q
صحيح ان بايدن اكد مرارا وتكرارا أن خبرته الطويلة علمته أن كل السياسة الخارجية هي امتداد للعلاقات الشخصية لكن بايدن سياسي حذر و شخص براغماتي، وبسجله وخبرته السياسية وادراكه للاهمية الجيوستراتيجية لتركيا فان الاهواء الشخصية ستلعب دورا اقل في تحديد مسار سياساته تجاه تركيا...
بقلم: سردار هركي، عضو قيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني، عضو ملتقى النبأ للحوار

توصف علاقة كلا الرئيسين الامريكيين السباق دونالد ترامب والحالي بايدن بالرئيس التركي بانها شخصية كل حسب حالته، الاول كانت ودودة والثانية شخصية ايضا ولكن في الاتجاه المعاكس لانها متوترة جدا، في مقابلة شهيرة لبايدن مع صحيفة نيويورك تايمز أواخر العام الماضي (2020)، تحدث بايدن الذي كان وقتها أحد المرشحين العديدين الذين تنافسوا على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة - بحدة كبيرة عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حين وصفه ( بالمستبد الكبير )، وهدد بالعمل لتنحيته و احلال شخص محله، توتر علاقته مع الرئيس التركي تعود لفترة اوباما عندما كان نائبا للرئيس حيث خدم بايدن في الإدارة الأمريكية التي يبدو أن أردوغان يعتقد أنها وراء انقلاب 2016 الذي سعى للإطاحة به.

على الرغم من عدم وجود دليل على أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بمحاولة الانقلاب، ناهيك عن التخطيط لها، اتهم سليمان صويلو، عضو مجلس الوزراء البارز في حكومة أردوغان، الولايات المتحدة بأنها كانت مهندس الانقلاب، ومن غير المرجح أن هذا التصريح قد صدر بدون مباركة من اردوغان. بالفعل تاخرت واشنطن في إدانة الانقلاب حيث ادانتها بعد خمسة اسابيع من قيامها.

قد يتحمل بايدن نصيباً غير عادل من وطأة غضب أردوغان فيما يتعلق برد الولايات المتحدة المتاخر على الانقلاب، حيث ان أوباما هو الذي عينه لزيارة تركيا وإصلاح الأمور، شعر بايدن بأنه مضطر للاعتذار عن الرد الأمريكي المتأخر.

لم يكن اعتذار بايدن لأردوغان في عام 2014 الاول من نوعه، حيث اعتذر بايدن ايضا عن التصريحات التي أدلى بها في بجامعة هارفارد والتي قال فيها بأن تركيا سلحت "أي شخص سيقاتل" بشار الأسد - وهذا يعني بوضوح الجهاديين - وأن أردوغان قد اعترف لإدارة أوباما بأن تركيا سمحت لعدد كبير جدًا من الجهاديين بالمرور عبر أراضيها إلى سوريا، نفى أردوغان كلا الادعاءين واثار غضبه بشدة.

معرفة بايدن وأردوغان ببعضهما البعض ليست مجرد معرفة عابرة، حيث ان لهما باع طويل مع البعض كما ظهر، ولدى بايدن زيارات عديدة لتركيا، حيث زار بايدن تركيا أربع مرات كنائب للرئيس. خلال زيارة في كانون الثاني (يناير) 2016، انتقد بايدن علنا تراجع تركيا عن الديمقراطية، ودافع عن الأكاديميين الأتراك الذين تعرضوا لانتقادات بسبب توقيعهم عريضة تعارض سياسات تركيا تجاه الأكراد، وحرص على عقد اجتماعات عامة مع صحفيين طُردوا لانتقادهم الحكومة وكذلك مع زوجة صحفي مسجون بارز. كانت تلك مناسبة أخرى أغضب فيها بايدن أردوغان، لكن في ذلك الوقت لم يكن هناك اعتذار.

صحيح ان بايدن اكد مرارا وتكرارا أن خبرته الطويلة علمته أن (كل السياسة الخارجية هي امتداد للعلاقات الشخصية) لكن بايدن سياسي حذر و شخص براغماتي، وبسجله وخبرته السياسية وادراكه للاهمية الجيوستراتيجية لتركيا فان الاهواء الشخصية ستلعب دورا اقل في تحديد مسار سياساته تجاه تركيا، حيث الملفات العالقة بين الدولتين كثيرة جدا وليست بحاجة للاهواء الشخصية لتقم بذلك، قد لايكون بايدن متحمسا لفرض عقوبات من شأنها أن تسمم علاقاته مع أردوغان ويمكن أن يكون لها تأثير مدمر على اقتصاد تركيا الهش اصلا، لكن مواقف بايدن الأساسية بشأن حقوق الإنسان وسيادة القانون، وتركيزه منذ فترة طويلة على قضايا بحر إيجة وشرق البحر المتوسط، وميله الواضح لمواصلة محاربة داعش بالتعاون مع وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا (YPG) التي تعتبرها تركيا "إرهابية" - ربما ينذر بتعمق الصعوبات في العلاقات الأمريكية التركية، لذلك قد لايكون لبايدن خيار آخر غير المواجهة المبكرة .

وسنشرح هذه الملفات العالقة بشكل منفرد واكثر تفصيلا:

اولا: من المرجح أن يعيد بايدن موضوع حقوق الإنسان إلى بؤرة تركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة. هذا تمايز كبير عن سياسة ترامب الذي لم يؤمن ولم يقم بإثارة قضايا حقوق الإنسان، إلا في ظروف نادرة. لا بل ان ترامب غالبًا ما أشاد بأردوغان لفعاليته في حكم أمته. لم يول ترامب اهتمامًا كبيرًا للمجموعة الواسعة من انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا - سواء قمع حرية التعبير، أو الاعتقالات الجائرة للصحفيين والمعارضين السياسيين، أو عزل رؤساء البلديات الأكراد المنتخبين بشكل شرعي، أو تشريع القوانين العقابية ضد "إهانة الرئيس"، والتي أسفرت عن عشرات آلالاف من المحاكمات والاعتقالات .

في المقابل، يتعهد برنامج الحزب الديمقراطي لبايدن لعام 2020 "بوضع القيم الديمقراطية في صميم سياستها الخارجية". يقول بايدن في مقالة له نشرت في مجلة الشوؤن الخاجية في ابريل من عام 2020 بعنوان ( لماذا يجب ان تقود امريكا مرة اخرى ) إن الولايات المتحدة ستستضيف "قمة الديمقراطية" العالمية خلال السنة الأولى لإدارته، والتي ستعطي الأولوية "لمكافحة الفساد، ومحاربة الاستبداد، وتعزيز حقوق الإنسان"، وستقوم، من بين أمور أخرى، "بمواجهة الدول التي تتراجع عن هذه القيم ".

بالإضافة إلى الحكومات، من المؤمل أن تستضيف القمة منظمات المجتمع المدني "التي تقف على الخطوط الأمامية دفاعًا عن الديمقراطية" - النوع الذي يتعرض قادته بانتظام للمضايقة أو السجن في تركيا. علاوة على ذلك، يتعهد "بمحاسبة أولئك الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان". لا شيء من تلك النقاط محبذ لدى أردوغان. الذي يعلم أن مثل هذا الخطاب الجريء من واشنطن من المرجح أن يشجع المعارضين الأتراك.

ثانيا: الموضوع الاَني وعلى جدول اعمال الادارة الجديدة على المدى القريب جدا موضوع شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي S-400 من روسيا، تعتبر واشنطن هذا الموضوع تهديدا امنيا خصوصا لطائراتها اف 35 لذلك فمن غير الوارد ان واشنطن ستغض النظر عن هذا الموضوع، باستثناء بعض الخطابات وعقوبات بسيطة اقرب ما يكون الى عتاب فان ادارة ترامب تجاهل هذا الموضوع، وحمي تركيا من العقوبات نسبيا.

لكن من غير المرجح أن يسلك بايدن نفس المسار التسامحي، فقد يقوم بتفعيل العقوبات الواردة في قانون كاتسا مجددا، في امريكا تم تشريع قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA)، في عام 2017. ويتطلب من الرئيس فرض عقوبات على أي دولة تجري "صفقة مهمة" مع قطاعي الدفاع أو الاستخبارات الروسية. يحدد قانون CAATSA قائمة من 12 عقوبة مختلفة، مع مجموعة من التأثيرات، والتي يتم توجيه الرئيس لاختيار خمسة منها على الأقل. قد يختار فرض العقوبات الخمس الأهون، لكن يكاد يكون من الحتمي أن ينفذ هذا القانون ويفرض عقوبات على تركيا، ما لم تتخلص أنقرة من أنظمة إس -400 الخاصة بها بطريقة ترضي واشنطن.

ثالثاً: ان سجل بايدن في مجلس الكونكرس المليء بحرصه بانفاذ القانون فان بايدن سيفعل نهجه ولن يستغل سلطته ليتدخل بعرقلة ملاحقات وزارة العدل الأمريكية في قضية Halkbank ( TURKY HALK BANK ) (وتعني مصرف الشعب اوالبنك الاهلي التركي او مصرف خلق التركي ) كما فعل ترامب. وعليه فان ولاية نيويورك ستستمر في قضيتها ضد Halkbank، وهو بنك تركي حكومي ( يقال بانه مقرب من اردوغان ) متهم بمساعدة إيران في التحايل على العقوبات الأمريكية. قد يؤدي حكم الإدانة الذي لا مفر منه تقريبًا إلى غرامة كبيرة تهدد قدرة البنك على البقاء وتضر باقتصاد تركيا المترنح. كشفت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا عن تفاصيل جهود قوية للرئيس ترامب لإغلاق تلك الملاحقة القضائية نهائيا لكنها بات بالفشل.

رابعا: تعتبر انقرة علاقة واشنطن مع وحدات حماية الشعب الكوردية YPG ( المرتبط بحزب العمال الكوردستاني ) من أكثر القضايا العصيبة في العلاقات الأمريكية التركية، ومن الواضح ان موقف بايدن المؤيد لعلاقة الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب واضح جدا وهذه العلاقة بدات في ادارة اوباما ومن المرجح ان واشنطن ستستمر في اعتبار الاكراد كشريك اساسي ومهم في حربها ضد داعش وفي سوريا اجمالا.

وهاجم بايدن ترامب لسحب القوات الأمريكية والسماح للقوات التركية بدخول شمال شرق سوريا وتهجير الأكراد، هذا موقف كل الادارة الجديدة وليس بايدن وحده على سبيل المثال كتب بلينكن وزير الخارجية الحالي في صحيفة نيويورك تايمز في عام 2017، أنه دعا الرئيس ترامب لتسليح وحدات حماية الشعب باعتبارها الشريك الأكثر فعالية للولايات المتحدة ضد داعش.

اهمية هذا الموضع قل بعد النجاح الذي حققته ثلاث عمليات عسكرية تركية منذ عام 2016 في إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من معظم الحدود التركية السورية بتواطىء كل من روسيا و ترامب خارج الستراتيجية الامريكية والمزاج الشعبي الامريكي بعد مكالمة هاتفية مشبوهة بين اردوغان وترامب . ومع ذلك، هدد أردوغان مؤخرًا بمزيد من العمل العسكري ضد وحدات حماية الشعب في شمال شرق سوريا، والذي يمكن أن يكون اختبارًا مبكرًا لتصميم بايدن.

حتى في غياب المزيد من التهديدات أو الإجراءات العسكرية التركية، ستستمر علاقة الولايات المتحدة بوحدات حماية الشعب الكردية في توتر العلاقات الثنائية مع أنقرة. في راي الشخصي المتواضع بجانب الاستمرار بعلاقتها مع الاكراد فان بايدن وفي مسعى لترضية الجانبين سيواصل جهود ترامب في دعم المفاوضات بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذراع السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية والمجلس الوطني الكوردي (انكسة) الممؤل من قبل الحزب الديمقراطي الكوردستاني والمقبول تركيا، لكن لا يجب ان ننتظر الكثير من هذه المفاوضات لعمق الخلافات.

خامسا: احدى القضايا الاخرى الشائكة بين امريكا وتركيا هي وجود فتح الله غولن البالغ من العمر 79 عامًا في الولايات المتحدة الخصم اللدود لاردوغان والمتهم من قبله بتدبير انقلاب عام 2016، طالبت تركيا امريكا مرارا وتكرارا بتسليمه لكن امريكا ترفض ذلك لان وزارة العدل سواءا في عهد أوباما او ترامب لم تجد أدلة كافية لتبرير قضية تسليم المجرمين ضد غولن لضعف ادعاءات تركيا،صحيح ان تركيا في الآونة الأخيرة لم تثر قضية غولن بشكل متكرر أو بقوة كما في الماضي، لان أنقرة قد أدركت عدم جدوى طلب التسليم، الا ان أردوغان لن يتجاهل هذه نقطة وستبقى قضية خلافية.

سادسا: من خلال الارث السياسي الكبير لبايدن وخبرته السياسية الكبيرة سواء في عمله في الكونكرس منذ 1972 واعادة انتخابه لستة مرات او عمله كنائب لاوباما فان له خبرة كبيرة في معظم القضايا العالقة لحد لان ومنها قضية قبرص فهو واحد من اثنين فقط من السياسيين الناشطين الذين شاركوا بفعالية في التصويت على حظر الأسلحة الذي فرضه الكونجرس الأمريكي على تركيا عقب الغزو التركي لقبرص عام 1974 . مما يعكس اهتمامه الشخصي وهو ايضا معروف بقربه التقليدي من المجتمع اليوناني الأمريكي، كما قام بزيارة قبرص كنائب للرئيس في عام 2014، وهو أعلى مسؤول أمريكي يقوم بذلك منذ نائب الرئيس ليندون جونسون في عام 1962. وعلى مدار سنوات عمله كعضو في مجلس الشيوخ، كان كثيرًا ما يصطدم بالأتراك فيما يتعلق بقضية قبرص.

في قضية قبرص كغيرها فان سياسة بايدن ستختلف عن سياسة ترامب الذي كان يغض النظر عن مجمل ممارسات تركيا، وستكون هذه القضية من القضايا التي سيحدث بايدن فرقًا فوريًا، بايدن يعرف القضية جيدًا وسيستثمر فيها. وسيدعم جهود استئناف المحادثات بشأن إعادة توحيد قبرص. ولن يسكت عن الجهود التركية لزعزعة الوضع الراهن، كخطوات أردوغان الاخيرة وإعلانه أن الحل الوحيد لقبرص هو "دولتان لشعبين"، عهذا المنحى هو على النقيض للجهود الطويلة الأمد للتوحد. أصرار أردوغان على هذا النهج، سيفاقم التوتر مع واشنطن.

سابعا: ومثل إدارتي ترامب وأوباما – من المحتمل ان بايدن سيعارض بشدة الجهود التركية النشطة للتنقيب عن الهيدروكربونات في المياه التي تشكل المناطق الاقتصادية اليونانية والقبرصية، وكذلك في مياه بحر إيجة المتنازع عليها بين تركيا واليونان. ومع ذلك، الفرق بينه وبين الادارتين السابقتين حول هذه النقطة من المنتظر ان ادارة بادين ستعترض بشكل أكثر اتساقًا وقوة. إذا استمرت تركيا في هذه الاستكشافات، ستجد نفسها في أزمة مع واشنطن.

ثامنا: علاقة تركيا مع حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية من الاشكاليات الاخرى التي ستطفو على السطح، تقيم تركيا علاقات مع حركة حماس منذ 2006، التزمت الولايات المتحدة الصمت حيالها إلى حد كبير. لكن مع زيارة رفيعة المستوى لحركة حماس إلى أنقرة وهي الأخيرة من بين العديد من هذه الزيارات - انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية العلاقات بين تركيا وحماس لأول مرة، بطبيعة الحال رفضت أنقرة الانتقادات بسخط.

في السنوات الأخيرة، مع تزايد الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تخطط لعمليات إرهابية من الأراضي التركية - وليس مجرد استضافة مكتب – عليه يبدو من المرجح أن إدارة بايدن الموالية لإسرائيل ستثير هذه القضية بشكل اكثر واضحا.

تاسعا: الصراع و التفاهمات بين تركيا و روسيا، سواءا كان في سوريا او ليبيا او ناكورنو كرباغ . الماخذ على تركيا في كلها انها تصرفت بصورة مستقلة عن الويلايات المتحدة و حلف ناتو، تصارعت مع روسيا وتحاورت وعقدت اتفاقيات بصورة منفردة، على الرغم من ان جيمس جيفري في مقالة له في مجلة الشوؤن الخارجية تحت عنوان (بايدن لا يحتاج إلى سياسة جديدة للشرق الأوسط) ان الولايات المتحدة ساعدت تركيا في ادلب و ليبيا، لكنها رغم ذلك اتبعت سياسة مستقلة.

حول هذا الاستقلال في التصرف هناك اختلاف في الروئا لدى الساسة الامريكين، فمنهم من يرى ان تركيا توازن العدوان الروسي وتحارب بدلا من الكل وقد يكون هذا مدخلا لاعادة احياء العلاقات مع تركيا، بينما يرى آخرون أن تركيا "خارجة عن السيطرة" وتتجه نحو الشراكة مع موسكو في مناطق متزايدة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. و من هذا المنظور، أدى تنوع مجالات المنافسة الروسية التركية في الواقع إلى مزيد من التنسيق الثنائي الروسي التركي، وبالتالي إلى علاقات روسية تركية أقوى، مما دفع تركيا بعيدًا عن المدار الغربي - وكما يراها البعض، هذا بالضبط ما تريده أنقرة.

في الوقت الحالي، ليس من الواضح ما إذا كان بايدن ينظر إلى تركيا على أنها مصدر قوة أو عائق في المنافسة الأمريكية مع روسيا. لكن في تصريحات أدلى بها قبل الانتخابات الأمريكية، مال بايدن بشدة لصالح أرمينيا، واصفا التدخل العسكري التركي بأنه "غير مسؤول" ودعا إلى قطع المساعدة العسكرية المحدودة للولايات المتحدة لأذربيجان. لم يتطرق بايدن إلى وضع إدلب، حيث تكون المواجهة التركية الروسية مباشرة. كما أنه لم يتطرق إلى الوضع العسكري الداخلي في ليبيا.

بصورة عامة فان في عهد ترامب، كانت القضايا المتعلقة بروسيا دائمًا معقدة بسبب العلاقة الغامضة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. بعكس ذلك، فان بايدن يتبنى وجهة نظر اكثر حدة تجاه النوايا الروسية ضد الولايات المتحدة. قبل فترة وجيزة من الانتخابات الأمريكية، وصف بايدن روسيا بأنها "أكبر تهديد لأمريكا في الوقت الحالي من حيث تفكيك أمن وتحالفات امريكا.

وصف مايكل كاربنتر، أحد كبار مستشاري بايدن بشأن أوروبا، تدخل تركيا في ليبيا مؤخرًا - بالإضافة إلى أفعالها في ناغورنو كاراباخ وبحر إيجه وشرائها S400 - بأنها تصرفت "بشكل غير مسؤول وعدواني في تقويض مصالحنا المشتركة". وفيما يتعلق بليبيا، لم يحدد كاربنتر ما إذا كان يعترض فقط على الاتفاقية البحرية أم على التدخل العسكري أيضًا.

باختصار سيركز بايدن في بداية عهده على المواضيع المحلية مثل التصدي لوباء كورونا و الوضع الاقتصادي والخطاب اليميني المتطرف المتنامي، لكنه سيبتعد عن سياسة الانعزالية التي مارسها ترامب وينخرط اكثر في السياسة العالمية لتقود امريكا مرة اخرى وتنشيط الدبلوماسية الامريكية في كل العالم خصوصا في اسيا ولكن دون اغفال مشاكل الشرق الاوسط، ورغبة بايدن لتبني سياسى مستقرة ستصطدم مع عزم أردوغان على الاستمرار في طموحاته وتنبني سياسة خارجية حازمة وقومية ومستقلة ولعب دور قوة إقليمية رائدة، عليه سيكون هناك تدهور متنامي في العلاقات الامريكية التركية.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق