q
هناك الكثير من النقد والنقد المقابل، لكن ابرز ما اطرحه في هذه المقاربة يتمثل في أهمية ادراج الاولويات في مصاديق الافعال الإيجابية، وليس التباهي بالأفكار المبتكرة من دون أفعال صادقة، فالإنسان سوآءا اكان مسلما أو على أية ديانة أخرى هو ذات الانسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بالعقل...

منذ عرفت الخليقة نظام العائلة واللجوء إلى الكهوف وتنظيم الصيد، حتى اليوم مرت الانسانية بمنقلبات فكرية متعددة، منها كتنزيل سماوي ختم بالاسلام دينا ومنها اثراء فكري دينوي لإدارة الحكم في نظام دولة المدينة أو الحكم الإمبراطوري في بابل ملكة الجهات الاربع أو دولة الفراعنة، حتى تطور حكم الانسان لنفسه في عهود جماعية بعنوان، عقد اجتماعي دستوري، في كل ما تقدم ثمة ابتكارا للافكار ومصاديق للافعال.

فالفكر المادي الماركسي له مؤيديه فيما الفكر الإسلامي السياسي له مؤيديه واي مقاربة فلسفية تجادل بالدليل الناهض ما بين النوعين لها مصاديق أفعال، لعلي لا اخالف الكثير من الاسلاميين أن كتابي فلسفتنا واقتصادنا للسيد محمد باقر الصدر كانت قمة في ابتكار الأفكار غير النمطية من مكنون الدين الإسلامي بنموذج جديد للتفكير قد يختلف معه البعض لكنه يبقى رائدا في المقارنة بالتفكير الإيجابي وتفاعل الحلول الأفضل للحكم الرشيد في ضبط المساواة المجتمعية والدينية بين المنفعة الشخصية والمنفعة العامة للدولة.

وأيضا يمكن أن يختلف الكثير من الناس بسقوط جدار برلين كونه نهاية التاريخ كما ذهب الدكتور فوكوياما ولكنه سرعان ما تنازل عن ذلك لينتبه غيره مثل صومائيل هنتنغتون إلى صراع الحضارات ومثله ليستر ثرو إلى حروب المتناطحين حول دورة الراسمالية ما بعد العولمة .

هكذا تتراكم الأفكار وتترجم في مصاديق الأفعال، دوليا سارعت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، لتنسجم مع المشروع الأميركي للقرن الحادي والعشرين وهو نتاج عدد من مراكز الأبحاث التي كلفت باعداد سيناريوهات المستقبل باشراف الكونغرس الأمريكي ومجلس الامن القومي، وكان احتلال العراق احد نتائج هذه السيناريوهات، وصفقة القرن نموذجا آخر، والحرب الاقتصادية مع الصين نموذجا ثالثا.

كيف استجابت بقية دول العالم لهذه السيناريوهات الأمريكية؟؟، الصين الشعبية ابتدعت نموذجا للتمويل والاحتواء في طريق جديد للحرير رصدت له ترليونات من الدولارات الخضراء … وحققت فيه ابداعات هندسية لايجاد طرقا غير بحرية ولا تتأثر بالنفوذ الأميريكي بتحالف مع روسيا الاتحادية وإيران ومجموعة من الدول الافريقية، اذا ما حاولنا أن نضع معايير قياسية لابتكار الأفكار غير النمطية، عراقيا ونتساءل ما بعد 2003 كيف تحولت مثل تلك الأفكار إلى مصاديق الافعال؟؟

هناك الكثير من النقد والنقد المقابل، لكن ابرز ما اطرحه في هذه المقاربة يتمثل في أهمية ادراج الاولويات في مصاديق الافعال الإيجابية، وليس التباهي بالافكار المبتكرة من دون أفعال صادقة، فالانسان سواءا اكان مسلما أو على أية ديانة أخرى هو ذات الانسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى بالعقل، ومن اول تشخيص للعاقل معرفة الخلل بين ما يتباهى به من افكار راقية وبين تطبيقات مصاديق افعالها.

وهذا يتطلب وسبق وان طرحت السؤال للنقاش في أكثر من محفل أن على من يتصدى اليوم للسلطة متسلقا لتلك الأفكار المبدعة عليه أن يسأل نفسه في كل أفعاله عن ذلك التطابق مع تلك الأفكار وهذا لا يحتاج الى التذكار بها وصفا بل العكس تماماً في استلهام الأفكار وتجديدها بما يخدم الظروف القاسية التي يتعرض لها الانسان العراقي.

..........................................................................................................
* الآراء الواردة في المقال قد لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق