q

مع التطور العلمي الذي يشهده العالم في مجال صناعة العقاقير، بدأت شركات الأدوية تتنافس في تصنيع المستحضرات الطبية، فمنها ما يكون صادرا عن الشركة الأم ومنها ما يكون مصنّعا في مصانع أخرى ولكن في الغالب يكون مطابقا للدواء الأصلي وذلك فيما يتعلق بالمادة الفعالة الموجودة فيه، فيما تزايد الإقبال بصورة كبيرة على البدائل من العقاقير المصنعة خلال العامين الأخيرين بعد طرح منتجات من عقاقير الأجسام المضادة المتطورة تعتبر من أكثر الأدوية مبيعا في العالم.

وتوقع خبراء صناعة الادوية ان العقاقير التجريبية ستحصل على دعم متواصل من الوكالة الأوروبية للدواء، ويمكن لهذه الخطوة أن تسرع تطوير العلاجات للعديد من الحالات التي أمامها خيارات محدودة في الوقت الراهن مثل الأنواع النادرة من السرطان ومرض الزهايمر والحصول على الموافقة المطلوبة قبل طرحها في الأسواق، كما قد تساعد أيضا على طرح أنواع جديدة من المضادات الحيوية التي تحتاج إليها الأسواق بشدة نظرا لظهور ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية.

في حين يرى خبراء آخرون إن الأدوية لا يطلق عليها مقلدة وهي نفس الدواء بالضبط، فالشركات العالمية المتخصصة في اكتشاف الأدوية وصناعتها هي التي تقوم بعمل الأبحاث الطبية لسنوات طويلة تكلفها الكثير من المصاريف لكي تتمكن من صناعة ذلك الدواء فحتى تتم تغطية تلك المصاريف تحتكر إنتاج الدواء وصناعته فترة معينة من الزمن وبعد هذه المدة يتم فتح المجال أمام المصانع الأخرى لإنتاج هذا الدواء، فبالتالي كل شركة تقوم بإنتاجه تمنحه اسما مختلفا، فيصبح لدينا كمية من الأدوية لها نفس الفاعلية، وجميعنا يتفق على أن المادة الفعالة واحدة ولكن الجودة تختلف نتيجة طبيعة الإنتاج والعوامل الخارجية وكل هذه الأمور تؤثر في المنتج نفسه، ولا يمكن الجزم بأن المنتج الأصلي الأوروبي لا يفرق عن غير الأوروبي ولكنها لا تفرق بنسب كبيرة، وهذه النسبة قد يكون لها تأثير على المريض إذا كان المرض مزمنا لأن الاستفادة في الغالب تكون تراكمية وهذا ما يجعلنا نركز على الأدوية الأصلية ونجد أن هناك فرقا في الأدوية البديلة.

على صعيد ذي صلة ابتكر باحثون بريطانيون شرائط لاصقة من مادة الايبوبروفين التي توجه هذا العقار المسكن للألم مباشرة إلى موضع الألم عبر البشرة وذلك بجرعة ثابتة ومستمرة لمدة تصل إلى 24 ساعة.

من جهة أخرى قالت منظمة الصحة العالمية إنه يجب على الصين تشديد الرقابة على سوق إنتاج اللقاحات في أعقاب فضيحة بيع عقاقير غير مطابقة للمواصفات بالبلاد في السوق السوداء هذا الشهر مما كشف عن مدى هشاشة أجهزة الرقابة على الدواء.

من جهتها، قال خبراء بمنظمة الصحة العالمية إن العالم بحاجة إلى تحسين الشفافية بشأن تسعير الأدوية وإصلاح بعض السبل المتبعة في ذلك من أجل تسهيل الحصول على الأدوية المنقذة للحياة، وتواجه شركات صناعة الأدوية انتقادات متزايدة مع دخول موجة من العلاجات الجديدة للأمراض الخطيرة مثل السرطان والالتهاب الكبدي الوبائي-سي إلى السوق بأسعار باهظة مما يجعلها بعيدة عن متناول كثير من المرضى والخدمات الصحية الوطنية.

وعليه باتت صناعة الدواء إحدى الصناعات المهمة، التي تندرج ضمن الصناعات الكيميائية، لذا تولي الحكومات أهمية بالغة في هذه الصناعة نظراً لما تستطيع ان تقدمه من نهضة منشودة وإيرادات خيالية وحل لمشاكل متعددة وزيادة صادراتها، فلا يوجد إنسان في العالم لا يحتاج إلى الدواء.

هيئة أمريكية تسعى للإسراع بطرح أدوية مركبة أرخص ثمنا في الأسواق

أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يوم الاثنين عن سلسلة إجراءات تهدف للإسراع بطرح نسخ من الأدوية المركبة التي انتهت مدة براءة اختراعها في محاولة للتعامل مع ارتفاع أسعار الأدوية، وتخوض الإجراءات، التي أعلنها مفوض إدارة الغذاء والدواء سكوت جوتليب في تدوينة، مجالا لم تطرقه إدارة الغذاء والدواء من قبل ألا وهو أسعار الأدوية إذ جرت العادة على أنها تتخذ قراراتها بناء على أمان وفاعلية الدواء بغض النظر عن سعره.

لكن جوتليب قال إن الإجراءات تهدف إلى زيادة المنافسة في السوق من خلال إتاحة منافسة الأدوية التي انتهت فترة براءة اختراعها للأدوية المركبة وهو ما يدعو إليه منذ فترة طويلة.، وقال جوتليب ”الحصول على الدواء قضية تخص الصحة العامة... نعلم أن السماح بمزيد من المنافسة من الأدوية التي انتهت فترة براءة اختراعها، وهو ما يسعى إليه الكونجرس، يساعد في خفض الأسعار وتوفير الدواء لمزيد من الناس وتحسين الصحة العامة“.

ومن الأدوية المعقدة عقاقير كتلك المستخدمة في بخاخات علاج الربو والتي تحمل سمة واحدة على الأقل تصعب محاكاتها في ظل القواعد القائمة وهو ما يعني أن هذه الأدوية تواجه منافسة أقل.

منظمة الصحة العالمية تدعو لزيادة الشفافية من أجل تسعير أكثر عدلا للأدوية

قالت سوزان هيل مديرة قسم الأدوية الضرورة بمنظمة الصحة العالمية "أصبحت المشكلة عالمية"، وأضافت "الكثير من تلك (الأدوية) مدرج الآن على قائمة منظمة الصحة العالمية بالأدوية الضرورية لكن ارتفاع أسعارها يقيد الحصول عليها".

كانت هيل تتحدث بعد يوم من منتدى عقد على مدى يوم واحد بشأن التسعير العادل تحت رعاية المنظمة التابعة للأمم المتحدة والحكومة الهولندية في أمستردام، وجرت الدعوة إلى الاجتماع، الذي ضم حكومات وشركات والمجتمع المدني، كخطوة أولى نحو إعداد خطط ملموسة بشأن تسعير الأدوية، وقالت ماري بول كيني مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن هناك اتفاقا على أن القطاع بحاجة إلى جني عوائد معقولة على استثمارات الأبحاث والتطوير لكن ينبغي للحكومات أن تلعب دورا أكبر في تحديد الأسعار وإدارة جدول أعمال أبحاث الأدوية، ومن بين المعوقات التي تعترض سبيل إعداد نظام أكثر عدلا للتسعير غياب الشفافية بشأن تكلفة عمليات التطوير وكيفية تحديد الأسعار واختلاف أسعار نفس الدواء في بلدان مختلفة. بحسب رويترز.

وقالت كيني للصحفيين "زيادة الشفافية أمر حيوي تماما في إعطائنا دلائل على العمليات المستقبلية"، وتتعامل شركات صناعة الأدوية بحساسية شديدة مع القضية التي تتصدر جدول الأعمال في كثير من البلدان، وفي محاولة لتهدئة المشترين والمرضى والسياسيين في السوق الأمريكية ذات الأهمية الشديدة تعهدت عدة شركات، أحدثها سانوفي، بالحد من زيادات الأسعار هناك، غير أن الشركات لا تزال تمتنع عن تحديد كيفية تحديد أسعار الأدوية وتفضل طرح القيمة التي تجلبها أدويتها.

25 مليونا يموتون معذبين كل عام بسبب نقص المورفين

أفادت دراسة حديثة بأن نحو 25 مليون شخص - واحد من كل عشرة منهم أطفال - يموتون سنويا جراء ألم حاد يمكن تفاديه باستخدام المورفين زهيد السعر، ويمثل هذا الرقم نحو نصف الوفيات على مستوى العالم سنويا، حسبما قال فريق البحث في دورية لانسيت الطبية، محذرين من "أزمة ألم عالمية".

وتعيش الأغلبية العظمى ممن لا يستطيعون الحصول على مسكنات للألم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، والتي يصلها أقل من 4 في المئة من المورفين الذي يُتناول عبر الفم حول العالم والبالغة كميته 299 طنا، بحسب الباحثين.

وعلى النقيض، هناك إساءة استغلال لمسكن الألم القائم على الأفيون في الدول الغنية، خاصة الولايات المتحدة، وقال جوليو فرينك، معد الدراسة والأستاذ بجامعة ميامي، إن "هذه الفجوة سلاح ذو حدين عندما نضع في الاعتبار عجز الدول الفقيرة عن الوصول إلى المسكنات الرخيصة مقابل إساءة استخدام هذه النوعية منها في الدول الغنية".

وتحتوي العقاقير التي يدخل الأفيون في صناعتها على الكودين والمورفين، وهو ما يُساعد على التخلص من الألم، لكنها تحتوي على الهيروين أيضا، ولا تكمن المشكلة في صعوبة الحصول على المورفين في الدول الفقيرة فقط، وإنما يباع في تلك الدول بأسعار أعلى أيضا، إذ يُباع بنحو 16 سنتا لكل 10 ميلليغرام، مقارنة بنحو 3 سنتات لكل 10 ميلليغرام في الدول الغنية، بحسب التقرير، وكتب فريق البحث "نقدر تكلفة سد العجز العالمي في المورفين، البالغ 48.5 طن متري تقريبا، بنحو 145 مليون دولار سنويا، إذا أُتيحت فرص متساوية لكافة الدول للحصول على أقل سعر تجزئة في الدول الغنية".

وقالت فليشيا ناول، زميلة فرينك، إن هذا المبلغ يعد بمثابة "جزء ضئيل" من تكلفة تشغيل مستشفى أمريكي متوسط الحجم، و"مبلغ زهيد" مقارنة بنحو 100 مليار دولار تُنفق سنويا في الحروب على المخدرات، وأضافت أنه "من العار أن يموت الأطفال في الدول منخفضة الدخل بينما يمكن إنقاذهم بمليون دولار سنويا"، وأشار فريق البحث إلى أن التكلفة ليست هي المشكلة الوحيدة، وقال جيم يونغ كيم، رئيس البنك الدولي، في بيان إن "ضعف النظم الصحية في الدول الفقيرة هو السبب الرئيسي لحاجة المرضى للعلاج بالمسكنات في المقام الأول"، وأضاف "أكثر من 90 في المئة من وفيات الأطفال هذه ناجمة عن أسباب يمكن تفاديها".

وشارك في إعداد هذا التقرير خبراء قاموا بتحليل الحاجة إلى الرعاية الصحية بمسكنات الآلام لدى المصابين بعشرين مرضا من الأمراض التي تهدد الحياة، والتي تتضمن الإيدز، والسرطان، وأمراض القلب، والولادة المبكرة، والسل، وحمى الضنك، وأمراض الرئتين والكبد، وسوء التغذية، والأمراض العقلية.

وأشارت النتائج إلى أن 25 دولة، بين 172 يغطيها البحث، لا تحصل على المورفين بأي شكل من الأشكال بينما تحصل 15 دولة على كمية من هذا المركب لا تكفي لسد 1 في المئة من احتياجات تسكين الآلام لديها، كما خلصت الدراسة إلى أن 100 دولة تتمكن من تلبية متطلبات العلاج بالمسكنات لأقل من ثلث المرضى الذين يحتاجون لهذا النوع من العقاقير، وقالت ناول "يمكن حل الأزمة العالمية للألم بسرعة وفاعلية إذا توافرت لدينا الأدوات الصحيحة للاعتراف بأن تكلفة الحل في المتناول".

لكنها حذرت من أن "عدم التدخل هو فشل أخلاقي، خاصة عندما يكون المرضى أطفالا ومسنين"، وفي عام 2015، كان هناك 35 مليون مريض، بخلاف من ماتوا لنقص المسكنات، لم يتمكنوا من الحصول على المورفين لتسكين آلام مبرحة، بحسب التقرير.

ثلث الأدوية الأميركية تتسبب بعد تسويقها بآثار جانبية غير مرصودة خلال التجارب

يتسبب حوالى ثلث الأدوية الأميركية (32 %) بآثار جانبية لا تُرصد سوى بعد تسويقها من قبل الوكالة الأميركية للأدوية والأغذية (اف دي ايه)، على ما كشفت دراسة نشرت في مجلة "جورنال أوف ذي أميريكن ميديكال أسوسييشن".

وصحيح أن غالبية المشاكل لا تعتبر خطرة بما يحتم سحب المنتجات من الأسواق، غير أن هذه الدراسة تشدد على ضرورة الاستمرار في مراقبة الأدوية الجديدة بعد تسويقها، وتقيم الوكالة الأميركية للأدوية والأغذية سلامة العقاقير الجديدة وفعاليتها بالاستناد إلى نتائج التجارب السريرية، غير أن غالبية هذه التجارب لا تشمل أحيانا سوى ألف مريض على أقصى تقدير تتم متابعتهم لمدة ستة أشهر أو أقل.

وفي أحيان كثيرة لا تُرصد الآثار الجانبية إلا بعد استخدام الأدوية من قبل عدد أكبر من المرضى ولفترات أطول، وقد قام فريق من الباحثين تحت إشراف جوزف روس من جامعة يال (كونيتيكت) بتحليل معطيات سريرية لأكثر من مئتي دواء حظي بموافقة الوكالة بين 2001 و2010، مع فترة متابعة حتى العام 2017. بحسب فرانس برس.

وفي ثلث الحالات، سُجلت آثار جانبية لم تكن مرصودة خلال التجارب السريرية، بعد طرح العقاقير في الأسواق، وأوضح الطبيب روس "نادرا ما تؤدي هذه المشاكل إلى سحب الأدوية من الأسواق، غير أنها تدفع وكالة +اف دي ايه+ إلى إصدار تحذيرات على العلب أو مذكرات موجهة إلى الأطباء والمرضى لإطلاعهم على المستجدات"، وبحسب الباحثين، تعد العلاجات البيولوجية (لتحفيز الجهاز المناعي) والأدوية الموافق عليها بموجب إجراءات معجلة من أكثر العقاقير التي قد يُكتشف لها آثار جانبية جديدة بعد تسويقها.

أسترا زينيكا هدف صعب للاستحواذ بعد فشل دواء مهم للسرطان

جعلت عراقيل من بينها الشراكات التجارية والسياسة شركة أسترا زينيكا لصناعة الأدوية هدفا صعبا للاستحواذ في أعقاب إخفاق دواء مهم لسرطان الرئة الأسبوع الماضي ألحق ضررا شديدا بسهم الشركة وجدد الحديث عن استحواذ شركة أخرى عليها.

وقال رؤساء تنفيذيون في القطاع ومصرفيون إن من المستبعد أن تعود فايزر لمحاولة شرائها بعد أن فشلت في ذلك مقابل 118 مليار دولار في عام 2014، كما أن منافساتها الأوروبيات مثل نوفارتس وسانوفي وجلاكسو سميثكلاين لها تحفظات على إبرام صفقات ضخمة، وبشكل عام تسود ”أجواء ترقب“ قطاع الأدوية وفقا لما ذكره مصدر مصرفي يرى أنه لن تتم أي عمليات دمج ضخمة حتى تتضح الصورة فيما يتعلق بالإصلاح الضريبي في الولايات المتحدة حيث من الممكن أن يطلق تعليق مقترح لضريبة الشركات موجة جديدة من الدمج والاستحواذ، لكن أسترا زينيكا ما زالت تفتخر بأن لديها سلسلة من الأدوية قيد التطوير يمكن أن تجذب الساعين لاقتناص الفرص حتى بعد فشل علاجها المناعي للحد من انتشار سرطان الرئة في تجربة كانت تحظى باهتمام شديد. بحسب رويترز.

ويحقق اثنان من أدوية السرطان الأخرى بالشركة هما تاجريسو ولينبارزا نتائج جيدة بينما لا يزال من المنتظر أن يحقق عقار العلاج المناعي المتعثر امفينزي مبيعات جيدة لعلاج سرطان الرئة غير القابل للانتشار رغم الضرر الكبير الذي لحق بفرص الشركة في طرح علاج لأمراض متقدمة.

لكن هذه التوقعات طمسها تراجع مبيعات أدوية أقدم مثل كريستور المستخدم لعلاج الكولسترول. وقالت إس آند بي جلوبال التي خفضت التصنيف الائتماني لأسترا زينيكا يوم الجمعة إن طريق النمو ”أطول وأبطأ“ بعد التجربة.

ويرى بعض المصرفيين أن التخلي عن الأدوية القديمة للشركة ربما يكون أحد السبل التي تجعلها أكثر جاذبية لكن من المستبعد حدوث ذلك قريبا، ومن العقبات الأخرى التي ستواجه أي شركة ترغب في الاستفادة الكاملة من أدوية أسترا زينيكا الجديدة دخولها في الأسبوع الماضي في شراكة مع ميرك آند كو لإنتاج عقار لينبارزا ينتقل بموجبها نصف قيمة العقار للشركة الأمريكية، في الوقت نفسه تضيف السياسة المزيد من التعقيد.

فقد سعى المسؤولون البريطانيون لدعم الصناعات القائمة على العلوم بعدما عارض العديد من نواب البرلمان محاولة فايزر في عام 2014 للاستحواذ على أسترا زينيكا. وتحدثت رئيسة الوزراء تيريزا ماي عن أسترا زينيكا والحاجة ”للدفاع عن قطاع مهم لبريطانيا مثل الصناعات الدوائية“ في كلمة ألقتها عام 2016.

ومن الناحية العملية قد تحد وعود فرص العمل والاستثمارات من مثل هذه المخاوف مثلما حدث مع شركة ايه.أر.إم لصناعة الشرائح التي اشترتها مجموعة سوفتبنك اليابانية في العام الماضي، لكن كل هذا جعل أسترا زينيكا هدفا مراوغا لشركات مثل نوفارتس وسانوفي التي قد تستخدم الأدوية الأحدث لأسترا زينيكا لدعم خطوطها في علاج الأورام وهو حاليا أكثر مجالات أبحاث العقاقير رواجا.

شركات الأدوية تأمل في نمو العلاج الجيني رغم انخفاض مبيعاته في أوروبا

علم العلاج الجيني بدأ يؤتي ثماره أخيرا وتأمل شركات الأدوية الآن أن يكون هناك إنتاج تجاري لمثل هذه الأدوية بعد أن شهد أول علاجين من هذا النوع طرحا في أوروبا مبيعات ضئيلة، وبفضل التقدم في إدخال جينات وراثية على خلايا مستهدفة أصبح بالإمكان إنتاج أدوية لعلاج الجينات المعيبة وفي وقت قريب قد يطرح أولها في الولايات المتحدة.

لكن ضعف مبيعات دواءين طرحا بالفعل لعلاج أمراض نادرة للغاية في أوروبا يلقي الضوء على الصعوبات التي تواجه شركات الأدوية في تسويق علاجات جديدة باهظة الثمن لعلاج الأمراض الوراثية.

وبعد خيبة أمل على مدى عشرات السنين ترى شركات الدواء الآن فرصا كبيرة أمام العلاج الجيني في علاج حالات مثل أمراض الدم. ويدفعون بأن علاجات تستخدم لمرة واحدة لأمراض مستعصية ستوفر على مقدمي الرعاية الصحية الكثير من الأموال على المدى الطويل بالمقارنة بالعلاجات التقليدية التي قد يحتاجها المريض لسنوات طويلة.

وفي السنوات الخمس الماضية وافقت الهيئات التنظيمية الأوروبية على دواءين للعلاج الجيني لأول مرة في العالم خارج الصين لكن لم يعالج بهما بشكل تجاري حتى الآن سوى ثلاثة مرضى، ومنهما دواء جليبرا الذي أنتجته شركة يونيكيور والذي يعالج نوعا نادرا جدا من أمراض الدم لكنه سحب من الأسواق بسبب قلة الطلب عليه.

أما مستقبل الدواء الثاني ستريمفيليس الذي أنتجته جلاكسو سميثكلاين لعلاج خلل في جهاز المناعة فلم يعد مضمونا بعد أن قررت الشركة مراجعة جدوى وحدتها لعلاج الأمراض النادرة وربما بيعها، ويتكلف العلاج بدواء جليبرا مليون دولار للمريض الواحد واستخدم مرة واحدة منذ الموافقة عليه عام 2012. أما ستريمفيليس فيتكلف 700 ألف دولار للمريض الواحد وبيع مرتين منذ الموافقة عليه في مايو أيار عام 2016 ومن المتوقع أن يعالج مريضان آخران به هذا العام.

ويعالج الدواءان حالات نادرة للغاية لكنهما يمهدان الطريق لأدوية أخرى.

وتجرى منذ تسعينات القرن الماضي التجارب على استخدام فيروسات معالجة بالهندسة الوراثية لإنتاج جينات سليمة. غير أن التقدم تعطل بوفاة مريض وحالات إصابة بالسرطان لكن العلماء تعلموا الآن كيفية جعل عملية استخدام الفيروسات أكثر أمانا وفاعلية.

وتأمل شركة سبارك ثيرابيوتكس في الحصول على موافقة الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني من عام 2018 على دواء جيني لعلاج نوع نادر من العمى الوراثي في حين يمكن أن تحصل شركة نوفارتس على موافقة أمريكية على علاج جيني لسرطان الدم.

وفي الوقت نفسه تحقق الأبحاث الأكاديمية قفزات كبيرة فقد استخدم في الأسبوع الماضي علاج لتصحيح جين وراثي لجنين بشري مما يشير إلى علاجات أكثر ابتكارا يمكن التوصل إليها.

ونظرا إلى أن نظم الرعاية الصحية مصممة بحيث تدفع ثمن العلاج شهريا وليس لدفع مبالغ طائلة دفعة واحدة مقدمة يقر جيفري مارازو الرئيس التنفيذي لشركة سبارك بأن هناك الكثير من التساؤلات بشأن كيف يمكن لشركته أن تعوض 400 مليون دولار أنفقتها على تطوير عقارها، ولكن العلاج الذي يؤخذ مرة واحدة حتى لو كان ثمنه مليون دولار للمريض الواحد يمكن أن يوفر تكاليف العلاج على المدى الطويل تماما مثلما يوفر زرع الكلى أموالا طائلة تصرف على الغسيل الكلوي، إلا أن الشركات المنتجة للعلاج الجيني ربما تحتاج لنموذج أعمال مختلف، ومن الخيارات المطروحة أسلوب الدفع استنادا للكفاءة الذي يقضي بأن تقدم الحكومة أو شركة تأمين مدفوعات لشركة الأدوية يمكن وقفها إذا توقف الدواء عن تحقيق الفائدة المرجوة.

عقار رخيص لعلاج النزيف قد ينقذ أرواح آلاف الأمهات في العالم النامي

أظهرت دراسة أن عقارا رخيصا متوفرا على نطاق واسع من الممكن أن ينقذ حياة واحدة من كل ثلاثة من 100 ألف أم جديدة ينزفن حتى الموت بعد الولادة كل عام وأكثرهن في الدول النامية، وهذه أول دراسة على استخدام ذلك العقار لعلاج النزيف عقب الولادة.

ووجد الباحثون بعد تجربة عقار حمض الترانيكساميك أو (تي.إكس.إيه) على 20 ألف امرأة أنه خفض عدد حالات الوفاة بسبب النزيف عقب الولادة بنسبة 31 في المئة إذا جرى تناوله خلال ثلاث ساعات. وأضافوا أن كلفة العقار تبلغ نحو 2.5 دولار في معظم الدول، وبما أن (تي.إكس.إيه) يعمل على منع سيولة الدم وجد الباحثون أيضا أنه خفض الحاجة للجراحات العاجلة من أجل السيطرة على النزيف بأكثر من الثلث.

وقالت حليمة شاكور الأستاذة المساعدة بكلية لندن للصحة العامة وطب الأمراض الاستوائية والتي شاركت في قيادة الدراسة "إنه آمن وسعره مناسب ويسهل تصنيعه ونأمل أن يستخدمه الأطباء في أقرب وقت ممكن عقب بداية النزف بعد الولادة".

شملت الدراسة أمهات من 193 مستشفى في 21 دولة خاصة في أفريقيا وآسيا وأيضا في بريطانيا وأماكن أخرى عانين من نزيف بعد الولادة وهو السبب الرئيسي لوفاة الأمهات في أنحاء العالم، ويعرف الأطباء النزيف بعد الولادة بأنه فقد أكثر من 500 ملليلتر خلال 24 ساعة من الولادة، وأظهرت النتائج أنه من بين النساء اللائي أعطين حمض الترانيكساميك خلال ثلاث ساعات توفي 89 بسبب النزيف مقارنة مع 127 أعطين دواء بديلا. ولم تظهر آثار جانبية للعقار سواء على الأمهات أو الرضع.

إلزام جونسون آند جونسون بدفع أكثر من 110 ملايين دولار في قضية التلك

ألزمت هيئة محلفين بمحكمة في ولاية ميزوري الأمريكية شركة جونسون آند جونسون بدفع أكثر من 110 مليون دولار لامرأة من فرجينيا تقول إنها أصيبت بسرطان المبيض بسبب استخدامها لمستحضرات النظافة الشخصية النسائية التي تنتجها الشركة وتحتوي على مادة التلك، والمبلغ الذي أعلنت عنه هيئة المحلفين هو الأكبر حتى الآن ضمن نحو 2400 دعوى قضائية تتهم جونسون آند جونسون بأنها لم تحذر زبائنها كما ينبغي من مخاطر الإصابة بالسرطان نتيجة لاستخدام مستحضرات التلك بما في ذلك منتج جونسون بيبي باودر الشهير، وصدر الحكم يوم الخميس ضد جونسون آند جونسون وشركة إيمريس التي توفر لها مادة التلك بعد دعوى قضائية رفعتها امرأة تدعى لويس سليمب وتسكن بولاية فرجينيا وتخضع حاليا للعلاج الكيماوي بعد تشخيص إصابتها بسرطان المبيض أول مرة في 2012 ووصول المرض الخبيث إلى الكبد.

وذكرت جونسون آند جونسون في بيان أنها تتعاطف مع المرأة المصابة بسرطان المبيض لكنها تعتزم الطعن في الحكم.

وقالت "نستعد لمحاكمات أخرى هذا العام ونحن مستمرون في الدفاع عن سلامة جونسون بيبي باودر"، وصدر الحكم الأخير بعدما صدر حكم لصالح الشركة عن هيئة محلفين في محكمة بولاية ميزوري في مارس آذار بشأن دعوى رفعتها امرأة من ولاية تنيسي وتزعم فيها أنها أصيبت بسرطان المبيض بسبب استخدامها لجونسون بيبي باودر، وصدر ذلك الحكم بعد ثلاثة أحكام أصدرتها هيئات محلفين في قضايا مماثلة في سانت لويس ضد شركة جونسون آند جونسون وألزمتها بدفع نحو 195 مليون دولار.

شركات أدوية كبرى تلجأ للذكاء الصناعي للإسراع في التوصل إلى عقاقير جديدة

بدأت شركات الأدوية الكبرى في العالم التحول إلى الذكاء الصناعي لتحسين عمليات البحث عن أدوية جديدة. فقد كشفت شركة جلاكسو-سميث-كلاين عن صفقة جديدة بقيمة 43 مليون دولار في هذا المجال، وتدرس شركات أدوية أخرى منها ميرك آند كو وجونسون آند جونسون وسانوفي إمكانية الاستفادة من الذكاء الصناعي من أجل تصحيح مسار عملية البحث عن أدوية جديدة، والهدف هو استخدام أجهزة الكمبيوتر العملاقة الحديثة وأنظمة التعلم للتنبؤ بسلوك الجزيئات ومدى احتمال النجاح في صنع أدوية مفيدة مما يوفر الوقت والمال والاختبارات التي لا طائل منها.

وتقوم نظم الذكاء الصناعي بالفعل بدور محوري في مجالات تكنولوجية أخرى مثل تطوير سيارات بدون سائق وبرامج التعرف على الوجوه، وقال أندرو هوبكنز الرئيس التنفيذي لشركة إكسنشيا التي أعلنت الصفقة الجديدة مع شركة جلاكسو-سميث-كلاين "العديد من شركات الأدوية الكبرى بدأت تدرك آفاق هذا الأسلوب وكيف يمكن أن يساعد في تحسين الكفاءة".

وقال هوبكنز الذي كان يعمل لدى شركة فايزر إن نظام الذكاء الصناعي الخاص بشركة إكسنشيا يمكنه أن يتوصل إلى الأدوية المرشحة للتصنيع في نحو ربع الوقت المعتاد وبربع كلفة الأساليب التقليدية، والشركة، التي مقرها اسكتلندا والتي وقعت أيضا عقدا مع سانوفي في مايو أيار، هي واحدة من عدد متنام من الشركات الجديدة عبر الأطلسي التي تطبق الذكاء الصناعي على أبحاث الدواء، لكن الشركات ما‭ ‬زالت تتعامل بحذر مع هذا المجال المعرفي إذ أن هذه التكنولوجيا لم تثبت بعد أنها قادرة على جلب جزيء جديد من شاشات الكمبيوتر وتحويله إلى واقع في المعامل وأخيرا إلى منتج دوائي في الأسواق.

اضف تعليق