q

دخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب قبل توليه مهام الرئاسة، في حرب مفتوحة مع وكالات الاستخبارات التي اتهمها علنا وكما نقلت بعض المصادر، بعدم الكفاءة الولاء متسببا بهوة عميقة مع هذه الأجهزة، بسبب بعض التقارير المثيرة التي تتحدث عن علاقات قديمة ومشبوهة لترمب مع روسيا التي قد تكون ساعدت ترامب في الفوز، هذا بالاضافة الى تهم اخرى تفيد بوجود علاقات وأنشطة مشبوهة تربطه بروسيا وامتلاك موسكو ملف فضائح محرج لترامب، الذي سارع إلى نفي تلك المزاعم واتهم اجهزة بلاده بتلفيق ذلك وشبهها بأجهزة ألمانيا النازية، ولا توجد حتى الان أدلة قاطعة تثبت أن الرئيس الجديد متورط مع الروس أو أنه سيكون طوع أيديهم لو صح حيازتهم لملف الفضائح المزعوم.

ويرى بعض المراقبين ان وكالة المخابرات الأميركية، التي تخشى من حدوث تقارب كبير بين ترامب و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي سيكون قادرا على ممارسة نفوذه داخل الولايات المتحدة، تحاول ايجاد طريق خاص لزرع الخلافات بين بوتين وترامب، الذي اعرب عن استعداده للقاء الرئيس الروسي فور توليه منصبه وتلميحه إلى إمكانية إلغاء عقوبات أوباما التي تضمنت طرد 35 دبلوماسيا روسيا وتجميد أموال بعض الشركات والشخصيات، وهو توجه يخالف تماما المزاج السائد حاليا في الولايات المتحدة التي تحقق في عمليات التجسس الروسية.

وفي ما يخص هذا الملف قال مسؤولان أمريكيان إن وثائق سرية قدمها رؤساء أربع وكالات مخابرات أمريكية للرئيس المنتخب دونالد ترامب تضمنت مزاعم حصول عملاء للمخابرات الروسية على معلومات ضارة عنه. وذكر المسؤولان أن المزاعم التي قال أحدهما إنه "لا أساس لها بعد" وردت في مذكرة من صفحتين ألحقت بتقرير عن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي قدمه مسؤولو المخابرات الأمريكية لترامب والرئيس باراك أوباما.

ورد ترامب في تغريدة على تويتر واصفا التقارير بأنها "أخبار كاذبة ... حملة سياسية شعواء." ولم يرد الفريق الانتقالي لترامب على طلب التعليق. وقال أحد المسؤولين اللذين طلبا عدم ذكر اسمهما إن مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالات أمريكية أخرى تواصل تحري مصداقية ودقة المزاعم. وقدم ضابط سابق بالمخابرات البريطانية التقارير لمسؤولين أمريكيين العام الماضي. ويصف مسؤولو المخابرات الأمريكية النشاط السابق لهذا الضابط بأنه موثوق به. وأضاف أحد المسؤولين أن المحققين لم ينجحوا حتى الآن في التأكد من مزاعم وجود علاقات مالية وشخصية بين ترامب ورجال أعمال روس وآخرين ممن خلص محللون بالمخابرات الأمريكية إلى أنهم ضابط مخابرات روس أو يعملون بالنيابة عن المخابرات الروسية.

ملف ملفق

من جانب اخر ندد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بغضب بنشر مزاعم "لا أساس لها" بأن عملاء للمخابرات الروسية حصلوا على معلومات ضارة عنه وهاجم وكالات المخابرات الأمريكية بشأن تسريب المعلومات. وقال ترامب في مؤتمر صحفي "أعتقد أنه أمر مشين... مشين أن تسمح وكالات المخابرات بتسريب أي معلومات اتضح أنها خاطئة وملفقة تماما." ووصف الملف الذي يتضمن مزاعم بذيئة بشأنه بأنه "أخبار ملفقة" و"أمور زائفة".

وقال الرئيس الجمهوري قبل أيام من تنصيبه "أعتقد أنه أمر مشين... هذا أمر كانت ألمانيا النازية ستفعله." وأقر ترامب للمرة الأولى بأن روسيا على الأرجح اخترقت شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية وحسابات البريد الإلكتروني لشخصيات ديمقراطية كبيرة خلال الانتخابات الرئاسية في 2016. وقال "أعتقد أنها كانت روسيا." لكن رجل الأعمال قال إن دولا أخرى تخترق الولايات المتحدة أيضا ودافع عن هدفه في تحسين العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال لنحو 250 صحفيا تكدسوا في بهو مقره في نيويورك "إذا كان بوتين يحب دونالد ترامب فأنا أعتبر ذلك إضافة وليس عبئا."

ولطالما قال الرئيس المنتخب إنه يأمل في تحسين العلاقات مع موسكو لكن خططه وضعت تحت المجهر بعد أن خلصت وكالات مخابرات أمريكية إلى أن روسيا استخدمت هجمات إلكترونية وأساليب أخرى في مسعى لترجيح كفة ترامب على حساب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية. ومن المرجح أن تفاقم التصريحات التوتر بين وكالات المخابرات والرئيس المنتخب الذي استخف في البداية بما توصلت إليه من أن حملة تسلل إلكتروني حكومية روسية كانت تهدف لتعزيز مساعيه الانتخابية.

وعندما سئل إن كانت لديه رسالة لبوتين بشأن التسلل الإلكتروني قال ترامب إن الكثير من الدول تخترق الولايات المتحدة وأضاف أنه يعتقد أن موسكو ستعامل إدارته باحترام أكبر. وقال "لا ينبغي أن يقوم بذلك. ولن يقوم بذلك". وكانت شبكة (سي.إن.إن) أول من نشر تقريرا عن الملف. ونشر موقع باز فيد الوثيقة كاملة. وقال مسؤولان أمريكيان إن المزاعم- التي وصفها أحدهما بأنها "لا أساس لها"- كانت ضمن مذكرة تقع في صفحتين ملحقتين بتقرير بشأن التدخل الروسي في انتخابات 2016 قدم لترامب وللرئيس باراك أوباما. وخلال المؤتمر الصحفي رفض ترامب الإجابة عن سؤال بشأن إن كان أي شخص مرتبط به أو بحملته تواصل مع موسكو خلال الحملة الرئاسية.

مخاطر أمنية كبيرة

على صعيد متصل قال مسؤولون حكوميون حاليون وسابقون إن خلافا لم يسبق له مثيل بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وأجهزة المخابرات التي ستخضع قريبا لإمرته قد يلحق الضرر بالأمن الأمريكي إذا لم يُنزع فتيله سريعا. وأضافوا أن الروح المعنوية في وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) ووكالات أخرى تضعف بالفعل بسبب الخلافات مع ترامب بشأن ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وبشأن التسريبات المتعلقة بملف لا أساس له أعدته شركة أمنية خاصة يشير إلى أن موسكو لديها معلومات تنال من سمعة ترامب وتحط من قدره.

وتابع المسؤولون أنه ما لم يتم التصدي لهذه الخلافات فقد تؤدي إلى رحيل أفراد من أجهزة المخابرات وتدفع المتبقين إلى اتخاذ قدر أقل من المخاطر لمواجهة التهديدات الأمنية. واتهم الرئيس المنتخب الوكالات بتسريب المعلومات الواردة في الملف لوسائل الإعلام لكن مدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر قال إنه لا يعتقد أن مسؤولي المخابرات مسؤولون عن التسريب. وقال مسؤول أمريكي كبير سابق "هجوم الناس على (سي.آي.إيه) شائع جدا. لكن ليس الرئيس عادة."

ولم يرد الفريق الانتقالي لترامب على رسائل بالبريد الإلكتروني تطلب التعليق. وقال دانيال بنجامين الذي عمل في مواقع بارزة في البيت الأبيض وإدارة مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية في عهد رؤساء ديمقراطيين "أعتقد أنها وصفة لكارثة." وأضاف بنيامين الذي يعمل الآن في كلية دارتموث إن ثمة "فرصة قوية" لأن يغادر أشخاص ستكون لهم "قيمة كبيرة" للقطاع الخاص. ومما يعقد الوضع قبل ايام فقط من أداء الجمهوري ترامب اليمين الدستورية رئيسا تحدث اثنان من مرشحيه لكبار المناصب الأمنية بلهجة مختلفة عن لهجته في جلستي تأكيد ترشيحهما بمجلس الشيوخ إذ كالا المديح للرجال والنساء الذين يعملون في عالم المخابرات السري.

فقد قال عضو الكونجرس الجمهوري مايك بومبيو المرشح لمنصب مدير (سي.آي.إيه) إنه يرى أن أفراد وكالة المخابرات المركزية "يسيرون وسط النار". وفي إطار منفصل أبلغ مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع جميس ماتيس أعضاء مجلس الشيوخ أن لديه "قدرا كبيرا للغاية من الثقة" في وكالات المخابرات الأمريكية. كما وضع ماتيس روسيا على رأس قائمة التهديدات للمصالح الأمريكية.

وقال مسؤول كبير في أحد أجهزة المخابرات إن عددا متناميا من ضباط المخابرات ممن تزيد أعمارهم عن الخمسين وممن لا تقل خبرتهم عن 20 عاما منها خمس سنوات في الخارج على الأقل كتبوا وفي حالات عديدة وقعوا خطابات استقالاتهم لكن لم يؤرخوها. وقال مسؤول ثان كبير بالمخابرات في وكالة أخرى "هناك قلق كبير هنا بشأن الازدراء الواضح للرئيس للعمل الذي نقوم به والأخطار التي نواجهها." وتحدث هو وآخرون شريطة عدم الكشف عن هوياتهم من أجل مناقشة المسائل المتعلقة بالمخابرات والروح المعنوية في وكالاتهم.

وبدأت أحدث جولة من الحقد والضغينة بتقرير لشبكة (سي.إن.إن) يفيد بأن رؤساء أجهزة المخابرات ووكالات إنفاذ القانون أطلعوا ترامب في السادس من يناير كانون الثاني على مذكرة من صفحتين تلخص مزاعم لم يتم التحقق منها في الملف. وفي إنحاء منه باللائمة على وكالات المخابرات في التسريب كتب ترامب على تويتر "طلقة أخيرة نحوي. هل تُرانا نعيش في ألمانيا النازية؟"

ودعا كلابر مدير المخابرات الوطنية ترامب إلى تهدئة الأجواء. واختلف ترامب وكلابر بشأن ما قيل في المحادثة الهاتفية. وأنحى ترامب باللائمة مجددا فيما يبدو على وكالات المخابرات الأمريكية في التسريب. وقال على تويتر "ربما كشفت عنها ‭‭‭‭'‬‬‬‬المخابرات‭‭‭‭'‬‬‬‬ حتى مع علمها أنه لا يوجد دليل ولن يكون هناك مطلقا." وقال المسؤول السابق الكبير إن أفراد وكالة المخابرات الأمريكية "أصيبوا بنوع من الصدمة والارتباك من اتهامهم بأنهم نازيون ويسربون هذه المادة (الملف) عن عمد."

وتزيد ميزانيات وكالات المخابرات الأمريكية السبعة عشر مجتمعة عن 70 مليار دولار ويعمل بها عشرات الآلاف من الموظفين. وهم مسؤولون عن كل شيء من التحذير من هجمات إرهابية إلى دعم القوات الأمريكية في ميدان القتال وتحليل تأثيرات الاتجاهات العالمية مثل التغير المناخي. وقال العديد من المسؤولين الأمريكيين السابقين إن التوتر مع ترامب هي أسوأ شيء يمكنهم استدعاءه للذاكرة منذ تبادل الرئيس جورج دبليو بوش و (سي.آي.إيه) اللائمة في 2003 و 2004 بشأن الفشل في العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق.

لكن دوجلاس وايز المسؤول الكبير بالسابق في (سي.آي.إيه) قال إنه سيكون من الأصعب على ترامب أن "ينتقد بشدة" رؤساء أجهزة مخابراته لدى تعيينهم بدلا من المسؤولين الذين عينهم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما. وأضاف وايز "أعتقد أن الأمور ستتغير". لكن التوتر سيستمر على الأرجح بعد يوم التنصيب في 20 يناير كانون الثاني. بحسب رويترز.

فقد قاد اللفتنانت جنرال المتقاعد مايكل فلين الذي سيكون مستشار الأمن القومي لترامب وكالة المخابرات التابعة لوزارة الدفاع (البنتاجون) إلى أن أقاله كلابر. وقال وايز وآخرون عملوا معه إن لديه ارتياب قديم في (سي.آي.إيه). وقال المسؤول الثاني الكبير بالمخابرات "ما قاله بومبيو مطمئن إلى حد ما لكنه ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان هذا هو المعيار أو ما إذا كان توجه ترامب الواضح نحونا والمرارة التي يشعر بها فلين تجاهنا هما الحاسمان."

من جهة اخرى حث جون برينان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ترامب على التخفيف من تصريحاته المندفعة، حرصا على الأمن القومي. وقال برينان على شبكة فوكس نيوز "لا أعتقد أنه (ترامب) يدرك تماما قدرات روسيا ونواياها وأفعالها". وأضاف "أعتقد أن ترامب يجب أن يكون منضبطا جدا فيما يصرح به، فهو سيصبح خلال أيام قليلة الشخص الأكثر نفوذا في العالم، حيث أنه سيكون على رأس حكومة الولايات المتحدة، وأعتقد أن عليه أن يدرك أن لكلماته تأثيرا".

وتابع "أعتقد أن على ترامب أن يفهم أن الأمر يتجاوزه شخصيا ويتعلق بالولايات المتحدة وأمنها القومي .. وستكون لديه فرصة لفعل شيء للأمن القومي بدلا من الحديث وإطلاق التغريدات". وأكد أن "العفوية لا تحمي مصالح الأمن القومي وعليه فعندما يتحدث أو يصرح برد فعل على أمر ما، عليه أن يتأكد من أنه يفهم أن تبعات وتأثيرات ذلك على الولايات المتحدة يمكن أن تكون جسيمة".

بومبيو مرشح ترامب

الى جانب ذلك حدد مايك بومبيو الذي رشحه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لرئاسة وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه) عدة تحديات تواجه الولايات المتحدة تشمل روسيا وإيران والصين. وفي انحراف عن هدف ترامب المعلن للسعي إلى علاقات أوثق مع روسيا قال بومبيو إن روسيا "تؤكد نفسها على نحو عدائي" بغزو واحتلال أوكرانيا وتهديد أوروبا و"لا تفعل شيئا تقريبا" لتدمير تنظيم داعش.

وكان بومبيو -وهو عضو جمهوري بمجلس النواب وضابط سابق بالجيش الأمريكي- يتحدث أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ للتصديق على تعيينه في وقت يشهد نزاعا بين ترامب و أجهزة المخابرات الأمريكية. وسئل بومبيو عن التسلل الالكتروني فقال إنه واضح جدا بشأن ما سماه "عملا عدائيا" أمرت به القيادة الروسية وسلًم بأن تقرير المخابرات الأمريكية عن القرصنة الالكترونية صحيح.

وأشار بومبيو إلى أنه سيقف بحزم إذا اقتضى الأمر ضد ترامب بشأن مسألة أساليب الاستجواب القاسية للمشتبه بتورطهم في الإرهاب. ويعتبر الكثيرون مثل هذه الأساليب تعذيبا ويحظر الكونجرس استخدامها. وقال ترامب إنه سيعيد أساليب للاستجواب مثل محاكاة الغرق. وسئل بومبيو عن هذا فقال إنه لن يعيد "أبدا" استخدام أساليب الاستجواب القاسية من جانب وكالة المخابرات المركزية إذا طلب منه الرئيس المنتخب ذلك. وأشار إلى أن هناك حاجة إلى تغيير في القانون حتى تستخدم الوكالة أساليب استجواب تتجاوز تلك التي يسمح بها الجيش مضيفا أنه لا يمكنه أن يتصور أن ترامب سيأمر الوكالة باستخدام أساليب غير قانونية.

وقال بومبيو أيضا إنه سيتخلى عن المعارضة التي أبداها كعضو بالكونجرس للاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى. وأضاف أن وكالة المخابرات المركزية يجب أن "تكون نزيهة وموضوعية بشكل صارم" في تقييم الاتفاق. وقال إن إيران تقوم بدور معرقل في الشرق الأوسط "يغذي التوترات" مع الدول السنية الحليفة للولايات المتحدة. ووضعها ضمن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة إلى جانب تنظيم داعش. بحسب رويترز.

وتطرق بومبيو إلى كوريا الشمالية التي قال إنها "زادت على نحو خطير قدراتها النووية وفي مجال الصواريخ الباليستية". وأضاف أن الصين تخلق "توترات حقيقية" بأنشطتها في بحر الصين الجنوبي وفي الفضاء الالكتروني بينما تستعرض قوتها وتوسع نطاق نفوذها العسكري والاقتصادي.

جاسوس بريطاني

في السياق ذاته قالت مصادر مطلعة إن كريستوفر ستيل الذي كتب تقارير تزعم أن عملاء روسا جمعوا معلومات مثيرة للشبهات عن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هو ضابط سابق بجهاز المخابرات البريطانية. وقال مسؤولون سابقون في جهاز المخابرات البريطانية المعروف باسم إم آي-6 إن ستيل قضى سنوات يعمل لحساب الجهاز متخفيا في عباءة السلك الدبلوماسي في روسيا وباريس وفي وزارة الخارجية في لندن.

وبعد ترك العمل في جهاز المخابرات زود ستيل مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي بمعلومات عن وقائع فساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). وقال مسؤولون أمريكيون إن ما قدمه من معلومات عن الفساد في كرة القدم العالمية هو الذي منح المصداقية لتقريره عن جمع معلومات عن ترامب في روسيا.

وفي البداية تعاقدت شركة للأبحاث السياسية في واشنطن اسمها فيوجن جي.بي.إس مع ستيل لإجراء تحريات عن ترامب لحساب مجموعة غير معروفة من الجمهوريين تريد منع ترامب من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن جيب بوش أحد منافسي ترامب الستة عشر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016 هو الذي تعاقد في البداية مع ستيل. ولم يتسن على الفور التحقق من صدق رواية هيئة بي.بي.سي.

وأبقت شركة فيوجن جي.بي.إس على تعاقدها مع ستيل بعد فوز ترامب بترشيح الجمهوريين ووصلت معلوماته إلى شخصيات في الحزب الديمقراطي وبعض العاملين في حقل الإعلام. وفي يوليو تموز بدأت تعاملات ستيل مع مكتب التحقيقات الاتحادي فيما يتعلق بترامب. في البداية كانت الاتصالات مع الضابط الكبير الذي بدأ التحقيق في قضية الفيفا ثم انتقلت بعد ذلك إلى موقع في أوروبا.

لكن ستيل قطع اتصالاته مع مكتب التحقيقات الاتحادي قبل حوالي شهر من انتخابات الرئاسة في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني لأنه شعر بخيبة أمل من بطء ما يحرزه مكتب التحقيقات من تقدم. وقال مسؤولون مطلعون على سير التحقيقات إن مكتب التحقيقات الاتحادي فتح تحقيقات أولية في تعاملات ترامب وفريق العاملين معه مع الروس بناء على عدة عوامل من بينها تقارير ستيل. غير أن المسؤولين قالوا إن مكتب التحقيقات أبطأ سير التحريات في الأسابيع التي سبقت الانتخابات لتجنب التشويش على عملية الإدلاء بالأصوات.

وقالوا إن ستيل تزايد شعوره بالإحباط وتوقف عن التعامل مع مكتب التحقيقات الاتحادي بعد أن استخلص أن المكتب ليس جادا في التحقيق فيما زوده به من معلومات. ولعدة أشهر ظلت تقارير ستيل تتداول فيما بين وسائل إعلامية كبرى لكن لم تتمكن المؤسسات الإعلامية ولا أجهزة إنفاذ القانون أو الاستخبارات الأمريكية من دعمها بالأدلة. بحسب رويترز.

ونشر موقع باز فيد الالكتروني بعض تقارير ستيل عن ترامب لكن الرئيس المنتخب ومساعديه قالوا فيما بعد إن هذه التقارير زائفة. كما أكدت السلطات الروسية زيفها. وقال زملاء لستيل إنه لا يمكن الاتصال به للتعقيب. وقال كريستوفر باروز المدير بشركة أوربيس والشريك في تأسيسها مع ستيل لصحيفة وول ستريت جورنال التي كانت أول من نشر اسم ستيل إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي قيام الشركة بإعداد التقارير المنشورة عن ترامب.

اضف تعليق