q
في عام 2014، أسهمت صناعة الزيت الصخري الأمريكية في إيقاع نفسها في فترة من التباطؤ، عندما أدت طفرة الإنتاج إلى تخمة في الأسواق العالمية، والآن فإن المستثمرين يحضون الصناعة على تفادي الوقوع في الخطأ نفسه مرة ثانية. حيث ينبغي أن يكون شعار صناعة التنقيب والإنتاج هو الانضباط الرأسمالي وعائدات المساهمين...

في عام 2014، أسهمت صناعة الزيت الصخري الأمريكية في إيقاع نفسها في فترة من التباطؤ، عندما أدت طفرة الإنتاج إلى تخمة في الأسواق العالمية، والآن فإن المستثمرين يحضون الصناعة على تفادي الوقوع في الخطأ نفسه مرة ثانية. حيث ينبغي أن يكون شعار صناعة التنقيب والإنتاج هو الانضباط الرأسمالي وعائدات المساهمين، واستجابت كثير من الشركات لذلك، ومنذ نشأة صناعة الزيت الصخري في نهاية العقد الأول من القرن الحالي، اتسمت بسعيها للنمو المدفوع بالديون بأي ثمن، لكن بمساعدة الارتفاع في أسعار النفط منذ العام الماضي، بات كثير من شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية في سبيله إلى تحقيق ما يكفي من النقدية، من خلال عمليات التشغيل لتغطية نفقاتها الرأسمالية.

وبشكل عام، تنتقل الصناعة من نموذج يركز على النمو نحو نموذج يركز على العائدات، حيث انخفضت هياكل التكاليف وارتفعت أسعار السلع. في ظل هذه البيئة، وسوف يحصل الكثير من الشركات على حركة نقد إيجابية، وربما يكون من الصعب أن تتحقق السوق المستقرة والعائدات الجذابة التي يسعى المستثمرون إلى الحصول عليها. وعلى العموم، كانت الرسالة الواردة من مستثمري الأسهم إلى الصناعة لا لبس فيها.

اذ يرى البعض أنه على الشركات ألا تركز همها على الحفر فحسب، بل ينبغي أن تكون لديها أولا خدمة أو ابتكار لجذب الزبائن، وإن من الحري بالرؤساء التنفيذيين لشركات التنقيب والإنتاج الأمريكية أن يتوقعوا دائما أن يأتيهم تحذير من المستثمرين المؤسسيين، حول عدم إتلاف رأس المال.

في مواجهة الضغوط التي من هذا القبيل، قررت ست من شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية الرائدة، بدءا من شركة أناداركو للنفط ، أنه بدلا من استخدام آخر دولار من أجل زيادة الإنتاجية، ستعيد رأس المال إلى المستثمرين من خلال إعادة شراء الأسهم.الشركات التي أعلنت عن عمليات إعادة الشراء، والتي تضم أيضا شركة هيس وديفون للطاقة، كوفئت من قبل سوق الأسهم. وانخفضت الأسهم في عينة تضم عشر شركات من شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية الرائدة بمتوسط 20 في المائة في عام 2018، لكن بالنسبة للشركات الست التي أعلنت عن عمليات إعادة الشراء، فقد انخفضت أسهمها بمتوسط 5 في المائة فقط.

في المقابل، ربما تعاقب الشركات التي يبدو أنها تواقة أكثر لتحقيق النمو على فعلتها، فقد أعلنت كونتشو للموارد، وهي واحدة من أنجح شركات إنتاج الزيت الصخري في حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، عن إبرام صفقة بقيمة 9.5 مليار دولار لشراء الشركة المنافسة آر إس بي برميان.لقد خسرت أسهمها 8.8 في المائة من قيمتها في اليوم الذي أعلن فيه عن الصفقة، وهو انخفاض يوضح قلق المستثمرين إزاء الإجراءات الموجهة نحو النمو، وليس الإجراءات التي تركز على الانضباط من قبل شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية.

كذلك كان هناك تباطؤ حاد في حركة تمويلات الأسهم الجديدة الواردة للصناعة. باع قطاع شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية أسهما تبلغ قيمتها 7.4 مليار دولار في عام 2017، في حين باع 829 مليون دولار حتى الآن من هذا العام، مقارنة بـ 34.2 مليار دولار في عام الذروة في 2016،حتى تضمن بعض الشركات تماما أن فرق الإدارة تستجيب لمطالب المساهمين، كانت تعمل على تغيير هياكل أجور كبار التنفيذيين. قالت شركة ماراثون للنفط، على سبيل المثال، قد أضافت مقاييس لعائدات الأموال النقدية المتأتية من الاستثمار، وحركة النقد لكل سهم إلى مقاييس الأداء الخاصة بالتنفيذيين. ومع قيام المستثمرين بحبس حركة رأس المال من شركات التنقيب والإنتاج من التوجه نحو آبار جديدة، ينبغي أن يكون هنالك في النهاية تأثير في إنتاج النفط الأمريكي.

يأتي تزايد الانضباط الرأسمالي في الوقت الذي تظهر فيه صناعة الزيت الصخري إشارات أخرى على تزايد الآلام. كانت الشركات تبلغ عن تقليص الإنتاج من الآبار "الأصلية الأم" في منطقة تم حفر آبار "إضافية فرعية" بالقرب منها،الأسعار مقابل بعض خدمات الحقول النفطية، ولا سيما الضخ المضغوط المستخدم في عملية التكسير الهيدروليكي لإعداد الآبار للإنتاج، آخذة في الارتفاع ومن المتوقع أن ترتفع أكثر، ما يجعل بعض أعمال التطوير الممكنة في مجال الزيت الصخري أقل ربحية.

حين تؤخذ هذه الأمور معا، فإن عوامل الاحتكاك في النظام تعمق من الأسباب التي تهز من مقدرة إنتاج النفط الأمريكي على الحفاظ على معدل نموه، الذي يخطف الأنفاس في الأشهر الأخيرة، حيث إن الطلب العالمي على النفط يظهر نموا سليما، وتتحدث منظمة أوبك مع حلفائها حول زيادة القيود على الإنتاج، وحيث إن الاستثمار في مشاريع كبرى حول العالم تباطأ بشكل حاد نتيجة التباطؤ الذي تعانيه الصناعة، فإن كل هذا ينذر بحقبة زمنية من أسعار خام مرتفعة نسبيا، ويحقق ربحية طال انتظارها في قطاع الزيت الصخري الأمريكي، هذه النظرة الأنيقة تتعرض للتعقيد بسبب حقيقة أن المساهمين المؤسسيين ليسوا بأية حال وحدهم المصادر الوحيدة لرأس المال في صناعة الزيت الصخري.

من ناحية أخرى ستظل سوق السندات، من ناحية، أكثر استعدادا لتمويل شركات التنقيب والإنتاج الأمريكية. حتى مع تراجع إصدار أسهمها في العام الماضي، ارتفعت مبيعات سنداتها من 22.6 مليار دولار في عام 2016 إلى 27.6 مليار دولار في عام 2017، كما كان الإقراض المصرفي قويا أيضا، شركات التنقيب والإنتاج الكبيرة ومتوسطة الحجم التي كانت الأكثر استعدادا لتقبل الانضباط في رأس المال، هي أيضا ليست الأطراف الوحيدة في مجال الزيت الصخري. شركات النفط الدولية الكبرى، ولا سيما شيفرون وإكسون موبيل، كانت متخلفة في البداية عن ثورة الزيت الصخري، لكن لديها مراكز أصول قوية في حوض برميان وترغب في اللحاق بالركب.

كما أن هنالك أيضا الكثير من صناديق الأسهم الخاصة التي تبحث عن فرص لها في مجال الزيت الصخري، جمعت صناديق الأسهم الخاصة في مجال الطاقة نحو 163 مليار دولار منذ عام 2014، وفقا لشركة البيانات بريكين، وكانت هنالك في الشهر الماضي عدة استثمارات مهمة: فقد وافقت شركة تدعمها شركة تي بي جي على دفع مبلغ 2.66 مليار دولار لشركة إنيرفيست مقابل أصول في تشكيلات حوض إيجل فورد وحوض أوستن تشوك جنوبي تكساس، في الوقت الذي دعمت فيه شركة كيه كيه آر عملية استحواذ بقيمة 765 مليون دولار من قبل شركة فينادو على أصول مملوكة من شركة كابوت للنفط والغاز، أيضا في حوض إيجل فورد.

اضف تعليق