q
دعوة للسيد الكاظمي لتشكيل خلية ازمة عاجلة لمعالجة ملف وزارة الكهرباء بشكل كامل ومعالجة مشكلة الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي وتخويل هذه الخلية كافة الصلاحيات المطلوبة لإنهاء هذا الملف المزمن والمعقد والشائك والذي استنزف مالية العراق منذ أكثر من سبعة عشر عاما ولازال لأثبات جديته في محاربة الفساد...

استبشرنا خيرا عندما زار السيد الكاظمي مقر وزارة الكهرباء وعقده اجتماعا مطولا مع كادرها المتقدم لكن نتائجها انعكست بشكل سلبي على المواطنين بعد يوم واحد من تلك الزيارة فبدأت سلسلة الانقطاعات غير المبرمجة للتيار الكهربائي وبدون سابق انذار او اعلان من الوزارة ترافق هذا الانقطاع مع ارتفاع درجات الحرارة وفرض حجر صحي مناطقي في بغداد والمحافظات.

والسؤال المهم هو لماذا هذا الاطفاء المتعمد للتيار الكهربائي في هذه الظروف وبعد الزيارة مباشرة؟، ومع تجديد عقد استيراد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران لمدة اربعة أشهر من قبل الولايات المتحدة التي كانت تمانع من تجديد العقد ولو لمدة شهر واحد.

كانت تبريرات وزير الكهرباء الجديد ماجد حنتوش غير موفقة وغير مقنعة بالمرة فالأزمة الاقتصادية وانخفاض اسعار النفط وصعوبة وصول خبراء الصيانة الاجانب الى المحطات بسبب جائحة كورونا هي الاسباب الرئيسة كما يدعي لانخفاض انتاج الطاقة ناسيا ان الازمة الاقتصادية مستمرة وعدم وجود حركة ملاحة جوية بين مدن العالم مستمرة ايضا بسبب جائحة كورونا منذ اكثر من ستة اشهر.

وان هناك العديد من المحطات الكهربائية تحت الصيانة الان من قبل الشركات الهندية نعم الشركات الهندية ولم يكتف بتصريحاته المتلفزة تلك بل اضاف ان لا يمكن التكهن بزمن وفترة الانقطاعات تحت ظل هذه الظروف وكانه يوحي الى ان الانقطاعات في التيار الكهربائي ستستمر الى ما لا نهاية ناسيا ان هناك عقودا بين وزارة الكهرباء وشركات كبرى في مجال انتاج الطاقة والصيانة وهي شركات عملاقة كشركة جنرال الكتريك الامريكية وسيمنس الألمانية.

فلماذا الشركات الهندية الصغيرة تعمل في مجال الصيانة والشركات الامريكية والالمانية متوقفة عن تنفيذ عقودها مع الوزارة كما يقول السيد الوزير، ولكن لم يذكر السيد الوزير ان هناك عقدا استثماريا عملاقا مع اتلاف شركات جنرال الكتريك وسيمنس ووزارة الكهرباء. في محطة كهرباء بيحي الحرارية قد تم فسخه من قبل القضاء العراقي لوجود شبهات فساد فيه بملايين الدولارات وتم استرجاع أكثر من 500 مليون دولار قبل شهر واحد ولازالت المفاوضات لاعادة المبلغ المتبقي جارية وقد يكون احد الاسباب الرئيسة لنكول الشركتين العملاقتين بتنفيذ تعاقداتها في العراق نتيجة لفسخ هذا العقد.

اضافة الى ذلك فان بدء الاضراب العام في المنطقة الجنوبية من قبل اصحاب العقود والاجور اليومية الذين لم يتم اعطائهم كامل مستحقاتهم المالية لتغيير رواتبهم خلافا للعقود المبرمة معهم حسب قرار مجلس الوزراء المرقم 315 لعام 2019 دون موافقتهم وعدم حسم مسألة صرف رواتبهم بشكل نهائي، رغم تدخل بعض السادة النواب ورفع مظلوميتهم الى السيد رئيس الوزراء المستقيل عبد المهدي وللسيد الكاظمي والوزير الجديد مما جعلهم ينفذون تهديداهم بالأضراب الشامل في المنطقة الجنوبية التي تشمل البصرة والناصرية والعمارة والسماوة وعدم انتاج الطاقة فيها.

وقد يكون هذا الاضراب أحد الاسباب الرئيسة لانخفاض انتاج الطاقة وتردي تجهيز المواطنين بالتيار الكهربائي وقد تكون هناك ايد خفية داخل الوزارة تعمل لغرض اعاقة عمل الوزارة من اجل مصالحها الخاصة بعدم اكمال مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية وصيانتها من اجل اكمال مسلسل نهب المال العام واستمرار حالات الفساد في الوزارة.

من قبل تلك الجهات الكبيرة والمتنفذة في الوزارة لوضع العصي في عجلة عمل الوزارة وتعطيل اصلاحات رئيس الوزراء الكاظمي واشهار الكارت الاحمر بوجه لأنه دعي الى محاربة الفساد في الوزارة خصوصا في المشاريع الاستثمارية. العملاقة التي تنفذ في فيها، لكن يبقى الضحية دائما هو المواطن البسيط في كل صيف وبالذات هذا الصيف الذي يتزامن مع بدء حظر وحجر صحي في بغداد مع انتشار جائحة كورونا في بغداد والمحافظات فكيف يستطيع. المواطن. البقاء.

في المنزل وتطبيق الحظر مع استمرار عملية القطع غير المبرمج للتيار الكهربائي دعوة للسيد الكاظمي لتشكيل خلية ازمة عاجلة لمعالجة ملف وزارة الكهرباء بشكل كامل ومعالجة مشكلة الانقطاع المزمن للتيار الكهربائي وتخويل هذه الخلية كافة الصلاحيات المطلوبة لإنهاء هذا الملف المزمن والمعقد والشائك والذي استنزف مالية العراق منذ اكثر من سبعة عشر عاما ولازال لاثبات جديته في محاربة الفساد وتوفير الخدمات للمواطنين ليس في قطاع الكهرباء فحسب بل في جميع القطاعات الاخرى التي تهم المواطنين، والا فان الوضع سيعود الى المربع الاول وسيستمر نهش الفساد في جسد الحكومة والمواطن كما كان يفعل في الحكومات السابقة ولات ساعة مندم.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق