q

في يوم السبت: تفجير إرهابي وسط عزاء حسيني، ووقوع شهداء وجرحى!!

فقد أعلنت قيادة عمليات بغداد، السبت، عن استشهاد وجرح 69 شخصاً حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلساً للعزاء في منطقة الشعب، شمالي بغداد. وقالت القيادة في بيان، أن "حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف مجلساً للعزاء في منطقة الشعب، بلغت 34 شهيداً، و35 جريحاً".

وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت في وقت سابق، من يوم السبت، أن "اعتداء إرهابي بواسطة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً استهداف مجلس عزاء قرب سوق شلال في منطقة الشعب ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين".

وفي اليوم نفسه، أعلنت مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب في محافظة كربلاء، السبت، إلقاء القبض على خلية ناقلة للانتحاريين غربي المحافظة. وقالت المديرية في بيان إنه "تم إلقاء القبض على خلية ناقلة للانتحاريين غربي كربلاء بالتنسيق مع قيادة عمليات الفرات الأوسط". وأضافت المديرية في بيانها، أن "أحد الانتحاريين فجر نفسه قبل إلقاء القبض عليه، دون وقوع خسائر بشرية".

وفي اليوم التالي، أعلنت قيادة عمليات بغداد، الأحد، عن تصديها لانتحاري الذي استهدف موكباً حسينياً أسفل جسر الجادرية وسط العاصمة، فيما أكدت أن حصيلة الشهداء والمصابين بلغ ستة أشخاص فقط.

‏التفجير الإرهابي في مدينة الشعب، السبت، الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هذا التفجير، وكشف عن اسم الانتحاري (عراقي الجنسية)، يأتي هذا التفجير في سياق الأسلوب الذي تعتمده عصابات داعش الإجرامية، فكلما يضيق الخناق عليهم في منطقة ما، تحاول لفت الأنظار بتفجير يستهدف المدنيين الأبرياء، كما حدث في تفجير الكرادة حين هُزم هذا التنظيم في الفلوجة، كما أنه قد هُزم في أكثر من 148 معركة مع أبطال الحشد الشعبي، فلم يخسر الحشد في أية معركة، ولم ينهزم لا في المعارك الهجومية ولا الدفاعية أبداً.

واليوم حيث الأنظار مشدودة إلى الموصل، قام التنظيم، الذي بات يُعرف بالجبان، بإرسال انتحاري ليفجر جسده النتن في مجلس عزاء حسيني، وفي حي بغدادي شعبي.

هذا التفجير، وعشرات بل مئات التفجيرات التي سبقته، تشير إلى أن الإرهاب في العراق متجذر (في بعض المناطق والمدن) اجتماعياً، من خلال خلايا نمت في أماكن غالبيتها من الطائفة السنية الكريمة، في بغداد وغيرها، وهو ما يؤشر إلى أن الحل ربما يصعب وقد يطول.

من جهة أخرى، فإن الإرهاب الذي تنفذه تلك الخلايا الإجرامية، الموجودة في بغداد وغيرها، تحول الى مهنة تدر أموالاً طائلة، وليست فقط قضية إرهاب وإجرام، وهذا يعقد المشكلة أكثر، ويؤكد أن الحل هو من مسؤولية الجميع، ولا يختص بالقوات الأمنية حصراً.

ولا يخفى أن من أهم أسباب استمرار الإرهاب، إضافة إلى دعم دول إقليمية معروفة (منها السعودية وتركيا وقطر والإمارات)، هو مجاملة قوى الإرهاب ومداهنتها عن طريق دعوات المصالحة، وقانون العفو العام، وفتح صفحة جديدة مع المغرر بهم، وحملات إعلامية متملقة ومنافقة بدعوى "لا للطائفية" وغيرها.

الإرهاب التكفيري لم يأت من فراغ، بل قام على أساس فقهي معروف، فإن مصادر تشريعه وأساسيات فقهه موجودة أصلاً في كتابات ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وآرائهم، وهذه الكتابات والآراء مطبوعة ومنشورة ومتوفرة في كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية، دون أي قيد أو شرط أو حتى محاولة تفنيد أو مناقشة، وهي تُدّرس وتُدرس - على أنها المنهج السلفي الذي كان عليه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصحابته والسلف الصالح - في جامعات بعض الدول ومدارسها ومساجدها، ويتم تلقين الأطفال على أن هذه الآراء والمصادر تحتوي على منهج الطائفة المنصورة، الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، أهل الحديث، بل الحقيقة هي أنه يكفي أي سلفي أن يحتج برأي ابن تيمية أو محمد بن عبد الوهاب حتى يملك الدليل على ما يفعل أو يقول، ولتنظروا فقط الى محتوى رسائل الخط السلفي المتطرف وكتاباته حتى تملكوا الدليل على هذا.

وهو ما يفسر السبب في أن جميع العمليات الإرهابية التي وقعت في دول العالم، في أميركا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا ونيجيريا وباكستان وأفغانستان والأردن ومصر وتونس والجزائر وليبيا والسعودية وتركيا، إضافة إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان والكويت وإيران، نفذها (سنة)، وهذا بالتأكيد ليس اتهاماً لجميع السنة – أبداً –، ولكن تأكيد حقيقة أن (كل الإرهابيين من السنة، وليس كل السنة إرهابيين).

أكيد أن دولاً تسعى لخلق الفتن بين المسلمين، وتريد إشعال حروب مذهبية، ولابد من مواجهة مثل هذه المشاريع الشريرة، وقد واجهها الشيعة بـ(صبر عظيم)، صبر لا تقوى على تحمله الجبال، فدماؤهم تراق في الشوارع والأسواق والحسينيات، في العراق وغيره، لكنهم آثروا سلامة الدين وسلام المجتمعات والدول.

ويبقى على علماء السنة - وهو الأهم - إعلان رأيهم بأن هذا الإرهاب لا يمثل الإسلام أبداً، وإن من يدعم هذا الشر التكفيري الإجرامي، الذي يستهدف الشيعة خاصة، من دول وفقهاء ومؤسسات (دينية وإعلامية)، هم عدو الإسلام ويجب محاربتهم..

وذلك من خلال فتاوى قاطعة لا لبس فيها..

ومواقف واضحة لا لغط يعتريها.

وهذا ما ينتظره الجميع منذ سنوات، وقد تأخر كثيراً كثيراً، رغم أنه في كل ساعة هناك سبي أو اغتصاب أو تفجير (سيارة أو انتحاري أو عبوة) أو رمي (هاون أو قناني غاز متفجرة أو مدفع) أو إلقاء أحياء من شاهق أو حرق أو ذبح أو نحر.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق


التعليقات

سرمد ديب
سوريا
المقال فيه آراء صريحة وتحديد للمسئوليات للوصول الى حل وهذا ما نحتاجه اليوم نجن العرب .. فان الوضع خطير وقد طال علينا وسبب لنا خسائر كبيرة2016-10-20