q
يبدو ان الوزير الحالي التكنوقراط لا يختلف عن سابقيه، ومعظم الوزراء يعزون التلكؤ بسبب التراكمات والفساد، ويبني عليها ويفتح للفساد أبواب غير تلك التي لا يستطيع غلقها، وذاك الوزير الذي تحدث عن الگيزر، كأنه يتصور العراق قارة قطبية، ولا يعرف حرارة الصيف اللاهبة، التي تقارب الغليان...

طالبت احدى الحكومات السابقة قبل أعوام، وعلى لسان وزير كهربائها؛ بإطفاء الگيزر في فصل الصيف، وبإعتقاد "الوزير التكنوقراط" حينها، أن أزمة الكهرباء سببها تشغيله في الصيف، ولذلك أتخذت الحكومة إجراءات صارمة لإعادة هيبة الدولة، وفعلتها بإطفاء الكهرباء في الشتاء، وأصبح الگيزر سلعة عديمة الاستخدام في البيت!

هذا النموذج واحد من الوزراء التكنوقراط الذين أعتقد الشعب بعد حديث طويل وتفصيل من الساسة، بأهمية وجودهم على هرم الوزراة، للتخلص من الفشل الذي يلاحق معظم الوزرات والوزراء.. تطور المطلب الشعبي والسياسي الى رئيس مجلس وزراء مستقل، ويميل الى محور معين من الدول العظمى لكي تضمن الدولة إستقرارها؛ بل وتحدثوا عن الرفاهية والإعمار والإنتعاش الإقتصادي، وبذلك أقيلت الحكومة السابقة بقرار سياسي قبل أن يكون شعبيا، وجيء بحكومة نعيش واقعها الذي لا يحتاج التفصيل.

يبدو أن الوزير الحالي التكنوقراط لا يختلف عن سابقيه، ومعظم الوزراء يعزون التلكؤ بسبب التراكمات والفساد، ويبني عليها ويفتح للفساد أبواب غير تلك التي لا يستطيع غلقها، وذاك الوزير الذي تحدث عن الگيزر؛ كأنه يتصور العراق قارة قطبية، ولا يعرف حرارة الصيف اللاهبة، التي تقارب الغليان، وفيها يبحث المواطن عن ماء حتى لوكان دافئا للإستحمام، في بلد يعتمد معظم سكانه على خزانات الماء في الشمس الحارقة، لعدم إستقرار المياه وإنقطاعها في كثير من المناطق؛ صيف شتاء!

ألزمت الحكومة هذه المرة مواطنيها بالترشيد الإجباري في الشتاء، وكي لا يستهلك الگيزر والهيتر الطاقة في الشتاء، فتصرفت، ولكن وكما نرى فالمواطن لا يلتزم وهو يشغل الگيزر حتى في الصيف، وربما يأتي وزير ويطلب أطفاء الهيتر في الصيف أيضاً! يضاف الى توقعات وزارة الكهرباء أن هناك هدرا كبيرا في الطاقة، من أجهزة التكييف في بيوت الميسورين والمسؤولين، ولا أحد يستطيع الجباية منهم، فقطعت الكهرباء تحت شعار "عليهم وعلى أعدائي" وهذا الإجراء الحكومي جاء كرد فعل لتقصير المواطن، الذي يعمل دائماً عكس القانون، وسبب لضياع الطاقة.

إن تبريرات وزارة الكهرباء منذ 14 عام، لا تتناسب مع الأموال التي أنفقت على الكهرباء، وآخر تبرير لإنقطاع الكهرباء 20 ساعة في اليوم، بسبب فقدان 6000 ميگا واط لفقدان تجهيز الشبكة الايرانية نتيجة نقص الغاز، وفي معالجات الوزارة، اقترحت استيراد الطاقة من دول أخرى، وستعمل على الجباية الإلكترونية، على أن يتم التعاقد مع شركات جباية الكرتونية ، وعلى هذا الاساس تحتاج قرارات وإتفاقيات وكومشنات، وفواعل سياسية وتدخلات محلية وخارجية، ومد خطوط لتلك الدول، والگيزر سوف ينتظر فصل الصيف كي لا يصدأ، لأنه فقد فرصة التشغيل في الشتاء.

للأجابة على مشكلة الكهرباء، فمن الواضح أنها سياسية، وهذا ما قاله الساسة، ووزارة الكهرباء لا تعمل بالتمويل الذاتي، حتى يُقال أن الجباية جزء من الحل، رغم أنها ستكون نافعة للموازنة العامة، على أن تطبق على جميع شرائح المجتمع، وتتضاعف الأجور في المنازل والأماكن الأكثر إستهلاكاً، مع دعم إستهلاك المواطن البسيط، ويبدو أن وزارة الكهرباء ردت الصاع صاعين للمواطن عقوبة على تشغيل الگيزر في الصيف، وجعلت تحت مطرقة أصحاب المولدات، الذين توعدهم بتحسن الكهرباء والشماتة بهم، وها هي وزارة الكهرباء تعطي مثالاً للتكنوقراط (المستقل) والحكومة التي يديرها مستشارون ولدوا من رحم التظاهرات وكانوا يحملون شعار الاصلاح، واثبتوا لنا أن رئيس مجلس الوزراء بل حتى الوزير ليسوا وحدهم المشكلة.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق