q

بات تشيخ السكان أو الزيادة السريعة في عدد المسنين تمثل ظاهرة عالمية، كلما زاد السكان المسنون تشيب الأمم بشكل أسرع بكثير من العدد الكلي للسكان بسبب انخفاض الخصوبة وزيادة مأمول الحياة، فمن المعروف أنّ الإنسان يمرّ بمراحل مختلفة خلال حياته كلها، فهو يبدأ صغيراً ثم ينمو شيئاً فشيئاً حتى يصير شاباً، ويستمرّ بالنمو أكثر فأكثر إلى أن يصير مسناً طاعناً في السن. والإنسان بعد مروره بمرحلة الشباب، وبعد أن يجتاز منتصف العمر تقريباً، تبدأ وظائفه، وقدراته بالتراجع التدريجي شيئاً فشيئاً، إلى أن تتدنى إلى أدنى مستوياتها بشكل كبير جداً، وهذا التدني في القدرات الجسمانيّة والعقلية يجعل الإنسان الطاعن في السنّ بحاجة إلى عناية من نوع خاص، فهو علاوة على تدني قدراته الجسمانية يمرّ بحالة نفسية صعبة، حيث يشعر أنّه غريب في العالم الذي يعيش فيه، وأنّه موجود في زمان غير الزمان الذي كان فيه قويّاً، قادراً على فعل المعجزات.

إذا تكلمنا بلغة الأرقام ففي البلدان النامية، يتم ضغط العملية في عقدين أو ثلاثة عقود على مدى جيل واحد. في عام 2050، سيكون هناك ملياري شخص فوق عمر 60 سنة؛ 80% منهم سيعيشون في البلدان النامية.

في حين في الآونة الأخيرة توقعت دراسة دولية كبيرة أن يزيد متوسط العمر في كثير من البلدان بحلول عام 2030 وأن يتجاوز 90 عاما في بعض الأماكن وأشارت إلى أن الأمر سيتطلب من صناع السياسة مزيدا من الجهد للتخطيط لذلك.

اما الخبر السار هو أن الدراسات الحديثة وجدت أنه من الممكن تحسين صحة المسنين والتمتع بشيخوخة صحية!، فقد قال علماء إن دواءً جديدا يستطيع تقليل أعراض الشيخوخة أثبت نجاحا خلال تجارب معملية أجريت على الفئران، وأظهر الدواء الجديد استعادة الفئران المتقدمة في العمر حيويتها إضافة إلى نشاط إنبات الفرو الذي يغطي جسدها وبعض الوظائف العضوية الأخرى.

من جانب اخر، توفيت إيما مورانو حاملة لقب "عميدة البشرية" والتي يعتقد أنها أكبر معمرة في العالم وآخر مواليد القرن التاسع عشر يوم السبت عن عمر ناهز 117 عاما. وظلت حتى النهاية على نظامها الغذائي المتمثل في تناول بيضتين غير مطهيتين يوميا.

على مستوى الدراسات الحديثة، أوضحت دراسة أُجريت في العاصمة الألمانية برلين أن الأجداد والجدات الذين يساعدون من فترة لأخرى في رعاية الأحفاد أو يقدمون المساعدة لآخرين في مجتمعهم يعيشون لفترة أطول من كبار السن الذين لا يهتمون بالآخرين.

فيما أظهرت بيانات من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأحدث تعداد للسكان أن إسبانيا تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث ارتفاع متوسط الأعمار بعد اليابان إذ يحيا فيها أكثر من 100 ألف شخص تبلغ أعمارهم 100 سنة أو أكثر.

الى ذلك أظهر بحث جديد أن آلام الظهر هي أكثر أنواع الألم شيوعا لدى الرجال من كبار السن وقد يكون مؤشرا على تزايد خطر السقوط حتى بين من لا يعانون من إعاقات أخرى، في وقت لاحق، خلصت دراسة حديثة إلى أن كبار السن الذين يمارسون رياضة التاي تشي قد يكونون أقل عرضة للسقوط مقارنة بنظرائهم الذين لا يمارسون هذه التمارين الصينية التأملية التي تجمع بين التنفس العميق والحركات البطيئة الانسيابية.

على صعيد مختلف، في درجات حرارة دون الصفر يلجأ عشرات من المجريين المسنين إلى حديقة سيتي بارك آيس رينك الجميلة في بودابست للتزلج على الجليد كل صباح للحفاظ على حيويتهم ونشاط القلب عبر الرقص على الجليد.

دراسة ترجح أن يتجاوز متوسط العمر 90 عاما بحلول عام 2030

توقعت دراسة دولية كبيرة أن يزيد متوسط العمر في كثير من البلدان بحلول عام 2030 وأن يتجاوز 90 عاما في بعض الأماكن وأشارت إلى أن الأمر سيتطلب من صناع السياسة مزيدا من الجهد للتخطيط لذلك.

ورجحت الدراسة أن يكون متوسط العمر المتوقع في كوريا الجنوبية هو الأعلى في العالم بحلول عام 2030 وأن تكون الولايات المتحدة هي الأقل من حيث متوسط العمر في البلدان المتقدمة، وقال ماجد عزتي قائد البحث والأستاذ في كلية الصحة العامة في إمبريال كوليدج في لندن "مسألة أننا سنستمر في العيش لفترة أطول تعني أننا في حاجة إلى التفكير في تعزيز نظم الرعاية الصحية والاجتماعية لدعم سكان يتقدمون في العمر لديهم العديد من الاحتياجات الصحية"، ومن بين البلدان الأعلى دخلا رجحت الدراسة التي أجريت بإشراف إمبريال كوليدج بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أن تأتي الولايات المتحدة في ذيل قائمة متوسط العمر المتوقع في عام 2030 ورجحت أن يبلغ متوسط العمر بها 79.5 عام للرجال و83.3 عام للنساء وهو ما يشبه التوقعات بالنسبة لبلدان متوسطة الدخل مثل كرواتيا والمكسيك.

وأرجعت الدراسة هذا في جانب منه إلى نقص الرعاية الصحية الشاملة في الولايات المتحدة وكذلك إلى عوامل مثل معدلات الوفيات المرتفعة نسبيا لدى الأطفال والأمهات والمعدلات المرتفعة لجرائم القتل وللبدانة، وفي أوروبا توقعت الدراسة أن يكون متوسط عمر النساء في فرنسا والرجال في سويسرا هو الأعلي بمتوسط 88.6 عام للفرنسيات و84 عاما تقريبا لرجال سويسراـ وجاءت كوريا الجنوبية في قمة التوقعات حيث رجح الباحثون أن تعيش البنت المولودة هناك في عام 2030 حتى عمر 90.8 عام بينما قد يعيش الصبي المولود هناك في العام ذاته حتى عمر 84.1 عام.

وقال عزتي "يعتقد كثيرون أن 90 عاما هو الحد الأعلى لمتوسط العمر المتوقع لكن هذا البحث يشير إلى أننا سنتخطى حاجز التسعين عاما"، وشملت الدراسة المنشورة في نشرة لانسيت الطبية يوم الأربعاء 35 دولة متقدمة وناشئة من بينها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وألمانيا وأستراليا وبولندا والمكسيك وجمهورية التشيك.

وقال الباحثون إن متوسط العمر الأعلى كثيرا المتوقع في كوريا الجنوبية يُعزى إلى عدة عوامل من بينها التغذية الجيدة للأطفال وانخفاض ضغط الدم وتدني مستويات التدخين والحصول على الرعاية الصحية بشكل جيد والمعرفة الطبية والتقنيات الطبية الجديدة.

حلم الشباب

يعتزم فريق العمل التابع للمركز الطبي بجامعة إراسموس في هولندا إجراء تجارب على البشر أملا في أن تفضي الجهود إلى علاج للشيخوخة، وقال عالم بريطاني إن نتائج التجارب "مبشرة"، لكن مازالت بعض الأسئلة تحتاج إلى إجابة.

وتعتمد التجربة على إظهار الخلايا الهرمة أو التي أصيبت بالشيخوخة في الجسم وتوقفت عن الانقسام. وتتراكم هذه الخلايا بصورة طبيعية مع العمر، وتنهض بدور في التئام الجروح ومكافحة الأورام، لكن بينما تبدو هذه الخلايا الهرمة هادئة فهي في الوقت ذاته تفرز موادا كيمائية تسبب التهابات وتسهم في حدوث الشيخوخة.

وابتكر علماء دواء ينتقي تلك الخلايا ويقتلها من خلال إحداث اضطراب في توازن المواد الكيمائية داخلها، وقال بيتر دي كيزر لبي بي سي :"خضت التحدي، وأصر الناس على أنني مجنون في السعي لخوض التجربة، وكانوا على حق في المرات الثلاث الأولى".

وحصل كيزر في المحاولة الرابعة على نتيجة تبشر بالنجاح، وأجرى تجربته على فئران متقدمة في العمر مبرمجة وراثيا على الشيخوخة بصورة أسرع وأخرى تشيخ في العمر بعلاج كيمائي.

وأظهرت النتائج، التي نشرتها دورية "سيل" المعنية بالخلايا، أن وظائف الكبد استعادت نشاطها بسهولة وضاعفت الفئران المسافة التي تقطعها على العجلة الدوّارة، وقال كيزر :"لم يكن في حسباننا شعر الفئران، لكنه شئ لا يمكننا إغفاله".

وأضاف أن الكثير من الفرو "الأشيب" للفئران بدأ يتحسن في بعض منها ولكن ليس في جميعها.

وحقنت الفئران بالدواء الجديد ثلاث مرات في الأسبوع، واستغرقت التجارب نحو عام، وقال كيزر إنه لا توجد أي علامات تشير إلى آثار جانبية لكن "الفئران لا تتكلم"، ويعتقد أن الدواء قد يكون له تأثير محدود أو ربما ينعدم تأثيره على الأنسجة الطبيعية.

وردا على سؤال يتعلق بما إذا كان هذا الدواء لعلاج الشيخوخة، قال كيزر :"أتمنى ذلك، لكن العبرة بالنتائج كما يقولون"، وقال دوسكو ليك، عالم في الخلايا الجذعية بكلية كينغز كوليدج لندن، تعليقا على نتائج التجربة :"النتائج يستحيل إغفالها".

وأضاف :"لكن إلى أن يجرى بحث عالي الجودة، من الأفضل مراجعة النتائج"، وقال :"على الرغم من ذلك لا أندهش إذا سعت شركات مصنعة إلى تحقيق مكاسب من وراء ذلك، وفي غضون سنوات سيكون باستطاعتنا شراء هذا الدواء كمكمل"، ودعت إيلاريا بيلانتونو، بجامعة شيفيلد، إلى إجراء المزيد من التجارب على "وظائف القلب والعضلات والأيض والمخ"، وأضافت :"استخدام هذا البيبتيد (نوع من الأحماض الأمينية) أمامه شوط طويل"، وقالت :"يتطلب الأمر الأخذ في الاعتبار معيار السلامة، وتحديد مجموعة مناسبة من المرضى يمكنها الاستفادة من هذا البيبتيد خلال فترة مناسبة حتى يحقق الدواء مفعولا إيجابيا مقارنة بتكلفة معقولة".

وفاة الإيطالية إيما مورانو "عميدة البشرية" عن 117 عاما

توفيت إيما مورانو حاملة لقب "عميدة البشرية" والتي يعتقد أنها أكبر معمرة في العالم وآخر مواليد القرن التاسع عشر يوم السبت عن عمر ناهز 117 عاما. وظلت حتى النهاية على نظامها الغذائي المتمثل في تناول بيضتين غير مطهيتين يوميا.

وقالت سيلفيا مارشيونيني رئيسة بلدية فيربانيا في شمال إيطاليا حيث كانت تعيش مورانو على ضفاف بحيرة ماجيوري "وصلت (مورانو) إلى خط نهاية استثنائي"، وولدت مورانو في 29 نوفمبر تشرين الثاني 1899 قبل أربعة أعوام من قيام الأخوين رايت بأول عملية تحليق في السماء بطائرة. وعاشت 117 عاما و137 يوما وامتدت حياتها طويلا لتشهد ثلاثة قرون وحربين عالميتين وأكثر من 90 حكومة إيطالية. بحسب رويترز.

وكانت قد قالت لرويترز في نوفمبر تشرين الثاني الماضي في عيد ميلادها رقم 117 "لم تكن حياتي لطيفة جدا..عملت في مصنع حتى سن 65"، وكانت تتحدث وهي جالسة على مقعد بمسندين بجانب نافذة وتضع وشاحا أبيض على كتفيها، وقالت في مقابلة أجرتها معها صحيفة لا ستامبا قبل خمسة أعوام إن خطيبها مات في الحرب العالمية الأولى وإنها اضطرت للزواج من رجل لا تحبه، وأضافت أن هذا الرجل قال لها "(إما أن توافقي على الزواج مني أو أقتلك)..كان عمري 26. وتزوجنا"، ولم يكن زواجا سعيدا. وأنجبا طفلا في عام 1937 لكن الطفل توفي بعد ستة أشهر فقط وانفصلت عن زوجها المتسلط في العام التالي.

وقالت "انفصلت عنه في عام 1938. اعتقد أنني كنت واحدة من الأوائل (السيدات) في إيطاليا التي تفعل ذلك"، وتوفي في حياتها كل أشقائها وشقيقاتها الثمانية ومنهم واحدة ماتت وعمرها 102 عام. وعاشت على نظام غذائي غير متوازن.

وقال طبيبها كارلو بافا العام الماضي "عندما عرفها كانت تتناول ثلاث بيضات يوميا. بيضتان بدون طهي وواحدة مقلية. والآن قلصت العدد قليلا إلى بيضتين في اليوم لأنها تقول إن ثلاثة يمكن أن يكون عددا كبيرا"، وأضاف الطبيب "لم تتناول قط الكثير من الفواكه أو الخضروات. كان من سماتها أن تتناول دائما نفس الشيء كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل عام"، وقالت مارشيونيني رئيسة بلدية فيربانيا لوكالة الأنباء الإيطالية إن مدينتها تضم أكثر من 20 شخصا تزيد أعمارهم عن مئة عام.

الأجداد الذين يساعدون في رعاية الأحفاد يعيشون لفترة أطول

أوضحت دراسة أُجريت في العاصمة الألمانية برلين أن الأجداد والجدات الذين يساعدون من فترة لأخرى في رعاية الأحفاد أو يقدمون المساعدة لآخرين في مجتمعهم يعيشون لفترة أطول من كبار السن الذين لا يهتمون بالآخرين.

وكتب الباحثون في دورية التطور والسلوك البشري أن التفرغ لتربية الأحفاد قد يكون له أثر سلبي على كبار السن ولكن المساعدة في التنشئة من آن لآخر يمكن أن يكون مفيدا لهم، وقالت كبيرة الباحثين سونيا هيلبراند التي تعد رسالة الدكتوراة في علم النفس بجامعة بازل في سويسرا "عدم الاتصال بالأحفاد على الإطلاق يمكن أن يؤثر سلبيا على صحة الأجداد والجدات"، وأضافت لنشرة رويترز هيلث المتخصصة في الصحة عبر البريد الإلكتروني "هذه الصلة يمكن أن تكون آلية متجذرة في ماضي تطورنا عندما كانت رعاية الأطفال أمرا حاسما لبقاء الجنس البشري"، وتوصل الباحثون في الدراسة إلى هذه النتائج اعتمادا على بيانات جرى جمعها من أكثر من 500 شخص فوق السبعين من عمرهم.

وخضع المشاركون لمقابلات واختبارات طبية كل عامين في الفترة من عام 1990 حتى عام 2009، ولم يضم الباحثون في الدراسة أي أجداد كانوا الراعي الرئيسي لأحفادهم وإنما فقط من ساعدوا في تربية الأحفاد من آن لآخر.

وقارن فريق البحث هذه المجموعة بأشخاص آخرين كبار في السن قدموا مساعدات لغير أفراد عائلاتهم مثل الأصدقاء أو الجيران وكبار آخرين في السن لم يقدموا أي مساعدة للآخرين، وفي المجمل بعد حساب عمر الأجداد وحالتهم الصحية العامة تبين أنه على مدار 20 عاما كانت نسبة الوفيات بين الأجداد الذين ساعدوا في تربية أحفادهم أقل بالثلث عمن لم يساعدوا في تربية الأحفاد، ونصف الأجداد الذين ساعدوا في تربية الأحفاد كانوا على قيد الحياة بعد عشرة أعوام من إجراء أول مقابلة لهم مع الباحثين. وكان الأمر كذلك أيضا بالنسبة لمن ليس لهم أحفاد ولكن ساعدوا أبناءهم الكبار بطريقة ما مثل المساعدة في أعمال المنزل على سبيل المثال، وعلى العكس فإن نصف المشاركين في الدراسة الذين لم يساعدوا الآخرين على الإطلاق توفوا بعد خمس سنوات من بداية الدراسة، وقال برونو أربينو الأستاذ المساعد بجامعة بومبيو فابرا في برشلونة بإسبانيا والذي لم يشارك في الدراسة "تقديم المساعدة يمنح من يقدمونها هدفا في الحياة لأنهم يشعرون أنهم مفيدون للآخرين وللمجتمع"، وتابع عبر البريد الإلكتروني "يمكن اعتبار أن تقديم المساعدة يبقي من يقدمها نشطا جسديا وعقليا" مضيفا أن دراسات سابقة أشارت إلى أن تقديم المساعدة قد يحسن من الأداء الإدراكي والصحة العقلية والجسدية.

نصائح من المعمرين فوق المئة في إسبانيا للتمتع بعمر مديد

أظهرت بيانات من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وأحدث تعداد للسكان أن إسبانيا تحتل المرتبة الثانية في العالم من حيث ارتفاع متوسط الأعمار بعد اليابان إذ يحيا فيها أكثر من 100 ألف شخص تبلغ أعمارهم 100 سنة أو أكثر.

وعلى مدى عام أجرت مصورة رويترز أندريا كوماس مقابلات والتقطت صورا لإسبان يبلغون من العمر مئة عام أو أكثر في أنحاء البلاد، ووفقا لأحدث إحصاءات من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نشرت في 2013 يبلغ متوسط الأعمار في إسبانيا 83.2 عام أي أقل قليلا فقط عن 83.4 عام المسجل في اليابان، وأغلب الرجال والنساء الذين التقتهم كوماس كان لديهم إقبال على الاستمتاع بالحياة واهتمام بهوايات شغل وقت الفراغ من فن التمثيل إلى عزف البيانو. كما واصل العديد منهم القيام بواجبات يومية من أداء أعمال زراعية لرعاية طفل معاق، ويعزف بيدرو رودريجيز (106 أعوام) على البيانو كل يوم في غرفة المعيشة في شقته في أستورياس بشمال إسبانيا حيث يعيش مع زوجته التي تصغره بنحو عشرين عاما وتأتي عادة بناتهما لزيارتهما، وقال بعد أن أدى رقصة فالس إسباني "الراهبات علمنني كيفية العزف على البيانو وأنا طفل"، وأغلب هؤلاء المسنين كانوا محاطين بعائلة أو أحباء يترددون عليهم بما يظهر أن المجتمع في إسبانيا مترابط تحتل فيه الروابط العائلية مرتبة متقدمة.

آلام الظهر مرتبطة بزيادة خطر السقوط للمسنين

أظهر بحث جديد أن آلام الظهر هي أكثر أنواع الألم شيوعا لدى الرجال من كبار السن وقد يكون مؤشرا على تزايد خطر السقوط حتى بين من لا يعانون من إعاقات أخرى، وقالت لين مارشال وهي أستاذة مساعدة في جامعة أوريجون للصحة والعلوم في بورتلاند وكبيرة الباحثين "نعرف أن المسنين الذين يعانون من آلام الظهر لديهم ضعف في وظائف الجسم فنشاطهم أقل ويجدون صعوبة في النهوض من على المقعد".

وقالت لرويترز هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني "في العادة لا يعتبر الألم عامل خطر يؤدي للسقوط لكن دراستنا تظهر أن آلام الظهر تعتبر سببا للسقوط بين الرجال المسنين"، وذكرت أنها وزملاءها حللوا بيانات قرابة ستة آلاف رجل تزيد أعمارهم عن 65 عاما يعيشون في منازلهم. وبين عامي 2000 و2002 أجاب المشاركون عن أسئلة أساسية بشأن آلام الظهر .. هل عانوا منها في الأشهر الاثنى عشر السابقة وأين موضع الألم وعدد مرات حدوثه ومدى شدته، وعلى مدى العام التالي قدم الرجال تقارير كل أربعة أشهر بشأن إن كانوا تعرضوا للسقوط ومرات حدوث ذلك. بحسب رويترز.

وجمع الباحثون أيضا معلومات عن استخدام الرجال للأدوية ومدى شعورهم بالغثيان والإعاقات وتعرض أجزاء أخرى من الجسم للألم لتحديد دور هذه العوامل في السقوط، وقال أكثر من ثلثي الرجال إنهم عانوا من آلام الظهر في الاستطلاع الأساسي. ومن بين هؤلاء كان 62 في المئة يعانون من الألم في أسفل الظهر. وقال تسعة في المئة إن الألم شديد بينما قال 20 في المئة إن الألم يزعجهم كل الوقت أو معظمه. وقال 30 في المئة إن أنشطتهم تقلصت بسبب الألم، وأظهرت النتائج التي نشرتها دورية (جورنالز أوف جيرونتولوجي) أنه خلال العام الذي تلا ذلك تعرض 1388 رجلا -أي ما يمثل ربع المجموعة- للسقوط مرة واحدة على الأقل فيما تعرض 632 رجلا للسقوط أكثر من مرة، وزادت احتمالية السقوط المتكرر لدى من يعانون من آلام الظهر بنسبة 30 بالمئة مقارنة بمن لا يعانون منه.

تمارين تاي تشي تحد من احتمالات السقوط عند الكبر

خلصت دراسة حديثة إلى أن كبار السن الذين يمارسون رياضة التاي تشي قد يكونون أقل عرضة للسقوط مقارنة بنظرائهم الذين لا يمارسون هذه التمارين الصينية التأملية التي تجمع بين التنفس العميق والحركات البطيئة الانسيابية.

وفحص الباحثون بيانات 18 تجربة نشرت مسبقا لتأثير تاي تشي في الوقاية من السقوط بمشاركة 3824 شخصا لا تقل أعمارهم عن 65 عاما، وتوصل الفحص إلى أن تمارين تاي تشي كانت مرتبطة بالحد من السقوط بنسبة 20 بالمئة مرة على الأقل كما كان لها الفضل في خفض عدد السقطات بنسبة 31 بالمئة.

وقال جان ميشيل بريسمي وهو باحث في مجال العلاج الجسدي بمركز علوم الصحة والمركز الطبي الجامعي التابع لجامعة تكساس للتكنولوجيا "هذه نتائج مهمة كثيرا لأن تاي تشي نشاط يمكن تعليمه بسهولة ويمكن للناس ممارسته في المنزل ومكان العمل أو في مراكز التقاعد بمفردهم أو في مجموعة".

وأشار الباحثون في دورية (بي.ام.جيه أوبن) إلى أن ما يصل إلى 40 بالمئة ممن تزيد أعمارهم عن 65 عاما وحوالي نصف من هم أكثر من 80 عاما يسقطون سنويا على مستوى العالم، ويرجع السقوط كثيرا إلى تراجع كبير في القدرة على الحركة والاستقلالية وجودة الحياة ويعتبر سببا رئيسيا للوفاة بين البالغين الأكبر سنا.

وقال تشنتشن وانغ مدير مركز الطب التكميلي والتكاملي بمدينة بوسطن والذي لم يشارك في الدراسة إن النتائج تؤكد أبحاثا سابقة أظهرت أن تاي تشي يمكن أن يعزز التوازن والمرونة وقوة الركبتين ويحد من خطر السقوط بين البالغين الأكبر سنا.

وأضاف عبر البريد الإلكتروني "هناك عناصر كثيرة مهمة من بينها التمارين وتمرينات التنفس والوعي بالجسد وتركيز الانتباه والإدراك والتوازن والتخيل والاسترخاء، "إن هذه العناصر تؤثر إيجابا أيضا على الصحة من خلال تحسين الوظائف النفسية الاجتماعية والوقاية من الاكتئاب وتساعد كذلك في زيادة الثقة بالنفس والتوازن والتناغم لتفادي السقوط."

في الهند.. مدرسة للجدات لا تقبل من هن دون 60 عاما

ليست آجيبايتشي شالا مدرسة بالمفهوم التقليدي في الهند، فطالبات "مدرسة الجدات" التي تقع في قرية فانجين هن نساء كبيرات في السن يحصلن على فرصة لتعلم القراءة، وقالت كامال كشافتوبانجي (60 عاما) لرويترز بينما كانت تغسل الملابس أمام منزلها في القرية التي تبعد 120 كيلومترا شرقي مومباي "أحب الذهاب للمدرسة."

وارتفعت نسبة محو الأمية في الهند إلى 74 بالمئة خلال السنوات العشر حتى عام 2011 وفقا لأحدث تعداد للسكان لكن أمية الإناث ما زالت أكبر بكثير من الأمية بين الذكور، وأظهر التعداد الذي يعود لعام 2011 أن نحو 65 بالمئة من النساء متعلمات مقارنة بنسبة 82 بالمئة بين الرجال، وقال خبراء وباحثون في مجال التعليم إن مواقف من النساء عفا عليها الزمن مثل تفضيل الأطفال الذكور وزواج الأطفال من الأسباب الرئيسية لانخفاض نسبة التعليم بين الإناث، وفي مدرسة آجيبايتشي المكونة من غرفة واحد تقام فصول دراسية مسائية ستة أيام في الأسبوع ومدة الفصل ساعتان. وتم اختيار توقيت الدروس ليتناسب مع موعد انتهاء النساء من مهامهن اليومية أو عملهن في الحقول.

ومن بين شروط القبول في المدرسة ألا يكون عمر الطالبة أقل من 60 عاما، وقالت طالبة تدعى كشافتوبانجي "تؤلمني ركبتاي لذا لا يمكنني الجلوس على الأرض لفترة طويلة. هذه هي المشكلة الوحيدة لكنني ما زلت أذهب كل يوم"، وتسير الطالبات في زيهن المدرسي الموحد وهو عبارة عن ساري وردي اللون بعد ظهر كل يوم عبر طرق ترابية بالقرية حتى يذهبن لحضور دروسهن، وقالت دروبادا باندورانجكيدار (70 عاما) "أنتهي أولا من عملي المنزلي ثم أذهب إلى المدرسة. من الجيد أن لدينا مثل هذا الأمر في قريتنا" فيما تدرس حفيدتها البالغة من العمر ثماني سنوات في المدرسة الابتدائية الحكومية بالقرية.

وتبدأ النسوة الدراسة بأداء الصلاة ثم ينهمكن في دروسهن ويتدربن على الكتابة على ألواح الأردواز، وتستخدم المدرسة وسائل تعليمية مساعدة مثل كتابة الحروف الأبجدية على قراميد حتى يتسنى لضعيفات البصر قراءتها، وقالت شيتال براكاش موري وهي معلمة في المدرسة تبلغ من العمر 30 عاما إنها تنشد حصول كل النسوة في القرى الأخرى على فرصة مماثلة للتعليم، وأضافت "تدرس كل المعلمات الأخريات للأطفال. أنا الوحيدة التي أتيحت لي فرصة التدريس للكبيرات في السن. إنها فرصة رائعة وأنا سعيدة للتدريس لهن".

المسنون في المجر يعشقون التزلج على الجليد

في درجات حرارة دون الصفر يلجأ عشرات من المجريين المسنين إلى حديقة سيتي بارك آيس رينك الجميلة في بودابست للتزلج على الجليد كل صباح للحفاظ على حيويتهم ونشاط القلب عبر الرقص على الجليد.

ويعود تاريخ جماعة الراقصين على الجليد إلى الخمسينات. وتضم مهنيين سابقين وكذلك هواة متحمسين حاليا. ويعد التزلج على الجليد هو الأكبر والثاني في القدم من نوعه في أوروبا، وقالت مارا باتاي (70 عاما) بابتسامة كبيرة "هذا يبقيني في حالة جيدة .. حيث انه يحرك كل عضلة"، وبدأ شريكها في التزلج لاسلو جومبوس (70 عاما) في الرقص على الجليد بعد تعافيه من سرطان البروستاتا. وكان يتعلم في كل سنة من السنوات السبع عشر الماضية رقصة جديدة ويقول انه يذهب مع شريكته الى حلبة تزلج أخرى مغطاة بالجليد مرتين أسبوعيا حتى في الصيف. ويقول كل الراقصين إن التزلج على الجليد هو حياتهم حاليا حيث أنها تحافظ على سلامتهم البدينة والعقلية وتحسن من توازنهم وتبقيهم في صحبة جيدة. بحسب رويترز.

وتقول جوديت بارتفاي (73 عاما) التي اعتادت أن تكون راقصة باليه وراقصة محترفة على الجليد في المسرح الساخر بالمجر في الفترة من 1959 وحتى 1981 "يمكن للشخص أن يعبر عن مشاعره عبر الحركات الجميلة والموسيقى وهذا أمر سحري .. وبالطبع الترحاب الذي مازلت أناله".

اضف تعليق