q

ما بين ازالة الغابات والصيد الجائر تعيش الارض الخضراء في خطر بيئي كبير، فقد توصلت دراسة إلى أن نحو 906 مليارات دولار من عائدات الشركات مازالت مرتبطة بإزالة الغابات في العالم على الرغم من التقدم المحرز في هذا الصدد، فيما تطرق الحملة لملاحقة صيادي الحيوانات وحماية الفصائل المعرضة لخطر الانقراض في محميات أفريقيا المتداعية عالم التكنولوجيا المستخدمة في العالم الافتراضي للعبة البوكر على الانترنت وغيرها من الألعاب، وتستخدم مبادرة تمولها الولايات المتحدة الذكاء الصناعي والقواعد الرياضية المستخدمة في تطوير الألعاب للتكهن بحركة الصيادين وتساعد الحراس الذين يجربون التقنية الجديدة في أوغندا في العثور على الصيادين والفخاخ التي ينصبونها للحيوانات.

ووفقا لخبراء في مجال حماية البيئة ففي جميع أنحاء أفريقيا تستعر المعركة ضد الصيد الجائر لكنها كثيرا ما تمنى بالخسارة. وتراجعت أعداد الفيلة الأفريقية بنسبة 20 في المئة بين عامي 2006 و 2015 بسبب الارتفاع الكبير في عمليات الصيد غير المشروع بهدف الحصول على العاج.

لكن المعركة حققت بعض الجولات الناجحة. وشهدت أوغندا ارتفاع عدد الفيلة من 700 أو 800 في الثمانينات خلال سنوات الحكم الفوضوي والديكتاتورية إلى نحو خمسة آلاف الآن. لكن مسؤولين يقولون إن عمليات الصيد غير المشروع زادت مرة أخرى.

من جهتها حذرت منظمة "سورفايفل" البريطانية من ان مساحات تقطنها قبائل من السكان الاصليين في غابات الامازون "تتعرض لاسوأ اجتياح لها منذ عقود" يهدد بالقضاء على ثلاث قبائل تعيش منعزلة عن العالم.

نمو أرباح الشركات "مازال يعتمد على إزالة الغابات"

وتشير الدراسة التي أعدها برنامج الإفصاح عن انبعاثات الكربون، إلى أن نحو ربع عائدات الشركات تعتمد على سلع ذات صلة بعملية إزالة الغابات، وهذه السلع هي منتجات الماشية وفول الصويا وزيت النخيل ومنتجات الأخشاب، واستندت الدراسة إلى معلومات كشفها 365 مستثمرا في أعمال تصل قيمتها إلى نحو 22 تريليون دولار.

وقالت كاتي ماكوي، رئيسة وحدة الغابات ببرنامج الإفصاح عن انبعاثات الكربون: "علمنا هذا العام أن نسبة كبيرة جدا من دخل الشركات تعتمد على سلع ذات صلة بمخاطر إزالة الغابات".

وأضافت: "عندما أجرينا دراستنا توصلنا إلى أن متوسط ربع عائدات الشركات يعتمد على سلع ذات صلة بإزالة الغابات"، وقالت إن ثمة رسالة واضحة موجهة للشركات كي تتعامل بجدية مع قضية إزالة الغابات بوصفها مصدرا لتوريد الخامات لها، وأضافت: "سيكون لذلك تأثيره على قدرتها في تحقيق إيرادات".

وأضافت ماكوي: "ثمة رسالة أخرى رئيسية وهي أنه في الوقت الذي تنظر الشركات بعين الثقة تجاه حصولها على مصدر توريد آمن ومستدام لهذه السلع، تشير دراستنا إلى أن الشركات تتغافل عن تأثير إزالة الغابات في سبيل تحقيق النمو"، وقالت: "من أجل إحسان استغلال الفرص وتقليل الخسائر بقدر الإمكان، نطالب الشركات في عصرنا هذا، الذي يتسم بالتدقيق على نحو متزايد، بالتفاعل بصورة ذات مغزى أكثر مع مصادر التوريد ومناقشة مخاطر إزالة الغابات في غرف الاجتماعات"، وأضافت أن مناقشة قضية "إزالة الغابات في غرف الاجتماعات" ستساعد في تطوير نموذج طويل الأجل للقضية، مما يجعلها أكثر استدامة.

وقالت نحو ثلث الشركات التي استجابت حتى الآن لطلب برنامج الإفصاح عن انبعاثات الكربون بشأن الحصول على المعلومات إن قضية إزالة الغابات لا تناقش على مستوى اجتماعات مجالس الإدارة، وأضافت ماكوي أن زيادة مستويات الشفافية والإفصاح عن مصادر توريد الشركات سيكون مفيدا، وقالت: "هذا يعني اعترافا بأن المخاطر الأكبر والفرص توجد في مصادر التوريد، وسوف نطلب من الشركات الكشف عن معلومات ذات صلة بهذا الأمر، وأيضا التعاون مع هؤلاء الموردين لتفعيل خطوات تنطوي على تغيير".

وأضافت: "وسنطلب منهم التعاون مع المستهلكين والحكومات والمجتمعات المدنية أيضا، نظرا لوجود حاجة إلى بيئة مواتية كي تؤدي الشركات مهامها"، وتوصلت الدراسة التي أعدها برنامج الإفصاح على انبعاثات الكربون إلى أن المؤشرات التنظيمية في اتفاقيات بارزة مثل اتفاقية باريس للمناخ تجعل الحد من انبعاثات الكربون في الأنشطة الاقتصادية والمالية، وكذلك اقتصاد ما بعد عام 2020 معتمدين بشكل كبير على طرق مغايرة بعيدة تماما عن إزالة الغابات، وقالت ماكوي إنها تأمل في أن يتحرك عالم الشركات في الاتجاه الصحيح.

وأضافت: "على صعيد أكثر إيجابية، لم نشهد على الإطلاق شفافية بمثل هذه الأهمية، ورصدنا شركات تسأل بفاعلية عن مزيد من الشفافية، ونحن سعداء بأن الكثير من المستثمرين انضموا لبرنامجنا"، وأضافت: "أصبح لدينا منذ العام الماضي 20 في المئة من المستثمرين الإضافيين ممن لديهم اهتمام بهذه القضية. أنا متفائلة بشأن اهتمام الكثير من الشركات بقيمة القضية وشفافيتهم في كيفية التصدي لها".

أول سندات خضراء لحماية الغابات في العالم تتجاوز التوقعات

قالت جهات أصدرت سندات بيئية تستثمر الأموال الخاصة للمرة الأولى في حماية الغابات إن هذا الاستثمار جمع ضعفي ما كان مخططا له، ويدعم فرع من البنك الدولي وشركة بي.إتش.بي بيليتون للتعدين هذه السندات وهي أيضا أول مرة يتاح للمستثمرين فيها أن يختاروا أن يدفع لهم بأرصدة الكربون بدلا من النقد، وجمعت سندات حماية الغابات التي استمر العمل عليها ثلاثة أعوام 152 مليون دولار من مؤسسات استثمارية مثل صناديق معاشات التقاعد بهدف مكافحة التصحر وهو أمر حيوي لتحقيق هدف الأمم المتحدة بألا تتجاوز الزيادة في درجات الحرارة درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وقال كريستيان جروسمان مدير إدارة تغير المناخ في مؤسسة التمويل الدولية التابعة للبنك الدولي إن الهدف هو أن يكون ذلك "حافزا" لإلهام جهات إصدار سندات أخرى، وقالت المؤسسة إن المستهدف كان جمع نصف قيمة السندات التي صدرت يوم 31 أكتوبر تشرين الأول لكن جرى زيادتها نتيجة الطلب.

ويتزامن ذلك مع اجتماع يستمر أسبوعين لمندوبين بالأمم المتحدة بدأ في المغرب يوم الاثنين ويتناول تنفيذ اتفاقية باريس التي أبرمت العام الماضي بشأن تغيير المناخ والتي تسعى لتقليص انبعاثات غازات الاحتباس الحراري خلال هذا القرن، وقالت مؤسسة التمويل الدولية إن السندات التي يبلغ أجلها خمس سنوات صدرت بعد فحوص مكثفة لضمان استخدام الأموال في التصدي لمشكلة تقضي على مساحة من الغابات تعادل مساحة كوستاريكا سنويا وتشكل 20 بالمئة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

حراس الغابات يستخدمون تكنولوجيا الألعاب لحماية الحياة البرية في أفريقيا

تطرق الحملة لملاحقة صيادي الحيوانات وحماية الفصائل المعرضة لخطر الانقراض في محميات أفريقيا المتداعية عالم التكنولوجيا المستخدمة في العالم الافتراضي للعبة البوكر على الانترنت وغيرها من الألعاب.

وتستخدم مبادرة تمولها الولايات المتحدة الذكاء الصناعي والقواعد الرياضية المستخدمة في تطوير الألعاب للتكهن بحركة الصيادين وتساعد الحراس الذين يجربون التقنية الجديدة في أوغندا في العثور على الصيادين والفخاخ التي ينصبونها للحيوانات.

وقال ميليند تامبي وهو أستاذ في جامعة جنوب كاليفورنيا وقائد المبادرة "نحاول التكهن بهجمات الصيادين في المستقبل أو أين يمكن أن يكون هجومهم التالي استنادا لما لاحظناه في دورياتنا السابقة"، وتابع تامبي الذي يعكف فريقه على تطوير التكنولوجيا لرويترز عبر الهاتف "كل فخ يجري ضبطته هو روح حيوان تم إنقاذه"، وقال أندي بلومبتر مدير برنامج ألبرتين ريفت لحماية الحياة البرية في أوغندا "صيد الفيلة بدأ يزيد في السنوات الأخيرة الأمر الذي يثير قلقا كبيرا وارتبط هذا بارتفاع أسعار العاج على مستوى العالم". بحسب رويترز.

وهنا يأتي دور التقنية الجديدة التي يجري اختبارها في متنزه الملكة إليزابيث الوطني في أوغندا والتي تهدف في المساعدة على مواجهة عمليات الصيد غير المشروع. ويساعد النظام الحراس على تحديد مسارات الصيادين على الخريطة بالطريقة ذاتها التي تتنبأ بها أجهزة الكمبيوتر بردود الفعل الإنسانية، وقال تامبي "نريد تسليم هذا البرنامج حتى يستطيع الحراس المحليون استخدامه بالحد الأدنى من التدريب".

مشاريع التنمية الحضرية تهدد اقدم متنزه وطني في كينيا

تتنقل بعض الزرافات عند مرتفعات اقدم المتنزهات الوطنية في العاصمة الكينية، في مشهد فريد يأسر السياح غير أنه بات مهددا بفعل التوسع العمراني خصوصا مع مشروع لتوسيع سكك الحديد في نيروبي، وينفرد متنزه نيروبي الوطني بكونه الوحيد في العالم بهذه الضخامة في قلب المدينة، غير أن هذه الميزة تنطوي ايضا على نقطة ضعف اذ ان مشاريع التنمية الحضرية للعاصمة باتت تهدد هذه الحديقة الاقدم في بلدان شرق افريقيا والتي تم وضع تصور لها في اربعينات القرن الماضي من جانب المستعمرين البريطانيين.

هذا المتنزه الممتد على مساحة تقرب من 120 كيلومترا مربعا، بات يدفع ثمن خطط التوسع العمراني اذ ان البنى التحتية للنقل باتت تقضم قسما من اراضي الموقع كما ان خطوط التوتر العالي تجتاز الاقسام الواقعة في جنوب شرق المتنزه وثمة خط لانابيب الغاز تحت اراضيه اضافة الى سحب من الغبار ناجمة عن مصانع الاسمنت ومناطق حضرية تعيق ممر هجرة الحيوانات من جنوب المتنزه في اتجاه متنزهات طبيعية اخرى مثل "ماساي مارا" الشهير، وفي سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كان حوالى ثلاثين الف حيوان من فصيلة التيتل الأفريقي (حيوانات النو) يأتي سنويا الى المتنزه في اطار عمليات الهجرة، اما اليوم فلم يعد عدد الحيوانات التي تتردد باستمرار يتعدى ثلاثمئة" بحسب سيدني كامانزي رئيس اتحاد اصدقاء المتنزه الوطني في نيروبي الذي تحدث ايضا عن عدد متزايد من الهجمات على القطعان من جانب اسود تضطر للبحث عن مواقع جديدة للصيد. بحسب فرانس برس.

وفي احدث تجليات المشاريع التنموية في كينيا، قد يحدث جسر للسكك الحديد يثير معركة قضائية، تغييرا جذريا في هذا الملاذ الطبيعي للأسود والحمير الوحشية والتماسيح وحيوانات وحيد القرن وأفراس النهر والأبقار الوحشية والجواميس. فهذا الجسر سيشق المتنزه من جهة الى اخرى على مسافة تفوق ستة كيلومترات معلقا على دعائم بطول اكثر من 18 مترا في المعدل، ويشير كامانزي الى انه "على مر السنوات، تم قضم اجزاء من المتنزه بشكل تدريجي لكن لم يتم طرح اي مشروع بهذا الحجم في السابق"، ويعتبر أن تبعات هذا المشروع ستكون "كارثية"، غير أن اخرين من انصار الحفاظ على الطبيعة يرغبون في اجراء دراسة عن الاثر البيئي قبل تكوين اي رأي في الموضوع.

مزارعو مدغشقر امام معضلة حرق الغابات لتأمين لقمة العيش

يقر ميهاريتا لايفاو بأنه احرق مساحة حرجية في مزرعته الواقعة في جنوب مدغشقر توازي حجم ملعب لكرة القدم، بهدف زرع ارضه في ممارسة محلية رائجة تسمى "تافي" تقضي بإحراق الغابة البكر لاستصلاح أراض زراعية خصبة.

ويقول هذا الأب البالغ 41 عاما بخجل "لا املك ارضا في الوادي لذا اضطررت لقطع الاشجار"، مضيفا "لم يكن امامي اي خيار فمن دون ذلك لا يمكنني الصمود"، وعلى تخوم منتزه وطني مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يعيش سكان رانومافانا بشكل شبه حصري من زراعات الاكتفاء الذاتي.

وفي ارض زراعية في هذه المنطقة النائية في مدغشقر، تغطي سحب دخان ابيض السماء الزرقاء كنتيجة لممارسة "تافي"، وبعد عقود من ممارسة عمليات الـ"تافي" هذه، وحدها بعض القمم الجبلية الخضراء المزروعة بالاشجار تؤشر الى ماض زراعي حافل للمنطقة، ويقول جان دوان رايفيترا رئيس بلدية منطقة رانومافانا التي يقطنها 22 الف نسمة موزعين على مزارع عدة "قبل عشر سنوات، كانت الغابات تغطي نصف مساحة الجبال. اما اليوم فلم يبق اي شيء"، ويدفع المزارعون حاليا ثمن ممارساتهم الضارة. فمع ازالة الاحراج، جفت مجاري المياه في الجبال ولم تعد قادرة على توفير حاجة المزروعات في الهضاب ما يحمل المزارعين على قطع الاشجار للحصول على اراض خصبة.

وعند قمة الهضبة التي تعلو قريته، يدل جان ريلي الى حقل الارز الجاف في الاسفل. وفي العادة، ينجح هذا الرجل في انتاج ما يوازي ثمانية الى تسعة اكياس من الارز سنويا، لكنه هذه السنة قد يواجه كسادا في الموسم، ويقول من امام حقله الجاف للارز "جف نبع المياه بسبب إزالة الغابات. في ثمانينات القرن الماضي، كانت المياه تصل إلى مستوى الورك خلال شهر ايلول/ سبتمبر"، وهو يعتمد حاليا على المتساقطات النادرة عادة في هذه المنطقة لتفادي "المجاعة"، ومع ميزانية سنوية لا تتعدى ثلاثة سنتات الدولار لكل نسمة، يتعذر على بلدية منطقة رانومافانا اقامة مشاريع للحفاظ على البيئة.

الانشطة الصناعية في غابات الامازون تهدد بالقضاء على السكان الاصليين

حذرت منظمة "سورفايفل" البريطانية من ان مساحات تقطنها قبائل من السكان الاصليين في غابات الامازون "تتعرض لاسوأ اجتياح لها منذ عقود" يهدد بالقضاء على ثلاث قبائل تعيش منعزلة عن العالم.

وتقع هذه المساحات من الادغال في ولاية رودونيا شمال غرب البرازيل، وهي عرضة منذ سنوات لقطع الاشجار على يد مستثمرين يحظون بغطاء من مسؤولين سياسيين محليين، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المنظمة، وتستمر هذه الاعمال رغم الاعتراف الرسمي بهذه المنطقة على انها ارض للسكان الاصليين في الحديقة الوطنية "باكاس نوفاس".

والقبائل التي تعيش هناك لم يسبق ان خرجت من عزلتها، وهي معرضة اليوم لامراض معدية لم تكن تعرفها، مثل الانفلونزا والحصبة، كما ان افرادها يتلقون احيانا تهديدات مباشرة من المستعمرين الذين يجتاحون هذه الاراضي ويحرمونهم من مواردهم الطبيعية، وذكرت المنظمة في بيانها رسالة بعثتها قبيلة "نسور الملوك" الى الشرطة الفدرالية تندد بهذه الممارسات، وجاء في رسالة القبيلة "نحن قلقون جدا لان هذه العمليات تجري قرب القرى، الوضع سيء جدا ونطالب بسحب المجتاحين لاراضينا سريعا قبل ان تقع نزاعات تؤدي الى سقوط قتلى"، ويعود اول اتصال لهذه القبيلة بالسلطات البرازيلية الى الثمانينات من القرن العشرين، وقال مدير منظمة "سورفايفل" ستيفن كوري "في كل العالم تسرق الشركات الصناعية اراضي السكان الاصليين طمعا في الربح، نحن نواجه استمرارا للمجزرة التي تحمل ملامح الاستعمار الاوروبي"، ويقول خبراء في البرازيل ان 50 الى 90 % من قبائل السكان الاصليين اختفت بين العامين 1970 و1980 بسبب الامراض الناجمة عن الاحتكاك مع اشخاص من خارج غاباتهم المنعزلة، ولذا تسعى السلطات المحلية الى حمايتهم من خلال تجنيبهم الاتصال بالعالم الخارجي الا في حال الضرورة القصوى، ويبلغ عدد السكان الاصليين في البرازيل 900 الف وهم موزعون على 305 جماعة، من اصل عدد السكان الاجمالي في البلاد البالغ 204 ملايين، وتشكل اراضيهم 12 % من اجمالي مساحة البلد، معظمهما في غابة الامازون، لكن كثيرا منها احتلها مستوطنون.

اليونسكو تدعو بنغلادش الى التخلي عن مشروع محطة للفحم

دعت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بنغلادش الى التخلي عن مشروع انشاء محطة للفحم قرب سانداربانز، وهي اكبر غابة لأشجار المانغروف في العالم مدرجة على قائمة المنظمة لتراث البشرية.

وأبدت الوكالة الاممية قلقها ازاء مخاطر حصول "اضرار دائمة" ناجمة عن التلوث الصادر من محطة رامبال المزمع تشييدها على تخوم موقع طبيعي تعيش فيه نمور بنغالية مهددة بالاندثار ودلافين نادرة، وأوصت اليونسكو في تقرير نشر مساء الثلاثاء بنقل محطة الفحم "الى موضع مناسب اكثر لا يكون له اثر سلبي على سانداربانز".

هذه المحطة المشتركة بين الهند وبنغلادش البالغة طاقتها 1320 ميغاواط تستلزم نقل ما يقرب من خمسة ملايين طن من الفحم عن طريق النهر عبر الأقنية المائية الهشة في سانداربانز، وبحسب مخططات البناء، كان المصنع ليفرغ يوميا في الطبيعة اكثر من 125 الف متر مكعب من المياه بعد تبريد المحركات، مع خطر الحاق ضرر بالنظام البيئي في المنطقة، وأنجزت اعمال اعداد ارضية المشروع على ان ينطلق بناء البنية التحتية قريبا. ومن المقرر افتتاح المحطة سنة 2018، ولم ترد حكومة بنغلادش على المخاوف التي ابدتها منظمة يونسكو، ويواجه المشروع معارضة شرسة في بنغلادش حيث نظمت تظاهرات احتجاجية، لكن ايضا في الخارج، كذلك تنظر منظمات دولية غير حكومية عدة في هذه القضية. وجمعت عريضة الكترونية عبر موقع "افاز" بعد ظهر الخميس ما يقرب من 900 الف توقيع.

وغابة سانداربانز الواقعة عند مصب نهري الغانج وبراهمابوترا، هي على الحدود بين الهند وبنغلادش وتمتد على مساحة 10 الاف كيلومتر مربع من التربة والمياه، وتمثل هذه المنطقة التي تتسم بتوازن هش اكبر حماية للبلاد من موجات التسونامي والأعاصير. كذلك هي مهددة بفعل تمدد الانشطة البشرية والصناعية اضافة الى عمليات التهريب المختلفة، ويؤكد خبراء محليون أن هذه الغابة فقدت نصف مساحتها خلال العقود الخمسة الاخيرة.

اضف تعليق