q

أين يعيش أصحاب أكثر القلوب صحة؟، كيف نحافظ على صحة قلوبنا؟، ما علاقة التفاؤل بصحة القلب؟، هل يجب علينا اتباع نظام غائي صارم للحفاظ على صحة القلب؟، كيف يمكن لممارسة الرياضة ان تنشط القلب؟، لماذا يصاب الكثير منا بأمراض القلب؟، هذه التساؤلات وغيرها تدور في اذهاننا على الدوام والاجابة عليه تتم من قبل تطور الدراسات الصحية ونصائح الأطباء، حيث باتت أمراض القلب هي أحد مسببات الوفاة الأوسع انتشارا حول العالم. اسباب امراض القلب متنوعة منها خارجة عن السيطرة وأخرى تتعلق بنا نحن بالأساس.

لكن من الممكن أن يساهم الوعي ونمط الحياة الصحي، إذا ما أرفقناه بالعلاج الدوائي، في الحد من تأثير هذه العوامل، أو حتى وقف عملية نشوء وتقدم (تفاقم) أمراض القلب الناجمة عن الأسباب والعوامل الوراثية.

على هذا الصعيد، أوضحت دراسة أن الناس الذين يشعرون بتفاؤل تجاه المستقبل تزيد فرصهم للحياة لعشرات السنين بعد إصابتهم بأزمة قلبية لأول مرة مقارنة مع من هم أقل تفاؤلا، على صعيد مختلف، أظهرت دراسة جديدة في تايوان أن من يعانون من متلازمة الشريان التاجي الحادة التي تنتج عن ضعف تدفق الدم إلى القلب ربما يتعرضون لخطر الانتحار أكثر من غيرهم خاصة في الأشهر الستة الأولى بعد تشخيص الإصابة.

فيما ربطت دراسة أمريكية بين تناول أحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك والمكملات الغذائية وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب حتى بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر إصابة أكبر لارتفاع مستويات الدهون أو الكوليسترول في الدم، كذلك تفيد قواعد إرشادية جديدة وضعها أطباء أمريكيون بأن تنظيم الوجبات التقليدية والوجبات الخفيفة مسبقا وتناول وجبة الفطور يوميا قد يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وإذا تساءلنا هل الحميات الغذائية سريعة الأثر مفيدة لصحة القلب؟، قد يكون من المغري اتباع حمية غذائية سريعة الأثر مثل عصر الغذاء أو الطعام الخالي من الجلوتين لخسارة الوزن أو لتحقيق أهداف صحية أخرى لكن عندما يتعلق الأمر بصحة القلب يقول أطباء إن الالتزام بالأغذية المضمونة التقليدية مثل الفواكه والخضر وزيت الزيتون لا يزال أفضل وسيلة، ولمعرفة أنفع الحميات الغذائية لصحة القلب فحص فريق من الأطباء والباحثين نتائج أكثر من 12 دراسة سابقة نشرت في مجال التغذية. وخلصت دراستهم إلى أن كل تلك الأبحاث تظهر أن أفضل نظام غذائي لصحة القلب يضم الكثير من الفاكهة والخضر والحبوب الكاملة والبقول.

الى ذلك أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللائي يلدن قبل الميعاد أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بأمراض القلب في مراحل لاحقة من حياتهن حتى لو لم تكن لديهن أي عوامل خطر أخرى تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

بينما قالت جمعية أمراض القلب البريطانية في تقرير لها، إن أكثر من عشرين مليون بريطاني لا يمارسون أي نوع من النشاط الرياضي، وأخيرا، قال باحثون إنه تم التوصل لأصحاب أصح القلوب في العالم، وهم شعب تسيماني في غابات بوليفيا1، وأظهرت دراسة، نشرت في دورية لانسيت الطبية، أنه لا يوجد أي شخص تقريبا من أبناء شعب تسيماني لديه علامات على انسداد الشرايين، حتى في سن الشيخوخة.

التفاؤل قد يكون سببا لحياة أطول بعد أول أزمة قلبية

قال الباحثون في دورية مايو كلينيك بروسيدنجز إن نتائج الدراسة لا تثبت أن التفاؤل يطيل الحياة لكنهم أضافوا أن على الأطباء دراسة إضافة تدريب المرضى خلال فترة النقاهة بعد الإصابة بأزمات قلبية على التفاؤل، وقال ياريف جربر كبير الباحثين في الدراسة والذي يرأس قسم علم الأوبئة والطب الوقائي في كلية ساكلر للطب بجامعة تل أبيب "من المهم الإشارة إلى أن التفاؤل ليس ببساطة نظرة وردية على العالم ولكن المتفائلين يعترفون بالمخاطر ويخططون لكيفية التعامل معها"، وأضاف أن المتفائلين يكونون أكثر قابلية لمواجهة التحديات مثل تعديل أسلوب الحياة التي يعيشونها بعد الإصابة بأزمة قلبية.

وأشار إلى أن المتفائلين تقل لديهم نسبة الإصابة بالالتهابات وهي حالة يمكن أن تؤثر سلبا على صحة القلب، ولمعرفة الصلة بين التفاؤل والحياة الأطول بعد الإصابة بأزمة قلبية درس الباحثون 664 شخصا أعمارهم أقل من 65 عاما في عامي 1992 و1993 عندما أصيبوا بأول أزمة قلبية، وكان متوسط العمر عند التعرض لأزمة قلبية 52 عاما و15 في المئة منهم من النساء. وأثناء وجودهم في المستشفى خلال فترة النقاهة خضع المشاركون في الدراسة إلى اختبار للتكيف مع الحياة قام بقياس المستوى العام لتفاؤلهم أو تشاؤمهم.

وتابع الباحثون الحالات في عام 2015 لمعرفة من منهم ما زال على قيد الحياة وتوصلوا إلى أن 284 شخصا أو 43 بالمئة من المشاركين في الدراسة ماتوا، وبعد بحث عدة عناصر مثل السن والنوع والتعليم والوظيفة والتدخين إضافة إلى العوامل النفسية مثل الاكتئاب وتشجيع المحيطين بالمريض توصل الباحثون إلى أن الناس الذين كان ترتيبهم في الثلث الأول في نتيجة اختبار التكيف مع الحياة الذي خضعوا له زادت لديهم فرصة الحياة لمدة أطول بعد الإصابة بأول أزمة قلبية عمن جاءوا في الجزء الأدنى أو في المنتصف. بحسب رويترز.

وقالت هيذر راسموسن الطبيبة النفسية بجامعة كانساس في مدينة لورانس التي لم تكن مشاركة في الدراسة عبر البريد الالكتروني لرويترز هيلث إن عددا متزايدا من الدراسات العلمية يوضح وجود صلة بين التفاؤل والصحة الجسدية، وقال جربر إنه قد لا يكون من الممكن دفع شخص إلى التفاؤل إذ أنها صفة تُورث أو تُكتسب من خبرات سابقة ولكن حتى إن لم يكن من الممكن تعليم الناس أن يصبحوا متفائلين إلا أنه يمكن تعليمهم الوسائل التي يستخدمها المتفائلون من أجل التعايش أو التصرف.

مشاكل القلب مرتبطة بزيادة خطر الإقدام على الانتحار

قال الباحثون في دورية الجمعية الأمريكية للقلب إن متلازمة الشريان التاجي الحادة تشمل عدة مشكلات بدءا بالأزمة القلبية وانتهاء بألم في الصدر يسمى الذبحة اللامستقرة. وكان فيما سبق يجري الربط بين هذه المتلازمة والاكتئاب وتزايد خطر تدهور الحالة الصحية والوفاة، لكن الباحثين لم يبحثوا بعناية عن وجود صلة بين متلازمة الشريان التاجي الحادة والانتحار، وفي الدراسة الجديدة حلل الدكتور تشاو هان ليو من معهد العلوم التطبيقية والتكنولوجيا في تايبه وزملاؤه بيانات عن 41050 شخصا توفوا عن عمر 35 عاما فأكثر انتحروا بين عامي 2000 و2012 و164200 لم ينتحروا.

وفي المجموعة التي انتحرت بلغ معدل المصابين بالمتلازمة 2.5 في المئة بالمقارنة بنسبة 1.5 في المئة بالمجموعة الأخرى التي شملتها الدراسة، ووجد الباحثون أن زيادة خطر الانتحار يمتد لأربع سنوات لكن يكون مرتفعا بشدة عقب الشعور بمخاوف بشأن صحة القلب، وقال دونالد ادموندسون مدير مركز صحة القلب بالمركز الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك سيتي لخدمة رويترز هيلث إن بيانات الدراسة قوية ويجب أن يلتفت الناس إلى النتائج.

وأضاف ادموندسون الذي لم يشترك في الدراسة أن في حين أن أطباء الطوارئ وأطباء القلب يزدادون وعيا بالأثر النفسي لأمراض القلب فإنه لا توجد معلومات كافية حتى الآن لتحديد ما قد يؤدي بالمرضى للانتحار، وقال الدكتور سمير كاباديا المتخصص في أمراض القلب ورئيس قسم القلب في كليفلاند كلينيك في أوهايو "يجب أن نتوخى الحذر في التعامل مع الاكتئاب بعد الإصابة بأزمة قلبية"، وأضاف "ربما يتعين على من يرعون مرضى بالاكتئاب أن يسألوهم أيضا إن كانوا يشعرون بألم في الصدر أو مشاكل في القلب لأن الأمرين يترافقان".

دراسة تربط بين تناول أحماض أوميجا-3 وتقليل الإصابة بأمراض القلب

ربطت دراسة أمريكية بين تناول أحماض أوميجا-3 الدهنية الموجودة في الأسماك والمكملات الغذائية وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب حتى بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر إصابة أكبر لارتفاع مستويات الدهون أو الكوليسترول في الدم.

وتوصي جمعية القلب الأمريكية بأكل وجبتين على الأقل أسبوعيا من الأسماك والاهتمام بالمكملات الغذائية التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميجا-3 إذا لم تكن الأسماك متاحة، وكانت دراسات سابقة ربطت بين أوميجا-3 والحد من عدم انتظام ضربات القلب ومن نسبة الدهون في الدم وانسداد الشرايين والانخفاض الطفيف في ضغط الدم.

وفي الدراسة الحالية اختبر الباحثون نتائج بحث سابق بشأن نوعين من أحماض أوميجا-3 هما إيكوسابنتانويك ودوكوساهيكسانويك. واكتشفوا أن تناول أوميجا-3 سواء في الغذاء أو ضمن مكملات غذائية ارتبط بتقليل الإصابة بأمراض القلب بنسبة 16 في المئة بين من يعانون من ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وبنسبة 14 في المئة بين من يعانون من كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة.

وفي سياق البحث بشأن العلاقة بين أحماض أوميجا-3 وأمراض القلب حلل الباحثون بيانات 18 تجربة شملت عينة عشوائية من نحو 93 ألف شخص حصلوا على كميات محددة من تلك العناصر الغذائية، وفي هذه التجارب العشوائية وجد الباحثون أن تناول أوميجا-3 مرتبط بالحد من أمراض القلب بنسبة ستة في المئة وإن كانت النسبة أقل من أن تشجع على استبعاد عنصر المصادفة، كما راجعت الدراسة نتائج 17 تجربة منشورة شملت ملاحظة نحو 732 ألف شخص أثناء تناولهم وجباتهم المعتادة على فترات زمنية طويلة. وإجمالا ربطت تلك الدراسات بين الأحماض الدهنية في أوميجا-3 وتراجع بنسبة 18 في المئة في خطر الإصابة بأمراض القلب.

تناول الفطور بانتظام قد يقلل مخاطر أمراض القلب

قال بيان علمي من جمعية القلب الأمريكية إن تناول المزيد من السعرات الحرارية في وقت مبكر من النهار واستهلاك كمية أقل من الطعام أثناء الليل قد يقلص أيضا مخاطر حدوث أزمة قلبية أو سكتة دماغية أو غير ذلك من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وقالت ماري بيير سانت أونجي التي ترأس المجموعة التي كتبت القواعد الإرشادية والباحثة في مجال التغذية في المركز الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك "ربما يكون موعد الأكل مهما إلى جانب ما نأكله"، وأشارت سانت أونجي وزملاؤها في نشرة سيركيوليشن إلى أن ما يصل إلى 30 بالمئة من الأمريكيين البالغين ربما لا يتناولون وجبة الفطور بانتظام وهي عادة أصبحت أكثر شيوعا في السنوات الأخيرة إذ يعتمد مزيد من الناس على وجبات خفيفة أثناء النهار بدلا من تناول ثلاث وجبات تقليدية.

وعندما يتناول الناس الفطور يوميا فمن المرجح ألا يكونوا عرضة للعوامل التي تسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مثل ارتفاع نسبة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم. ومن المرجح أن يكون من لا يواظبون على هذه الوجبة الصباحية أكثر عرضة لعوامل مثل البدانة وسوء التغذية ومرض السكري أو زيادة السكر في الدم.

وقالت سانت أونجي في رسالة بالبريد الإلكتروني إن ذلك يرجع إلى أن توقيت الوجبات قد يؤثر على الصحة بالتأثير على الساعة الداخلية للجسم. والجسم قد لا يتعامل مع السكريات ليلا كما يتعامل معها أثناء النهار وربطت دراسات على العاملين بنظام النوبات ذلك بزيادة احتمال إصابتهم بالبدانة وأمراض القلب مقارنة بمن يؤدون عملا عاديا أثناء النهار.

وقالت سانت أونجي "نعرف من الدراسات السكانية أن تناول الفطور مرتبط بانخفاض الوزن والوجبات الأكثر صحة إلى جانب تقليل احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية"، لكنها حذرت من أن الفطور بالنسبة لبعض من تعودوا على عدم تناوله قد يعني "وجبة إضافية ووزنا زائدا من جديد"، وأشار الدليل الإرشادي إلى أن الوجبة الصحية هي التي تعتمد أكثر على الفواكه والخضر والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان المنخفضة الدسم والدجاج والأسماك. والأكل الجيد يعني أيضا الحد من تناول اللحوم الحمراء والملح والأطعمة المحلاة بالسكر، وقالت سانت أونجي إن اختيار ما نأكله مسبقا خصوصا بالنسبة لمن تدفعهم ظروفهم للأكل أثناء العمل قد يساعد في تكوين نظام غذائي أفضل لصحة القلب، وقالت سامانثا هيلر وهي عالمة تغذية في مركز لانجون الطبي في جامعة نيويورك وشاركت في وضع الدليل الإرشادي إن التفكير المسبق قد يساعد الناس كذلك على تناول القدر السليم من الطعام أثناء النهار وفي الوقت الصحيح، وأضافت في رسالة بالبريد الإلكتروني "نصيحة ’تناول عدة وجبات صغيرة’ أثناء النهار التي نسمعها عادة غير واقعية بالنسبة لمعظم الناس لأن الوجبات ’الصغيرة’ تتحول غالبا إلى وجبات كاملة وتؤدي إلى زيادة الوزن حتما"، وأضافت "هناك فخ آخر ... وهو الأكل بعد وجبة العشاء." ومضت تقول "الأكل أثناء الليل شائع وطريقة سهلة لإضافة سعرات حرارية غير ضرورية وإضافة وزن بمرور الوقت لأن الناس يتناولون وجبات خفيفة أمام شاشات التلفزيون أو الكمبيوتر أو الكمبيوتر اللوحي"، والنصيحة التي تقدمها هيلر هي "ما أن ينتهي العشاء لا بد من إغلاق المطبخ. وإذا كان جدولك مختلا ولا تستطيع تناول العشاء إلا في ساعة متأخرة من المساء فكل قليلا أثناء الليل".

هل الحميات الغذائية سريعة الأثر مفيدة لصحة القلب؟

قال الدكتور أندرو فريمان كبير باحثي الدراسة ومدير صحة القلب والأوعية والوقاية من الأمراض في قسم طب القلب في (ناشونال جويش هيلث) في دينفر "هناك الكثير من المعلومات المضللة عن الصيحات الجديدة في التغذية بما يشمل الأقراص المضادة للأكسدة والعصير والحميات الخالية من الجولتين"، وقال فريمان في بيان "لكن هناك العديد من أنماط الغذاء تبين بوضوح أنها تقلل من خطر الكثير من الأمراض المزمنة بما يشمل اعتلال الشريان التاجي... هناك إجماع متنام على أن الحمية المعتمدة بالأساس على النباتات التي تركز على الخضر الخضراء المليئة بالألياف والحبوب الكاملة والبقول والفاكهة هي التي تحقق أفضل تحسن في صحة القلب". بحسب رويترز.

وقال فريمان وزملاؤه في الدراسة التي نشرت في دروية (أمريكان كوليدج أوف كارديولوجي) إن البيانات العملية المتاحة تقول إن استهلاك المكسرات باعتدال وزيت الزيتون واللحوم الخالية من الدهون يمكن أن تكون أيضا جزءا من نظام غذائي صحي للقلب.

وللمساعدة في تجنب ارتفاع معدلات الكوليسترول التي تساهم في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب أوصى باحثو الدراسة بالحد من تناول البيض وزيوت أخرى مثل زيت جوز الهند وزيت النخيل أو عدم تناولها على الإطلاق، وبالنسبة لمضادات الأكسدة فليس هناك أدلة على أن المكملات الغذائية التي تحتوي عليها يمكنها أن تساعد القلب فيما تشير بعض الأدلة إلى أنها قد تكون لها آثار صحية ضارة.

أمهات الأطفال المبتسرين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب

أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللائي يلدن قبل الميعاد أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بأمراض القلب في مراحل لاحقة من حياتهن حتى لو لم تكن لديهن أي عوامل خطر أخرى تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

وعادة ما تستمر فترة الحمل نحو 40 أسبوعا والأطفال الذين يولدون بعد 37 أسبوعا يعتبرون كاملي النمو، وأظهرت الدراسة أن تزايد خطر الإصابة بأمراض القلب بين الأمهات لأول مرة اللائي يلدن قبل هذه المدة بنسبة 40 بالمئة مقارنة بالنساء اللائي أنجبن أول طفل بعد 37 أسبوعا. وتزيد النسبة إلى مثليها بين اللائي يلدن قبل 32 أسبوعا.

وكتب الباحثون في نشرة (سركوليشن) الطبية يقولون إن زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكولسترول والسكري لدى النساء اللائي أنجبن قبل الأوان لا تفسر أكثر من 21 بالمئة من زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

وكتب فريق البحث يقول إن النسبة الباقية لم تفسر وتتطلب المزيد من الأبحاث لكن الدراسة تشير إلى إنجاب الأطفال المبسترين يجب أن يضاف إلى قائمة العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، وقالت لورين تانز من كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد تي.اتش التي قادت فريق البحث "النساء اللائي يلدن أطفالا مبتسرين يتلقين إنذارا مبكرا عن صحة قلوبهن"، وأضافت في رسالة بالبريد الالكتروني "قد يرغبن في إعطاء اهتمام خاص بقلوبهن عن طريق نظام غذائي وأسلوب حياة صحي يشمل الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة والامتناع عن التدخين"، وشملت الدراسة فحص بيانات 70 ألف أم أمريكية ومتابعة نصفهن على الأقل لمدة 32 عاما.

وبدء جمع البيانات منذ عام 1989 في إطار دراسة "طويلة الأمد عن الأمهات تشمل استطلاعات دورية عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتدخين والأدوية المستخدمة والتاريخ الإنجابي، وفي الإجمال أنجبت تسعة بالمئة من المشاركات أطفالا مبتسرين في الحمل الأول. وأنجبت اثنين بالمئة أطفالا قبل 32 أسبوعا في حين أنجبت سبعة في المئة أطفالا بعد فترة حمل دامت بين 32 و37 أسبوعا، والنساء اللائي أنجبن أطفالا مبتسرين كن أكثر ميلا للسمنة وارتفاع ضغط الدم وزيادة الكولسترول ووجود تاريخ من أمراض القلب بين أفراد أسرهن.

الأعشاب الطبية لها مخاطر على المصابين بأمراض القلب

أظهرت مراجعة حديثة أن الأعشاب الطبية فوائدها قليلة بالنسبة للمصابين بأمراض القلب وتعرضهم لمخاطر عديدة في الوقت نفسه، وقال الدكتور جراتسيانو أوندر من مستشفى إيه. جيميلي الجامعي بجامعة القلب المقدس الكاثوليكية في روما لرويترز هليث "من المهم أن يبلغ المرضى أطباءهم بشأن الأعشاب الطبية ويسألوا عن الآثار الضارة للأعشاب الطبيعة التي يستخدمونها. هذا مهم جدا بالنسبة لكبار السن الذين يتعاطون عادة العديد من الأدوية"، ويقر واحد من كل خمسة أشخاص في الولايات المتحدة بتعاطي مكملات عشبية أو غذائية في مرحلة ما من العمر ويمثل هذا مبعث قلق بالغ بالنسبة لمرضى القلب.

وبحث فريق أوندر عن دلائل متعلقة بسلامة وفاعلية الأعشاب الطبية لأشخاص مصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية ولم يجدوا أدلة واضحة ومقنعة على أي فوائد تعود عليهم من استخدام تلك الأعشاب.

وذكر الفريق في تقرير له في دورية كلية طب القلب الأمريكية أن ثمة أدلة محدودة على فوائد محتملة لزيت بذور الكتان والحرشف البري وبذور العنب والشاي الأخضر والزعرور البري والثوم والصويا. لكن تلك الفوائد قللت من أهميتها دلائل على وجود مخاطر كبيرة لتفاعل أدوية القلب مع الشاي الأخضر والزعرور البري والثوم.

والقتاد من بين الأعشاب الطبية الشائعة الاستخدام التي لم تظهر أدلة أو أدلة مضادة فيما يبدو على فوائد لها أو آثار جانبية محدودة، ولم تظهر فوائد للجينسنج الآسيوي ولكن هناك خطرا مرتفعا لتفاعله مع أدوية القلب وظهرت أدلة على احتمال وجود آثار جانبية شديدة واحتمال كبير للتفاعل مع أدوية القلب لنبتة الجنكة.

العثور على أصحاب "أصح قلوب في العالم"

قال باحثون إنه تم التوصل لأصحاب أصح القلوب في العالم، وهم شعب تسيماني في غابات بوليفيا1، وأظهرت دراسة، نشرت في دورية لانسيت الطبية، أنه لا يوجد أي شخص تقريبا من أبناء شعب تسيماني لديه علامات على انسداد الشرايين، حتى في سن الشيخوخة.

وقال الباحثون إنهم "شعب لا يُصدَّق" يعيش على حمية وطرق معيشة مختلفة جذريا، وأقر الباحثون بأن بقية العالم لا يمكن أن يعود إلى الصيد والالتقاط والزراعة البدائية، لكنهم قالوا إن هناك دروسا لنا جميعا من شعب تسيماني، ويضم شعب تسيماني نحو 16 ألف شخص يمارسون القنص وصيد الأسماك والزراعة على نهر مانيكي في غابات الأمازون المطيرة في الأراضي البوليفية المنخفضة، وطريقتهم في الحياة تتشابه مع حضارة الإنسان منذ آلاف السنين.

وتطلب الأمر من فريق العلماء والأطباء القيام بعدة رحلات جوية بالإضافة إلى رحلة بالزورق كي يصلوا إلى حيث يعيش أبناء شعب تسيماني.

ويتمتع أفراد هذا الشعب بنشاط بدني أكبر بكثير من الأشخاص العاديين، حيث يسير الرجال 17 ألف خطوة يوميا والنساء 16 ألف خطوة، وحتى من تزيد أعمارهم عن الستين يسيرون أكثر من 15 ألف خطوة، وبالمقابل، يجاهد معظم الناس العاديين في مناطق أخرى من العالم للاقتراب من 10 آلاف خطوة في اليوم.

"إنهم ينجزون جرعة غير عادية من الرياضة"، بحسب الطبيب غريغوري توماس أحد الباحثين من المركز الطبي بلونغ بيتش ميموريال في ولاية كاليفورنيا، كما أنهم يدخنون أقل كثيرا، لكنهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى التي يحتمل أن تزيد من احتمال التعرض لمتاعب في القلب، وذلك من خلال الالتهابات التي تصيب الجسم.

20 مليون شخص عرضة لأمراض القلب في بريطانيا

تشيرالتقارير العلمية إلى أن ممارسة الرياضة من شأنها تقليل المخاطر المتعلقة بأمراض القلب

قالت جمعية أمراض القلب البريطانية في تقرير لها، إن أكثر من عشرين مليون بريطاني لا يمارسون أي نوع من النشاط الرياضي.

وحذرت الجمعية من أن عدم القيام بأي نشاط، من شأنه أن يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية، التي تكلف المستشفيات البريطانية 1.2 مليار جنيه إسترليني سنويا على الأقل، وتُعرف الجمعية الشخص الذي لا يمارس أي نشاط رياضي، بأنه لا يتبع التوجيهات الحكومية الخاصة بالنشاط الجسمي. ويعد الحد الأدنى من النشاط الرياضي 150 دقيقة كل أسبوع، وتمثل النساء نسبة 36 في المئة من الأشخاصالذين لا يمارسون أي نشاط رياضي في بريطانيا، أي ما يصل إلى 11.8 مليون امرأة، مقابل 8.3 مليون رجل في بريطانيا.

وورد في التقرير أن البريطانيين في المتوسط يقضون خمس حياتهم لا يفعلون شيئا، أي يجلسون دون القيام بأي نشاط رياضي، وهو ما يعادل 78 يوما كاملة للنساء، مقابل 74 يوما للرجال.

ووجدت الأبحاث الطبية أن نسبة 76 في المئة من البريطانيين الذين- يخضعون لعمليات جراحية على مستوى القلب، أو يحولون إلى أقسام إعادة التأهيل بسبب أمراض قلبية- هم من الأشخاص الذين لا يمارسون نشاطاً رياضياً.

ويقول مايك كنابتون، الطبيب المتخصص في أمراض القلب: "انعدام النشاط الجسماني وكثرة الجلوس في بريطانيا يمثلان نسبة عالية في بريطانيا، وإذا جمعنا تأثير هذين العاملين، فإننا سنجد أنهما يمثلان تهديدا كبيرا لصحتنا القلبية، ومن أسباب الوفاة المبكرة أيضا"، ويحذر التقرير من أن نحو 5 ملايين شخص يتوفون سنويا في العالم، يمكن تصنيفه ضمن قائمة الأشخاص الذين لا يمارسون اي نشاط رياضي، مما يجعل عدم القيام بأي نشاطات جسمية بشكل مستمر، واحدا من أهم عشرة أسباب المؤدية للوفاة في العالم.

اضف تعليق