q
إنسانيات - تعليم

من هو الاستاذ الناجح؟

الاستاذ الناجح يكون مثقفاً وملماً بالكثير من الخبرات والمعارف، فلا يكفي أن تكون معلما للرياضيات وجاهلا لكل ما يحدث من حولك، فحين يكون الاستاذ مثقفاً سيكون متمكناً من تسير المواقف التعليمية دون ان يكون بحرج او ارتباك، واخيراً الاستاذ الناجح يملك روح الدعابة...

جميعنا يتفق ان المعلم هو قلب المجتمع، ولن يحدث تطور في اي مجتمع مالم يكن المعلم ناجحا، لذا نرى ان الامم الحية تولي التعليم بصورة عامة والمعلم بصورة خاصة اهتماماً منقطع النظير الى الحد الذي يجعل المعلم يتربع على عرش المدخولات الشهرية كما في اليابان على سبيل المثال يتقاضى المعلم اعلى المرتبات كجزء من التكريم والامتنان لفضله، وكذا الحال فيما الكثير من البلدان فعلى الاقل له التقدير المعنوي الاعلى من بين الجميع لكن هل نسأل انفسنا نحن العاملين في المؤسسات التعليمية ما مدى نجاحنا في تأدية واجبنا كمعلمين بمختلف شهاداتنا؟

اغلبنا تتلمذ ودرس واستمد علومه من معلمين ومدرسين واساتذة في المرحلة الجامعية، وهؤلاء جميعاً امدونا بالخبرات التعليمية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه الآن، فنحن الآن صنيع تلك الخبرات وماقدمه معلمونا طوال حياتنا الدراسية، ومن النتاج يمكن ان نقيم ان هذا المعلم كان ناجحاً والآخر اقل منه نجاحاً والثالث لا يمتلك مؤهلات وصفات النجاح.

 في جميع المراحل الدراسية ولكن بنسب مختلفة اثر فينا احدهم الى الحد الذي يجعلنا نذكر في مجالسنا فعندما يثار حديث عن الدراسة الا وكان له نصيب من الذكر الحسن، وهذا لم يكن سوى استذكار لفضله وتعبير عن التأثير الذي تركه في نفوسنا، فماهي صفات الاستاذ الناجح؟، وماذا سيحدث لو ان المعلم لا يمتلك هذه الصفات من حيث الاثر في طلابه؟

صفات الاستاذ الناجح

الكثير من الصفات التي يجب ان يمتلكها كل من يقوم بمهمة التعليم ليمكن وصفه بأنه ناجحاً في تأدية ادواره ومن أبرز هذه الصفات:

الاستاذ الناجح هو ذلك الذي يعمل بفورية وفق الخطط التربوية الموضوعة ويبذل كل طاقته من اجل بلوغها الاهداف وتحقيق المردود التربوي المؤمل في نهاية كل عام دراسي، ولا ينتظر ان يقدم له الشكر او المديح بقدر ما يهمه ان يؤدي دوره بأمانة لمعرفة بالأثر الذي سيرافقهم مدى حياتهم.

الاستاذ الناجح يثني على طلابه متى استحقوا ذلك، فمن الواجب عليك ايها المعلم تشجيع طلابك والاعتراف بمجهوداتهم لكن في حدود ما أنجزوه من عمل لكي تشعرهم دائما بأنهم في حاجة إلى التطور وأن بمقدورهم تقديم مستوى أفضل، كما ان الاستاذ الناجح يكون مواكباً لكل جديد فيما يخص اختصاصه والعمل به وعدم الابقاء ما تعلمه في فترات بعيدة سابقة بدافع العجز والتكاسل.

الاستاذ الناجح يتكيف مع اغلب طلبته ويتواصل معهم بعدة طرق وبذا هو يقترب منهم وهذا التقرب سيمده بتغذية راجعة حول الطرق والوسائل التي ستساعدك في تعليمهم ومساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي قد تواجههم، ليس هذا فحسب بل يتواصل مع أولياء الأمور مما يشعرهم واهلم بالاهتمام بهم وبحاجياتهم وتطلعاتهم لمستقبلهم.

الاستاذ الناجح هو الذي يساهم في مساعدة طلبته على تخطي ازماتهم العاطفية والنفسية والاجتماعية، فقد يعتقد الكثير من المعلمين ان مهمتهم تنتهي في الإطار التعليمي بمفهومه الذي يقتصر على تقديم المادة العلمية فقط وهذا اعتقاد خاطئ جدا فهو الآن مسؤول عن طالب ذو انتماء اجتماعي معين وذو شخصية شديدة الحساسية تحتاج منه التوجيه والمساعدة  على حل المشاكل المختلفة.

الاستاذ الناجح يكون مثقفاً وملماً بالكثير من الخبرات والمعارف، فلا يكفي أن تكون معلما للرياضيات وجاهلا لكل ما يحدث من حولك، فحين يكون الاستاذ مثقفاً سيكون متمكناً من تسير المواقف التعليمية دون ان يكون بحرج او ارتباك، واخيراً الاستاذ الناجح يملك روح الدعابة، فلا داعي للجدية المفرطة والافضل خلق جوا من المرح داخل الفصل فذلك يترك انطباعا جيدا في نفسية المتعلمين قد يمتد حتى بعد تخرجهم من الجامعة، تلك أبرز ما يميز الاستاذ الناجح عن غير من الاخرين العاملين على سبيل اداء اسقاط فرض سواء بنجاح او عدمه.

اضف تعليق