q
رداً على دعم الاتحاد الأوروبي لشركة تصنيع الطائرات إيرباص، توعّدت الولاياتُ فرض رسوم على الطائرات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يثير تخوّفات حقيقية من نشوب حرب تجارية عالمية تخرج عن إطار السيطرة، وتبلغ الرسوم عشرة بالمئة على الطائرات المستوردة من الاتحاد الأوروبي...

بدأ صراع بوينغ-إيرباص قبل رئاسة ترامب، إلا أن القرارات الأخيرة تضيف موجة أخرى من الرسوم الجمركية التي تزيد من المخاوف بشأن التجارة العالمية، التي تباطأت بالفعل بشكل كبير وسط العديد من النزاعات.

وحذر متخصصون بهذه القضية من أن ضرب الطائرات برسوم الاستيراد من شأنه أن يعطل الصناعة ويرفع التكاليف ويضر بالاقتصاد الأوسع، مشيرا إلى أن هذا سيطال الولايات المتحدة، وتحصل أيرباص على 40 في المئة من المواد المتعلقة بصناعة الطائرات من موردين أمريكيين، وهو ما يدعم حوالي 275 ألف وظيفة في الولايات المتحدة في حوالي 40 ولاية، لذلك، تأمل أيرباص أن توافق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيجاد حل تفاوضي قبل إلحاق أضرار جسيمة بصناعة الطيران بالإضافة إلى العلاقات التجارية والاقتصاد العالمي.

ورداً على دعم الاتحاد الأوروبي لشركة تصنيع الطائرات "إيرباص"، توعّدت الولاياتُ فرض رسوم على الطائرات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يثير تخوّفات حقيقية من نشوب حرب تجارية عالمية تخرج عن إطار السيطرة، وتبلغ الرسوم عشرة بالمئة على الطائرات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، حيث تدرس الحكومة الأمريكية احتمال زيادة الرسوم الجمركية على منتجات للاتحاد الأوروبي وستطبق رسوما على المزيد من المنتجات، مرجعة ذلك إلى عدم تحقيق تقدم في حل نزاع حول دعم صناعة الطائرات، وقال مكتب الممثل التجاري الأمريكي إن قرارا اتخذته منظمة التجارة العالمية يؤكد موقف الولايات المتحدة بأن دعم الاتحاد الأوروبي لشركة ايرباص لصناعة الطائرات يواصل إلحاق ضرر بصناعة الطائرات الأمريكية.

وقال مكتب الممثل التجاري في البيان "في ضوء تقرير اليوم وعدم تحقيق تقدم نحو حل هذا النزاع، فإن الولايات المتحدة تطلق عملية لدراسة زيادة معدلات الرسوم الجمركية واخضاع منتجات اضافية للاتحاد الأوروبي للرسوم الجمركية" وأضاف أنه سينشر المزيد من المعلومات عن هذه العملية في وقت لاحق.

الاتحاد الأوروبي يدرس خيارات نزاع دعم الطائرات

قالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم إن الاتحاد يبحث جميع الردود الممكنة على احتمال فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية عليه هذا الشهر، وذلك في إطار نزاع بخصوص دعم صناعة الطائرات، وخلصت منظمة التجارة العالمية إلى أن كلا من شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص ومنافستها الأمريكية بوينج حصل على دعم بمليارات الدولارات لا تجيزه القواعد، وذلك في قضيتين تنظرهما منذ 15 عاما.

ومن المتوقع أن تكشف المنظمة التي مقرها جنيف في غضون الأيام المقبلة عن مستوى العقوبات التجارية التي يمكن للولايات المتحدة فرضها على إيرباص، ومن المتوقع أن يحصل الاتحاد الأوروبي على حكم مماثل في قضية بوينج في أوائل 2020، مما يمنح واشنطن ضربة البداية.

وقالت مالمستروم "ندرس شتى الردود... لكننا نعطي الأولوية لحل عن طريق المفاوضات قبل أن تبدأ الولايات المتحدة فرض الرسوم.. الاتحاد الأوروبي لن يتخذ أي جراء لا يتماشى مع منظمة التجارة العالمية"، ولن يكون بوسع الاتحاد الرد الفوري على أي رسوم أمريكية بعد صدور الحكم في القضية، مثلما فعل ردا على ما اعتقد بأنه رسوم جمركية أمريكية مخالفة للقانون على واردات المعادن في 2018.

وسيكون على الاتحاد الانتظار حتى يصدر الحكم في قضية بوينج الموازية، لكنه قد يسعى لإحياء حق قائم باستهداف واردات أمريكية بأربعة مليارات دولار في نزاع أمام منظمة التجارة بشأن إعفاءات ضريبية أمريكية على الصادرات، رغم أن الجانبين توصلا إلى تسوية في هذا الصدد في 2006، وأحجمت مالمستروم عن التعليق على هذا الاحتمال تحديدا.

وقالت للصحفيين بعد اجتماع لوزراء تجارة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "نبحث كل شيء، ولا يعني ذلك أننا سنلجأ لهذه الاحتمالات. لكن كل شيء مطروح"، وقالت مصادر مطلعة على القضية إن من المتوقع أن تمنح هيئة التحكيم المكونة من ثلاثة قضاة الولايات المتحدة حق استهداف واردات من الاتحاد الأوروبي بقيمة 7.5 مليار دولار، وهو رقم قياسي بالنسبة للمنظمة التي تأسست قبل 24 عاما.

ونشرت الولايات المتحدة بالفعل قائمة بقيمة 25 مليار دولار ستختار منها السلع التي ستستهدفها من الطائرات ومكوناتها إلى النبيذ والجبن والمنتجات الفاخرة، وأعد الاتحاد الأوروبي هو الآخر قائمة بقيمة 20 مليار دولار لمنتجات أمريكية يمكن استهدافها بعد الفصل في قضية بوينج.

أكبر خسارة على الإطلاق لبوينج

أعلنت بوينج عن أكبر خسارة فصلية لها على الإطلاق إذ بلغت بنحو ثلاثة مليارات دولار، مع معاناة الشركة من وقف تشغيل طال عن المتوقع لطائرتها الأفضل مبيعا 737 ماكس، وكشف أكبر صانع طائرات في العالم عن تأخر جديد في برنامج الطائرة عريضة البدن 777إكس، حيث أرجأت مشكلات في المحرك الذي تنتجه جنرال إلكتريك أول إقلاع إلى 2020، في حين حذرت بوينج من مزيد من التأخيرات المحتملة.

وقال دينيس مويلنبرج الرئيس التنفيذي لبوينج في مؤتمر بالهاتف بعد إعلان النتائج الفصلية إن الشركة تدرس مزيدا من الخفض في إنتاج الطائرة 737 ماكس، وتجاوز إجمالي التكلفة لأزمة 737 ماكس الثمانية مليارات دولار، بعدما كشفت بوينج عن نفقات بنحو 4.9 مليار دولار تشمل تعويضا ستدفعه إلى شركات الطيران عن تأخر تسليمات، وبلغ صافي خسارة بوينج في أول ربع سنة كامل منذ توقف الرحلات التجارية للطائرة 737 ماكس 2.94 مليار دولار، مقارنة مع ربح قدره 2.20 مليار دولار قبل عام، وهبطت المبيعات 35 بالمئة إلى 15.75 مليار دولار، لتأتي دون متوسط التوقعات البالغ 18.55 مليار دولار، بحسب بيانات رفينيتيف.

ايرباص تؤكد ارتفاع تسليماتها 28% في النصف/1 من 2019

أكدت شركة ايرباص أن تسليماتها ارتفعت 28 بالمئة في النصف الأول من العام، مما يؤهلها للتفوق على بوينج للمرة الأولى في ثماني سنوات، في الوقت الذي لا ترى فيه شركة صناعات الطائرات الأمريكية نهاية سريعة لوقف تشغيل طائراتها طراز 737 ماكس، وقالت ايرباص إنها سلمت 389 طائرة في النصف الأول.

وأعلنت بوينج عن انخفاض تسليماتها 37 بالمئة في النصف الأول وبسبب وقف تشغيل طائرتها الأفضل مبيعا في أعقاب حادثين داميين، وأن إجمالي عدد الطائرات التي سلمتها ايرباص في النصف الأول والبالغ 389 طائرة من شأنه أن يضع شركة صناعة الطائرات الأوروبية على الطريق للتفوق على بوينج في 2019.

مناورات بين صناع الطائرات

بعد إصرارها لخمسة عشر عاما على أن المستقبل للطائرات العملاقة، اضطرت طيران الإمارات للقبول بطائرات عريضة البدن أصغر حجما في ظل أفول نجم الطائرة ايه380، مما قاد إلى سلسلة مناورات بين صناع الطائرات في معرض دبي للطيران، وتقترب نهاية إنتاج الطائرات ايه380 التي تسع 555 مقعدا، لتبدأ سلسلة من الصفقات المتشابكة مع إجراء طيران الإمارات، أكبر مشتر للطائرة، مراجعة لأسطولها في ظل تشظي الطلب على السفر وكان لتأخر إنتاج الطائرة بوينج 777إكس ذات 406 مقاعد أثره أيضا في التغييرات.

وقال تيم كلارك رئيس طيران الإمارات للصحفيين خلال معرض دبي للطيران "يجب أن نواجه حقيقة إلغاء البرنامج (ايه380) وتأثيره على شبكتنا ولهذا أجرينا (مراجعة) شاملة" تحتل الطائرتان ايه380 ذات الطابقين وبوينج 777 ذات المحركين، إضافة إلى الطائرتين المتوسطتين 787 وايه350، موقعا متقدما في مباراة الشطرنج التي تخوضها شركات الطيران في أنحاء العالم.

وتكون الطائرات الكبيرة مربحة، وبخاصة حين يكتمل عدد ركابها، ومن آن لآخر، تصمم الصناعة طائرات أصغر تضاهي الطرز الأكبر من حيث المدى والكفاءة وتسمح للقطع الأصغر على رقعة الشطرنج بالإطاحة بالقطع الأكبر، وفي حين تقلص طيران الإمارات طلبياتها من الطائرة ايه380، رفعت عدد الطائرات التي طلبتها من طراز ايه350 ليصل إلى 50 لكنها علقت خططا سابقة لطلب الطائرة ايه330 نيو التي تتسع لعدد 330 مقعدا، وهي تطوير لطراز سابق.

واستبدلت جزءا من طلبية الطائرة 777إكس التي تأخر إنتاجها بثلاثين طائرة بوينج 787-9 دريملاينر - بما يقل عشر طائرات عن الطلبية الأولية المبرمة في 2017 - في إطار التغييرات على طلبية بقيمة 25 مليار دولار، بالنسبة للمسافرين، فإن الطائرة الخفيفة متوسطة الحجم التي تسع نحو 300 راكب تتيح خيارات وعدد رحلات أكثر، وتقول العديد من شركات الطيران إنه يمكنها مضاهاة ربحية الطرز الأكبر مع مخاطر أقل.

لا فائز ولا خاسر

وأوقد التحول شرارة مفاوضات محتدمة مع مصنعي الطائرات لضمان ضم الطرز التي ينتجوها إلى المزيج الجديد لطائرات الشركة متوسطة الحجم، وقال المحللون إن الجميع تكبدوا خسائر لكن في النهاية لم يكن هناك خاسر أو فائز حقيقي، وعانت إيرباص من انتكاسة بخسارة طلبية طيران الإمارات من الطائرة ايه330 نيو وقد تضطر لخفض الإنتاج.

لكنها ضمنت نمو الطلب الضعيف على الطائرة ايه350 وفازت بموطئ قدم في أي منافسات قادمة لإحلال الطائرات ايه380 التي مازالت في الخدمة، وعززت بوينج فوزا مهما للطائرة 787 بعد عامين من الضبابية بشأن اتفاق مبدئي سابق، لكن التأجيلات الأخيرة للطائرة 777إكس فتحت الباب لطيران الإمارات لتعديل المزيج لصالح الطائرة ايه350 من إيرباص على حساب 787.

تزامن قرار طيران الإمارات زيادة العدد في طلبية الطائرة ايه350 مع إلغاء الاتحاد للطيران التي مقرها أبوظبي لطلبية من نفس الطراز، ما أثار تكهنات بأن التعديل يقوم على توازنات سياسية، ونفي المسؤولون في طيران الإمارات وجود أي صلة وقال كلارك إن مسؤولي التخطيط وجدوا مساحة أكبر لنمو الإيرادات في المستقبل مع ايه350 بدرجة أكبر منها مع ايه330 نيو، التي ستظل ضمن المزيج في المستقبل إلى جانب شراء عدد أكبر من 777إكس.

وقال المحللون إن النتيجة الصافية لخفض طلبيتي ايه380 و777إكس والتحول لطرز أصغر هو تقلص عدد المقاعد المطلوبة عن الخطط السابقة على المعرض بنحو 18 ألفا، وهو ما وصفه عدد من المحللين بأنه استجابة للطاقة الفائضة.

وقال آدم بيلارسكي، نائب رئيس شركة الاستشارات أفيتاس، "باع المصنعون طائرات أكثر من اللازم"، وفي حين سُلط الضوء على تعديل طلبية طيران الإمارات من الطائرات عريضة البدن، فقد أبرز معرض دبي جهود بوينج لزيادة الثقة في الطائرة 737 ماكس الممنوعة من التحليق وذلك بمبيعات جديدة وتغييرات تكتسح أسواق الطائرات نحيفة البدن.

وطلبت العربية للطيران التي مقرها الشارقة 120 طائرة إيرباص من بينها 20 طائرة إيه321 اكس.ال.آر التي تسع بين 220 و240 مقعدا وقالت مصادر إنها قد تحلق دون توقف إلى جهات بعيدة مثل الدار البيضاء، وهي المهمة التي تتولاها حاليا من دبي طائرات ايه380 التابعة لطيران الإمارات، وقال روب موريس رئيس الاستشارات في أسند باي سيريوم في بريطانيا "الطائرات ذات الممر الواحد هي بيدق الصناعة لكنه بيدق فعال جدا".

20 طائرة ايرباص للخطوط الصينية

تعاقدت الخطوط الصينية "إير تشاينا" احدى أهم ثلاثة شركات طيران صينية، مع شركة ايرباص لشراء 20 طائرة من طراز ايه 350-900 وسط تنامي حركة النقل الجوي في الصين، وأعلنت الشركة في بيان أنها وقعت اتفاقا مع الصانع الاوروبي على تسليم هذه الطائرات على مراحل بين 2020 و2022، وتبلغ قيمة الصفقة التي لا تزال تحتاج الى مصادقة السلطات المختصة، 6,53 مليارات دولار، بحسب السعر المرجعي للطائرة في 2018.

وستتيح هذه الطائرات الكبيرة للشركة الصينية زيادة طاقتها للنقل بنسبة 9,7 بالمئة، بحسب البيان، وشهدت حركة النقل الجوي في الصين تناميا كبيرا في السنوات الاخيرة، واستقبلت المطارات الصينية في 2018 نحو 610 ملايين مسافر بزيادة سنوية بنسبة 10,9 بالمئة ويتوقع ان يستمر تنامي الحركة هذا العام، بحسب إدارة الطيران المدني الصينية، ومن المقرر ان تدشن الصين في غضون أشهر مطارا ضخما جديدا انتهت الاشغال فيه رسميا ويتوقع ان يعمل المطار الجديد بكامل طاقته في 2025 مع اربعة مدارج للهبوط وبطاقة سنوية تبلغ 72 مليون مسافر.

اضف تعليق