q
منوعات - بيئة

معالجة مياه الصرف الصحي وترشيد استخدام المياه للحد من شحة المياه في العراق

المحور الرابع: قطاع الزراعة والري والمياه والثروة الحيوانية

ضرورة تحفيز ترشيد استعمال المياه واصلاح وتحسين عمل وادارة قطاع المياه في العراق لتقليل كميات المياه المفقودة من خلال شبكات التوزيع والاسالة كخطوة اولى ثم العمل ثانيا على معالجة وتدوير مياه الصرف الصحي والبلدي الناتجة من الاستعمالات المنزلية المختلفة. ان وجود التقنيات اللازمة لإجراء المعالجة...
ورقة دراسة موجزة: د. عبد المطلب محمد عبد الرضا

 

مدخل

ان تحقيق الامن المائي وتوفير متطلباته لا يعني فقط التخطيط لاستثمار الموارد المائية المتاحة وتطويرها واستغلال المياه السطحية والجوفية وتحديد مصادرها وانما ينبغي البحث عن موارد مائية جديدة غير تقليدية نظرا للشحة الحالية واحتمال زيادتها مستقبلا وخصوصاً ان معظم منابع دجلة والفرات وروافدهم تقع خارج سيطرة العراق مما لا يعطيـها صفة الثروة الوطنية الآمنة. ونتيجة للتحديات العديدة التي تواجه الموارد المائية العراقية ينبغي اعطاء الأولوية القصوى لموضوع ترشيد استهلاك الموارد المائية المحلية من جهة وايجاد مصادر وبدائل اخرى وتنميتها عند وضـع الاستراتيجية الأمنيـة الوطنية من جهة اخرى.

معطيات وارقام

- حسب وزارة البيئة يصل عدد محطات التصريف لمياه الصرف الصحي لعموم العراق (314) محطة للتصريف فقط وبدون معالجة لمياه الصرف الواصلة اليها. ويوجد في مدينة بغداد محطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي (مشروع معالجة مياه الصرف الصحي في جانب الكرخ ومحطة الرستمية في جانب الرصافة).

- تقدر كمیة میاه الصرف الصحي المتولدة في بغداد لوحدها (1200000) متر مكعب في اليوم (ما يعادل 0,438 مليار متر معكب سنوي) یصرف جزء منھا الى شبكات الصرف الصحي والجزء الاكبر منھا یصرف الى المصادر المائیة كنھر دجلة والمبازل والمسطحات المائیة وغیرھا من دون معالجة. وبشكل اجمالي فان الكمية الكلية لمياه الصرف الصحي المعالجة سنويا تبلغ حوالي (580) مليون متر مكعب في السنوات الاخيرة. وتتم المعالجة بطرق مختلفة (ابتدائیة، ثانویة، بیولوجیة، حمأة منشطة، برك اكسدة ھوائیة ولا ھوائیة).

- توجد محطات لتصريف مياه الامطار إلى النهر مباشرة وبدون اي معالجات او بمعالجة جزئية.

- ان كمية انتاج الماء الصافي في عام 2013 بلغت (4,866) مليار متر مكعب في السنة ويصل معدل انتاج الفرد من مياه الصرف الصحي في بغداد (150) لتر/شخص/يوم.

- تعد ادارة النفايات السائلة في العراق غير كفوءة بصورة عامة لما تعانيه المحطات القائمة في بغداد والمحافظات المختلفة من قدمها وقلة عمليات الصيانة وعدم كفاءة وحدات المعالجة وافتقارها إلى المعالجة الكيمياوية.

- يتم صرف جزء من مياه الصرف الصحي إلى المصادر المائية مباشرة وبدون معالجة لكون كمية المياه الواردة الى المحطة أكبر من طاقتها التصميمية.

- وجود تخسفات وكسرات في شبكات نقل مياه المجاري إلى المحطات مما يؤدي إلى اختلاطها بمياه الشرب ويؤثر سلبا على الصحة العامة.

- تعتبر میاه الصرف الصحي من اھم مصادر تلوث المصادر المائیة في العراق نظرا لما تحتویه من مواد ملوثة مختلفة ذات طبيعة حيوية وكیمیائیة.

- ان الطاقة الاجمالية لمعالجة مياه الصرف الصحي ضعيفة جدا في العراق مقارنة بكمية مياه الشرب المنتجة حاليا والمطلوبة مستقبلا في ضوء الزيادة المتوقعة في عدد السكان وتحسن الوضع الصحي. ومن المتوقع ان تبلغ كمية مياه الصرف الصحي المتولدة في المستقبل (6,4) مليار متر مكعب وهي كمية كبيرة ينبغي الاستفادة منها.

الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة واجراءات الترشيد

- ضرورة الاهتمام بزيادة عدد محطات المعالجة بحيث تشمل جميع مناطق التجمعات السكانية وتطوير الموجود منها لمعالجة جميع كميات مياه الصرف الصحي الواصلة لها وعدم رمي المياه إلى الانهار مباشرة من دون معالجة.

- ضرورة قيام محطات المعالجة الموجودة حاليا بالدور المنوط بها وهي معالجة مياه الصرف الصحي وتعقيمها حسب الضوابط والتشريعات البيئية الوطنية والحصول الى مياه معالجة ذات مواصفات مطابقة للمحددات والقوانين لغرض سد جزء من احتياجات الامن المائي الوطني والتخلص من التلوث المائي.

- اعادة النظر في الحدود الدنيا لكمية المياه اللازمة لإشباع حاجات الفرد الشخصية في العراق المعمول بها في الوقت الحاضر لتتماشى مع الظروف الجديدة والمتوقعة مستقبلا وان يتم تحديد هذه الكمية على ضوء دراسة ميدانية واقعية.

- تقليل فقد المياه عن طريق رفع كفاءة وصيانة وتطوير شبكات نقل وتوزيع المياه البلدية وشبكات الاسالة المنزلية وصيانة شبكات نقل مياه الصرف الصحي.

- توفير وتخصيص مياه نهري دجلة والفرات وروافدهما قدر الامكان لأغراض الشرب والزراعة واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة بدلا عنها في الاغراض الصناعية وخاصة النفطية منها وكذلك في تغذية الاهوار والاغراض البلدية (ري الحدائق،...) وري اشجار الغابات والاحزمة الخضراء حول المدن.

- استعمال التقنيات المتوفرة في الوقت الحاضر وخصوصا (التقطير الومضي متعدد المراحل او التقطير بالمؤثرات المتعددة او التناضح العكسي) من اجل معالجة مياه الصرف الصحي حسب الضوابط والتعليمات.

- تطبيق القوانين والتشريعات الخاصة باستعمال مياه الصرف الصحي المعالجة للأغراض الزراعية حسب نوع المعالجة المستخدمة.

- تطوير القدرات المحلية في مجال معالجة مياه الصرف الصحي مع استخدام الطاقة المستدامة وعلى الخصوص الطاقة الشمسية لغرض جعل تكنولوجيا المعالجة والتحلية اقل كلفة واقل ضررا على البيئة.

- حث المحافظات التي يمر بها نهري دجلة والفرات وشط العرب ومجاري ومسطحات المياه الاخرى على رفع التجاوزات على مجاري هذه الانهار ومنع تلوث مياهها بالنفايات الصلبة والسائلة الناتجة عن المعامل والورش الصناعية والمستشفيات ومجاري مياه الصرف الصحي والنفايات المنزلية وغيرها.

- القيام بالتوعية البيئية وبأهمية المياه وضرورة المحافظة عليها من التلوث وترشيد استهلاكها بجميع الوسائل الاعلامية والدراسية ولجميع الاعمار.

- توفير وتشجيع شراء الاجهزة والمعدات المنزلية التي توفر المياه وتقتصد في استعمالها (غسالات الملابس والصحون، السيفونات، الحنفيات،..... ).

- تطبيق القوانين الخاصة بحماية الموارد المائية بشكل صارم ومنع التجاوزات على شبكات توزيع مياه الشرب وفرض العقوبات والغرامات على المخالفين.

الخاتمة

ضرورة تحفيز ترشيد استعمال المياه واصلاح وتحسين عمل وادارة قطاع المياه في العراق لتقليل كميات المياه المفقودة من خلال شبكات التوزيع والاسالة كخطوة اولى ثم العمل ثانيا على معالجة وتدوير مياه الصرف الصحي والبلدي الناتجة من الاستعمالات المنزلية المختلفة. ان وجود التقنيات اللازمة لإجراء المعالجة يجعل من المياه غير التقليدية مصدرا مهما في توفير المياه الصالحة للاستعمالات المتعددة بعد اجراء المعالجات وفقا للضوابط البيئية والتشريعات القانونية.

..................................
* تدعو الأمانة العامة للهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير (ICADP)، التي تأسست عام 2010، الأخوات والإخوة الزملاء الأعزاء من الأكاديميين والخبراء العراقيين المختصين في مختلف المجالات والميادين العلمية والثقافية من داخل العراق وخارجه، لتقديم رؤيتهم لإصلاح الوضع في العراق، من خلال: تقييم تجربة الحكم والعملية السياسية وإدارة الدولة ما بعد عام 2003 وإيجاد الحلول الناجعة لإخفاقاتها، عِبرَ مشاركتهم بدراساتهم ومقترحاتهم العلمية كلٌ حسب اختصاصه، وتقييمها بالشكل التالي:
أولاً ـــ تحديد المشاكل والمعوقات فيما يتعلق بالموضوع الذي يتم إختياره.
ثانياً ـــ تقديم الحلول والمقترحات العلمية الواقعية لها دون الخوض في تفاصيلها.
وإرسالها عن طريق البريد الالكتروني: E- mail: [email protected]
د. رؤوف محمّد علي الأنصاري/الأمين العام

اضف تعليق