q

في زمن العنف والحروب التي تلتهم عددا من البلدان العربية والافريقية منذ مطلع العام 2011، يقف الاطفال كأول الضحايا وهم يتعرضون في هذه الحروب لمزيد من العنف، الذي لم يبارحهم في زمن السلم، بكل أشكاله، فتدفع بذلك الثمن مرتين: مرة بحكم موقعهم الاجتماعي في التركيبة الاجتماعية لمجتمعات تعاني من التخلف والجهل والفقر تسود فيها تقاليد بالية ومفاهيم لا صلة لها بما يتحقق من تقدم في مختلف بقاع الأرض. ومرة أخرى، بما تلقيه عليها هذه الحروب من تبعات ومسؤوليات هي العادة مستبعدة عنها في وقت السلم.

إذ يعاني قطاع التعليم في ظل استمرار الحروب والصراعات في العديد من دول العالم، الكثير من المشكلات والازمات كبيرة حيث اثرت هذه الحروب سلبا على التعليم ليس فقط في مناطق النزاع، بل أيضاً في المناطق الامنة التي اصبحت مركز جديد لملايين النازحين الامر الذي اسهم بتأجيل استكمال الدراسة وارتفاع نسب الأطفال الذين هم خارج المدرسة، يضاف الى ذلك المشكلات الاقتصادية والمالية وقلة الدعم الدولي، وهو ما ينذر بإحتمال ارتفاع نسب الأمية وبتالي انتشار الجهل والفقر والبطالة والعنف والتطرف كما يقول بعض الخبراء.

وبحسب تقرير لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) فان الصراعات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحرم أكثر من 13 مليون طفل من الذهاب للمدرسة لتتحطم بذلك آمالهم وطموحاتهم للمستقبل. وتناول تقرير اليونيسيف الذي حمل عنوان "التعليم في خط النار" تأثير العنف على تلاميذ المدارس في تسع مناطق من بينها سوريا والعراق واليمن وليبيا حيث يترعرع جيل بأكمله خارج النظام التعليمي.

حيث يواجه الأطفال اللاجئون مخاطر أكبر بخمس مرات من سواهم بأن يحرموا من التعليم، فقد حذرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين من أن أكثر من 3 ملايين طفل لاجئ في العالم محرومون من التعليم، من أصل 6 ملايين لاجئ في سن الدراسة، وعلى الرغم من جهود السلطات في البلدان المستقبلة للاجئين فان الكثير من الاطفال السوريين لا يزالون خارج المدارس، ويعود ذلك لاسباب عدة بينها "شروط التسجيل التعسفية التي يفرضها بعض مديري المدارس، العنف في المدرسة، مثل العقاب البدني من قبل الموظفين والمضايقة والتحرش من قبل الأطفال الآخرين"، ويضاف الى ذلك ان عدد الصفوف "ما زال غير كاف لاستيعاب اللاجئين السوريين في المدارس الحكومية".

وبالأرقام، أعلنت الامم المتحدة ان اكثر من نصف عدد الأطفال اللاجئين في العالم -- أي نحو 3,5 مليون-- لم يلتحقوا بالمدارس، مطالبة بتمويل أكبر وأكثر انتظاما من أجل تعليمهم، كما كشفت مسؤولة في الأمم المتحدة عن أن مئات المدارس تعرضت لهجمات خلال الأشهر الستة الأولى لعام 2017. وتشهد مناطق النزاع في إفريقيا أكبر عدد من الهجمات، نددت فرجينيا غامبا، ممثلة الأمم المتحدة الخاصة للأطفال الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي باستهداف المدارس في مناطق النزاع. وقالت المسؤولة الأممية إن 500 مدرسة تعرضت لهجمات في غضون ستة أشهر فقط.

في اليمن ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا، لكن فاتورة النزاع لا تقتصر فقط على القتلى والجرحى: 1640 مدرسة (من بين نحو 16 الفا) توقفت عن التعليم، 1470 منها دمرت او تضررت، والبقية تحولت الى ثكنات او ملاجئ للنازحين، بحسب اليونيسف.

وحرم توقف المدارس عن التعليم مئات الاف الاطفال من الدراسة لينضموا الى نحو 1,6 مليون طفل اخر لا يرتادون المدرسة منذ فترة ما قبل النزاع. ويبلغ عدد سكان اليمن اكثر من 27 مليون نسمة، نصفهم دون سن ال18.

ودفع هذا العدد الهائل وكالات الامم المتحدة الى التحذير من عواقب اجتماعية وامنية وخيمة قد تستمر لعقود. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "هناك جيل بكامله يخشى أن يخسر مستقبله".

اما في سوريا، وأغلق التنظيم المتشدد هذه المدرسة وكثيرا غيرها في شمال سوريا بعدما سيطر على المنطقة في 2014 بعد ثلاثة أعوام على بداية الحرب الأهلية في البلاد. وبدلا من ذلك شرع في تعليم الأطفال الفكر المتطرف في المساجد.

ولكن بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عسكري تسانده الولايات المتحدة، مسلحي الدولة الإسلامية من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في الرقة ومحيطها يشير الجدل المتصاعد بشأن التعليم إلى التوتر العرقي المتوقع أن يطفو على السطح في المستقبل.

وتعتبر المواد الدراسية التي يتعين تدريسها في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من الأسئلة العديدة المتعلقة بكيفية إدارة الأجزاء التي يغلب العرب على سكانها في شمال سوريا بعد دخولها تحت سيطرة الأكراد.

وستدرس المدارس في أنحاء الرقة هذا العام منهجا جديدا يستند إلى الكتب القديمة لكنه يمحو فكر حزب البعث الذي يمثله الرئيس السوري بشار الأسد وهو قرار وافق عليه المعلمون العرب والأكراد على السواء.

لكن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية طرح فكرة تدريس اللغة الكردية في مدارس الرقة وهي فكرة أثارت حفيظة المسؤولين المحليين.

وعلى عكس المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي تدرس الكردية منذ سنوات لا توجد خطط حتى الآن لتدريس تلك اللغة في الرقة التي يهيمن عليها العرب.

الى ذلك يذكر أن المدارس في نيجيريا لم تستطع فتح أبوابها لأن الأضرار كانت كبيرة جدا، إذ أنها "تقع في معظم الحالات في مناطق لا تزال خطيرة للغاية"، وتقدر الأمم المتحدة بأن مليون طفل اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب النزاع بين "بوكو حرام" والجيش النيجيري.

واستخدم التنظيم الجهادي نحو 100 طفل أو مراهق عام 2017 كقنابل بشرية لتنفيذ عمليات انتحارية، ويعاني الأطفال أيضا سوء تغذية وهم أول ضحايا وباء الكوليرا الذي يتكاثر في مخيمات النازحين.

وقد اثرت هذه الحروب سلبا على التعليم ليس فقط في مناطق النزاع، بل أيضاً في المناطق الامنة التي اصبحت مركز جديد لملايين النازحين الامر الذي اسهم بتأجيل استكمال الدراسة وارتفاع نسب الأطفال الذين هم خارج المدرسة، يضاف الى ذلك المشكلات الاقتصادية والمالية وقلة الدعم الدولي، وهو ما ينذر بإحتمال ارتفاع نسب الأمية وبتالي انتشار الجهل والفقر والبطالة والعنف والتطرف.

من الناحية النظرية، سواء بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المنبثقة عنها، أو بالنسبة للمنظمات الحقوقية المحلية والإقليمية، توجد المواثيق، وتعقد المؤتمرات، وتجري الفعاليات الكثيرة المطالبة بحماية الاطفال في زمن الحرب، وأثناء النزاعات. لكن من الناحية العملية، لا تعدو تلك المواثيق والمؤتمرات والفعاليات أكثر من حبر على ورق. وفي إحسن الأحوال محاولات للادعاء بأن الجميع مهتم ويعمل من أجل حماية الاطفال وإيصالها إلى حقوقهم المسلوبة.

3,5 مليون طفل لاجئ لا يرتادون المدرسة

قالت مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في تقرير ان "حوالى 3,5 مليون (طفل) لم يحصلوا على يوم واحد" من المدرسة من بين 6,4 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما كانوا تحت رعاية المفوضية العام الماضي.

وذكر التقرير الذي يحمل عنوان "منسيون: أزمة في تعليم اللاجئين" ان ذلك الرقم يعكس تحسنا طفيفا في عدد هؤلاء الاطفال عن العام الماضي الذي سجل 3,7 مليون طفل، وقال مدير المفوضية فيليبو غراندي في التقرير "إن تعليم هؤلاء اللاجئين الشبان أمر أساسي لتحقيق التنمية السلمية والمستدامة في البلدان التي رحبت بهم، وفي أوطانهم متى استطاعوا العودة إليها"، وحثت الوكالة المانحين على زيادة الاستثمار في تعليم اللاجئين والالتزام بتمويل منتظم "من مرحلة الطوارئ وما بعدها". بحسب فرانس برس.

وقال غراندي ان نصف اللاجئين برعاية المفوضية البالغ عددهم 17,2 مليونا هم من الأطفال، واضاف انه "مقارنة بغيرهم من الأطفال والفتيان في كافة أنحاء العالم، فإن التفاوت في الفرص المتاحة للاجئين في سن الدراسة برعاية المفوضية البالغ عددهم 6,4 ملايين، يزداد بشكل متواصل"، وقال التقرير ان 91% من أطفال العالم يرتادون المدارس الابتدائية، وتنخفض هذه النسبة الى 61% بالنسبة للأطفال اللاجئين، مقارنة ب50 بالمئة في 2015، ونحو 84 بالمئة من أطفال العالم يرتادون المدرسة الثانوية، لكن هذه النسبة تتراجع إلى 23% بين الأطفال اللاجئين، ويعزو التقرير الارتفاع الطفيف في نسبة التعليم "إلى حد بعيد لتدابير اتخذتها دول الجوار لتسجيل المزيد من الأطفال اللاجئين في المدارس ... اضافة الى ارتفاع عدد اللاجئين الذين يتسجلون في المدارس في الدول الأوروبية.

لكن ثلث اللاجئين يعيشون في دول منخفضة الدخل حيث فرصة ذهابهم الى المدرسة أقل بست مرات عن سواهم من الأطفال في العالم، بحسب التقرير، وقال التقرير "في الدول المنخفضة الدخل والتي تستضيف 28% من لاجئي العالم، فإن عدد الذين يحصلون على التعليم الثانوي منخفض بشكل يبعث على القلق، اذ لا يستطيع سوى 9% من اللاجئين ارتياد المدارس الثانوية"، وتضمن التقرير رسالة من الشابة الباكستانية ملالا يوسفزاي (20 عاما)، الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي اطلق مسلحو طالبان النار عليها في رأسها لمدافعتها عن حق الفتيات في التعليم، تقول يوسفزاي "لا يجدر بنا أن نطلب من طفلة أُجبرت على الفرار من منزلها ان تتخلى ايضا عن تعليمها واحلامها للمستقبل".

500 هجمة استهدفت مدارس في ستة أشهر وإفريقيا الأكثر تضررا

كشفت مسؤولة في الأمم المتحدة عن أن مئات المدارس تعرضت لهجمات خلال الأشهر الستة الأولى لعام 2017. وتشهد مناطق النزاع في إفريقيا أكبر عدد من الهجمات، نددت فرجينيا غامبا، ممثلة الأمم المتحدة الخاصة للأطفال الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي باستهداف المدارس في مناطق النزاع. وقالت المسؤولة الأممية إن 500 مدرسة تعرضت لهجمات في غضون ستة أشهر فقط.

وصرحت غامبا "خلال الأشهر الستة الأخيرة، تعرضت أكثر من 500 مدرسة لهجوم ما يعني أن حصيلة العام 2016 سيتم تجاوزها على الأرجح بحلول نهاية هذه السنة." وبلغ عدد الهجمات التي استهدفت مدارس ومستشفيات خلال سنة 2016 في عشرين دولة 753 هجوما.

وكانت فرجينيا أعلنت عند تقديمها التقرير السنوي للأمم المتحدة حول الأطفال والنزاعات المسلحة قبل أسبوع أن "الأطفال باتوا وقود النزاعات". وأضافت أنه بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو تعرضت 174 مدرسة لهجمات في جمهورية الكونغو الديموقراطية وغالبيتها في منطقة كاساي. كما أشارت إلى استخدام مدارس لغايات عسكرية من قبل قوات الأمن والمتمردين في غالبية النزاعات التي تشهدها الدول.

وفي شهادة مؤثرة أمام مجلس الأمن الدولي دعت جوي بشارة الحكومات إلى "حماية المدارس". والشابة هي إحدى فتيات شيبوك اللواتي خطفن في نيجيريا في العام 2014 على أيدي حركة بوكو حرام وتمكنت من الفرار.

وقالت بشارة وهي تروي تجربتها "على الحكومات حماية المدارس ليتمكن الطلاب من تحصيل العلم وتغيير العالم"، مضيفة "إذا لم تتوفر حماية للمدارس فسنخسر أجيالا. بدون حماية لا يمكننا الدراسة وكل هذه الأحلام والآمال ستتبدد وهذا يسيء إلى مستقبل الدول". وتدرس بشارة الطب حاليا في الولايات المتحدة حيث لجأت بعد فرارها.

طلاب اليمن في مناطق المتمردين خارج مدارسهم في اول يوم دراسة

بقيت قاعات الدراسة في غالبية المدارس الواقعة في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين في اليمن، وخصوصا العاصمة صنعاء، خالية من تلامذتها الاحد في اول أيام العام الدراسي الجديد، بسبب اضراب الاستاذة لعدم تسلمهم رواتبهم.

وكانت المدارس اضطرت الى تأجيل انطلاق العام الدراسي الجديد لمدة اسبوعين في ظل استمرار عجز المتمردين عن دفع رواتب الاستاذة الذين لم يتلقوا مستحقاتهم منذ نحو عام، وقال راجات مادهوك المتحدث باسم منظمة الامم المتحدة للطفولة "يونيسف" لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ام "مستقبل 4,5 مليون تلميذ على المحك".

وأشار المتحدث الى ان نحو 73 بالمئة من الاستاذة لم يتلقوا رواتبهم منذ ما يقرب العام، لافتا الى ان بعض هؤلاء الاساتذة قرروا عدم الانتظار اكثر وترك التعليم للتوجه نحو العمل في مجالات أخرى، وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان الغالبية العظمى من المدارس أبقت ابوابها مغلقة في صنعاء، باستثناء بعض المدارس التي قرر المشرفون عليها استقبال التلامذة فيها رغم عدم وجود استاذة لتعليمهم.

وقالت مديرة احدى المدارس التي اكتظت صفوفها بالتلاميذ لفرانس برس "فتحت ابواب المدرسة. ان أراد الاستاذة الحضور، فاهلا وسهلا بهم. لكن بقاءهم في منازلهم لن يمنعنا من استقبال التلامذة"، وكانت المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة المعترف بها، وبينها العاصمة المؤقتة لهذه السلطة مدينة عدن الجنوبية، فتحت ابوابها في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الحالي.

فرح وقلق مع بدء العام الدراسي الاول في الموصل بعد انقطاع ثلاثة اعوام

يقف التلميذ علي سالم امام مدرسته بانتظار اداء امتحان اللغة الانجليزية للمرة الاولى بعد ثلاثة اعوام من توقف الدراسة بشكل اجباري اثر سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على الموصل، غادر هذا الشاب اليافع مخيم الحاج علي للنازحين الذي يبعد 60 كلم جنوب الموصل باكرا، والقى اخر نظرة على محاضراته الذي درسها قبل ثلاثة سنوات والتي سيقدم امتحانا فيها، ويقول وهو يحمل حقيبة ظهر ""مساء يوم 10 حزيران/يونيو علمنا ان داعش استولى على المدينة وكان لدي صباح اليوم التالي امتحان رياضيات لكن الدراسة توقفت"، واضاف "عمري الآن 18 عاما. خسرت ثلاث سنوات بسبب داعش لكنني سعيد جدا لاننا نعود إلى المدرسة واتمنى ان اجتاز الامتحان لانه مستقبلي يعتمد عليه".

ويقول علي وهو في سن المراهقة الان انه كان في الصف الثالث المتوسط عندما استولى المتشددون على مدينته ويتوجبه عليه اعادة اجراء الامتحان هذه المرحلة التي بقي فيها منذ ذلك الحين، وفي مواجهة الوضع غير المسبوق لطلاب مدارس نينوى البالغ عددهم 300 ألف، قررت الوزارة إجراء اختبارات الذكاء في المدرسة الابتدائية لتحديد الفئة التي سيعودون إليها، وفحص المعرفة في المدارس الثانوية.

على بعد خطوات في حي المنصور نفسه مقابل مبنى انهار بسبب ضربة جوية ، تجمع عدد من الطلاب من الاعمار نفسها بانتظار اجراء امتحان لكن بقلق، ويقول محمد عبد النافع "نسيت كل شي. تمكنت من تصوير جزء من واحد من كتاب لكن سيمتحنوني بالكتاب كاملا"، ويقف عبد النافع مع اصدقائه وهم يتكئون على جدار بانتظار ان تفتح مدرسة الامل ابوابها بينما يواصل عمال اعادة تاهيل المجاري والارصفة التي دمرت بالقصف.

وقال هذا التلميذ الذي كان يرتدي قميصا احمر "انا سعيد جدا بعودتي الى المدرسة لكنني قلق. اذا فشلت فسوف احال الى مدرسة المسائي"، والدراسة المسائية بحسب هذا التلميذ القادم من حي الصمود الواقع بجنوب المدينة "مشكلة حقيقة" لان الدوام فيها يقتصر على يومين في الاسبوع بعكس الدراسة الصباحية التي تستمر لخمسة ايام بالاسبوع، ووفقا للنظام الدراسي في العراق فان الطلبة الذين يبلغون سنا اكبر من سن المرحلة الدراسية ينقلون الى الدراسة المسائية، اذا كانت الدراسة لن تبدا حتى مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في الجانب الغربي للمدينة التي دمرها القتال الذي انتهى في العاشر من تموز/يوليو، فان المدارس في الجزء الشرقي التي تضررت اقل بكثير وانتهى فيها القتال قبل ستة اشهر من استعادة الجانب الغربي، فتحت ابوابها في مطلع تشرين الاول/أكتوبر.

بعض مدارس سوريا تمحو الأسد من المناهج لكن التوتر يتصاعد بشأن اللغة الكردية

تضج المدارس القليلة، التي لم يدمرها تنظيم الدولة الإسلامية والتي تتناثر على جدرانها آثار الرصاص، بأصوات التلاميذ وهم يتعلمون للمرة الأولى منذ سنوات، وفي قرية حزيمة، شمالي الرقة، أعطى المعلمون دروسا في الهجاء للفصول المكتظة بالتلاميذ في أحد أيام الصيف الحالي قبل أن يبدأ الفصل الأول من العام الدراسي الجديد.

وقال معلم يدعى أحمد الأحمد وهو يقف إلى جانب فتحة بجدار المدرسة خلفها انفجار لغم أصاب زميلا له ”المهم الآن هو عودة الأطفال إلى فصول الدراسة“.

ويقول المسؤولون إن ذلك سيحتاج إلى توافق عام في الرأي ملمحين إلى مخاوف من أن إضافة هذه اللغة إلى المناهج على نحو متسرع يمكن أن تحدث اضطرابات، وقال الأحمد ”ما في أي مشكلة مع تعليم الكردية. (لكن) إذا فرضوها راح يكون في مشاكل“.

يقول مسؤولون إن وحدات حماية الشعب الكردية تسيطر على مناطق شمال شرق سوريا منذ بدايات الحرب التي بدأت قبل ست سنوات والتي تخضع الآن لإدارة حكم ذاتي يعارضها الأسد. وتسيطر قواته على المراكز السكانية الرئيسية في الغرب وتتقدم كذلك على حساب الدولة الإسلامية وقوات تدعمها تركيا.

وجميع المجموعات العرقية ممثلة في الهيئات المحلية التي تدير المناطق ذات الأغلبية العربية التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد طردها لمقاتلي الدولة الإسلامية لكن منتقدين يقولون إن الأكراد يهيمنون على صنع القرار.

وتشير مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المحلية إلى استياء من السلطات الكردية بسبب خطط التعليم، وقال مستشار كبير لقوات سوريا الديمقراطية ومنسق يعمل مع التحالف الأمريكي إنه يعتقد أن اللغة الكردية سيجري تدريسها للتلاميذ الأكراد في أنحاء الرقة هذا العام على غرار ما يحدث في المدارس الأخرى في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

وقال آمد سيدو عبر الإنترنت ”أي مكون له الحق في التعلم بلغته وهذا ينصب في صلب مشروعنا الديمقراطي“، وفوجئ المسؤولون في مجلس الرقة المدني، وهو هيئة حكم محلي تشكلت حديثا، بهذا القرار، وقال عمار الحسين المسؤول بلجنة التعليم في المجلس في مكتبه ببلدة عين عيسى ”لا.. ما يصير بدون استشارة معنا والمجلس هو اللي لازم يتفق...توجد حاليا العربية مع دروس إنجليزية وفرنسية“، وأضاف مرددا ما قاله العديد من أعضاء المجلس إن الكردية ستدرس فقط إذا طلبت الأسر ذلك وإذا كان هناك ما يكفي من المعلمين المؤهلين وإذا أقر المجلس العربي الكردي ذلك، وقال مسؤول آخر بلجنة التعليم يدعى علي شنه ”في حال اتفق الشعب الموجودين هنا ... (والسلطات) بس يتفقوا ما في أي اعتراض... هو يعرف اللغة الكردية شو بده يتعلم“، وذكر معلم زج به الأسد في السجن لإصدارة مجلة بلغة كردية ”أبغض هذا الاتجاه. إنه جهل..إنه نفس تفكير (تنظيم الدولة الإسلامية)“.

نصف المدارس في شمال شرق نيجيريا مغلقة بسبب "بوكو حرام"

أعلنت اليونيسف أن أكثر من 57 بالمئة من المدارس في شمال شرق نيجيريا لم تفتح مع انطلاق العام الدراسي الجديد بسبب الصراع مع جماعة "بوكو حرام" الجهادية، جاء في تقرير صادر الجمعة عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أن نصف المدارس في شمال شرق نيجيريا، لم تفتح أبوابها في بداية السنة الدراسية. وتعاني هذه المنطقة منذ 2009 من الصراع الدائر مع جماعة "بوكو حرام" الجهادية النيجيرية.

وجاء في بيان اليونيسف أن "الأزمة الناجمة عن تمرد جماعة بوكو حرام تعني أن أكثر من 57% من المدارس في ولاية بورنو، مركز الصراع، ما زالت مغلقة" مع انطلاق العام الدراسي الجديد، و"منذ عام 2009، قُتل في شمال شرق نيجيريا أكثر من 2995 معلما (...) ودمرت حوالي 1400 مدرسة".

اضف تعليق