q
المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة الامريكية المزمع اجراؤها منتصف الشهر الحالي، ليست جديدة فقبل اثني عشر عاما كانت مفاوضات مماثلة بين الطرفين افضت الى توقيع اتفاقية الاطار الستراتيجي التي ما زالت سارية الى اليوم رغم تنصل الجانب الامريكي عن الكثير من بنودها فهل ستكون هذه...

المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة الامريكية المزمع اجراؤها منتصف الشهر الحالي، ليست جديدة فقبل اثني عشر عاما كانت مفاوضات مماثلة بين الطرفين افضت الى توقيع اتفاقية الاطار الستراتيجي التي ما زالت سارية الى اليوم رغم تنصل الجانب الامريكي عن الكثير من بنودها... فهل ستكون هذه المفاوضات استكمالا لما جرى ام انها ستكون جديدة وفق اسس مغايرة لما كانت عليه الاتفاقية السابقة؟

في عام 2008 كان المفاوض العراقي تحت ضغوط الاحتلال الامريكي وعدم الاستقرار الداخلي لكنه كان يتمتع بتأييد حكومي كبير وترويج اعلامي واتفاق سياسي لم يخرج عنه في رفض الاتفاقية سوى التيار الصدري في حينها تحت قبة البرلمان مع بعض النواب.

وللأسف لم يتحسن الوضع اليوم بل الخلاف ما زال مستمرا بين مختلف القوى السياسية والمكونات وبالذات الاكراد حول المفاوضات ومستقبل الوجود العسكري الامريكي والعلاقة معه، وعدم الاستقرار ما زال قائما ايضا واضيف اليه ازمة اقتصادية خانقة وتداعيات جائحة كورونا التي دفعت القائمين على ترتيب المفاوضات الى جعله عبر تقنية video conference meeting اي الاجتماع عن بعد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

فهل المفاوض العراق جاهزا للحوار؟ وهل الوقت مناسب الان لمحاورة الامريكان ونحن تحت هذه الضغوط؟ وهل الحكومة التي لم يمض عليها شهر مستعدة لفتح هذا الملف والنجاح فيه؟.

اسئلة كثيرة يأتي في مقدمتها اختيار الجانب الامريكي لتوقيت الحوار وايلاءه اهمية كبرى بمشاركة واشراف وزير الخارجية مايك بومبيو، فماذا يحتاج المفاوض العراقي وما هي اوراقه في الحوار؟.

الحقيقة ان فريق التفاوض العراقي لا يملك اية اوراق للمناورة والضغط اذا استمر الانقسام في المواقف، وكان الاجدى بالحكومة العراقية تأجيل الحوار في الوقت الحالي والالتزام بقرار البرلمان بإخراج القوات الاجنبية والامريكية خاصة وترك الامر الى الحكومة المنتخبة القادمة، لكن بما ان الامر جرى على ما هو عليه فان المطلوب هو التالي:

1. توحيد مواقف ورؤى القوى السياسية والمكونات كافة في اجتماع سابق للمفاوضات المزمعة او اصدار بيان وطني عاجل يحدد اولويات الحوار وتزويدها كورقة بيد المفاوض العراقي حتى يستطيع الوقوف على ارضية صلبة اثناء المفاوضات تعكس وحدة الموقف الداخلي.

2. دعم الفريق التفاوضي العراقي سياسيا واعلاميا والترويج له بكل ما يحفظ السيادة ويصونها ويحقق المصالح الوطنية العليا.

3. رفد الفريق التفاوضي بكوكبة من الاختصاصين في كافة المجالات يكونوا قريبين منه في كل خطوة او استشارة عاجلة.

4. ايقاف كل ما من شأنه التأثير على الفريق التفاوضي بالمواقف او الاعلام، لأنه يحمل رسائل سلبية للفريق العراقي ومواقف قد يستغلها الجانب الامريكي.

ان ما سيجري في منتصف الشهر الحالي هو جس نبض وبداية لانطلاق ماراثون مفاوضات قد تطول اكثر مما نتصور مع قوة كبرى خبرت المفاوضات وتعرف كيف تحقق ما تريد، لكننا نأمل بالمفاوض العراقي الحفاظ على الثوابت وصيانة السيادة الوطنية وتحقيق اقصى مدى من المصلحة للعراق وشعبه في الحاضر والمستقبل.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق