q
أصبح جليا الان ان نتانياهو والى حد كبير اسرائيل ايضا بدأت تخسر قطاعات مهمة في الولايات المتحدة، هذا التطور المثير حصل لعدة أسباب، الاول هو العلاقة الشخصية الحميمة التي ربطت نتانياهو بترامب وبصهره كوشنر بالذات، فنتانياهو يعرف كوشنر منذ عقود بل قضى احدى لياليه....

اصبح جليا الان ان نتانياهو - والى حد كبير اسرائيل ايضا - بدأت تخسر قطاعات مهمة في الولايات المتحدة، هذا التطور المثير حصل لعدة أسباب، الاول هو العلاقة الشخصية الحميمة التي ربطت نتانياهو بترامب وبصهره كوشنر بالذات، فنتانياهو يعرف كوشنر منذ عقود بل قضى احدى لياليه عندما زار نيويورك في بيت كوشنر.

ما حدث ان نتانياهو اخطأ في حساباته كما اخطأ ترامب. فقد سدد وباء الكورونا وبطء ترامب في التصدي اليه بالاضافة الى احتجاجات مقتل جورج فلويد ضربة قاضية لفرص اعادة انتخاب ترامب، لكن نتانياهو لم يفهم هذا واصر مع ترامب وكوشتر على المضي في سلسلة اتفاقات ابراهيم التي سبقها نقل السفارة الامريكية الى القدس وبهذا ربط مصيره بمصير ترامب واصبح بذلك جزءا من (الترامبية)...هذا الربط كان له ثمن فادح.

فمن جهة خسر نتانياهو مؤسسة نيويورك الهائلة النفوذ الليبرالية التي تكره بل تشمئز من ترامب ومن كل ما يتعلق بترامب، ورغم ان جزءا كبيرا من مؤسسة نيويورك يهودي فان هؤلاء صوتوا ضد ترامب في الانتخابات وارتفعت اصواتهم ضد نتانياهو في جولة المعارك الأخيرة، وعضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز ليس الا نموذج واحد من هؤلاء.

مؤسسة نيويورك هي باختصار الصحافة (النيويورك تايمز مثلا) وشبكات التلفزة الثلاثة الكبرى (ان بي سي) و(سي بي اس) و(اي بي سي) ودور نشر الكتب وغيرها.

والحقيقة انني لاحظت ان تغطية كبرى هذه الشبكات (ان بي سي) لمعركة غزة كانت متوازنة ومحايدة الى حد كبير. فقد حرص مراسليها في كل تقرير على ذكر عدد الضحايا الفلسطينيين بما فيهم الاطفال. كما لاحظت ان الصوت الفلسطيني كان حاضرا دائما في التغطية.

من جهة ثانية اصبح واضحا ان شباب وطلاب امريكا يقفون بشكل عام مع الفلسطينيين. وينضم اليهم ايضا زنوج امريكا وبعض اقلياتها الاخرى مثل المسلمين.

هؤلاء جميعا اصبح لهم حضور قوي في الحزب الديموقراطي الحاكم لا يتمثل فقط ببيرني ساندرز والفريق النسائي رشيدة والهان والكساندريا بل في الحقيقة انهم اليوم 95 نائبا وعضو مجلس شيوخ وهذه قوة سياسية لا يستهان بها.

امر اخر خسره نتانياهو هو السوشال ميديا. ففي هذا الميدان لا يهم كثيرا المؤسسات بقدر ما يهم اعداد المناصرين لقضيتك وهنا غلبت اعداد العرب والمسلمين وغيرهم كل اعداد مناصري اسرائيل باضعاف واضعاف.

ولان كثير من صناع الرأي في الولايات المتحدة وكثير من فنانيها ومشاهيرها وصحفييها يعتمدون - جزئيا على الاقل - على السوشال ميديا، فلم يكن هناك مفر من ان تصل اليهم الرواية الفلسطينية للاحداث والصوت الفلسطيني عامة.

النتيجة هي ان الولايات المتحدة التي هيمن فيها اللوبي الاسرائيلي طوال عقود تتغير الان ولعل هذا التغيير بدأ منذ مدة وتجسد في انتخاب اوباما بالضد من رغبات هذا اللوبي ثم بايدن والان هزم هذا اللوبي شر هزيمة في معركة غزة.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق