q

يعد مرض خرف الشيخوخة – الزهايمر من أكثر الأمراض شيوعاً، وإثارة للقلق مع تقدم الناس في السن، خاصة في غياب أي عقار شافٍ للقضاء عليه، والسيطرة على عملية التدمير التي يسببها للذاكرة. وخلال المراحل الأخيرة من مرض الألزهايمر يصبح صعب على المريض التعبير عن نفسه، الزهايمر هو مرض عصبي تنكّسي يؤدي إلى ظهور أعراض الخرف. من المعتقد أن تطور مرض الزهايمر يشمل تراكم لويحات البيتا اميلويد و حبائك ليفية عصبية في المخ، ويصيب ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلي أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة.

اما أسباب وعوامل خطر الزهايمر هي ليست نتيجة لعامل واحد فقط. يعتقد العلماء إن مرض الزهايمر ناجم عن مزيج من عوامل وراثية وعوامل أخرى تتعلق بنمط الحياة والبيئة المحيطة، ومن الصعب جدا فهم مسببات وعوامل الزهايمر، لكن تأثيره على خلايا الدماغ واضحة، اذ انه يصيب خلايا المخ ويقضي عليها.

وسلط مصادر صحية الضوء على مجموعة من العوامل التي تعمل على الحد من الإصابة بالزهايمر، والتي تتمثل أهمها في تجنب تناول القهوة بصورة مستمرة كونها تسبب تلف خلايا المخ، بالإضافة إلى الحرص على تناول الفكاهة والخضروات التي تعزز من خلايا المخ، ويجب الحرص على التعرف على أشخاص جدد والإختلاط كونه يساعد على تعزيز خلايا المخ، علاوة على الضحك بصوت عالي لانه يساعد على تجديد الخلايا وإنعاش الجسم، بالإضافة إلى ذلك يجب الحرص على ممارسة رياضة الرقص الشرقي التي تحافظ على خلايا الدماعغ وتحمي من الزهايمر.

فيما يتعلق بأحدث الدراسات، أظهرت دراسة جديدة أن نسبة الأمريكيين من كبار السن المصابين بالخرف تراجع فيما بين عامي 2000 و2012 لكن الأسباب المحددة لهذا التراجع لم تُعرف بعد، بينما أظهرت نتائج مؤقتة لدراسة صغيرة استمرت لمدة 12 شهرا أن الزيادة التدريجية لجرعات العقار التجريبي لعلاج مرض الزهايمر الذي تنتجه شركة بيوجين تقلل خطر تورم الدماغ مقارنة بإعطاء جرعات عالية ثابتة.

في حين ألقى فشل عقار تجريبي لمرض الزهايمر في إبطاء التدهور المعرفي كما كان يأمل الكثيرون بظلال من الشك على النهج الرئيسي في محاربة المرض لكن خبراء يعتقدون أن علاجات مختلفة يمكن أن تجدي نفعا.

على صعيد ذي صلة، أظهرت خمس دراسات حديثة أن الرجال الذين لديهم نقص في هرمون تستوستيرون يمكنهم أن يجدوا في علاج بمادة هلامية تحتوي على الهرمون خليطا من الفوائد والمخاطر، ووجد الباحثون أن إعطاء البديل الهرموني لرجال كبار في السن يمكن أن يحسن صحة العظام ويمنع الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) لكنه لن يساعد في مهارات التفكير.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن العدد الإجمالي لمرضى خرف الشيخوخة في 2015 بلغ 47.5 مليون شخص تقريبا وإن العدد في ازدياد سريع مع ازدياد معدلات متوسط العمر المتوقع ومتوسط أعمار المجتمعات. ويتوقع أن يصل العدد إلى 75.6 مليون بحلول 2030 وأكثر من ثلاثة أمثال هذا العدد من الآن حتى 2050، والمرض الذي ليس له علاج سبب رئيسي في الإصابة بالعجز والاعتماد على الغير ويوشك على تجاوز أمراض القلب كسبب للوفاة في بعض البلدان المتقدمة، يحدث خرف الشيخوخة نتيجة أمراض الدماغ وأكثرها الزهايمر الذي ينتج عن تلف خلايا بالمخ ويؤثر على الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على تحديد المكان وقدرات إنجاز الأنشطة اليومية.

تراجع معدلات الإصابة بالخرف بين كبار السن في أمريكا

أظهرت دراسة جديدة أن نسبة الأمريكيين من كبار السن المصابين بالخرف تراجع فيما بين عامي 2000 و2012 لكن الأسباب المحددة لهذا التراجع لم تُعرف بعد، وقال الدكتور كينيث لانجا كبير معدي الدراسة وهو من جامعة ميشيجان في آن آربور "إذا استطعنا القيام بعمل أفضل وتحديدها (الأسباب) فلن نكون قادرين على تقدير حجم العبء في المستقبل بشكل أفضل فحسب بل وسنركز على العوامل المتدخلة التي لها تأثير قوي على خطر الإصابة بالخرف"، وقال الباحثون في دورية (جاما للطب الباطني) على الإنترنت إن من المتوقع أن يزيد عدد المصابين بالخرف بحلول عام 2050 إلى ثلاثة أمثال ما هو عليه الآن بسبب تقدم السكان في السن، لكن بحثا سابقا أشار إلى أن بعض الدول ذات الدخول المرتفعة ربما تشهد تراجعا في معدلات الإصابة بالخرف. ووفقا لدراسة من ماساتشوستس تراجع العدد السنوي لحالات الإصابة الجديدة بالخرف بنسبة 20 في المئة على مدى 30 عاما تقريبا. بحسب رويترز.

وقال أوزيوما أوكونكو والدكتور سانجاي أسانا من كلية الطب والصحة العامة بجامعة ويسكونسن في ماديسون في مقال صاحب الدراسة الجديدة إن التقرير الجديد والدراسات السابقة التي تشير إلى تراجع معدل الإصابة بالخرف مشجعة، وقالا "التركيز يجب أن يكون الآن على تفهم العوامل التي تكمن وراء هذا الاتجاه بشكل أفضل وترجمة هذه المعرفة إلى تدخلات يمكن أن تقلص خطر الإصابة بالخرف بالنسبة للأفراد والمجتمع ككل".

عقار بيوجين يبث مزيدا من الأمل في المعركة ضد الزهايمر

أظهرت نتائج مؤقتة لدراسة صغيرة استمرت لمدة 12 شهرا أن الزيادة التدريجية لجرعات العقار التجريبي لعلاج مرض الزهايمر الذي تنتجه شركة بيوجين تقلل خطر تورم الدماغ مقارنة بإعطاء جرعات عالية ثابتة.

وأظهرت بيانات المرحلة الأولى من الدراسة أن عقار أدوكانوماب الذي يخضع لمتابعة دقيقة أدى إلى تراجعات كبيرة في اللويحات النشوية في المخ مقارنة بعقار لا يحتوي على مادة فعالة لدى 31 مريضا في مرحلة مبكرة من الإصابة بمرض الزهايمر وتلقوا جرعات تزيد تدريجيا، ومن المتوقع أن يحقق أي عقار ناجح لعلاج الزهايمر مبيعات سنوية بمليارات الدولارات، وقالت شركة بيوجين إن المرضى الذين أعطوا جرعات تدريجية أثناء الدراسة عانى 35% منهم من أثر جانبي انطوى على تحرك السوائل في الدماغ مقارنة بنسبة 55% بين من تم إعطاؤهم جرعات عالية ثابتة. بحسب رويترز.

وانخفاض اللويحات النشوية وتباطؤ تدهور الحالة العقلية الذي تم رصده بين المرضى ممن تلقوا جرعات تدريجية لمدة 12 شهرا يتشابه مع النتائج التي أعلنت في وقت سابق من العام للمرضى الذين تلقوا جرعات ثابتة من أدوكانوماب.

ويعمل أدوكانوماب عن طريق إزالة تراكمات من بروتين يعرف باسم بيتا أميلويد من الدماغ. وحاولت شركات أخرى أيضا تطوير عقاقير تحول دون تكوين هذا البروتين لكن جميعها فشلت في إبطاء التدهور المعرفي بدرجة ملحوظة وارتبط بعضها بتورم في الدماغ، وكان أحدث فشل كبير من نصيب عقار سولانيزوماب التجريبي لشركة إيلي ليلي الامريكية والذي اعتمد على سحب بروتين بيتا اميلويد من مجرى الدم.

وقالت الشركة الشهر الماضي إن عقارها فشل في إبطاء التدهور المعرفي مقارنة بالعقاقير التي لا تحتوي على مادة فعالة لدى المرضى المصابين بدرجة بسيطة من الزهايمر. وبدد ذلك الآمال التي علقت على العقار وألقى بمزيد من الشك حول ما إذا كان بروتين بيتا اميلويد هو المسبب الحقيقي لهذا المرض الذي يهاجم ذاكرة الإنسان ويقدر من يعانون منه بالملايين.

فشل عقار لشركة إيلي ليلي انتكاسة لأبحاث الزهايمر لكنه ليس نهاية الطريق

ألقى فشل عقار تجريبي لمرض الزهايمر في إبطاء التدهور المعرفي كما كان يأمل الكثيرون بظلال من الشك على النهج الرئيسي في محاربة المرض لكن خبراء يعتقدون أن علاجات مختلفة يمكن أن تجدي نفعا.

وصممت الشركة عقار سولانزوماب القابل للحقن والذي يحتوي على أجسام مضادة للتخلص من بروتين يدعى بيتا أميلويد يشكل صفائح في المخ يعتقد أنها تلعب دورا حيويا في تطور الزهايمر، وتجرى حاليا تجارب سريرية على أدوية أخرى مضادة للأميلويد لكنها تعمل بطرق مختلفة قليلا عن سولانزوماب كما يجري اختبارها في مرحلة سابقة من المرض حيث تزيد فرص تحسين وظائف المخ. وتختلف أيضا جرعات الأدوية. بحسب رويترز.

وقالت إليزابيث كولتارد وهي أخصائية في مجال الخرف بجامعة بريستول "هذه على الأرجح ليست النهاية لطرق علاج الأميلويد" لكنها أقرت بأن نتائج تجربة العقار في المراحل المتأخرة من الزهايمر كانت "مخيبة جدا للآمال".

وقال جون هاردي وهو أستاذ في علوم الأعصاب في جامعة كوليدج لندن إن التركيز الآن سيتحول إلى فئة أخرى من العقاقير التجريبية تسمى مثبطات بيس التي تعطى على شكل حبوب وتعمل بشكل مختلف لوقف إنتاج بروتين بيتا أميلويد، وتقود شركة ميرك السباق لإنتاج مثبطات بيس من خلال منتجها فيروبيسيستات الذي تجري تجربته في مرحلتين متأخرتين. ومن المتوقع أن يصدر تقرير التجربة الأولى العام المقبل، وتعمل شركة إيلي ليلي أيضا على تطوير عقار بيس آخر مع شركة أسترازينيكا.

دراسات جديدة تقدم صورة أوضح لفوائد ومخاطر هرمون تستوستيرون

أظهرت خمس دراسات حديثة أن الرجال الذين لديهم نقص في هرمون تستوستيرون يمكنهم أن يجدوا في علاج بمادة هلامية تحتوي على الهرمون خليطا من الفوائد والمخاطر، ووجد الباحثون أن إعطاء البديل الهرموني لرجال كبار في السن يمكن أن يحسن صحة العظام ويمنع الإصابة بفقر الدم (الأنيميا) لكنه لن يساعد في مهارات التفكير. وأظهرت دراستان تبحثان في استخدام الهرمون البديل وأمراض القلب نتائج متباينة.

وقالت سوزان النبرج التي شاركت في إعداد أربع من الدراسات الخمس إن الدراسات الجديدة تحسن بدرجة كبيرة المعلومات المتاحة عن العلاج بهرمون تستوستيرون، وأضافت النبرج أستاذة الإحصاء الحيوي في كلية طب بريلمان بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا "هناك مزايا بالتأكيد ومخاطر محتملة... ليست نتيجة حاسمة تفيد بأن كل رجل فوق سن 65 يتعين أن يتناول هذا العلاج أو أن يبتعد عنه"، وتميل مستويات تستوستيرون للانخفاض مع تقدم الرجال في العمر. وأحيانا يصف الأطباء هلام تستوستيرون المعروف باسم اندروجين كعلاج بديل، وأربع من الدراسات الجديدة هي الأخيرة في مجموعة من سبع دراسات تعرف باسم تجارب تستوستيرون والتي تقيم استخدام العلاج البديل لدى رجال فوق سن 65 عاما لديهم نقص في الهرمون غير مرتبط بأي مشكلة صحية.

ونشرت الدراسات الثلاث السابقة في دورية نيو انجلاند الطبية وأظهرت أن الهرمون البديل يحسن الأداء الجنسي لكن نتائجه متباينة فيما يتعلق بالنشاط والأداء البدني، وفي واحدة من الدراسات الجديدة قارن الباحثون الوظائف الإدراكية على مدى 12 شهرا لدى 247 رجلا يعالجون بالهرمون البديل و246 يعالجون بدواء بدون مادة فعالة. وفي نهاية الدراسة اتضح أن جميع الرجال يعانون مشاكل تتعلق بالذاكرة ولم يظهر فرق في الوظائف الإدراكية بين المجموعتين.

وقيمت آخر التجارب الجديدة على تستوستيرون صحة القلب لدى 138 رجلا كبيرا في السن استخدم 73 منهم العلاج بالهرمون واستخدم 65 علاجا بدون مادة فعالة، وفي نهاية الدراسة اتضح أن عددا أكبر من الذين أعطوا علاجا بدون مادة فعالة عانوا زيادة أكبر في تصلب الشريان التاجي المرتبط بسوء باعتلال صحة القلب، لكن تي. كريج تشيثام الذي قاد إحدى الدراسات الجديدة قال إن دراسات سابقة أشارت إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب بين الذين يستخدمون العلاج، وقال إن الدراسة لا تثبت أن العلاج بالهرمون يخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب مضيفا "النتائج تثبت أننا في هذه العينة لم نرصد زيادة في المخاطر".

مضادات الأكسدة لا تقلل احتمالات الإصابة بالخرف

أشارت دراسة جديدة إلى أن كبار السن من الرجال الذين يتناولون مكملات غذائية تحتوي على فيتامين (إي) والسيلينيوم معرضون لنفس احتمالات الإصابة بالخرف مثل من لا يتناولونها وهو ما يمثل ضربة لآمال مساهمة مثل تلك العناصر المضادة للأكسدة في منع التدهور الإدراكي، وكانت أبحاث سابقة قد ربطت مضادات الأكسدة بالحيلولة دون تلف الخلايا الذي يمكن أن يحدث مع تقدم العمر ومع الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى. وقد تحقق مضادات الأكسدة هذا الأثر من خلال وقف أو إبطاء الإجهاد التأكسدي الذي يتلف الخلايا وتم ربطه أيضا بتطور حالات الإصابة بالخرف. بحسب رويترز.

وقال فريدريك شميت أحد كبار الباحثين في الدراسة من جامعة كنتاكي في ليكسينجتون "يعتقد أن تناول مضادات الأكسدة في الطعام أو المكملات الغذائية يقلل من الإجهاد التأكسدي في أنحاء الجسم"، وتابع قائلا عبر البريد الإلكتروني "ربما مكملات الغذاء التي تحتوي على مضادات الأكسدة أقل فاعلية من تلك التي يتم تناولها عبر الطعام... والخلاصة هي أن الأدلة لصالح المكملات الغذائية التي تحتوي على مضادات أكسدة محدودة".

ولإجراء الدراسة فحص الباحثون بيانات 7540 رجلا من كبار السن شاركوا في تجربة أوسع نطاقا تنظر في تأثير فيتامين (إي) والسيلينيوم على احتمالات الإصابة بالسرطان. وتم توزيع المشاركين عشوائيا على أربع مجموعات إحداها لمن يتناولون مكملا غذائيا لفيتامين (إي) والأخرى للسيلينيوم وثالثة يتناول المشاركون فيها كلا المكملين ورابعة يتناولون فيها أقراصا وهمية، وتمت متابعة الحالة الصحية لنصف الرجال المشاركين في الدراسة لمدة خمس سنوات والنصف الآخر لمدة ست سنوات إضافية. ولم تجد الدراسة أي فروق في احتمالات الإصابة بالخرف بين المجموعات الأربع وفقا للنتائج التي نشرت في دورية (جاما نيورولوجي)، وفي بداية الدراسة كان متوسط أعمار الرجال الذين شاركوا 68 عاما دون أن يكون لديهم أي تاريخ مرضي لتدهور الإدراك أو علل عصبية. وخلال فترة الدراسة أصيب 325 منهم بالخرف وهو ما يمثل تقريبا نسبة 4.4 بالمئة من الرجال في كل مجموعة.

وبناء على تلك النتائج خلص الباحثون إلى أن الأشخاص غير المصابين بالخرف لا يجب أن يتناولوا مكملات غذائية تحتوي على مضادات أكسدة فقط لمنع التدهور الإدراكي، وقال شميت إن نظاما غذائيا مثل الذي تتبعه شعوب البحر المتوسط الغني بالفواكه والخضر والبقول والحبوب الكاملة والأسماك والدهون الصحية قد يساعد في الوقاية من الخرف حتى لو لم تنجح المكملات الغذائية في ذلك كما قد تنجح ممارسة التمرينات الرياضية في المساعدة في منع التدهور الإدراكي.

لعبة على الانترنت تقدم فهما أعمق لمرض خرف الشيخوخة

ساعدت لعبة على الانترنت تقتفي أثر رحلة لمستكشف بحري مسن فقد ذاكرته علماء أعصاب في إعداد دراسة دولية ضخمة عن خرف الشيخوخة وقدمت لهم نتائج أولية مهمة بشأن مهارات التأهيل البشري.

أطلقت اللعبة التي يطلق عليها اسم "سي كويست هيرو" وطورتها شركة دويتشه تيليكوم ومعهد الزهايمر ريسيرش البريطاني في مايو أيار وجمعت بالفعل بيانات كافية تساعد في وضع معيار عالمي للعمليات المكانية التي يجريها المخ البشري وكيف تختلف بين الرجل والمرأة وبين الشاب والمسن، وقال العلماء إنه جرى تشغيل اللعبة أكثر من 2.4 مليون مرة في أنحاء العالم الأمر الذي يوفر ما يساوي 9400 عام من الأبحاث في المختبرات مما يشير إلى إمكانية مساهمتها في تشخيص خرف الشيخوخة في وقت مبكر. بحسب رويترز.

وقال هوجو سبيرز عالم الأعصاب في جامعة لندن كوليدج الذي قاد فريق البحث إن دراسة "سي هيرو" لم يسبق لها مثيل على مستوى الحجم والدقة، وأضاف "النتائج التي تقدمها اللعبة لها إمكانات ضخمة تدعم تطورات حيوية في الأبحاث الخاصة بخرف الشيخوخة"، ورغم أن تدهور الذاكرة مظهر طبيعي إلى حد ما من مظاهر التقدم في السن إلا أن سبيرز شرح أن التدهور التام مختلف. لكنها ومع ذلك شائعة بين المرضى الذين يعانون من خرف الشيخوخة، وأوضح أن هذا يجعل خرف الشيخوخة قابلا للتشخيص قبل فترة طويلة من ظهور الأعراض الرئيسية المرتبطة بتدهور الذاكرة.

علماء يربطون بين الإصابة بالخرف والسكن قرب طرق مزدحمة

قال باحثون في كندا إن من يعيشون قرب طرق مزدحمة تزداد مخاطر إصابتهم بالخرف مقارنة بمن يسكنون بعيدا عن زحام المرور، ووجدت دراسة نشرت في دورية لانسيت الطبية أن من يعيشون في نطاق يصل إلى 50 مترا من طرق مزدحمة تزداد احتمالات إصابتهم بالخرف بنسبة 0.7 في المئة عمن يعيشون على بعد أكثر من 300 متر من الطرق المزدحمة.

وأجرى الدراسة راي كوبس خبير الصحة البيئية والمهنية في مؤسسة أونتاريو للصحة العامة مع زملاء من معهد العلوم الإكلينيكية التقويمية في كندا، وقال كوبس "يمكن أن تدخل ملوثات الهواء إلى مجرى الدم وتؤدي إلى الالتهاب الذي يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية وربما حالات أخرى مثل السكري. تشير الدراسة إلى أن ملوثات الهواء التي يمكن أن تصل إلى المخ عبر مجرى الدم قد تسبب مشكلات عصبية"، كما درس الفريق الصلة بين السكن قرب طرق رئيسية وبين الإصابة بالشلل الرعاش والتصلب المتعدد لكن النتائج لم تؤكد تزايد مخاطر الإصابة بهما نتيجة السكن قرب طرق مزدحمة.

الساونا تساعد على الحفاظ على صحة المخ

خلصت دراسة فنلندية إلى أن التردد على الساونا بشكل منتظم يمكن أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بالخرف ومرض ألزهايمر وكذلك الوفاة بأمراض القلب.

ووجد باحثون بجامعة إيسترن فينلاند علاقة بين التردد على الساونا وأمراض الذاكرة بعد متابعة أكثر من 2300 رجل فنلندي في منتصف العمر لمدة 20 عاما، ووجدت الدراسة أن الرجال الذين يترددون على الساونا من أربع إلى سبع مرات أسبوعيا أقل عرضة بنسبة 66 بالمئة للإصابة بالخرف وأقل عرضة بنسبة 65 بالمئة للإصابة بالزهايمر من أولئك الذين يذهبون للساونا مرة واحدة أسبوعيا.

وقال ياري لوكانين كبير الباحثين وأستاذ الطب الإكلينيكي بجامعة إيسترن فينلاند "أخذنا في الاعتبار عوامل أخرى في نمط الحياة مثل النشاط البدني والعوامل الاقتصادية والاجتماعية... هناك تأثير مستقل للساونا على تلك النتائج".

ولاحظ أن الدراسة أشارت فقط لوجود ارتباط بين الساونا وأمراض الذاكرة وأنه ينبغي تجسيد النتائج من خلال مزيد من الدراسات على فئات عمرية مختلفة وعلى جنسيات أخرى وعلى نساء، ومع ذلك خلصت النتائج التي نشرتها دورية (إيدج اند إيدجينج) إلى أن الفوائد الصحية للساونا قد تمتد من القلب إلى المخ.

الاستعانة بنظام تحديد المواقع قد يعطل أجزاء من المخ

إذا ما كنت تخشى من أن استخدام نظام تحديد المواقع عن طريق "الأقمار الصناعية" للوصول إلى وجهتك سيجعلك تجد صعوبة في العثور على طريقك بمفردك تقول الأبحاث إنك ربما كنت محقا في مخاوفك.

وجد باحثون يدرسون تأثير نظام تحديد المواقع على المخ أن الأشخاص الذين يستعينون بهذا النظام يعطلون عمل أجزاء من المخ كان من الممكن استخدامها في التفكير في طرق بديلة وتعزيز مهارات تحديد المسارات.

وقال الباحثون الذين نشروا نتائجهم في دورية (نيتشر كوميونيكيشن) إنه عندما اعتمد متطوعون في الدراسة على أساليب الملاحة اليدوية كان هناك لديهم زيادة في أنشطة الحُصين (منطقة من المخ مرتبطة بالتعلم والذاكرة) والقشرة الأمامية التي تغطي الفص الجبهي للمخ. لكن هذا لم يحدث عندما اتبع المتطوعون إرشادات نظام تحديد المواقع، وقال هوجو سبيرز من قسم علم النفس التجريبي كلية لندن الجامعية "عندما تكون هناك تكنولوجيا تخبرنا أي طريق نسلك...لا تستجيب هذه الأجزاء من المخ ببساطة لشبكة الشوارع"، وأضاف "وهنا يتوقف مخنا عن الاهتمام بالشوارع المحيطة بنا"، وذكر الباحثون أن الاستخدام المستمر لنظام تحديد المواقع ربما يكون له تأثيرات على المدى البعيد تجعل المستخدمين أقل قدرة على التعلم وتحديد الاتجاهات دون مساعدة.

وقال أمير هومايون جوادي الذي شارك في الدراسة "من المهم أن نفهم كيف تؤثر البيئة على المخ... بوضوح نظام تتبع المواقع له استخداماته وعيوبه، كما حلل الباحثون شبكات الشوارع في المدن الكبرى حول العالم لتحديد مدى سهولة التنقل فيها، ووجدوا أن لندن بشبكة شوارعها الصغيرة المعقدة تبدو مرهقة على نحو خاص للمخ، وعلى العكس يبذل المرء جهدا ذهنيا أقل كثيرا للتجول في مانهاتن بنيويورك التي عادة ما يسير المرء فيها في خطوط مستقيمة يمينا أو يسارا.

اضف تعليق