q

"يوم الحب" أو "عيد الحب" مناسبة يحتفل فيها الكثير من البشر حول العالم في كل عام يوم الرابع عشر من شهر شباط – فبراير، هو يوم تقليدي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى أو القلوب الحمراء لأحبائهم.

يعتبر العيد الثاني بعدد المشاركين ببطاقات التهنئة والهدايا بعد اعياد الميلاد في العالم.

يأخذ هذا اليوم في مجتمعنا العراقي ابعاد أخرى واختلافات بل وصراعات اجتماعية في بعض الاحيان مشابهة لصراعات الكتل السياسية في المشهد العراقي السياسي!.

بغض النظر عن سبب المناسبة والقصة التاريخية لهذا اليوم، فهل الاحتفال بالحب يجلب كل هذا الاختلاف بين الناس؟

هل أصبح الحب بين الناس شيئاً مكروهاً يسبب المشاكل أكثر مما يسبب التقارب بين الناس؟

هل نحن اليوم بحاجة لنشر ثقافة الحب والتعايش في المجتمع وبناء جسور للتقارب أم نزيد الخلافات وننغلق عن الآخرين ونصنع جدران وخطوط حمراء مع الآخرين؟

هل الدين يعارض الحب؟

هذه اسئلة مختصرة جمعتها من بين الكثير على مواقع التواصل الاجتماعي والتي في كل عام يُعاد طرحها لتبدأ الاختلافات والنزاعات بين الناس، سأشارككم الرأي حول الموضوع، فلماذا لا نحتفل بالحب كل يوم؟

يخرج اغلبنا صباحاً للعمل، لايسعفنا الوقت للقاء العائلة (الزوجة–الاطفال–الأم والأب..) ننغمس بعدها لساعات طويلة في زحمة العمل والمشاكل اليومية، قد يعكر المزاج حدث أمني او سياسي أو مشكلة فنية في مكان العمل يسبب لنا مشاكل نفسية وشحنات سلبية طوال اليوم.

لو تنعكس هذه المعادلة اليومية بشكل آخر ويبدأ اليوم بعاطفة مع الزوجة والاطفال والاهل سينعكس على التعامل مع الزملاء بالعمل بصورة ايجابية دون تشنجات، تنقصنا كثيراً هذه السلوكيات بل أن الكثير ممن أعرفهم يجد أن العاطفة مع الزوجة والاطفال والاسرة ككل شيء جيد ولكنهم يتحججون بعدم وجود الوقت الكافي أو الفرصة المناسبة للشحن العاطفي اليومي، ولكنه يكرّس كل وقته لمشاكل العمل!.

علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى هل تسير على مايرام؟

هل إقامة الصلاة والفرائض اليومية تشعرك بالقرب منه؟

لماذا يشعر الكثير منا براحة نفسية عند زيارته مراقد الائمة عليهم السلام والعلماء الصالحين؟ هل جربتم هذا الشعور؟

وهل الدين إلا الحب؟

بدل أن يبحث الكثير منا عن الاختلافات بين الناس على اختلاف الوانهم واديانهم ومعتقداتهم لماذا لا يجرب التقرب من الآخرين والتعامل معهم كإنسان لا أكثر؟ صدقوني ستجدون فارقاً كبيرا وشعوراً مغايراً وسلوكاً آخر من خلال ذلك!!.

أين نحن من أحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حين يقول: "لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه".

أو من روائع الكلام في نهج البلاغة للامام علي (ع): (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

أمنية اتمنى أن تتحقق ويُعمل بها في أن يكون مثلاً عام 2016 عاماً للحب والتسامح كما نقرأ ونسمع في أن العام الفلاني هو عام البيئة أو عام القضاء على الارهاب والفساد.

بعد كل ذلك هل يكفينا يوم واحد في السنة لنحتفل بالحب أم نجعل عامنا كله ملئ بالحب؟

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق