q

ان مفهوم الاستبداد التربوي في المدارس العراقية أصبح له اثارا واضحة وكبيرة جدا في واقع حياة الطلاب، فأصبح هذا المفهوم يقتحم مجال تفكيرنا وسمعنا وأبصارنا ليلا ونهارا، وأصبحنا نسمع بالعنف الأسري والعنف المدرسي والعنف ضد المرأة وغيرها من المصطلحات التي تندرج وتتعلق بهذا المفهوم.

ولو تصفحنا أوراق التاريخ لوجدنا، ان هذا المفهوم صفة ملازمة لبني البشر على المستوى الفردي والجماعي، بأساليب وأشكال مختلفة تختلف باختلاف التقدم التكنولوجي والفكري الذي وصل إليه الإنسان، فنجده متمثلا بالتهديد والقتل والإيذاء والاستهزاء من قيمة الآخرين والسيطرة والحرب النفسية وغيرها من الوسائل.

اذ ان الاتجاه نحو الاستبداد نجده في محيط سلوكيات بعض الأفراد، كما نجده في محيط سلوكيات بعض الجماعات في المجتمع الواحد، كما يوجد في محيط المجتمعات البشرية، وهو يوجد في مختلف الأوقات، وقد تزداد نسبة الاستبداد في مجتمع معين وقد تنقص، كما تختلف قوته من مجتمع إلى مجتمع ومن زمن إلى زمن، وقد تكون صور التعبير عن الاستبداد عديدة ومتباينة لأن الناس مختلفون ومتباينون، كما أن الناس يعيشون في ظل مناخات ثقافية وسياسية واقتصادية مختلفة.

ولقد بدأ الاهتمام العالمي بظاهرة الاستبداد سواء على مستوى الدول أو الباحثين في المجال التربوي أو على مستوى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية في الآونة الأخيرة في التزايد وذلك نتيجة لتطور الوعي النفسي والاجتماعي بأهمية حياة الافراد وضرورة توفير المناخ النفسي والتربوي المناسب لنمو الافراد نموا سليما وجسديا واجتماعيا لما لهذه المرحلة من أثر واضح على شخصية الطفل في المستقبل، بالإضافة لنشوء العديد من المؤسسات والمنظمات التي تدافع عن حقوق الإنسان والطفل من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف التي يتعرض لها الافراد في زمن السلم والحرب.

صناعة الاستبداد التربوي

واجه المجتمع العراقي في الآونة الأخيرة ظاهرة تاريخية تركت اثارا في نفوس افراده وكذلك شوهت حاضر الحياة الانسانية من جراء تطبيق سياسات غير منطقي من قبيل الدولة العراقية وفي مقدمة هذه السياسات الغير منطقية هي ظاهرة الاستبداد التربوي اذ ليس هناك فترة زمنية او مكانية لتحديد لمثل هذه ظاهرة وعلى الرغم من ذلك فان هذه الظاهرة ترتبط بمرحلة التطور الثقافي والحضاري سواء على صعيد سلوك السياسي او افراد المجتمع عامة.

ومن الجدير بالذكر فقد عانى افراد المجتمع العربي عامة والمجتمع العراقي خاصة من أعباء كثيرا جدا اذ ظهرت على شكل ازمات في نسق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جانب ونسق الأنظمة التربوية والتعليمية من جانب اخر هذا فضلا عن تراجع وتدهور مضامين ومفاهيم التنمية الانسانية وعليه فان الرابط المتجانس بين الأنظمة السياسية سواء كانت ملكية منها او جمهورية هو حقيقة تربع حكامها على بلدانهم دون الاخذ بمشاورة ام نصائح الراي العام (الشعب).

وهذا هو ما يريده اغلب الحكام من اجل القيام بتجديد وسائل قانونية جديده وكذلك ابتكار أدوات وطرق جديده في العنف بكافة اشكاله وكذلك ابتكار طرق جديده في اخماد المتظاهرين ضد النظام معنويا وماديا واجبارهم على الانسحاب من الحياة العامة والتزام الصمت، او دفعهم الى الانشقاق والتآمر وربما الى اللجوء الى العنف حتى يصبحوا بيد الدولة باعتبارها الجهة الرسمية والتنفيذية والقضائية لاحتكار الاستبداد والعنف.

مفهوم الاستبداد لغة واصطلاحا

الاستبداد في اللغة: هو الانفراد واستبد به: أي انفرد به(1) واستبد الامر بفلان: أي غلبة فلم يقدر على ضبطه واستبد بأميره: أي غلب على امره فلا يسمع الا منه ويقال استبد بالأمر أي استبد به استبدادا وانفرد به دون غيره (واستبد الأمير بالسلطة اخذها لنفسه ولم يشارك فيها اذا ولم يستشر أحدا فهو مستبد)(2).

فضلا عن ان كلمة استبداد (despotism) مشتقة من الكلمة اليونانية (ديسبوتيس) (despotes) بمعنى رب الاسرة او سيد المنزل على عبيده ومدير المدرسة على معلميه حيث تفرعت منها كلمة المستبد(despot) ويرى الباحثين في العلوم السياسية ان كلمة المستبد تنطبق على نظام من أنظمة الحكم الملكي المطلق التي تكون فيه السلطة للمك على رعاة متشابهة لسلطة رب الاسرة على اطفاله في المنزل او مدير المدرسة الى معلمين او ارباب العمل على فلاحين(3).

والاستبداد بصورة عامة في المفهوم الاصطلاحي يعني به على انه الانفراد بالأمر في طلب المشورة او قبول النصيحة في هذه الحالة فان معنى الاستبداد لا يخرج عن نطاق معاني الحكم والاستبعاد والعنف والقهر والسيطرة التامة على السلطة(4).

إذا ان أقرب المفاهيم للاستبداد هو (الطغيان) ويشار على انه الحكم الجائر الذي يمارسه الحاكم على رعاية أي في تجاوز الحد من الظلم والقهرة, وهنا نجد ان مفهوم (الاستبداد) يرتبط ويتجانس بمفهوم (الطغيان) في كثير من الأفكار والنصوص ولكن في الحقيقة فان مفهوم الطغيان له عنصرين هما(القهر والجور) اما الاستبداد هو تصرف غير منطقي في شؤون السياسية أي انه يظهر قوة إدارة الحاكم في الدولة ولا يعني بالضرورة تصرف الحاكم قاهر بعنف على المحكومين اذ ان الطاغية في النظريات الاجتماعية يعنى به هو الحكام الذي يتولى الحكم بصورة غير شرعية ولكنه يحكم بموجب القوانين وهنا ظهرت فكرة الحاكم المستبد العادل وفكرة الحاكم المستبد الطاغي والقاهر(5).

وعندما نصف الاستبداد بالتربية فأننا نقصد به الانفراد في شؤون الإدارة التربوية من قبل فرد واحد الا هو مدير المدرسة إذا ان كلمة الاستبداد بهذا المعنى تطلق على المدير القاهر في سلطته ومنفردا بالقرارات الإدارية بعيد عن المشاورات والنصائح من قبيل أعضاء ادارته وهذا فان التربية تعمل على تحقيق المساواة والتعاون وكذلك تمارس سياسة التوازن بين الحقوق والجوابات كل من المدير والمليمين في حين يرى الباحثين في العلوم الاجتماعية ان الاستبداد هو سلوك قاهرة وطاغي يقع في دائرة البيئة المدرسية التي تشمل أطرافا عديدة وفي مقدمتها المدرس والطالب(6).

لا يعني في هذه الحالة بان المدرسة تمارس اشكال مختلفة من الاستبداد بل ان المدرسة هي التي تربي وتعلم الطلبة والتلاميذ بعد الخلية الأولى التي أوصى بها الإسلام الا وهي الاسرة التي تمثل السلطة الاجتماعية الأولى في تربية الافراد كما انها المكان التي يتوفر فيه الامن وتتكون فيه اتجاهات وتصرفات الافراد العاطفية والنفسية وكما تعمل الاسرة في حل المشاكل الاجتماعية التي قد تصيب الفرد في حياة الاجتماعية أي خارج اطار الاسرة وهكذا فان الاسرة هي المؤسسة التربوية تعليمية بالدرجة الأولى واثارها واضحه على مستوى تحصيلهم الدراسي وهذا ما دفع الباحثين الى تقصي هذا الأثر في بيئة جديده عادة الا وهي بيئة المؤسسة التربوية ودورها الأساسية في رفع مستوى طموحاتهم وكذلك حثهم على المثابرة والقراءة, هذا من جهة ومن جهة اخر لا يمكن ان نعد أعضاء الهينة التربوية بانهم حكام طغاة جائره في ممارسة العملية التربوية بل ابنهم صناع قرار في بناء الفكر التربوي والذين وضعوا تحت خدمة الطلبة وكذلك خدمة المجتمع من اجل تنمية وتطويره وازدهار حضارة الثقافية والانسيابية ولهذا فقد يشار الباحثين ان اغلب المدرسين يمارسون العقاب الاستبدادي اتجاه الطلب فان مثل هذا السلوك الاستبدادي يعد من مصلحة الطلبة من اجل تطوير فكرهم الثقافي وكذلك الارتقاء في المسيرة التعليمية و الوصول الى طموحات ورغبات التي تساعده في مواجه الحياة المستقبلية بكافة مشاكلها المختلفة.

الاستبداد التربوي قراءة تحليلية

ان الحديث عن الاستبداد التربوي الذي خرج من نطاق عالم السياسية لا بد من رصده والخوض في وضع المعالجات له خصوصا وانه يهم عنصر مهم في المجتمع الا وهي شريحة الطلبة التي باتت منطلقا وغاية لأي عملية تنموية بشرية وإنسانية واجتماعية لان التنمية أساس هي من اجلهم فالتحسن في وضع الطلبة ينعكس على جميع مجالات الحياة في المجتمع ومن ثم يقترن مؤشر التنمية في أي مجتمع بوضع الطلبة أي ان المجتمع سيكون بخير طالما الطلبة بخير.

وزيادة على ذلك فان العملية التربوية يصبح دورها سلبياً إذا كانت بيئتها تمتاز بالاستبداد وهذا ما يسهل على المتعلم اكتساب هذا النوع من السلوك خاصة وان مسؤولية أعضاء الهيئة التربوية تتجاوز طرق التدريس لتشمل القيم والأفكار والمبادئ التي تكتسب اثناء عملية التعلم وإذا كانت تلك القيم والمبادئ والأفكار غير تربوية مما يؤدي الى نشوء ظواهر سلوكية غير مرغوب فيها كالعدوانية والهروب والقلق والخوف وضعف التكيف مع المحيطين به, قد تعمل على صناعة وانشاء سلوك استبدادي لطى الطلية والمدرسين ,وقد اشار الى ذلك العالم الاجتماعي الدكتور (على الوردي) حين قال ((بأن اهم مصادر الاستبداد هو البيئة القاسية التي تحيط بالأطفال)).

اذ ذهب في قوله هذا الى ان الطريقة البدويـة في تربية ابناءهم تؤدي الى انتاج جيل فيه الكثير من العقد النفسية والعنف المستبد هو أحد سمات الحياة البدوية ولعل اهم مصادره هو البيئة الطبيعية القاسية والصراع الدائم من اجل تأمين مصادر الحياة فضلاً عن الصراعات من اجل اكتساب منزلات ذات سلطة مؤثرة(7).

بينما اشار العالم الفرنسي (دوركهايم) ان العقاب والاستبداد والعنف بدأ مع بداية التربية عندما اصبحت الثقافة العقلية والخلقية التي اكتسبها الانسان على درجة من التعقيد واصبحت التربية تتطلب نشاطاً أكثر ضغطاً وجهداً لذلك استخدمت الوسائل العنيفة المستبدة(8) في حين اشارت دراسة التي اجراها (البطش) ان نسبة (70 %) من المعلمين والمعلمات يمارسون الاستبداد والعقاب ضد طلبتهم(9).

لو دققنا النظر في واقعنا الحالي و تطبيق هذا الحادث لنجد ان النظام السياسي هو المسيطر على النظام التربوي ليس من اجل وضع حلول لمعالجة الخلل الذي يحيط به وانما لكي يجعل من شريحة الطلاب يتصفون بالخضوع والذل وكذلك يعيشون حالة من القلق والخوف من مستقبل وهذا ما يجعلهم يمارسون الاستبداد فيما بينهم وبالتالي فان في مثل هذه الحالة قد لا يعرف الطلبة طرقا جديده للأبداع والابتكار والتطوير في التفكير العقلي, كما ويعمل النظام السياسي العراقي على توجيه النظام التربوي من اجل ان تكون مستخرجاته متجانسة لنظامه الاستبدادي من اجل نشر واقع القهر والجور والفقر والحرمان من التعلم في حياة المجتمع المتنوعة.

فلهذا نجد ان مخرجات النظام التربوي على هذا الحد قد تكون أصلا مستخرجات سياسية وليس تربوية من اجل العمل على تحويل الطلاب الى رعاة وعبيد والى افراد يخضعون للنظام الفاسد والقهر والاستبداد بعيد عن الولاء الحاكم للمحكومين اذ هذا هو حالة النظام التربوي في المجتمع العراقي الذي يعمل على تلقين الافراد بأفكار العبودية والقهرية وبأساليب الخضوع والذل وهذا ما قد يجعلهم مندفعين الى عبادة النظام السياسي بعيدا عن النظام التربوي.

ومن الجذير بالذكر فان ما يشهده العراق اليوم من أزمات تدهور إنسانية على خلفية الاحداث التي ظهرت من جراء الجماعات الإرهابية فقد أحدثت خلاَ في المنظومة التربوية والتعليمية بدلا من ان يقوم النظام السياسي بوضع الحلول والمعالجات لمثل تلك المشاكل والحد منها والعمل على تطوير فكر الثقافي للطلبة وكذلك زيادة الثقة بالنفس والابتعاد عن الخوف والقلق وكذلك القدرة على التعبير بحرية عن واقعهم المتدهور من جراء تدهور النظام التربوي بكافة مستلزماته سواء كانت نتيجة العقاب الذي يعانون من قبيل أعضاء الهيئة التربوية او من جراء المناهج التعليمة الغير كافية في زيادة معلوماتهم الفكرية والذهنية او في كثير من الممارسات التي قد تخاذها العملية التربوية من قوانين صارمه بحقهم.

فقد نجد ان اتجاهات الطلاب قد تأخذ اتجاه اخر يمكن وصفة باتجاه السلطة السياسية التربوية نتيجة للممارسات التي وقعت على الكثير من الطلبة وذويهم الذين خرجوا مطالبين في توفير المستلزمات الدراسية لأبنائهم من اجل تحسين واقع فكرهم الدراسي وكذلك مطالبين بالحرية التساوي بين الطلاب بعيد عن المحسوبية والمنسوبية لذا فان الحالة النفسية والاجتماعية والاقتصادية السيئة التي يعيشها الطلاب في المجتمع العرقي بكافة محفظاته نتيجة انتشار الحواجز العسكرية وكذلك الممارسات للإنسانية من قبيل القوات الامن وقوات الجيش كان لها اثار خطيرة جدا على العملية التربوية والتعليمة هذا من جانب, ومن جانب اخر فان أعضاء الهيئة التربوية يعدان الركائز الأساسية في تطوير العملية التربوية والتعليمية واجة هما الاخر الكثير من المشكلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية نتيجة للإجراءات التعسفية التي فرضتها السلطة التربوية السياسية على الكثير من أعضاء التربويين اذ اصبح يبادر في ذهنهم مجموعة من التساؤلات كيف يمكن ان يقوموا بأداة عملهم التربوي في حالة هروب اغلب الطلاب من المدراس؟ ثم كيف يمكن ان يؤدي عملهم وهم يتوقعون بان ذوي الطلاب سوف يقتله في أي لحظة إذا مارسه علمه العقابي اتجاه ابنه؟ وكذلك كيف يمكننا نحن ان نطالب منهم بان يقوموا ببناء جيل جديد أي جيل يتمايز بالحرية والعدالة المساواة في الحقوق والواجبات يختلف عن الجيل القديم؟

وزيادة على ذلك فان القرارات التربوية الجديدة التي استحدثتها السلطة السياسية التربوية المستبدة لها أسباب متعددة لا تختصر على هبوط مستوى الدراسي للطلاب او الحالات النفسية التي حثت لهم ولمدرسييهم ولا في مشكلة عدم انتظام الوقت الدراسي للطلبة بل هناك أسباب اخر لها صله في إعادة انتاج الاستبداد والقهر والخرمان والقلق والخوف ولابد من ان تكون إجراءات وخطط جديده لإعادة الوعي الفكر والعقلي للطلاب بما يتجانس مع إجراءات السلطة المستبدة.

وهكذا فقد عبر عن تلك السياسية التربوية العراقية (عبد الحمن الكواكبي) حيث قان ( ان الحاكم الجائر والقهار والمستبد هو الذي يسيطر ويتحكم في شؤون الافراد بأحكامه وقراراته بعيدا عن احكام وقرارات الافراد وكذلك يحكم بأفكاره ورغباته ولا بأفكار واراء ورغابة الافراد وهكذا فان الحاكم الجائر او الطاغي لا يقبل ان ينفرد الافراد بقراراتهم بعيدا عنه وهكذا فان يعمل على بناء السلطة وجعل الافراد رعاة لديه(10)

أسباب الاستبداد التربوي

أ‌- القيادة الإدارية المستبدة أي تلك التي يمارسها أعضاء الهيئة التربوية اتجاه الطلبة اي حكم الفرد الواحد، أي خضوع العاملين في المؤسسة التربوي لأوامر، واراء، ونفوذ، واستبداد، وسلطة، وبطش شخص واحد داخل المؤسسة التربوية، ويعود تاريخ هذه القيادة الى العصور الأولى من التكوين الإنساني حيث كانت القوة ضربا من ضروب الحياة، ويتميز هذا النوع من القيادة بالسلوك التعسفي المستمد من السلطة المخولة له والتي تدفع بأعضاء الهيئة التربوية باستعمال العنف والشّدة واستخدام الحوافز القائمة على الخوف والتهديد.

ب‌- الضرب باليد على الوجه من قبيل أعضاء الهية التربوية وكذلك الضرب على اليد بالعصا او وضع القلم بين أصابعه الطالب وغيرها من الأسباب التي قد تدفع في بعض الاحيان الى حدوث حالة نفسيه لدى الطالب وكذلك قد تترك اثار جانبية متمثلة بالحقد والإكراهية من قبيل الطلاب على أعضاء الهيئة التربوية وهذا ما يمكن ان نصفه بالعقاب الجسيد وكذلك بالعنف المدرسي بكافة اشكاله.

ت‌- نزع الحجاب لمخالفته اللون فان هذا السبب يعد من الأسباب المهمة التي قد تعمل على احداث الاستبداد لدى اغلب الطالبات وكذلك لدى ذويهم فان الاسلام فرض على المرأة الحجاب وان نزعه يعتبر مخالفة للحرية والعدالة الإسلامية.

ث‌- الاستبداد الكامن من جراء المناهج المدرسية والتقويم التربوي والقوانين التربوية الغير مناسبه التي تصدرها وزارة التربية والتعليم العراقية وكذلك القرارات التربوية التي تعد من العوائق في تدهور واقع التربوي لدى الطالب كما وان هذه المناهج قد لا تتناسب مع عقل الطالب وكذلك قد تكون غير ملائمة للدراسية سواء كانت جديده ام غير جيدة.

ج‌- هناك أسباب أخرى تساعد على ظهور الاستبداد التربوي وهي متنوعة ومختلفة حسب طبيعة تطبيق القوانين من قبل الإدارية التربوية منها الضرب بسلك الهاتف, والقاء سلسة المفاتيح على الوجه (أدت الى تلف العينين في حالة), الوقوف في نهاية الفصل او الفناء على قدم واحه او على اطراف القدم , والوقوف مع رفع الحقيبة طلية الحصة الدراسية وعقاب من يخفضها والتعليق على عقلة وضربه على ظهرة, الاجبار على الضحك باستمرار دون توقف, والوقوف داخل صندوق القمامة وغيرها من الأسباب التي قد تترك حقد لدى الطلاب اتجاه أعضاء الهيئة التربوية.

نتائج الدراسة

أ‌- حيث كانت نتائج الدراسة المتعلقة بالطلاب بأن سلوك الاستبدادي الذي يمارسه المدرسون له تأثير على احباطهم وخوفهم وانعدام ثقتهم وكذلك انخفاض المستوى تحصيلهم الدراسي وتدمير الممتلكات المدرسية.

ب‌- إشارة الدراسة أيضا ان هنالك تأثير لحالة الانفعالية المستبدة والخبرة التعليمية والعامل الاقتصادي في ممارسة المدرسين لسلوك الاستبداد فضلاً عن تأثير القوانين والتعليمات التي صدرتها الوزارة في الحد من الاستبداد التربوي ضد الطلبة من قبيل أعضاء الهيئة التربوية.

توصيات

1-توصيات الى وزارتي التربية والتعليم العالي

أ‌- لابد من الوزارة التربية والتعليم القيام ببناء مدارس وتركيز اهتمامها بالجوانب الجمالية والرسمية للمدارس والتي من شانها ان تسهم في تخفيف حالة الاستبداد والقهر والعنف لدى الطلبة والمدرسين.

ب‌- لابد من صناعة وبناء قوانين صارمة وفعاله تمنع بوجبها استخدام الاستبداد التربوي مع الطلبة من قبيل أعضاء الهيئة التربوية.

ت‌- ضرورة تعين في كل المؤسسات التربوية الباحثين الاجتماعين والنفسين ولا سيما في المدارس الابتدائية والثانوية باعتبارها تمثل الجانب الوقائي من استخدام السلوك المستبد.

ث‌- ينبغي على الوزارة التربية والتعليم ان تقوم بأنشاء وتأليف كتب خاصة بحقوق الانسان ومبادي الديمقراطية على ان تكون مناهج دراسية تبدأ من مرحلة الابتدائية، لان الديمقراطية وحقوق الانسان هي سلوك وثقافة يتربى عليها الانسان منذ الطفولة.

ج‌- ينبغي ان يكون الدوام الرسمي احاديا وليس ثلاثيا أي لابد من ان يبد من الساعة الثامن صباحا وينتهي الى الساعة الثانية ظهرا.

2-توصيات الى المدراس العراقية

أ‌- ينبغي الاهتمام بالأنشطة اللاصفية ودمج الطلبة الذين يعانون من ميول مستبدة من اجل المشاركة في هذه الأنشطة وشعورهم بالاهتمام بهم.

ب‌- الاهتمام بدرس التربية الرياضية من اجل تفريغ الطاقات النفسية للطلبة بعيدا عن حالات التوتر والقلق والخوف.

ت‌- عدم فرض قرارات بتكليف الطلبة بالقيام بتنظيف المدرسة فان مثل هذه الحالة قد تساعد على اظهار سلوك استبدادي للطلبة ضد المدرسين.

ث‌- ينبغي القيام بعقد المؤتمرات والندوات لذوي الطلبة واعطائهم دورسا تدربيه عن كيفه تدريس ابناءهم حتى لو كان الإباء والامهات على مستوى عال من الثقافة.

3-توصيات الى المؤسسات غير الحكومية

أ‌- ينبغي للوسائل الاعلام ان تقوم بمسؤولياتها في التركيز على البرامج التي تظهر فيها أفلام تمارس العقاب المستبد وكذلك العنف بكافة اشكاله من اجل وضع برامج تليفزيونية تساعد الناس على كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من سلوك مستبد.

ب‌- الاهتمام بالطلبة بصورة عامة وبدوي السلوك المستبد بصورة خاصة وتوجيههم عن طريق الارشاد الديني والنصح والتوجيه لتقويم سلوكياتهم.

......................................................................................................
المصادر:
(1) المنجد في اللغة والاعلام,ط30, دار الشوق, بيوت, 1960,ص28.
(2) محمد جمال طحان , الاستبداد وبدائله في فكر الكواكبي, اتحاد الكتاب العرب, دمشق, 1992,ص22.
(3) س.م.لحام. و م. .ا.ساسين و ا.فرح, القاموس السياسي ومصطلحات المؤتمرات الدولية , (إنكليزي –فرنسي-عربي),ط2, دار الكتب العلمي, بيروت, 2005,ص112.
(4) د. صباح حمودي نصيف, الاستبداد السياسي (دراسية فلسفية بين ابن رشد وعبد الرحمن الكواكبي) , مجلة الفلسفة, العدد(6) , العراق,2010,ص2.
(5) المصدر السابق نفسه، ص3-4.
(6) د. جليل وديع شكور، العنف والجريمة، دار العربية للعلوم، بيروت,١٩٩٨، ص13.
(7) د. علي الوردي ، خوارق اللاشعور ، ط2 ، مطبعة الوراق ، لندن ، 1996م ، ص123.
(8) فضيلة عباس حسن ،واقع العقاب المدرسي في المرحلة المتوسطة واتجاهات المربين والطلبة نحوه ، رسالة دكتوراه في الارشاد التربوي ، كلية التربية ، الجامعة المستنصرية ، 1995 م ، ص14
(9) محمد وليد البطش ، الاتجاهات نحو العقاب البدني وممارسته في المدرسة الاردنية ، مجلة دراسات العلوم التربوية ، ع 2 ، مج 18 ، الجامعة الاردنية ، 1991م,ص45.
(10) عبد الرحمن الكواكبي, طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، تقديم الدكتور أسعد الحمراني، بيروت، دار النفائس، ط3، 2006 م,ص41.

اضف تعليق