q

إن يوم الغدير (1) يومٌ عظيمٌ، ومن أيام الله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى في القرآن الكريم (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه)((2 مع أن جميع الأيام هي أيام الله تعالى، ولكن الذي يبدو، أن هنالك أياماً لها خصوصياتٌ معينة؛ وبهذه الخصوصيات تُضاف إلى الله سبحانه وتعالى إضافـةً تشريفيــة، كما في قوله تعالى: (أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ) (3)، فهل لله سبحانه وتعالى بيت؟ نعم، إنه الكعبة، فهذا البيت له خصوصيةٌ معينة وبهذه الخصوصية أُضيف إلى الله سبحانه وتعالى.

إن أيام الله.. يبدو ــ والله أعلم ــ هي الأيام التي حدثت فيها نعمٌ خارقةٌ للعادة، وله تعالى في كل يوم نعم لا تُعدّ، ولكنَّ أياماً معينة تحدث فيها نعمٌ عظيمة.. بعثة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) تُعد نعمة عظيمة، ويوم المبعث يُعد يومٌ من أيام الله، ويوم إهلاك فرعون يُعد دفع لنقمة عظيمة، فكل يوم من الأيام تُدفع فيه نقمة بل نقم عن العباد، ولكن إهلاك طاغية مثل فرعون، فهذا دفعُ لنقمةٍ عظيمة، وهذا اليوم يعدّ يوماً من أيام الله.

إن الغدير هو يومٌ عظيم من أيام الله سبحانه وتعالى، وكيف لايكون كذلك والله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا) (4)، فالإسلام لم يكن مرضياً لله سبحانه وتعالى بدون الغدير، إن إسلاماً بلا غدير لا يرضاه الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن هذا اليوم يُعد يوماً من أيام الله فينبغي تذكّره والتذكير به، وحديثنا حول هذا اليوم العظيم يكون ضمن محورين:

المحور الأول: ثبوت واقعة الغدير.

المحور الثاني: واقعة الغدير وتعيين المرجعية الدينية للأمة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله).

المحور الأول: ثبوت واقعة الغدير

إن واقعة الغدير تُعدّ إحدى القضايا التاريخية الثابتة التي لايعتري ثبوتها أي ريبٍ أو شك، بل لا يمكن أن تقع مثاراً للشك أو الترديد..

لقد بذل العلامة الأميني (5) (رحمة الله تعالى عليه) كما قرأت في بعض الكتب، أربعين عاماً من عمره، وليس يوماً أو يومين، وتحمّل أنواع المحن والآلام والمشاق، وقام برحلات إلى بلاد بعيدة، من أجل تأليف هذه الموسوعة الضخمة المباركة ألا وهي (الغدير)، التي تقع في أكثر من عشرة مجلدات، وفي هذا الكتاب تناول قضية الغدير سنداً ودلالةً ومن أبعاد مختلفة وبنفَسٍ طويل، وعندما يراجع أحدنا (الغدير) يرى النفس الطويل الذي كان للعلامة الأميني والصبر العجيب الذي كان له على التتبع والتحقيق والتنقيب والتدقيق والمطالعة.

الوالد (6) (رحمه الله) كان ينقل أنَّ العلامة الأميني وفي الأعوام الأخيرة من حياته، ابتُلي بانزلاق في العمود الفقري من كثرة ما جلس وطالع حول قضية الغدير..

إن موسوعة الغدير كافيةٌ لإثبات واقعة الغدير سنداً ودلالةً، وعندما طُبع كتاب الغدير ــ هذه القضية قرأتها منذ أمدٍ بعيد والمقدار الذي يحضرني الآن من هذه القضية على نحو الإجمال والاختصار ــ انبرى بعض الأفراد ممن يُقال لهم علماء وهم ليسوا بعلماء، لأن (العلم نورٌ يقذفه الله في قلب من يشاء) (7)، وكانوا من العلماء البعيدين عن أهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين)، جاؤوا إلى حاكم بغداد ــ مذكور اسمه مع تفاصيل القضية ــ وقالوا له: إن هذا الكتاب خطير جداً و يجب أن يُحرق كما يجب أن يُسجن مؤلفه مثلاً أو يُقتل! فقال الحاكم: أحضروا لي الكتاب حتى أراه، فلا نحكم على غائب.. فأحضروا له موسوعة (الغدير)، فطالع الكتاب وتصفحه، وفي اليوم الثاني جاءوا إليه لكنه لم يقل شيئاً، وفي اليوم الثالث جاءوا، وأيضاً لم يقل لهم شيئاً، ومضت مدة وهم ينتظرون الجواب وهو يحجم عن الإجابة، حتى نفذ صبرهم ولم يتمكنوا من السكوت والانتظار، فقالوا للحاكم: ما هو الجواب؟!

فقال الحاكم: أنا مستعد لأن أفعل كل ما تشيرون عليّ، فأنا مستعد لأحرق كتاب الغدير وأعتقل العلامة الأميني 6 بل وأقتله أيضاً، ولكن بشرط واحد، قالوا: وما هو الشرط؟! قال: أن اُحرق جميع موسوعات الحديث التي عندكم والموسوعات التفسيرية والتاريخية والروائية إلى جانب الغدير.

فقالوا له: وكيف؟!

قال: لأن الغدير لم يأت بشيء من نفسه، بل اعتمد على هذه الكتب. فإذا وجب أن يُحرق كتاب الغدير فإن جميع هذه الكتب يجب أن تُحرق، مثل صحيح مسلم وتفسير الفخر الرازي ولسان العرب ومسند أحمد بن حنبل.. لأنه كل هذه الكتب احتوت على هذا الحديث..

فماذا يقولون...؟ سكتوا ولم يكن لهم جواب.

راجعوا (الغدير).. تجدون أن أئمة المفسرين عندما يأتون إلى آية (اليوم أكملت لكم دينكم) يُضطرون إلى تناول قضية الغدير، وأيضاً أئمة المحدّثين ومنهم مسلم في صحيحه، عندما يأتون إلى واقعة الغدير يضطرون إلى ذكر هذه القضية، وأئمة المؤرخين، فهذا تاريخ.. والتاريخ يجب أن يعكس الحقائق التاريخية وحتى المتواضعة، فكيف بقضية من هذا الحجم الكبير، فعند ما يأتون على ذكره يتناولون حديث الغدير وواقعة الغدير كونها واقعة تاريخية، واللغويون عندما يأتون إلى اللغة ومنهم إبن منظور الإفريقي[8] وغيره، وإلى مادة (غين) و (دال) و (راء) غدير، أو إلى مادة (خُم) أو ما أشبه ذلك يُضطرون إلى تناول هذا الحديث.. وهؤلاء أئمة اللغويين وأئمة المفسرين وأئمة المؤرخين وأئمة الحديث كلهم مذكورون في الغدير، فرداً فرداً.

إن كتاب (الغدير) يُعد موسوعة ضخمة، وقد نُقل لي أنه توجد هنالك مجلدات لم تُطبع من هذه الموسوعة حتى اليوم مع الأسف، ولو يهتمّ بعض المحققين لطبع ما تبقى من هذه الموسوعة القيّمة، والغدير بحر ولا يمكن لكل شخصٍ أن يُطالع هذا الكتاب ليرى ماذا قالوا في الغدير، حتى أن أبا بكر وعمر وعثمان رووا حديث الغدير، وحتى عائشة بنت أبي بكر روت حديث الغدير، كما رواها أبو هريرة، ونقل الحديث كذلك مائة وعشرة من صحابة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، يذكرهم العلامة الأميني فرداً فرداً،

طبعاً.. الحديث رواه معظم الذين حضروا في غدير خم، إذ حضره على بعض الأقوال ثمانون ألفاً، أو مائة ألف، أو مائة وعشرون ألفاً، أو مائة وأربعة وعشرون ألفاً شخص، أو ربما يكونون أكثر من ذلك على اختلاف الأقوال، فهؤلاء المائة والعشرون ألف صحابي يعودون إلى أوطانهم في الحجة الأخيرة وهي حجة الوداع للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ألا ينقلون هذا الحديث؟ إن كل واحد منهم سينقل هذا الحديث، وهذه القضية المهمة بتلك التفاصيل.. يقول الشاعر:

فرقى آخذاً بكف علــــــيٍ......منبراً كان من حدوجٍ وكوري (9)

لقد بايع أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) الرجال كما بايعته النساء، لكن بطريقة معينة، لا بالمصافحة طبعاً.

إن رواة الغدير يجب أن يكونوا أكثر من مائة ألف، ولكن رغم كل التعتيم وكل الإبادة للحديث النبوي، فإن الذين رووا حديث الغدير مائةٌ وعشرةٌ من صحابة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأسمائهم مذكورة جميعاً في كتاب (الغدير)، لذا فإن الغدير يُعد بحراً لايتمكن أي إنسان أن يطالعه، ولكن هنالك كتاب طُبع قبل أعوام قليلة يحتوي على مختصر الغدير في مائتين وخمسين صفحة تقريباً وعنوانه (المولى في الغدير)، وهو كتاب لطيف وجيد، ومُلخَّص لكتاب الغدير، من الجدير اقتناء هذا الكتاب ومطالعته والتأمّل في مضامينه.

المحور الثاني: واقعة الغدير وتعيين المرجعية الدينية للأمة بعد النبي الأعظم

الحديث حول هذا المحور يكون ضمن نقطتين:

النقطة الأولى: ما هي الحاجة إلى المرجعية الدينية للأمة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)؟ والدين بمعناه الأعم الذي يشمل كل الحياة طولاً وعرضاً..

إن الحاجة إلى المرجعية الدينية بعد رحيل النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) هي نفس الحاجة إلى النبوات والرسالات الإلهية، فلماذا تحتاج البشرية إلى الأنبياء (عليهم السلام)؟

إنَّ الله تعالى جعل الخليفة قبل الخليقة، فأول كائن وأول بشر على وجه الأرض كان نبيّاً، وكانت هنالك أمة مشكّلة من فردين في البداية أحدهما نبي، وهو أبونا آدم وأمنا حواء (صلوات الله عليهما)، فما هي الحاجة إلى آدم (عليه السلام)؟ وما هي الحاجة إلى إبراهيم (عليه السلام)؟ وما هي الحاجة إلى نوح (عليه السلام)؟ وما هي الحاجة إلى خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)؟

يوجد في علم العقائد بحث طويل نشير إليه إشارةً:

هنالك قاعدة يُقال لها (قاعدة اللطف): واللطف يعني أنَّ الله تعالى لطيف بعباده، ومن لطفه ورحمته أنه يُقرّبهم لما فيه مصالحهم الواقعية ويبعدهم عما فيه مفاسدهم الواقعية، مثل الأب الرحيم أو الأم الرؤوم كيف تراعي طفلها وتحاول أن تجنبه ما يضرّه؟ فإذا تترك الأُمُّ طفلَها الذي لا يعرف ما يُصلحه وما يفسده، فربما يأخذ السمّ القاتل ويضعه في فمه، وعند ما يتمرض الطفل لا يعرف ماذا يُصلحه وماذا ينفعه، فتسهر الأم عليه، ولا تنام الليالي، وإذا كان الطفل مصاباً بمرض خطير، فالسهر أكثر حتى إذا أرادت الأم أن تنام، فإن نومها يكون متقطعاً، والحمى أحياناً تكون قاتلة، فإذا يُصاب الطفل الصغير بالحمى ربما يموت إذا ارتفعت درجة حرارته، ولهذا السبب لن تتمكن الأم من النوم ليلاً، لأن لديها شيئاً من الرحمة وشيئاً من الرأفة، والله سبحانه وتعالى هو الرحمن وهو الرحيم وهو اللطيف، وهذه الرأفة التي نجدها في العالم (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ) ولعل الآية تشير إلى هذا المعنى أيضاً، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (10)، فنحن لم نرَ شيئاً من رحمة الله في هذه الدنيا مقابل رحمة الله الواقعية التي نجدها في الآخرة، فرحمة الأم جزء ورشحةٌ من ذلك الكنز الإلهي من الرحمة والرأفة واللطف.

مقتضى اللطف أن الله تعالى يقرّب عبيده إلى مصالحهم الواقعية، ويُبعدهم عن مفاسدهم الواقعية.. ومن هنا كان بعث الأنبياء وإرسال الرسل، وتعيين الأوصياء.

والسؤال هنا: ألا يكفي العقل لتحقيق هذه المهمة؟

إن العقل يبيّن الخطوط العريضة، وهي لا تكفي لسعادة الإنسان في الدنيا ولا في الآخرة، لدى العقل مجموعة يُسميها الأصوليون (المستقلات العقلية): الظلم قبيح، العدل حسن، رد الوديعة جيد... كليات يقولها العقل، وخطوط عريضة لا تكفي بوحدها لسعادة الإنسان في هذه الحياة، أما في التفاصيل، فإن العقل يقول عن كثير من الأشياء: لا أعلم...!

يقول الشيخ الأعظم ــ الأنصاري ــ(11) (رحمه الله) في (الفرائد) كلاماً لعل مضمونه: إن العقل لا يحكم على مجهول، ليضع أحدكم شيئاً في يده ويسأل الآخر، ماذا في يدي؟ سيقول: لا أدري، فالعقل لا يحكم على مجهول، فالعقل ليس فقط يجهل الآخرة ومعادلاتها ويجهل أيّاً من المقدمات التي تؤدي إلى أيٍّ من النتائج، وهذا واضح، فالآخرة غيب مطلق والعقل عاجز عن اكتناه الآخرة بأي نوع من أنواع الإكتناه، ولا يعلم أن أي مقدمة تؤدي إلى أي نتيجة، وأي علة تؤدي إلى أي معلول، بل حتى في هذه الدنيا فإن العقل يعطي كليات.. فالأنبياء (عليهم السلام) يأتون ليبيّنوا التفاصيل الجزئية، والقرآن الكريم يحتوي على كليّات تتكفل سعادة الإنسان بنحو كليّ.. (لا تَظلمون ولا تُظلمون)، وهذه قاعدة، ولكن ما هي مصاديق الظلم والعدل؟ هنا يقول العقل في كثير من الأحيان: لا أعلم.

تعيين المرجعية إكمال للتشريع

اليوم يعيش عقلاء العالم في البرلمانات والمجالس التشريعية حالة تناقض، فكل المجالس التشريعية العالمية متناقضة، فالمجلس التشريعي الواحد يقرر قانوناً ثم ينقض القانون ثم يعود إلى القانون الأول ثم ينقضه! فهم قد يصوتون على قانون ما، ثمَّ يرون أي مشاكل يثيرها هذا القانون، عندئذ يبدلونه أو يضعون له تكملة أو يضعون له توضيحاً، ثم يجدون أنه غير كافٍ، بينما القرآن الكريم يبيّن الكليّات ويبيّن المجملات، فما هو النظام السياسي؟ إنه موجود في القرآن الكريم، ولكن على نحو الإجمال، فإذا توجد اليوم آلاف الأسئلة في عالم السياسة، فإن القرآن الكريم يحتوي على أجوبتها جميعاً لكن على نحو الإجمال، وكذلك بالنسبة للنظام الاقتصادي العالمي، فاليوم تُطرح عليكم آلاف الأسئلة الاقتصادية، وفي القرآن الكريم يوجد نظام اقتصادي ولكنه على شكل كليّات، فمَن الذي يُجيب عن هذه الأسئلة؟

إنه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكما نعلم في الفترة المكيّة، كان الضغط على النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أبعد الحدود، ولم تكن هنالك تشريعات بالشكل الكامل، فقد امتدت المرحلة المكيّة ثلاثة عشر عاماً، فيما امتدت المرحلة المدنية عشرة أعوام، تخللها أكثر من ثمانين حرباً أو غزوة أو ما أشبهها، فلم يكُن ثمة فرصة لبيان جميع التفاصيل وجميع التساؤلات، فمن هو المُبيّن؟ ومن هو الموّضح؟ ومن هو الذي يُجيب على تساؤلات الأمة؟ ومن هو الذي يُجيب على تساؤلات التاريخ؟ ومن الذي يُجيب على التساؤلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعقائدية؟ إنه الإمام بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، والغدير قام بهذه المهمة، وهو تعيين المرجعية للأمة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وحديث الثقلين المذكور في صحيح مسلم، يشير إلى هذا المعنى (كتاب الله وعترتي)(12) واليوم تسمعون من وسائل الإعلام: (وسنَّتي)، وفي صحيح مسلم يقول: (وعترتي). وفي تفسير الفخر الرازي، راجعوا المجلد الأول في مسألة الجهر والإخفات بـ (بسم الله الرحمن الرحيم)، وجاء في صحيح مسلم رقم الحديث (2408)، حديث مطوّل ينقله عن زيد بن أرقم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):

يقول: (صلى الله عليه وسلّم)، ولا توجد (وآله)، وهي الصلاة البتراء: (قام يوماً فينا خطيباً بماء يُدعى خُمّاً ــ غدير خم بين مكة والمدينة ــ فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر)، والحديث بأكمله محذوف، فمَن الذي قصَّ هذا المقدار؟! لقد كُتب حديث الغدير ثم جاء مقصَّ الرقيب وحذفه!

ولكن الله سبحانه وتعالى يريد أن يُتمّ حجته، لذا يكفي هذا المقدار الذي وصل إلينا، ثم قال: (أما بعد.. ألا أيها الناس فإنما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)، وهذا جاء في صحيح مسلم، ثم ينقل بعد هذا أيضاً ويقول: (ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عزوجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وتيه)، وجاء في الحديث: (قلنا مَن أهل بيته نساؤه قال: لا وأيم الله)، وأيم يعني اليمين، راجعوا السيوطي في قراءات أيم (لا وأيم الله)، قال (لا وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها، وأهل بيتي أصله وعصبته الذين حُرموا الصدقة بعده).

المحدث المشهور الشيخ ناصر الدين الألباني الذي توفي قبل أعوام وثارت ضجة لوفاته وهو من كبار محدّثي العامة في هذا العصر، كتب كتاباً، من الجيد والمفيد اقتناؤه، وهو تحت عنوان: (سلسلة الأحاديث الصحيحة) الجزء 4 صفحة 355 رقم الحديث (1761)، والألباني مع إنه في أماكن متعددة ــ وقد تتبعته ــ يحاول أن يخفي فضائل أهل البيت (عليهم السلام) ويضيّع فضائلهم، حتى بات العثور على حديث واحد في هذا الكتاب صعباً جداً، ولكن مع ذلك يؤكد على صحة هذا الحديث من عدة طرق، وله شواهد من أحاديث أخرى.

تغييب مرجعية أهل البيت (عليهم السلام) في البخاري

لذا فالأمة بحاجة إلى مرجع وبحاجة إلى مرجعية، ولكن ماذا صنعت الأمة بهذه المرجعية التي أكد عليها النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين وحديث الغدير: (من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه)؟، أي نفس المكانة التي أنا عليها اليوم ستكون لعليٍّ من بعدي (إني يوشك أن أُدعى فأجيب)، أنا سأوّدعكم... فهو مثل حاكم دولة يصعد المنبر ويقول: أنا سأموت وفلان... هو مولاكم، فإن كنت مولاكم، فإن هذا مولاكم من بعدي، فماذا يعني هذا؟ اسألوا عن هذا الموضوع أي شخص يتقن اللغة العربية، بل حتى إن لم يكن يعرف اللغة لأن معناه واضح، (إني يوشك أن أُدعى فأجيب)، (من كنتُ مولاه)، (ألستُ مولاكم ألستُ أولى بكم من أنفسكم قالوا نعم، قال: من كنت مولاه فعليٌ مولاه)، أي إن نفس الموقع الذي عندي أنا اليوم يكون لعلي بن أبي طالب من بعدي، فهل أخذت الأمة بهذه المرجعية؟

نعم.. أخذ بها شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وماذا عن الآخرين، هل أخذوا؟ الجواب مع الأسف: كلا.

أذكر لكم مثالاً واحداً: ابن حجر في مقدمة (فتح الباري) يذكر هذه الأرقام حول صحيح البخاري، والأحاديث المروية في صحيح البخاري عن أنس بن مالك خادم النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، علماً إن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقل خذوا دينكم من أنس، ولم يقل: أقضاكم أنس، ولم يقل أنا مدينة العلم وأنس بابها.

لكن البخاري يروي عن أنس مائتين وثمانية وستين حديثاً، كما يروي البخاري عن عبد الله بن عمر ــ وهذا ليس عمل البخاري فقط، بل أنتم افتحوا الإذاعات والفضائيات، فكم ينقلون عن الحسن والحسين (عليهما السلام) سبطي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهل يوجد سبط للنبي (صلى الله عليه وآله) لهذه الأمة غير الحسن والحسين صلوات الله عليهما؟

أهذه هي المودة في القربى؟ وقد قال النبي (كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا) أهذا هو التمسك؟ ــ مائتين وسبعين حديثاً، وينقل عن أبي هريرة أربعمائة وستة أحاديث، وينقل عن عائشة مائتين واثنين وأربعين حديثاً، وينقل عن علي أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) هذا الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيه: (أنا مدينة العلم وعليٌ بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها)(13) وقال فيه النبي (أعلمكم علي)(14) (أقضاكم علي)(15) (خذوا دينكم من علي)، أتدرون كم حديثاً ينقل؟ تسعة وعشرين! حديثاً.

كم عاش عليٌ (عليه السلام) مع هذه الأمة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)؟ وهو (عليه السلام) يقول: (ينحدر عني السيل ولا يرقى إليّ الطير)(16) (إن ههنا لعلماً جمّاً لو أصبتُ له حملة)(17)، ينقل عنه تسعة وعشرين حديثاً فقط، أهذه هي المرجعية الدينية؟ أهذا هو حديث الثقلين؟ أهذا هو قول الله تعالى:(قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(18)؟

النقطة الثانية: مسؤوليتنا أزاء الغدير وأمير المؤمنين (عليه السلام)

إن نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآله) هو الوحيد ــ في ما نعلم ــ الذي طلب بين جميع الأنبياء أجراً على رسالته: (مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)(19).. (مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ)(20)، إنه أجر واحد وهو المودة في القربى، ­(قُل لاّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدّةَ فِي الْقُرْبَىَ)(21).. وعليٌ (عليه السلام) يعيش مع الأمة ثلاثين عاماً بعد وفاة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وأكثر من أربعة أعوام كان حاكماً ويخطب، خطبة واحدة من خطب أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) كما ينقل بعض المؤرخين، استمرت من بعد صلاة الصبح وحتى الظهر، يقول الشاعر: نهج البلاغة قطرةٌ من علمه. فأين نهج البلاغة في الإذاعات وفي الصحف؟ أهؤلاء يحبّون أهل البيت (عليهم السلام)؟ وهل التهميش دلالة على حُب أهل البيت (عليهم السلام)؟ أم إلغاء لأهل البيت وإقصائهم عن الحياة..؟

ألم يكفهم ما صنع الأوّلون من القتل والظلم والتشريد والإقصاء..؟ لماذا هذا الحقد على أهل البيت؟! ولماذا يستمر قتل شيعة أهل البيت والقتل على الهوية؟! فما ذنب أهل البيت وشيعتهم؟! (حتى منهم أخلوا ربوعه)(22).

إن نهج البلاغة يجب أن يكون مفخرة، ويجب أن يُتلى في الفضائيات، ذلك الأستاذ في جامعة (كمبردج) الامريكية يقول: لو طبق المسلمون ما جاء في نهج البلاغة لسادوا العالم.

إذن، هنالك محاولات لإلغاء نهج البلاغة، وإلغاء الصحيفة العلوية، وإلغاء أحاديث الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فالبخاري وبنقل ابن حجر في مقدمة فتح الباري ينقل عن الصديقة الكبرى فاطمة (صلوات الله عليها) حديثاً واحداً فقط، وحسبما أتذكر في كتاب (الإمام الصادق (عليه السلام) والمذاهب الأربعة)(23)، وهو كتاب جدير بالمطالعة، يقول: لم يروِ البخاري ولا حديثاً واحداً عن الإمام الصادق (عليه السلام)! نعم.. فهو يحاول إلغاء الإمام الصادق (عليه السلام) الذي كتب عنه بعض المؤرخين: كان عنده عشرون ألف تلميذ، وكان أبو حنيفة أحد تلاميذه، ومالك والشافعي وأحمد ابن حنبل من تلاميذ الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، ولكن البخاري لا يروي حديثاً واحداً عنه، أهذه هي المودة في القربى؟!

بينما يروي البخاري عن عمران بن حطّان الذي يمدح ابن ملجم! ذلك الخارجي والإرهابي المتطرّف، يقول عمران بن حطّان في مدح ابن ملجم:

يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بهــــــــا.......إلا ليُبلغ من ذي العرش رضواناً

إني لأذكره يوماً فأحســبـــــــــــه.......البرية عــند الله مــيزانـــــــــــــــاً (24)

فالبخاري ينقل عن عمران ابن حطان، ولا ينقل ولا حديثاً عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وينقل حديثاً واحداً عن الصديقة الكبرى (عليها السلام)، وهذا المنهج مستمر وسائد إلى اليوم..

مع أنه إذا أراد الإنسان أن يؤلّف حول الإمام الصادق (عليه السلام) كانت موسوعة كبيرة، كما فعلها السيد القزويني(25) (رحمه الله) ربما تصل موسوعته إلى ستين مجلداً أو أكثر، يذكر أحد كبار الأدباء العرب في كتابه كلمة عن الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) في قصة صفين، ثم يقول: لا أجد بعد الوحي جواباً أعظم من هذا الجواب...

نهج البلاغة مفتاح لحل المشكلات

نحن أيضاً لدينا إهمال، فكم بذلنا من الوقت لمطالعة نهج البلاغة؟ وهو مفتاح لحل مشكلات الحياة.. المشكلات الفكرية والمشكلات الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية.

ينقل الكليني(26) (رحمة الله تعالى عليه) في أوائل الكافي خطبة توحيدية عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ثم يقول: (لو أن جميع الجن والإنس اجتمعوا ــ بعد الأنبياء، فإن الأنبياء لهم مقامهم ــ على أن يقولوا مثل هذا الكلام في توحيد الله سبحانه وتعالى لم يقدروا على ذلك)، ويقول: لولا بيانه لم يعرف الناس التوحيد، فأين نحن من هذه المعارف؟ فكم نبذل من وقتنا على علم النحو لنحفظ (ألفية ابن مالك)، ولا بأس بحفظ ألفية ابن مالك، لكنها ألف بيت، ونحن نقضي عمراً لحفظ الألفية من بدايتها حيث يقول:

قال محمد هو ابن مالـــــك.......أحمد رب الله خير مالـــــك

وحتى نهايتها:

وما بجمعه عُنيت قد كَمُـــل.......نظماً على جُلّ المهمات اشتمل

فكم نبذل وقتاً على ألفية ابن مالك؟ وهل بذلنا مثل هذا الوقت على نهج البلاغة؟ وهل قرأنا خطب التوحيد؟ وهل قرأنا المعارف في نهج البلاغة؟

البعض يتوجه إلى ما قاله أرسطو وأفلاطون وسقراط، فيما المتصل بالوحي موجود..

ينقل عن الشيخ مرتضى الحائري(27) (رحمة الله عليه)، ولا أدري هل سمعت منه هذا الكلام أم نقله لي السيد العم(28) (حفظه الله).. قال الشيخ: سألت من والدي(29): هل أقرأ الكتب الفلانية (30) التي تحتوي على آراء المشائيين والإشراقيين لفلان... وفلان...؟ فقال: أنا لا أشجّع ولا أمنع، ولكن أقول لك كلمة واحدة، هل عليك أن تقرأ علماً ينفعك للدين أم للدنيا؟ فهذا ما يتعلق بالعلم، أما بالنسبة إلى الدين فهو بمثابة إطلاق سهم في الظلام(31).

أحدهم يجلس في غرفةٍ مغلقة ويفكر ثم يخترع نظرية (العقول العشرة) و(العقول الطولية) و(العقول العرضية) و(عالم المُثل)، وقد ثبت فظاعة هذه الآراء في المجال الطبيعي، إذ جاء العلم الطبيعي وغسل هذه الآراء غسلاً، راجعوا كتاب شرح حكمة الإشراق الذي يقول: عندما تقفون أمام المرآة سترون شيئاً فيها، فمن هو هذا؟! يجيب قائلاً: هنالك عدة احتمالات: الاحتمال الأول كذا.. والاحتمال الثاني كذا.. والثالث كذا... والاحتمال الأخير كذا، وهكذا، فهناك عالم اسمه عالم المثال، يقول: إن كل شيء موجود في هذا العالم له صورة في عالم المثال، فهل ترون ذلك الشبه الذي يُماثلكم في عالم المثال؟!

