q

تصيب الاضطرابات النفسية مئات الملايين حول العالم وتؤثر في حياة احبائهم.، ويعاني شخص واحد من كل اربعة من مرض نفسي في وقت ما في حياته، ويعد الاكتئاب اهم مسببات العجز عالميا،‏ فعندما يواجه الفرد الهم أو الإحباط أوالصراع أوالحرمان فإنه يحاول أن يخفف القلق الناجم عن هذه المعاناة باستخدام ميكانيزمات الأمان وهي نوع من الحيل الدفاعية التي ترمي إلى تخفيف القلق من جهة والحفاظ على اعتبار الذات من جهة أخرى، لكن هذه الحيل الدفاعية قد لا تحقق الهدف عند بعض الأفراد لذلك تشتد الضغوط على الأنا أو الذات فتضعف إلى درجة كبيرة بحيث يبدأ الفرد بإدراك نفسه وما حوله بصورة مشوشة ومشوهة مما يؤثر في تكيفه الشخصي والاجتماعي وهذا يجعله يبدو في نظر الآخرين شخصاً لديه اضطرابات نفسية.

بكلمة أخرى نستطيع أن نقول إن الاضطرابات النفسية تنشأ عندما يصل الفرد إلى مستوى من المعاناة والقلق تصبح فيه حياته العقلية رهينة الضغوط الانفعالية لذلك يبدي الفرد أنواعاً من السلوك تتسم بأنها ليست ذات هدف نافع من وجهة نظر الآخرين كما أنها بعيدة عن العقلانية والمنطق وهما العلامتان الرئيسيتان للسلوك الذي ينبئ عن اضطراب في الشخصية، لأن سلوك الفرد السليم يكون ذا هدف محدد أي أنه يتسم بالغرضية ويخدم دافعاً معيناً كما أنه يتسم بالعقلانية أي أنه منطقي ويخضع لقواعد السببية.

واهمية علم النفس الحيوي الذي يتخصص في فهم الاضطرابات النفسية والعقلية بالنظر الى بيولوجيا النظام العصبي، بدأت تنمو في الثمانينات والتسعينات. وتعتبر دراسة الدماغ وهو العضو الذي يتمتع باكبر حماية ويصعب تاليا الوصول اليه، اصعب من غيرها.

في سياق متصل، خلصت دراسة عالمية إلى أن وجود شريك حياة لأي شخص له تأثير كبير على سعادته يفوق الحصول على زيادة مالية على راتبه الشهري، وذكرت الدراسة أن الصحة العقلية للإنسان ووضعه العاطفي لهما تأثير كبير على شعوره بالرضى أكثر من العوامل الاقتصادية، تبعاً لتحليل أجرته كلية لندن للاقتصاد.

فيما تظهر دراسة جديدة تقارن بين الانعزال من أجل التأمل ومجرد الاسترخاء في نفس المكان أن الخيارين يحسنان التحكم في التوتر ووظائف المناعة، وقاس العلماء نشاط الجينات ووجدوا أن هناك تحسنا في الحالة العامة خلال العطلات والأشهر التالية لها كما رصدوا تأثيرا كبيرا وفوريا للعطلات على المشاركين. وبالنسبة لمن استمروا في التأمل تم رصد الفوائد حتى بعد مرور عشرة أشهر.

من جهة أخرى، رجحت دراسة أن التعرض لضغوط شديدة يؤثر على الدماغ لدى الأولاد بصورة تختلف عن الفتيات، واكتشف أن جزءا في الدماغ مرتبط بالعواطف والانفعالات، ويُسمى الفص الجزيري، يكون أصغر لدى الفتيات اللاتي تعرضن لصدمات.

الى ذلك، اظهرت دراسة نشرت نتائجها ان تجربة تستخدم فيها تقنيات الواقع المعزز والعاب الفيديو سمحت بمعالجة الآلام الناجمة عن إحساس وهم الاطراف لدى أربعة عشر مريضا مبتوري الذراع، ودعي المرضى وهم من السويد وسلوفينيا الى "استخدام" عضوهم المبتور لقيادة سيارة عبر لعبة فيديو لسباقات السيارات.

يعتقد كثير من الأطباء النفسيين أن عدد العصابيين يتراوح ما بين 30 : 35 % من عدد سكان أي دولة، والحقيقة أن نسبة التعساء بسبب الاضطرابات النفسية والعقلية أو الاجتماعية قد تكون أكبر من هذا إذا ما لاحظنا بأن في حياة كل شخص تقريبًا لحظات محددة - طويلة أو قصيرة - يشعر فيها بالاضطراب، وأن الأمور أفلتت من يده، أو يعاني من حالات يوشك فيها على الانهيار العصبي، وأن أسلوبه في الحياة لم يعد يجدي معه.

وتشكل الأمراض النفسية بؤرة لمشكلات اجتماعية وعقلية أخرى، تعاني منها المجتمعات المتقدمة الغربية، والاشتراكية، ودول العالم الثالث على السواء، وقد بينَّا - بالاعتماد على نتائج البحوث المَسْحِيَّة، والدراساتِ التجريبيَّة - مدى انتشار الاضطرابات العقلية في العالم العربي والغربي.

وتحدث الاضطرابات النفسية بسبب التقاء الوِراثة، والأساليب الخاطئة في التنشئة فضلاً عن الضغوط والأزمات البيئية، وقد أوضحنا كم يتمُّ الالتقاء بين هذه العناصر الثلاثة، والتقاء هذه العناصر يرسم دون شك خِطَطَ العلاج الفعَّال لتلك المشكلات؛ كما يمنحنا البصيرة بالسبل والأشكال التي يجب أن تتطور نحوها أساليب العلاج.

مجموعة من الاف الادمغة لدرس الامراض النفسية والعقلية

تلقى مستشفى الامراض النفسية في دوفال في شمال بلجيكا مجموعة خارجة عن المألوف تضم حوالي ثلاثة الاف دماغ بشري اختارها بعناية طبيب بريطاني على مدى اكثر من اربعين عاما، وضعت بعض اجزاء هذه الادمغة بالفورمول او طليت بالبارافين وهي فصاص جبهية او حصين ومناطق اخرى اساسية في هذا العضو الاساسي في النظام العصبي. وقد حفظت احيانا ادمغة بكاملها. وقد تلقى الطبيب مانويل مورانس مدير الابحاث في المستشفى مع فريقه هذه المجموعة وهم يتقاسمونها مع كلية الطب في جامعية انفير (شمال).

ويقول مبتسما "انها اكبر مجموعة من نوعها في العالم بحسب معلوماتنا"، وكانت المجموعة تضم في الاساس حوالى 8500 دماغ وقد جمعها طبيب الاعصاب البريطاني جون كروسيليس اعتبارا من العام 1951 وحتى منتصف التسعينات. وكادت تضيع بسبب الضغوط العقارية اذ ان الاستمرار بايواء هذه المجموعة الواسعة في العاصمة كان قد اصبح مكلفا جدا، وتمكن المستشفى في دوفال تاليا من الحصول على ثلاثة الاف دماغ في حين ان الجزء المتبقي وهب الى فرق ابحاث اخرى في الخارج، في بلجيكا، ستستخدم الادمغة لاغراض البحث خصوصا عن اسباب الاكتئاب وانفصام الشخصية، وكل من هذه الادمغة مرفق بملف طبي محدث حتى وفاة المريض، هذه المجموعة النادرة ثمينة جدا للباحثين.

ويوضح مانويل مورانس لوكالة فرانس برس "اليوم بات الحصول على أعضاء بشرية بعد الوفاة في بلجيكا أمرا صعبا للغاية إن لم نقل مستحيلا"، في ايام الطبيب كورسيليس الذي توفي العام 1994 كانت الاعتبارات الاخلاقية اقل صرامة وكان من الاسهل على الارجح تشكيل مجموعة كهذه اذ كان الحصول على الاذونات الضرورية ايسر بكثير، ومن ايجابيات العمل على ادمغة من تلك الفترة هي ان الكثير منها لم يتأثر باي علاج طبي اذ لم تكن متوافرة حينها، ويقول مورانس "الابحاث الراهنة تعاني من ان الادمغة بشكل عام اخذت من مرضى خضعوا لعلاجات بالادوية" لكن بفضل هذه المجموعة "سنتمكن من دراسة المرض بشكله الاكمل".

وقد تسمح الابحاث على هذه الادمغة بالكشف عن بعض الاسرار التي لم يتمكن العلماء بعد من كشفها على ما تقول فيولت كوبينس الباحثة في دوفال، وتؤكد "علم النفس حقل ابحاث جديد نسبيا على صعيد التحقيقات العلمية"، وستأخذ فيوليت كوبينس وزملاؤها من الاف الادمغة هذه، عينات سيدرسونها بواسطة مجهر بحثا عن التهابات، وعلى شاشة الباحثة، يظهر جزء من المخيخ وقد لونت المادة البيضاء فيه بلون اخر لمراقبة الخلايا الذي تؤلفه بشكل افضلن وتفيد كوبينس ان البحث الراهن على الاحياء يبقى محدودا بسبب التكنولوجيا المتاحة. ففحوصات السكانر والتصوير بالرنين المغنطيسي لا يمكنها على سبيل المثال رصد اي نوع من البروتين او الانزيم يمكن لهذه الامراض ان تفرزها.

وتقول كوبينس "هل يمكن لالتهاب في الدماغ ان يتسبب او يؤدي الى تفاقم التطور الطبي لبعض الاضطرابات العقلية والنفسية؟"، هذا هو السؤال الذي يحاول الفريق البلجيكي بقيادة مورانس ان يرد عليه بعد درس الاف العينات ومقارنتها.

وجود شريك حياة يمنح السعادة بشكل يفوق الحصول على زيادة في المرتب

قالت الدراسة إن وجود شريك حياة للمرء يرفع نسبة سعادته 0.6 نقاط، كما أن خسارته لهذا الشريك إما بسبب الانفصال أو الموت يقلل من نسبة السعادة بنفس عدد النقاط، بحسب الدراسة، وشملت الدراسة العديد من الإحصائيات التي أجريت على مستوى العالم، وشارك فيها 200 ألف شخص لمعرفة العوامل التي تؤثر على سعادتهم.

ووجدت الدراسة أن مضاعفة الراتب الشهري للفرد تزيد من نسبة سعادته أقل من 0.2 نقطة من مقياس 10-0، ورأت الدراسة أن الأشخاص يهتمون بمقارنة رواتبهم بغيرهم من الناس، ففي حال حصل الجميع على نفس الزيادة المالية، فإن ذلك سيكون تأثيره قليل جداً على السعادة الإجمالية للأفراد، ووفقاً للدراسة، فإن البطالة تقلل من نسبة سعادة كل شخص عاطل عن العمل بنسبة 0.7، ووجدت الدراسة أن "الصحة العقلية للمرء لها التأثير الأكبر على سعادة الإنسان"، مضيفة أن المعاناة من الكآبة واضطراب القلق يقللان من نسبة سعادة المرء بـ 0.7 نقاط".

كما أن وجود شريك حياة للمرء يرفع نسبة سعادته 0.6 نقاط، كما أن خسارته لهذا الشريك إما بسبب الانفصال أو الموت يقلل من نسبة السعادة بنفس عدد النقاط، بحسب الدراسة.

وقال ريتشارد لايارد، المشارك في الدراسة، إن " الدليل يظهر بأن الأشياء التي تسعدنا هي حياتنا الاجتماعية وصحتنا العقلية والجسدية"، مضيفا ً أن هذا يتطلب دوراً جديداً على الحكومات، يتمثل بتوفير السعادة للأفراد عوضاً عن الاهتمام بالجانب المادي.

وأردف أن "الحكومات عملت في السابق على التخلص من الفقر والبطالة واهتمت بالتعليم والصحة البدنية، إلا أن هذه الأمور متساوية في أهميتها الآن بالعنف المنزلي و إدمان الكحول والكآبة واضطرابات القلق ومشاكل الشباب وقلق الامتحانات، فهذه العوامل يجب أن تصبح مثار اهتمام الحكومات"، وستناقش نتائج هذه الدراسة في مؤتمر في كلية لندن للاقتصاد الشهر الجاري.

قضاء العطلات ربما يغير نشاط الجينات

قال الدكتور إريك شات مدير معهد إكان لعلم الجينوم وعلم الأحياء متعددة النطاقات التابع لمستشفى ماونت سيناي في نيويورك "العطلة تساعد على الاسترخاء وأجواء المنتجعات تخرجك من دوامة الحياة اليومية التي تسبب توترا شديدا ويكون فيها جسمك في وضع أقرب إلى الدفاعي لمواجهة ضغوط الالتزام بالمواعيد النهائية والتعامل مع العملاء الغاضبين والصراع مع الزملاء للحصول على موارد لتنفيذ مهمتك أو غير ذلك"، وأضاف "حين تقضي عطلة للاسترخاء تسمح لجسمك بالخروج من هذا الوضع الدفاعي وخفض مستويات التوتر وهو ما يؤثر بدوره على حالة الخلايا في جهازك المناعي".

وشملت الدراسة 102 امرأة تتراوح أعمارهن بين 30 و60 عاما قبل وبعد قضاء خمسة أيام في منتجع لا كوستا في كاليفورنيا. وشاركت بعض النساء في أنشطة التأمل واليوجا بينما اكتفت أخريات بالإقامة في المنتجع دون الاشتراك في نفس الأنشطة.

وكان نحو ثلث النساء ممن يواظبن على ممارسة التأمل بينما لم تمارس بقية النساء وعددهن 70 التأمل من قبل. وانضم نصف من ليس لهن تاريخ مع التأمل إلى برنامج لليوجا والتأمل واختيروا عشوائيا بينما اقتصر نشاط النصف الآخر واختير عشوائيا أيضا على قضاء العطلة، وبالإضافة إلى أخذ عينات دم قبل وبعد العطلة أجابت النساء عن أسئلة عن أعراض الاكتئاب والتوتر والحيوية واليقظة في اليوم الخامس وبعد شهر ثم بعد عشرة أشهر.

وأظهرت النتائج التي نشرت في دورية (ترانسليشنال سايكياتري) تحسن النقاط الخاصة بقياس الصحة النفسية المسجلة للمجموعات الثلاثة بحلول اليوم الخامس وبعد شهر. وبعد عشرة أشهر سجلت النساء اللاتي مارسن التأمل خلال العطلة تراجعا أكبر في أعراض الاكتئاب والتوتر مقارنة مع من قضين العطلة وحسب.

القلق الشديد على الصحة قد يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب

خلصت دراسة طبية إلى أن "القلق الشديد" على الصحة قد يقود في الواقع إلى خطر الإصابة بأمراض القلب، ودرس باحثون من النرويج مستوى القلق عند 7000 شخص خضعوا للمراقبة على مدى عقد على الأقل، وأشارت الدراسة إلى أن القلق العام معروف أصلا بأنه يشكل خطرا على الفرد، ولهذا فإن القلق على الصحة قد يكون أيضا قضية مطروحة.

وقال خبراء في الصحة إن كل شخص يشعر بأنه يعاني من "القلق على صحته" ينبغي عليه أن يخبر طبيبه، ويوصف القلق على الصحة بأنه نوع "انشغال مستمر" من خطر الإصابة بمرض خطير أو الإصابة به فعلا، وبالتالي طلب النصائح الطبية بشكل فوري بدون أن يعاني الشخص من مرض فعلي، وولد المشاركون في هذه الدراسة ما بين 1953 و1957 في النرويج، وأكملوا استمارات تتعلق بالصحة، ونمط الحياة المتبع، والمستوى التعليمي، إضافة إلى الخضوع إلى إجراءات تحليل الدم، وقياس الوزن، والطول، وضغط الدم بصفة منتظمة ما بين 1997 و 1999، واستخدم الباحثون مقياسا محددا يسمى مؤشر "ويتلي" لتقييم مستويات القلق عند المعنيين بالأمر، واستخدم الباحثون أيضا بيانات وطنية لتعقب علاج الأشخاص الذين اشتكوا من هذه الأعراض وحالات الوفاة المسجلة حتى عام 1999.

وخلال مدة المراقبة الطبية، عانى 234 شخصا أي 3.3% من مجموع 7000 شخص من جلطة قلبية أو من حالة حادة من الذبحة الصدرية، وحتى عندما يتم أخذ المخاطر الصحية في الاعتبار، فإن نسبة الأشخاص الذين يستسلمون لأمراض القلب (أكثر من 6%) كانت أعلى بمرتين في صفوف 710 أشخاص اعتبروا أنهم يعانون من القلق الصحي.

ووجدت الدراسة أنه كلما زادت حالات القلق، اشتد خطر الإصابة بأمراض القلب، وقالت لي إدن بيرج كبيرة الباحثين المسؤولين عن الدراسة "يوضح البحث أن الأشخاص الذين يعانون من سلوك نمطي يقوم على القلق على الصحة مثل الخضوع للمراقبة الطبية المنتظمة ومحاولة رصد الأعراض لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب".

وأضافت قائلة "هذه النتائج تبين المعضلة التي يتعرض لها العاملون في المنشآت الطبية وتتمثل من جهة في طمأنة المريض بأن الأعراض الحالية ليست مرتبطة بأمراض القلب ومن جهة أخرى المعلومات الجديدة التي تذهب إلى أن القلق مع الوقت يمكن أن يُربط بشكل عرضي بتزايد مخاطر الإصابة بأمراض القلب"، وقالت إيميلي ريف وهي ممرضة رئيسية مختصة في أمراض القلب تعمل في مؤسسة أمراض القلب البريطانية "من الطبيعي أن يشعر الناس بالقلق إذا انتابتهم المخاوف على صحتهم وشعروا بأنهم ليسوا على خير ما يرام".

وأضافت قائلة إن "القلق والضغط يمكن أن يسرعا الإصابة بعادات غير صحية مثل التدخين أو تناول الطعام بطريقة غير صحية، الأمر الذي يعرضك إلى مخاطر أشد من حيث الإصابة بأمراض القلب"، ومضت إلى القول "بالرغم من أننا لا نعرف إن كان "القلق الشديد" يرتبط بشكل مباشر بمخاطر الإصابة بأمراض القلب، فمن الواضح أن تقليل القلق غير الضروري يمكن أن تكون له مزايا تنعس إيجابيا على الصحة"، واختتمت بالقول "إذا كنت تعاني من القلق على الصحة، تحدث إلى طبيبك الخاص".

المحكمة العليا في باكستان تقضي بأن الفصام ليس مرضا عقليا

قضت المحكمة العليا في باكستان بأن الفصام لا يقع في نطاق تفسيرها القانوني للاضطرابات العقلية مما يمهد الطريق أمام تنفيذ حكم الإعدام خلال الأسبوع الحالي في رجل متهم بالقتل، وشهد أطباء حكوميون في عام 2012 بأن إمداد علي (50 عاما) مصاب بجنون العظمة وهو أحد أعراض مرض الفصام بعد إدانته بقتل رجل دين في عام 2001 وصدور حكم عليه بالإعدام، ويقول محامون إن علي غير لائق لتنفيذ حكم الإعدام ضده إذ أنه غير قادر على فهم جريمته وعقابها وإن تنفيذ الحكم سينتهك التزامات باكستان بمقتضى ميثاق العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية التابع للأمم المتحدة.

إلا أن قضاة المحكمة العليا الثلاثة برئاسة كبير القضاة أنور زاهر جمالي قضوا بأن الفصام "ليس اضطرابا عقليا دائما"، وأضافوا في الحكم الصادر يوم الخميس "ومن ثم فإنه (الفصام) مرض يمكن الشفاء منه وبأي حال من الأحوال لا يقع في نطاق "الاضطراب العقلي"، واعتمد القضاة في الحكم على تفسيرين في قاموسين لكلمة ’فصام’ وعلى حكم للمحكمة العليا في الهند المجاورة صدر عام 1988، وتفسر الجمعية الأمريكية للطب النفسي الفصام على أنه "مرض عقلي خطير يتميز بالأفكار غير المترابطة أو غير المنطقية والسلوك والكلام بطريقة غريبة والأوهام أو الهذيان مثل سماع أصوات".

وقال الطبيب طاهر فيروزي وهو طبيب نفسي تابع للحكومة عالج علي في السنوات الثماني الأخيرة في فترة سجنه إنه وطبيان آخران شخصا إصابة علي عام 2012، وقال فيروزي وصافيا بانو زوجة علي إنه يعاني من أوهام بأنه يتحكم في العالم ومضطهد ويسمع أصواتا توجه له أوامر، وقالت مؤسسة ريبريف لحقوق الإنسان ومقرها بريطانيا إن حكم المحكمة "شائن".

الضغوط "تؤثر على الفتيات بصورة تختلف عن الأولاد"

رجحت دراسة أن التعرض لضغوط شديدة يؤثر على الدماغ لدى الأولاد بصورة تختلف عن الفتيات، واكتشف أن جزءا في الدماغ مرتبط بالعواطف والانفعالات، ويُسمى الفص الجزيري، يكون أصغر لدى الفتيات اللاتي تعرضن لصدمات.

وفي المقابل، يكون الفص الجزيري أكبر من الطبيعي لدى الأولاد الذين يتعرضون لصدمات، وقال باحثون إن ذلك يفسر لماذا تكون الفتيات أكثر عرضة لاضطرابات ما بعد الصدمة، ورجحت نتائج الدراسة أن الأعراض التي تظهر على الفتيات بعد المرور بتجارب تنطوي على ضغوط شديدة أو حزن عميق تختلف مع الأعراض التي تظهر على الأولاد، ما يستدعي التعامل مع علاج كل فئة بطريقة مختلفة.

وأجرى الدراسة فريق بحثي من كلية الطب في جامعة ستانفورد، والفص الجزيري هو منطقة معقدة تقع في قاع الدماغ وتتصل بأجزاء أخرى عديدة، ويعلب هذا الجزء دورا مهما في التقاط الإشارات الصادرة من باقي أجزاء الدماغ، وأجرى الباحثون مسحا للدماغ لدى 59 شخصا في أعمار تتراوح من 9 إلى 17 سنة من أجل الوصول إلى تلك النتائج التي نُشرت في مجلة "Depression and Anxiety" لمتخصصة.

وأُجريت الدراسة على مجموعة تتكون من 14 فتاة و16 صبيا مروا بضغوط حادة أو صدمات لمرة واحدة على الأقل، ومجموعة أخرى تتكون من 15 فتاة و14 صبيا لم يمروا لصدمات.

وكشفت نتائج الدراسة أن مجموعة الأولى شهدت تغيرا في حجم منطقة بالفص الجزيري، الشق الدائري الأمامي منه، ويشير ذلك إلى توافر أدلة على تأثر حجم الفص الجزيري بما يتعرض له الإنسان من ضغوط حادة لفترات طويلة، كما يلعب هذا الجزء من المخ دورا في الإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة، وفقا للبحث.

الواقع المعزز يساعد على معالجة الام وهم الأطراف

رجحت دراسة أن التعرض لضغوط شديدة يؤثر على الدماغ لدى الأولاد بصورة تختلف عن الفتيات، واكتشف أن جزءا في الدماغ مرتبط بالعواطف والانفعالات، ويُسمى الفص الجزيري، يكون أصغر لدى الفتيات اللاتي تعرضن لصدمات.

وفي نهاية 12 جلسة شملتها التجربة، تراجعت حدة آلامهم بنسبة 32 % كما تقلصت وتيرة هذه الاوجاع بنسبة 61 % خلال النوم و43 % خلال اليقظة، وفق الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ذي لانست" الطبية البريطانية، ومن بين المرضى الاربعة الذين عولجوا بالمسكنات، اثنان قلصا بدرجة كبيرة جرعات علاجهما.

واشارت الدراسة الى ان التحسن المسجل بقي بعد ستة اشهر من نهاية التجربة، وأوضح المعد الرئيسي للدراسة ماكس اورتيز-كاتالان وهو مهندس الكترونيات متخصص في الاطراف الاصطناعية واستاذ في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا في مدينة غوتنبرغ السويدية أن "نتائج دراستنا تدفع الى الاعتقاد بأنه من المفيد ربما +تدريب+ الطرف الوهمي".

ويقصد بآلام الطرف الوهمي تلك التي يشعر بها الشخص المبتور الأطراف كما لو كانت ناجمة عن الطرف المبتور. وهي تحصل عندما تواصل الخلايا العصبية في منطقة البتر ارسال رسائل ألم للدماغ، وتسجل هذه الالام بدرجة كبيرة بعد حالات البتر، لكنها في ثلث الحالات تستمر وتؤثر على نوعية الحياة لدى المرضى (كتراجع الصحة العقلية وصعوبة اكبر في استخدام الطرف الاصطناعي...).

وثمة علاجات قليلة لهذه الحالة اذ ان العمليات الجراحية والمسكنات لا توفر الا ارتياحا محدودا للاشخاص الذين يعانون من وهم الاطراف كما انها تحمل اثارا جانبية، وتسمح التجربة التي اوردت نتائجها الدراسة بـ"اعادة تشغيل مناطق في الدماغ" مستخدمة لتحريك الذراع بعد البتر، وفق معدي الدراسة.

تحليل يكشف "البؤر الساخنة" لانفصام الشخصية

كشف تحليل بالخرائط النقاب عن "البؤر الساخنة" لانتشار مرض انفصام الشخصية وغيره من الأمراض النفسية في إنجلترا، وذلك استنادا إلى كمية الأدوية التي يصفها الأطباء، وأظهر التحليل الذي أجرته جامعة "شرق لندن" أن أعلى معدلات هذا المرض تركزت في "شمال كستيفن" في مقاطعة لنكولنشير.

وسُجل أقل معدل للوصفات الطبية لمرضى انفصام الشخصية في منطقة إيست دورست، لكن تفسير السبب في هذا النمط في عموم إنجلترا بالكامل هو أمر معقد، ويقول فريق البحث إن هذه الخرائط تطرح العديد من الأسئلة، وجرى إعداد هذه الخرائط باستخدام سجلات لوصفات طبية، لا تحمل أسماء المرضى، جُمعت من عيادات الأطباء في بريطانيا.

وتُسجل هذه الخرائط فقط الوصفات الصادرة عن أطباء االمارسة العامة وليس عدد المرضى الذين يخضعون للعلاج. وبالتالي فإن العلاج في المستشفيات استثني من هذا التحليل.

وأظهرت البيانات بين أكتوبر/ تشرين الأول 2015 وسبتمبر/ أيلول 2016 أن متوسط عدد الوصفات الطبية لمرضى انفصام الشخصية في أنحاء إنجلترا بلغ 19 وصفة لكل ألف شخص.

وشملت المناطق التي سجلت أعلى نسب ما يلي:

- نورث كستيفن: 39 وصفة لكل ألف شخص

- كوفنتري: 35 وصفة لكل ألف شخص

- روتشديل: 34 وصفة لكل ألف شخص

- كامبريدج: 34 وصفة لكل ألف شخص

- هاستنغز: 33 وصفة لكل ألف شخص

وضمت القائمة التي سجلت معدلات عالية أيضا جيوبا في مانشستر وليفربول وويغان وكنغستون ابون-هيل وولسول.

وأشار التحليل إلى أن أقل معدل للوصفات لمرضى الانفصام سُجلت في المناطق التالية:

- إيست دورست: تسع وصفات لكل ألف شخص

- ساوث غلوسسترشير: عشر وصفات لكل ألف شخص

- توكسبري: عشر وصفات لكل ألف شخص

- يورك: عشر وصفات لكل ألف شخص

- إبسوم وإيول: 11 وصفة لكل ألف شخص

وقال إن "هذه التغييرات ليس لها صلة قوية بالأنواع الخاصة بنمط الحياة المتبع، ولذا فإنها ترجع على الأرجح إلى الاختلافات في السياسات والممارسات المتعلقة بتقديم خدمات الصحة النفسية في أنحاء البلاد".

اضف تعليق