q
ضرورات الدولة دائما هي الشيطان المدمر للحزب والقائد معا.. لذلك عمد بعض القادة الى الفصل بين الدولة والحزب فجعلوه درع حماية لكل واحد منهما من شر الآخر، فأكثروا في البلاد الفساد بهذا الفصل أو بغيره من إجراء احترازي الدولة أو المشاركة الجزئية في إدارة شؤونها...

لم ينجب التيار الشيعي قائدا فذا متمكنا من الجمع بين ضرورات الدولة وحزبه المناضل في توازن عادل، يعطي لكل ذي حق حقه..

ضرورات الدولة دائما هي الشيطان المدمر للحزب والقائد معا.. لذلك عمد بعض القادة الى الفصل بين الدولة والحزب فجعلوه درع حماية لكل واحد منهما من شر الآخر، فأكثروا في البلاد الفساد بهذا الفصل أو بغيره من إجراء احترازي!

الدولة أو المشاركة الجزئية في إدارة شؤونها يظل مفسدة للحزب المناضل والقائد معا وإن توارى أحدهما خلف الآخر.

يذكر البعثيون في عرض نقدهم لسلطة "صنم" العراق: أن صدام حول الدولة من سلطة الحزب إلى سلطة العائلة، مقدمة لإعلان ملكية وراثية مستقرة على منهج سيرة الملوك في العالم، فأفسد الدولة، وأن الحزب بريء مما فعل!

وفي ظن "البعثيين"، وفي نظرياتهم، أن الدولة ستكون مستقرة نامية لو استمر الحزب مستقلا في إدارة شؤون الدولة عن سلطة الفرد أو العائلة!..

لا فرق بين الحالين مطلقا بالقياس الى محدودية قدرات البشر، إن استقل الصنم وعائلته بالدولة أو استقل الحزب بها أو اجتمعا معا لقيادتها.. كلاهما سواء في النتائج.. كلاهما سيكثر في البلاد الفساد. وهكذا الأمر في المشاركة الجزئية لأي حزب سياسي أو مرجعي في إدارة شؤون الدولة او السلطة المستبدة عبر البرلمان أو أي شكل آخر!

العلة واحدة مشتركة بين كل هذه الأحوال: فرد أو عائلة أو حزب يدير شؤون الدولة أو مشارك جزئيا عبر مؤسسة نيابية.. العلة هي بريق السلطة الذي يأخذ بألباب العقول و النفوس.. الأحزاب تتشظى والأفراد ينقلبون على بعضهم والقادة يطمعون، فيستبدون أو ينكفؤون على ذواتهم في أحسن الأحوال.

ينَظّر قادة النضال الشيعي لعلاج هذه الظاهرة من خلال تطبيقين: التأسيس التربوي للكادر، والمركزية الحادة.. وأحاديث لا تنفك تذكِّر بالشورى والتقوى والورع. وعند التطبيق فشل القادة في حماية أنفسهم وأحزابهم من غواية "حب الرئاسة" بعدما انفتحوا على مؤسسات الدولة!

ليست دعوة النظم المستبدة للأحزاب المعارضة بتقبل المشاركة في إدارة شؤون الدولة - هي دعوة بريئة!.. وليس للنظم المستبدة هذه أن تمارس أقصى درجات الأمن لحماية نفسها من نفوذ الحزب المناضل وقائده عند قبوله تقاسم السلطة.. فالحزب يبدأ في التفكك تدريجيا كلما تقدم في سلم وظائف السلطة!

قادة الأحزاب المناضلة تعلم علم اليقين وبالتفصيل الممل أن دعوتها لاستلام السلطة أو المشاركة الجزئية في إدارة الشؤون العامة، سيؤديان إلى تفكك الحزب بعد أن يتحول إلى كتلة مريضة هزيلة تنخر في جوفها أنانيات "حب الرئاسة".. وأن لا سبيل إلى العلاج!

يرى بعض القادة أن اقتحام حزبه المناضل لعمق الدولة المستبدة سيترك أثرا إيجابيا على مستوى الحريات والخدمات، وإن أدى الأمر إلى ذوبان الحزب في السلطة فلا بأس!..

في جميع الأحوال؛ تتحول الأحزاب إلى نسخ طبق الأصل عن المستبد، سواء كانت المشاركة في السلطة جزئية أو مناصفة!

السلطة والقوة والمال يُمنّيان ثم يخذلان..

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق