والمريء والقولون والرئة والثدي، والتي لم تنتشر بعد إلى أنسجة أخرى.

ونجح الفحص في الكشف عن 70 في المئة من تلك السرطانات، وقال الدكتور كريستيان توماسيتي، من كلية الطب بجامعة جون هوبكنز، لبي بي سي: "إمكانية الكشف المبكر للسرطان أمر بالغ الأهمية، والنتائج مشجعة للغاية. كما أعتقد أن هذا الفحص يمكن أن يكون له أثر هائل في خفض أعداد الوفيات الناجمة عن السرطان"، ويؤكد الخبراء أنه كلما كان الكشف عن الإصابة بالسرطان مبكرا، تزداد فرص علاجه والتعامل معه، علما أن خمسة من أصل ثمانية من أنواع السرطان التي جرى فحصها، لا توجد أي أجهزة أو أدوات للكشف عنها.

ولسرطان البنكرياس أعراض قليلة جدا، ولا يمكن الكشف عنه إلا حين بلوغه مراحل متقدمة، لذلك يموت أربعة من كل خمسة مرضى سرطان البنكرياس في نفس السنة التي تُشخص إصابتهم فيها، وقال الدكتور توماسيتي إن العثور على الأورام في وقت مبكر بحيث يمكن إزالتها جراحيا، يمكن أن يشكل فارقا كبيرا كالفرق بين "الليل والنهار" في إنقاذ حياة المرضى، ويجري الآن تطبيق فحص الدم الجديد على أشخاص لم تُشخص إصابتهم بالسرطان. وهذا هو المحك الحقيقي للكشف عن نجاعة هذا الفحص.

ومن المرجو أن يكون الفحص مكملا لأدوات الفحص الأخرى مثل التصوير الشعاعي للثدي للكشف عن سرطان الثدي وتنظير القولون للكشف عن سرطان القولون والمستقيم، فحص الدم الجديد "كانسرسيك"، الذي ورد في مجلة "العلوم"، يعد محدثا لأنه يتتبع طفرات الحمض النووي والبروتينات المُفرزة أيضا.

وزيادة عدد الطفرات والبروتينات التي يجري تحليلها، تسمح بتطبيق فحص الدم هذا على مجموعة واسعة من أنواع السرطان، وقال الدكتور جيرت أتارد، قائد الفريق البحثي في مركز التطور والسرطان في معهد أبحاث السرطان في لندن، لبي بي سي "هذا الفحص يفتح المجال أمام إمكانات هائلة. أنا متحمس جدا، ففحص الدم لتشخيص السرطان دون كل الإجراءات الأخرى مثل المسح الضوئي أو تنظير القولون هو شيء عظيم".

كما أضاف "نحن قريبون جدا" من استخدام فحص الدم للكشف عن السرطان لأنه باتت "لدينا التقنية"، لكنه حذر من أنه لا يزال هناك عدم يقين بشأن ما يجب فعله بعد تشخيص السرطان، ففي بعض الحالات، قد يكون العلاج أسوأ من التعايش مع السرطان غير القاتل الذي لا يشكل تهديدا فوريا على الحياة. كما هو الحال في سرطان البروستاتا لدى الرجال، على سبيل المثال، حيث يتطور السرطان ببطء ويحتاج للمراقبة فقط وليس العلاج.

نتائج واعدة لفحص دم يرصد سرطان الرئة في مرحلة مبكرة

أظهرت نتائج أولية أن فحص دم تجريبيا تطوره شركة جريل يبشر باكتشاف سرطان الرئة في مراحله المبكرة استنادا إلى الحمض النووي العائم الذي يطلقه الورم في الدم، واستندت النتائج التي قدمت خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في شيكاجو على عينة من 127 مريضا بسرطان الرئة و580 شخصا معاف.

وألقت النتائج الضوء لأول مرة على كيف يمكن أن يكشف فحص دم للمراحل المبكرة من السرطان عن الإصابة بسرطان الرئة وهو أكثر أنواع السرطان فتكا في الولايات المتحدة والذي عادة ما يتم تشخيصه في مراحل متأخرة.

وقالت الدكتورة آن رينيه هارتمان نائبة رئيس قسم تطوير البحوث السريرية في جريل في مقابلة عبر الهاتف ”ما نراه بشكل عام هو فحص للدم يكشف عن مؤشر حيوي قوي للسرطانات التي ترتبط بارتفاع في الوفيات ولا تكشفها الفحوص الطبية عادة“.

وفحص البحث قدرة ثلاثة أنواع من الاختبارات التسلسلية على تعقب السرطان في عينات دم مرضى يعانون من حالات مبكرة ومتأخرة من سرطانات الرئة، ونجحت الاختبارات الثلاثة في تشخيص سرطان الرئة بمعدل خطأ بسيط. لكنها نجحت في تعقب السرطان في المراحل المتأخرة التي يطلق فيها الورم أجزاء صغيرة من الحمض النووي أكثر من نجاحها في تعقب الأورام في مراحلها لأولى وهو هدف الشركة الأساسي، ووصف الدكتور جيفري أوكسنارد من معهد دانا فاربر للسرطان والذي قاد الدراسة النتائج بأنها ”نتائج أولية واعدة“ لكنه قال إن هناك حاجة لتطبيق الفحوص على مجموعة أكبر من الأشخاص.

منافع محدودة لعقارين تطورهما روش لعلاج سرطان الرئة والثدي

أوضحت تجارب سريرية أن اثنين من أدوية الأورام تطورهما شركة روش للأدوية لم ينجحا بصورة كبيرة في وقف تأخر حالات سرطان الرئة والثدي وهو ما يمثل خيبة أمل لشركة الأدوية السويسرية العملاقة.

وأظهرت دراسة عن المراحل المتأخرة من المرض أن استخدام العلاج المناعي (تيسنتريك) الذي تنتجه روش إلى جانب أدوية السرطان العادية يمدد بنحو ثلاثة أسابيع فقط متوسط الفترة التي يعيشها مرضى سرطان الخلايا الحرشفية في الرئة قبل أن تتأخر حالتهم.

في الوقت نفسه قالت روش إنها ألغت خططا لتطوير عقارها التجريبي (تيسليسيب) بعد أن أظهرت بيانات إن إضافته إلى علاج هرموني يمدد إلى شهرين فقط الفترة التي تعيشها مريضات حالات سرطان الثدي المتقدمة قبل تدهور حالتهن. كما عانت المريضات اللائي استخدمن العقار من آثار جانبية خطيرة.

وقال الدكتور جوزيه بازيلجا الذي قاد فريق البحث وهو من مركز ميموريال سلوان كيترينج للسرطان في نيويورك إن منافع العقار تيسليسيب ”كانت أكثر تواضعا مما كنا نأمل وهناك خطر من آثار جانبية كبيرة“، وذكرت روش في بيان أن النتائج مخيبة للآمال وأضافت ”لن نسعى للحصول على موافقة إدارة الأدوية والعقاقير الأمريكية على تيسليسيب بناء على البيانات المقدمة من الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري“، وقالت الشركة إنها لا تعتزم تجربة العقار في أنواع سرطان أخرى.

عقاقير تقوية المناعة "تحقق نتائج مميزة جدا" في علاج سرطان البروستاتا

كشف أطباء بريطانيون عن أن عقاقير تعمل على تقوية نظام المناعة أنقذت حيوات رجالا كانوا في المراحل الأخيرة من سرطان البروستاتا في بريطانيا، وقال فريق طبي في معهد بحوث السرطان ومستشفى ماردسَن الملكي في لندن إن نتائج استخدام هذه العقاقير كانت مميزة جدا، غير أن طريقة العلاج تلك تعمل مع بعض المرضى بهذا النوع من السرطان وليس جميعهم، وقال مركز بحوث السرطان إن الخطوة القادمة هي كيفية تحديد من سيستجيب للعلاج بهذه الطريقة، ويحقق العلاج المناعي تحولا في معالجة مرض السرطان، وهو الآن جزء من ممارسة روتينية في علاج بعض سرطانات الجلد والرئة.

ويعمل العلاج على رفع الحواجز التي تحد من عمل النظام المناعي بما يمكنه من مهاجمة الخلايا السرطانية، وكانت المرحلة الأولى من التجربة، التي قدمت في أكبر اجتماع لأطباء وعلماء السرطان في شيكاغو بالولايات المتحدة، أول عرض عن أن هذا النمط من العلاج يعمل أيضا على سرطان البروستاتا.

ويعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطانات انتشارا في بريطانيا، وقد فاق مؤخرا سرطان الثدي ليستحيل إلى ثالث أكبر مرض قاتل فيها، وكان مايكل إنغلش، 72 عاما، واحدا من بين 258 رجلا شاركوا في تجربة استخدام عقاقير تقوية المناعة لعلاج سرطان البروستاتا، وقد شخصت إصابته بمرض السرطان في عام 2005، ولم تتمكن العلاجات الإشعاعية والكيميائية والهرمونية من القضاء على السرطان لديه، وقد عولج قبل عامين بالعلاج المناعي بإعطائه عقار بَمبروليزوماب.

وقال "لقد اندهشنا عندما أظهرت نتائج الفحوص المسحية أن الورم السرطاني قد اختفى"، وأضاف "وأنا اليوم خال من السرطان فعليا"، وأوضح أنه يخطط اليوم للعشرين سنة المقبلة في حياته وليس العامين المقبلين فقط، وقال الباحث البروفسور يوهان دي بونو لبي بي سي "هذا أول دليل على أن مرضى هذا النوع من سرطان البروستاتا يستجيبون بشكل رائع للعلاج المناعي"، وأضاف "لدينا العديد من المرضى في مارسدَن الذين أبدوا استجابة تامة"، واصفا ذلك بأنه أمر مهم جدا للمصابين بهذا السرطان القاتل.

وقد اجريت التجربة على 258 رجلا من المصابين بحالات متقدمة من سرطان البروستاتا، مازال نحو 38 في المئة منهم على قيد الحياة بعد عام من العلاج، ولم يظهر لدى نسبة 11 بالمئة منهم أي نمو سرطاني، ويحاول الباحثون فهم الأسباب التي جعلت 20 في المئة فقط من مرضى السرطان تستجيب للعلاج المناعي.

أي أن هذا العلاج لن يساعد الغالبية من الرجال. وهذا أمر طبيعي في العلاج المناعي، الذي يبدو أنه يعمل بشكل جيد جدا على حفنة من المرضى وله تأثير مؤقت على آخرين ولا يعمل مع البقية، ولمح فريق البحث في لندن إلى أن العلاج يعمل بشكل أفضل مع الخلايا السرطانية المتحولة جينيا بشكل كبير.

وقال نيل باري من مركز بحوث السرطان البريطاني إن الخطوة القادمة ستكون هي كيفية تحديد الرجال الذين يمكن أن يستفيدوا من تناول هذا العلاج، وأضاف "هذا شيء مهم، ولكن على الرغم من أن العلاج المناعي مثير، فإنه يمكن أن تكون له أضرار جانبية حادة".

دراسة: رسم بياني لمريض السرطان قد يخفف من آلامه

خلصت دراسة حديثة إلى أن الرسم البياني البسيط الذي يوضع على جانب سرير المريض يمكن أن يساعد في تخفيف وطأة الألم لمرضى السرطان، وعمل باحثون في جامعة إدنبره مع أطباء لتطوير أداة لتقييم الألم والسيطرة عليه، وهي عبارة عن قلم ورسم بياني يستخدمه الطاقم الطبي لتسجيل مستويات الألم بانتظام شبيه بنظام إشارات المرور.

ويشير اللون الأرجواني على الرسم البياني إلى أن مستوى الأم معتدل بينما يشير اللون الأحمر إلى أن مستوى الألم شديد، ويعمل هذا الرسم البياني على تنبيه الأطباء إلى ضرورة مراجعة الأدوية التي يصفونها للمريض آخذين بعين الاعتبار الآثار الجانبية المترتبة عليها، فضلاً عن مراقبة المريض عن كثب.

وعمل الباحثون على مراقبة مستويات الألم لدى ألفي مريض بالسرطان على مدى خمسة أيام منذ دخولهم المستشفى وصولاً إلى نقلهم إلى مراكز متخصصة بمعالجة المرض، وقال فريق البحث إن المرضى الذين شملتهم الرعاية الطبية باستخدام الرسم البياني، أكدوا أن مستويات الأم التي اختبروها كانت أقل من أولئك المرضى الذين خضعوا لرعاية عادية ولم يظهروا أي تحسن، ولم يكن استخدام الرسم البياني مرتبطاً بإعطاء جرعات عالية بل لتشجيع الأطباء على طرح الأسئلة الصحيحة للمرضى والتفكير في الدواء المناسب الذي يمكن إعطاؤه لتخفيف الألم والآثار الجانبية له قبل وصوله إلى مرحلة متقدمة، بحسب ما أكده الباحثون، ويريد الباحثون إجراء المزيد من الدراسات للاطلاع على فعالية نتائج هذه الدراسة على المدى الطويل.

فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيا قد يطيل أعمار بعض مرضى سرطان المخ

قال باحثون أمريكيون إن نحو 21 بالمئة من مرضى نوع خطير من سرطانات المخ ظلوا على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات بعد علاجهم بلقاح من فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيا مقارنة بأربعة بالمئة فقط من مرضى أورام مشابهة تلقوا علاجا تقليديا.

ونشرت النتائج في دورية نيو إنجلاند الطبية وهي آخر مستجدات لقاح تجريبي لعلاج السرطان طوره معهد ديوك كانسر في مدينة دورهام بولاية نورث كارولاينا الأمريكية لمرضى الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (جليوبلاستوما)، وهو نوع شرس من أنواع سرطانات المخ، وتصل فترة بقاء مرضى جليوبلاستوما على قيد الحياة بعد أن يعاود المرض مهاجمتهم إلى 12 شهرا في المتوسط. وعادة ما يتضمن علاج هذا النوع من السرطان العلاج الكيماوي والإشعاعي والعلاجات الموجهة.

ويشمل اللقاح التجريبي شكلا من أشكال فيروس شلل الأطفال بعد إجراء تعديلات وراثية عليه حيث يجرى حقنه في الورم بالمخ عبر عملية قسطرة جراحية. ويعمل اللقاح على شحذ نظام المناعة لاستهداف خلايا الورم.

وكان الهدف من المرحلة التجريبية الأولى للقاح هو التوصل إلى الجرعة الآمنة. وجرت المقارنة بين التقدم الذي يطرأ على 61 مريضا عولجوا بلقاح فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيا وسجلات مرضى آخرين تلقوا علاجا تقليديا.

وأظهر بعض المرضى استجابة كبيرة للقاح إذ ظل اثنان منهم على قيد الحياة لما لا يقل عن 69 شهرا لكن معظمهم لم يستفد منه كما ظهرت أعراض جانبية لها علاقة باللقاح على نحو 69 بالمئة منهم، وبعد عامين، ظلت نسبة 21 بالمئة من المرضى الذين عولجوا باللقاح على قيد الحياة مقارنة بنسبة 12 بالمئة فقط بين المرضى الآخرين. وظل 21 بالمئة أيضا من المعالجين باللقاح على قيد الحياة بعد ثلاثة أعوام مقارنة بأربعة بالمئة فقط ممن تلقوا العلاج التقليدي.

علاج للسرطان يعيد تجديد خلايا الكبد ويغني عن عملية زرع الكبد

قال علماء في جامعة أدنبره باسكتلندا، إن عقارا للسرطان قد يساعد في علاج فشل الكبد المفاجئ ويمكن أن يساعد في شفاء المريض ويقلل الحاجة إلى زرع كبد جديد، ويمتلك الكبد قدرة طبيعية مذهلة على إصلاح نفسه، ولكنه قد يفشل في هذا ويفقد القدرة على إصلاح عيوبه بسبب بعض الإصابات بما في ذلك الجرعات الزائدة من المخدرات، مما يتطلب ضرورة زرع كبد جديد، لذلك فإن هناك عقار، هو في الأصل لعلاج السرطان، يمكنه زيادة قدرة الكبد على إصلاح نفسه وتجديد خلاياه.

ورغم أن العمل على هذا مازال في مرحلة مبكرة جدا، لكن الفريق الطبي يقول إن البدائل لعملية الزرع سيكون لها تأثير كبير على المرضى، ويعاني حوالي 200 شخص في بريطانيا وحدها من فشل كبدي مفاجئ يهدد حياتهم كل عام، كانت الممرضة كارا وات، 21 عاما، تحتاج إلى عملية زرع كبد قبل عامين، وتم إيداعها دار رعاية عندما بدأت تشعر بالمرض وبدأ وجهها يتحول إلى اللون الأصفر، وكشفت التحاليل والاختبارات وجود مشكلة في وظيفة الكبد وهناك تدهور في الحالة، وانتهى بها المطاف إلى الدخول إلى العناية المركزة في أدنبرة، وأخبرها الأطباء أنها بحاجة إلى زرع كبد جديد لتنجو. وقالت: "لقد كان شيئا فظيعا ومريعا"، ويأمل العلماء أن تساعد أبحاثهم أناس مثل كارا لينجو من هذا المرض الخطير، بدأ الفريق بفحص أكباد المرضى لمعرفة لماذا تفقد قدرتها على تجديد الخلايا.

واكتشفوا إصابات خطيرة تؤدي سريعا إلى حدوث وانتشار عملية تسمى "الشيخوخة" في جميع أنحاء الكبد، والشيخوخة هنا هي معاناة الخلايا من الهرم والتعب والتوقف عن العمل بشكل صحيح. وهو جزء من تقدم الإنسان في العمر، لكن الباحثين أظهروا إصابات خطيرة مثل "شيخوخة معدية" تنتشر عبر العضو.

ووجدت الدراسة التي نشرت في دورية Science Translational Medicine أن هناك إشارة كيميائية بدا أنها مسؤولة عن هذه الحالة، ثم لجأ الباحثون إلى الفئران وإلى علاج سرطان تجريبي يمكن أن يعوق هذه الإشارة، أعطيت الحيوانات جرعة زائدة من المخدرات تؤدي عادة إلى فشل الكبد والوفاة، ثم تناولوا العلاج التجريبي لسرطان وعاد الكبد للعمل مرة أخرى، ويخطط الباحثون لاختبار العقار على المرضى قريبا على أمل أن يقلل من الحاجة إلى زراعة الكبد.

نهاية السرطان: علاج لكافة الأنواع

قدم باحثون ألمان طريقة جديدة لمهاجمة خلايا السرطان تدعى "حصان طروادة"، وهي تحاكي هجوم الفيروسات على الجسم، فينتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة تهاجم خلايا الأورام، تم تجربة تلك الطريقة على ثلاثة أشخاص فقط حتى الآن، وهي تعتبر أحدث ما توصل إليه علم العلاج المناعي، الذي يهدف إلى تنشيط مناعة الجسد لمحاربة المرض، وفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 2 يونيو/حزيران 2016.

ويُصنع "حصان طروادة" في المعمل، وهو يتكون من جسيمات نانوية تحتوي على الحمض النووي الريبوزي للسرطان، وهو نوع من الشفرة الجينية، مغلف داخل غشاء من الأحماض الدهنية.

تحقن الجسيمات في جسد المريض فتحدث تأثيراً مشابه لهجوم فيروسي عليه، ثم تخترق خلايا مناعية متخصصة. تلك الخلايا المتغصنة تفك شفرة الحمض النووي الريبوزي الموجود في الجسيمات النانوية، مما يتسبب في إطلاق مضادات السرطان، تنشط مضادات الخلايا التائية المقاومة للسرطان محفزة بذلك الجسم لمهاجمة الأورام.

بعد تجربة العلاج على الفئران، تمت تجربته على ثلاثة أشخاص مصابين بسرطان الجلد بجرعات منخفضة، كخطوة أولى في عملية طويلة ومتأنية لتجربة العلاج على البشر، وقال فريق الباحثين إن الثلاثة الذين تم تجربة العلاج عليهم تولدت لديهم استجابة مناعية قوية.

وأضاف الباحثون أن نجاح التجارب المقبلة قد يمهد الطريق لعلاج كافة أنواع السرطان، يسمى العلاج الجديد "لقاح الحمض النووي الريبوزي" (RNA vaccine) وهو يعمل بنفس طريقة اللقاح الوقائي، عن طريق محاكاة عاملٍ معدٍ وتدريب الجسد للتصدي له.

وكتب يولاندا دي فريس، وكارل فيجدور، الخبيران بالمركز الطبي بجامعة رادبود في نيجامجن بهولاندا، "من المثير للإعجاب أن مرضى السرطان الثلاث تولد لديهم استجابة مناعية". وذلك في تعليق لهما نشرته مجلة Nature. ولكنهما أكدا على أنه من الضروري إجراء المزيد من التجارب على مستوى أوسع للتأكد من نتائج تلك الأبحاث.

اضف تعليق