q
في حال استمرت هذه الحملة في العمل وفق البرنامج الموضوع لها ستعمل وبمرور الوقت على قلب الحقائق وتغيير قناعة الرأي العام، لذا يتوجب ان تكون هنالك هجمة إعلامية تركز بصورة خاصة على هذا الملف العميق بالاعتماد على الأدلة الحكومية الدامغة قادرة على تبديد الادعاءات ورد الشبهات المثارة من هنا وهنالك...

نستعرض في السطور القادمة ما حدث بصورة خاصة في موقع حمام مشرف قرب حقل الزبير النفطي وتحديدا عند الانبوب الذي ينقل النفط الخام من حقل الحلفاية في ميسان الى ميناء الفاو لغرض التصدير جرت مكالمة هاتفية غريبة الى حد ما، ونقول غريبة بالنسبة لنا السامعين لأول مرة لاتصال هاتفي يجري بين رجال امن وظيفتهم حماية ممتلكات الشعب وليس نهبها.

نص الاتصال الذي جرى بين العقيد محمد آمر السرية الأولى المعنية بحراسة الموقع النفطي والعقيد داوود الضابط الآخر في نفس الموقع.

العقيد داوود "ها خوية رائد محمد كواك الله"

العقيد محمد يُجيب" ها الله يساعدك هلا داوود".

العقيد داوود "ها خو ماكو شي"

العقيد محمد "لا ماكو شي"

العقيد داوود "منو يمك"

العقيد محمد "محد يمي كول"

العقيد داوود "اكك خابرني أبو الاستخبارات يكول لازمين جماعة"

العقيد محمد "ما اعرف والله كلشي ما اعرف"

العقيد داوود "الحمد لله"

تم عرض الاتصال في حلقة برنامج سياسي لأحدى القنوات الفضائية العراقية التي تتسم بالحصول على المعلومة الدقيقة، ذلك لعلاقة مقدمها الشخصية بأصحاب القرار ونيله ثقة كبيرة جعلته عارض وشارح ومحلل للمعلومات التي يصعب على جزء كبير من الساسة او مالكي هذه المعلومات البوح بها خوفا على حياتهم تارة، ومكاسبهم الذاتية تارة أخرى.

نعود الى أصل الموضوع وهو تهريب النفط من قبل الضباط الكبار المتنفذين والمعنيين بهذه الحماية.

الضابط المتصل يحمد الله ليس على نجاح مهمته الأمنية في حماية الثروة الوطنية من السراق، بل يحمده على اعتقاده الخاطئ بعدم ورود معلومة للأجهزة الأمنية تفيد بتورطه مع الضباط الآخرين.

ولك ان تتخيل حجم الفساد او الحرية التي يتحرك بها هؤلاء الضباط طيلة الفترات او السنوات السابقة، التي وصلت فيها قيمة المادة المهربة الى ملايين الدولارات دون ان تطرف للمهربين عين ولا يرف لهم جفن وهم يحرمون المواطنين من هذه الخيرات المبعثرة.

وفي اتصال آخر لضابطين اثنين مشتركين بنفس الشبكة المهربة يقول أحدهما الى الآخر "القضية كبيرة ومحتاجين فزعة"، والمقصود بالفزعة هنا هو جمع الأموال اللازمة لتسويف القضية وحرفها عن مسارها الصحيح بتأثير المبالغ الكبيرة التي تتعدى آلاف الدولارات.

وليس الغريب في حدوث مثل هذا الخرق من قبل الجهات الأمنية، لكن الغرابة تأتي من النبرة الفريدة التي تحدث بها المتهمون بعد اعتراف شريكهم عليهم امام الجهات الأمنية والقضائية.

حين تستمع الى الحوار الدائر بين الاثنين يذهب ذهنك الى منطقة واسعة من مناطق الفساد والخراب الذي يمر به البلد والمغطاة بغطاء سياسي ومتنفذين.

طلب الفزعة بحسب المكالمة يعني ان المتورطين اشبه بالمتأكدين من إمكانية الوصول الى نتائج إيجابية وتسوية الامر وكأن شيء لم يحدث، وكغيرها من ملفات الفساد الكبيرة، وآخرها ما سميت بسرقة القرن والتي انتهت بنهاية مخيبة للآمال الشعبية المرتقبة لمعرفة بماذا سيعاقب بطل القصة ومن يقف وراءه.

وهنا الحلقة الأهم بالدائرة هي معرفة أي الجهات يمكن ان تكون الجهة الحكومية المخترقة، والمنفذ السالك لعبور السراق من خلاله الى باحة أكثر امنا وطمأنينة بالنسبة ومن ثم الى وجهة أخرى دولية او محلية.

المتهمون في الوقت الحالي شرعوا بحملات إعلامية مكثفة وممنهجة، غرضها الأساس هو إعادة ترتيب الأوراق والعمل على الذاكرة السمكية للجمهور، وبالتالي نسيان حجم الجريمة وانعكاساتها السلبية على الامن الوطني والحياة الاقتصادية العراقية.

في حال استمرت هذه الحملة في العمل وفق البرنامج الموضوع لها ستعمل وبمرور الوقت على قلب الحقائق وتغيير قناعة الرأي العام، لذا يتوجب ان تكون هنالك هجمة إعلامية تركز بصورة خاصة على هذا الملف العميق بالاعتماد على الأدلة الحكومية الدامغة قادرة على تبديد الادعاءات ورد الشبهات المثارة من هنا وهنالك.

اضف تعليق