q
إِختَر فريقكَ الوِزاري بنفسِكَ على قاعدة [الرَّجُل المُناسب في المكان المُناسب] لتُحاسبَ وتُراقبَ فتُثيبُ وتُعاقبُ! وارفُض كلَّ أَنواع الإِبتزاز والمُساومة والمُحاصصة والتَّوافقات التي كانت هي السَّبب المُباشر في الفشلِ الذي أَحاط بالدَّولة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣. لتُشكِّل حكومتكَ بوزرائِكَ ولا تقودُ حكومةً بوزراءِ الأَحزاب والزُّعماء...

١/ إِختَر فريقكَ الوِزاري بنفسِكَ على قاعدة [الرَّجُل المُناسب في المكان المُناسب] لتُحاسبَ وتُراقبَ فتُثيبُ وتُعاقبُ! وارفُض كلَّ أَنواع الابتزاز والمُساومة والمُحاصصة والتَّوافقات التي كانت هي السَّبب المُباشر في الفشلِ الذي أَحاط بالدَّولة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣.

لتُشكِّل حكومتكَ بوزرائِكَ ولا تقودُ حكومةً بوزراءِ الأَحزاب والزُّعماء.

٢/ كُن قريباً من المرجعِ الأَعلى فصوتهُ هو صوتُ الشَّارع ورأيهُ هو رأيُ الشَّارع وهمومهُ هي هموم الشَّارع، فلا تبتعد عَنْهُ فتهلكَ وتُهلِكَ.

سوفَ لن تسمعَ مِنْهُ حديثاً عن الدِّين والشَّريعة والفقهِ وإِنَّما ستسمعُ مِنْهُ حديثاً يخصُّ صُلبَ مسؤُوليَّاتك الدُّستوريَّة! عن الدَّولة والوطن والمُواطن والسِّيادة والاستقلال، وهو ما تختصُّ بهِ كونكَ يلزم أَن تكونَ رجُل دَولة.

٣/ بادر فوراً إِلى نزعِ أَسلحة كلِّ الميليشيات وبمُختلف تسمياتها وهويَّاتها! فالسِّلاح خارج سُلطة الدَّولة إِرهابٌ! وهو لا يساهمُ في بناءِ الدَّولة أَبداً.

حتَّى الميليشيات التي تطلق على نفسِها عنوان [المُقاومة] لشرعنةِ سلاحِها بادر فوراً لنزعِ أَسلحتها وإِغلاق مقارِّها المُنتشرةِ في العاصمةِ والمُحافظات!.

٤/ إِضرب بيدٍ من حديدٍ فوق رؤُوس كبار الفاسدين الذين أَهدرُوا المال العام وأَضاعوا فُرص البِناء والإِعمار والإِستثمار.

قدِّم [عِجلاً سميناً] واحداً على الأَقلِّ إِلى القضاءِ ليقفَ خلفَ القُضبان يحدِّثنا عن [تجربتهِ] مع الفسادِ والفشلِ العظيمِ.

إِنَّها وصيَّة المرجِع الأَعلى التي تأَخَّر تنفيذُها قُرابة [٤] سنوات! فلا تُماطل أَكثر من ذَلِكَ بحججٍ وأَعذار واهيةٍ! ولا تتردَّد في تحقيقها أَبداً فلا نجاحَ يمكنُ أَن تحقِّقهُ إِذا لم تبدأ بمكافحةِ الفسادِ والفاسدينَ! الأَكبرُ فالأَكبرُ والأَقربُ فالأَقرب!.

إِنَّ جديَّة حكومتكَ تُقاسُ في مدى نجاحِها في الحربِ على الفسادِ!.

حذارِ أَن تنتهجَ سياسة [تصفير المسؤُوليَّات] فإِنَّها تحمي الفاسدين وتُضيِّع الدِّماءَ والدَّمارَ والخرابَ والفشل!.

٥/ كُن قريباً من الشَّارع ولا تنشغل بترضيةِ الأَحزابِ والزَّعاماتِ والكُتلِ! فهؤلاء لا يُشبعهُم شيئاً! حتَّى التُّراب لا يُشبعهُم.

حسِّسهم أَنَّك تُدشِّن بالبلادِ مرحلةً جديدةً تختلفُ عن سابِقاتِها.

وإِذا فعلتَ ذَلِكَ فسيشنُّونَ عليكَ الحروب والغارات! فليكُن سلاحُك في مواجهتهِم الإِصحارِ بمواقفكَ للشَّعب بكلِّ وضوحٍ وشفَّافيَّة! فهو الظَّهير القوي والحقيقي في تحقيقِ النَّجاحات.

٦/ إِحمِ الدُّستور وحدُود الدَّولة ووِحدة البِلاد ومصالحها العُليا وحقُوق المُواطنين واحرِص على هَيبة الدَّولة وسيادتها وليكُن شعارُك [العِراق للعِراقيِّين] و [العِراق أَوَّلاً].

٧/ لتكُن من أَولويَّات مشاريع القَوانين التي تقدِّمها حكومتكَ للبرلمان ما يلي؛

أ/ تعديل قانُون الأَحزاب، ليكونَ معيار الإِنتماء هو المُواطنة فقط لنقضي على الأَحزاب الدينيَّة والمذهبيَّة والإِثنيَّة التي دمَّرت البلاد.

وكذلك لنقضي على الأَحزاب الأُيديولوجيَّة الشموليَّة التي دمَّرت البلاد منذُ إِنقلاب ١٩٥٨ ولحدِّ الآن وأَنتَ الخبيرُ بها وقد جرَّبتها وتعرف جيِّداً ما أَقولُ.

كذلك لتحديدِ مصادر تمويل الأَحزاب لنقضي على ظاهرةِ العمالةِ لدى أَحزاب السُّلطةِ تحديداً.

ب/ تعديل قانون الإِنتخابات لنقضي على نظريَّة سُلطة الزَّعامات التي تستحوذ على السُّلطة وامتيازاتها أَمَّا الباقُون فعبيدٌ لهم يأتمرُون بأَوامرهِم فالزَّعيمُ يتعاملُ معهُم [كراعٍ يهشُّ على غنمِهِ في زريبةِ الحيواناتِ]!.

إِنَّ تغيير القانون ليحقِّق؛

* مبدأ [صوتٌ واحدٌ لمواطنٍ واحدٍ].

* تقسيم العراق إِلى عددٍ من الدَّوائر يُساوي عدد مقاعِد البرلمان.

سيضمن لنا بناء برلمان أَعضاءهُ يفوزُونَ بثقةِ النَّاخب وليس بولائهِم للزَّعيم، ويفوزُونَ برصيدهِم الشَّخصي وليس برصيدِ القائِمة.

وهما أَمران مُهمَّان وجوهريَّان لبناءِ برلمانٍ قويٍّ.

إِنَّ تجربتك وخبرتك السياسيَّة الطَّويلة وثقافتك الواسِعة والرُّؤية الإِستراتيجيَّة التي تحملها، والتي طالما سمعتَها منكَ منذُ بداية الثَّمانينيَّات كلَّما التقينا في المنافي وبُلدان المهجر العديدة، وتلكَ التي قرأتها وتابعتها في مقالاتِكَ إِلى جانبِ حرصِكَ على الإِستشارة والإِصغاء، إِنَّ كلَّ ذلك يُؤَهِّلك لأَن تكونَ رجل الدَّولة الذي يُنقذ البِلاد من المخاطِر المُحدِقة بها شريطةَ أَن تتسلَّح بالإِرادة القويَّة والشَّجاعة الإِستثنائيَّة والعزيمة الرَّاسخة وبفريقٍ من المُستشارين الحقيقيِّين الذين تسمع منهُم الكلام الذي يجب أَن تسمعهُ وليسَ الكلام الذي تحبُّ أَن تسمعهُ.

واعلم؛ أَنَّك إِذا تجاهلتَ أَيَّ وَاحِدَةٍ منها فسوف لن ننتظرَ منكَ إِنجازاً يُعتدُّ بهِ أَو نجاحاً يُعوَّلُ عليهِ.

وَمِنَ الله تعالى التَّوفيق والسَّداد.

[email protected]

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق