q
تركت العاصفة الثلجية القوية، التي تجتاح شمالي الولايات المتحدة، مدينة "بافالو" في ولاية نيويورك تبدو وكأنها "ساحة حرب"، كما قالت حاكمة الولاية كاثي هوتشول، فقد سجلت المدينة 25 حالة وفاة مرتبطة بالأحوال الجوية السيئة، بارتفاع عن العدد الذي سُجل أمس الأحد وهو 13 حالة، وقالت حاكمة ولاية نيويورك: هذه حرب مع الطبيعة...

تركت العاصفة الثلجية القوية، التي تجتاح شمالي الولايات المتحدة، مدينة "بافالو" في ولاية نيويورك تبدو وكأنها "ساحة حرب"، كما قالت حاكمة الولاية كاثي هوتشول، فقد سجلت المدينة اليوم الاثنين 25 حالة وفاة مرتبطة بالأحوال الجوية السيئة، بارتفاع عن العدد الذي سُجل أمس الأحد وهو 13 حالة، وقالت حاكمة ولاية نيويورك: "هذه حرب مع الطبيعة الأم وهي تضربنا بكل ما لديها" منذ يوم الخميس.

وقد أدت أجواء العاصفة الثلجية، التي امتدت من كندا إلى الحدود المكسيكية إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصاَ على مستوى البلاد، وكانت المنطقة المحيطة بمدينة "بافالو"، الواقعة إلى الشمال من نيويورك، الأسوأ تضرراً من العاصفة، وقالت هوتشول، حاكمة ولاية نيويورك، وهي من مواليد مدينة "بافالو": "إن الأمر أشبه ما يكون بالذهاب إلى منطقة حرب، ومنظر السيارات على جانبي الطرقات مرعب".

وقالت إن السكان يواجهون "وضعاً يهدد حياتهم"، حيث أن الكثير من سيارات الطوارئ كانت غير قادرة على الوصول إلى المناطق الأكثر تضرراً أو علقت هي نفسها في الثلج، واضطرت عائلة لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وستة أعوام إلى الانتظار 11 ساعة قبل أن يتم انقاذهم في ساعات الصباح الأولى من يوم عيد الميلاد (الكريسماس)، وقال الأب، زيلا سانتياغو، لشبكة سي بي أس الأمريكية: "كنت ببساطة قد فقدت الأمل". وقال إنه نجح في البقاء دافئاً من خلال إبقاء محرك السيارة في حالة تشغيل وفي السيطرة على مشاعر التوتر من خلال ممارسة الألعاب مع الأطفال، ومن المتوقع أن يتم العثور على مزيد من الضحايا حالما تكشف انجرافات الثلج الذائب عن السيارات التي علقت في العاصفة وتتيح المجال للوصول إلى المنازل النائية، وقد عطلت عاصفة الشتاء أو "إعصار القنبلة" كما تُعرف، السفر في جميع أنحاء البلاد. وتحدث هذه الظاهرة عندما ينخفض الضغط الجوي، ما يتسبب في تساقط ثلوج كثيفة وهبوب رياح شديدة، ويقول الراصدون الجويون إن العاصفة ستخف خلال الأيام القليلة القادمة، لكن النصيحة للناس ما تزال هي تجنب السفر والتنقل إلا للضرورة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، عانى أكثر من 250 ألف منزل ومحل تجاري من انقطاع التيار الكهربائي، لكن التيار الكهربائي يعاد بشكل تدريجي، و في كندا، وقعت أربع حالات وفاة عندما انقلبت حافلة على طريق جليدي، بالقرب من بلدة ميريت في مقاطعة بريتيش كولومبيا غربي البلاد، وتم إلغاء آلاف الرحلات الجوية، ما منع الكثير من الناس من الوصول إلى عائلاتهم في عيد الميلاد، وقد ظل أكثر من 55 مليون أمريكي تحت إنذارات الرياح الباردة يوم الأحد، كان مدى وصول ظروف العاصفة الثلجية غير مسبوق، حيث امتد من كندا إلى أقصى الجنوب حتى تكساس، وقال مارك بولونكارز المدير التنفيذي لمقاطعة إيري لوكالة رويترز للأنباء إنه عثر على قتلى في سيارات وأحواض ثلجية.

في كندا، اضطر عدد من سائقي السيارات إلى التخلي عن سياراتهم في عواصف ثلجية في مقاطعة أونتاريو، كما تم الإبلاغ عن الوفيات المرتبطة بالعواصف في فيرمونت وأوهايو وميسوري وويسكونسن وكانساس وكولورادو.

تعد ولاية مونتانا بغرب الولايات المتحدة الأكثر تضررا من البرد، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 50 فهرنهايت (-45 درجة مئوية)، وفي كندا، تتحمل مقاطعتا أونتاريو وكيبيك العبء الأكبر من العاصفة، في كيبيك، انقطع التيار الكهربائي عن ما يقرب من 120 ألف مستهلك يوم الأحد. ويقول المسؤولون إن إعادة إيصال التيار إلى بعض الأسر قد يستغرق أياما.

أبرد عاصفة شتوية تجتاح الولايات المتحدة منذ عقود

يقول خبراء الأرصاد إن عاصفة شتوية كبرى تجتاح الولايات المتحدة هذا الأسبوع قد تجلب أبرد عيد ميلاد منذ أربعة عقود في أجزاء من البلاد، وسوف تتجه موجة البرد "وهي تحدث مرة كل جيل" - إلى الشرق بعد أن بدأت في شمال غرب المحيط الهادئ الثلاثاء، قبل أن تتحول إلى "إعصار شبيه بالقنبلة" بحلول الجمعة، ويواجه أكثر من 90 مليون شخص هذا الطقس الشتوي السيء عبر 37 ولاية، وسوف يتعرض نحو 80 في المئة من البلاد لدرجات حرارة دون الصفر، بما في ذلك أماكن في أقصى الجنوب مثل تكساس.

وذكرت قناة "ويذر تشانل" أن يؤدي الانفجار في القطب الشمالي، الذي أطلق عليه اسم "عاصفة الشتاء إليوت"، إلى حدوث أبرد أعياد ميلاد في الغرب الأوسط منذ أواخر الثمانينيات، بحسب توقعات نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية.

ومن المتوقع أن تشهد فلوريدا، الولاية المعروفة بأنها مشمسة، أبرد أعياد ميلاد منذ 30 عاما، وقالت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية إن درجات حرارة تقشعر لها الأبدان تصل إلى 45 درجة مئوية تحت الصفر، وأكثر من 56 درجة تحت الصفر ممكنة بحلول نهاية هذا الأسبوع في بعض أجزاء البلاد.

وجاء في التحذير أن "قشعريرة الرياح بهذه الدرجة يمكن أن تسبب عضة صقيع في أقل من خمس دقائق، إن لم تتخذ الاحتياطات، مع انخفاض حرارة الجسم والتعرض للموت بسبب التعرض الطويل للبرد".

ووصفته قنوات الأرصاد الجوية بأنه حدث شتوي يقع مرة واحدة في الجيل، خاصة وأن العاصفة تصل إلى منطقة البحيرات العظمى، حيث من المتوقع أن يصل ضغطها إلى ما يعادل إعصارا من الفئة 3.

وأعلن حكام ولاية كنتاكي ونورث كارولينا حالة الطوارئ، ومن المتوقع أن تؤدي الظروف الثلجية والطرق المتجمدة إلى فوضى في السفر في نهاية هذا الأسبوع، وقال وزير النقل الأمريكي، بيت بوتيجيغ لقناة "إم إس إن بي سي" التلفزيونية الأربعاء: "قضينا أسبوع عيد شكر رائعا بأقل قدر من الاضطراب".

"لن تتكرر الأمور لسوء الحظ على هذا النحو مع حلول عيد الميلاد، وألغيت بالفعل مئات الرحلات من دنفر وشيكاغو، ومن المتوقع أن تواجه دنفر وطأة البرد صباح الخميس، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى أكثر من 26 تحت الصفر، وحول مدرج دنفر، وهو ساحة داخلية، إلى مركز تدفئة، وتلقت شيكاغو تحذيرا من الاستعداد لتساقط الثلوج بكثافة ابتداء من الخميس بسبب هبوب رياح بلغت سرعتها 80 كم في الساعة، ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية، مع تطور العاصفة، تحولها إلى "إعصار قنبلة".

ما إعصار القنبلة؟

إعصار القنبلة هو مصطلح يطلق على العاصفة التي تشتد بسرعة، مع انخفاض ضغط الهواء المركزي إلى ما 24 مليبار، على الأقل، في غضون 24 ساعة، وتعرف باسم أعاصير القنابل بسبب القوة التفجيرية الناتجة عن الانخفاض السريع في الضغط، وتجلب هذه العواصف الطقس الذي يتراوح من العواصف الثلجية، إلى العواصف الرعدية الشديدة، إلى هطول الأمطار الغزيرة، والأعاصير المتفجرة هي الأكثر شيوعا على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وكندا، حيث توفر برودة الأرض وتيار أمواج الخليج الدافئ الظروف المثلى لها.

اضف تعليق