إنه سهمٌ في الظلام في عالم الطبيعة، جاء العلم الطبيعي وأثبت بطلان وزيف أغلب هذه الآراء في الحكمة.. فهم قالوا أشياء: حول قِدم العالم ودوام الفكر والعقول العشرة وغيرها... ولكن (نهج البلاغة) موجود، و(الصحيفة السجادية) موجودة، ومعارف أهل البيت (عليهم السلام) موجودة و(الكافي) موجود، فكم صرفنا من الوقت عليها؟ وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبدا).

من هنا يجب علينا أن نعود إلى هذه الثروة العظيمة والموجودة بين أيدينا..

كلمات أهل البيت (عليهم السلام) كنوز المعارف

لقد كان النفط في بلادنا تحت الأرض منذ آلاف الأعوام، والغاز كان موجوداً في أراضينا منذ آلاف الأعوام، فيما البلاد كانت تعيش الظلام والحر والبرد، فجاء المكتشفون وأخرجوا هذه الثروات، ونحن أيضاً عندنا ثروة لا تُقاس بها الثروات الطبيعية، يجب أن نعود إليها، ويجب أن ندرس كلمات أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، وهي كلمات تصنع الإنسان، فيجب أن نُطالعها وأن نفكّر فيها ونتأمّلها، و يجب أن نصرف وقتاً عليها..

إن الأدعية الموجودة بين أيدينا تُعد كنوزاً من المعارف، فهي ليست فقط أدعية أو مجرد مناجاة، إنما هي مدرسة من المعارف والأخلاق والفكر، فيجب أن نعود إليها.

جعل الغدير يوما للتحول والتجديد

إن يوم الغدير هو يوم المرجعية للأمة بعد النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) في مختلف الحقول الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والاعتقادية وغيرها، ويجب أن يكون يوم الغدير يوما استثنائيا ولانجعله كبقية الأيام، بل يجب أن يكون هنالك تحوّلاً في النفوس من خلال الأدعية المذكورة في (مفاتيح الجنان)، وأيضاً تحوّلاً في الأسرة وتوسيعاً لها، في يوم الغدير، فمن الجدير أن يرتبط أطفالكم قلبياً ومن الآن بيوم الغدير، تجدون كتاباً حول عيد الغدير.. اشتروه للعائلة وللأطفال، فلابد من نشر هذه المعارف وإحياء الغدير في داخل النفس وداخل الأسرة وداخل المجتمع ولو بمصباح يدل على الفرحة أمام البيت.. وإن شاء الله يتحقق نشر الغدير في العالم أجمع.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن لا يحرمنا مواهب الغدير، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

* من محاضرات الفقيه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي التي طبعت في كتاب تحت عنوان: منهج الغدير

......................
[1] الثامن عشر من ذي الحجة: وهو اليوم الذي نصب فيه الرسول الأكرم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأمر من الله تعالى لإمرة المؤمنين في منطقة غدير خم بعد عودته من حجة الوداع.
[2] سورة إبراهيم: 5.
(3) سورة البقرة: 125.
(4) سورة المائدة: 3.
(5) العلامة الشيخ عبد الحسين الاميني التبريزي ولد سنة (1320) في تبريز وتوفي سنة (1390 هـ) في طهران ودفن في النجف الاشرف. من مآثره انشاؤه المكتبة الكبرى في النجف الأشرف التي سماها مكتبة أمير المؤمنين (عليه السلام) جمع فيها ما يقرب من أربعين ألف كتاب بينها مئات المخطوطات وجعلها مكتبة عامة.
(6] المجدد الثاني آية الله العظمى السيد محمد ابن المرجع الورع السيد الميرزا مهدي الشيرازي ولد في النجف الأشرف سنة 1347 هـ وهاجر مع والده إلى كربلاء المقدسة سنة 1356 هـ حضر أبحاث كبار فقهاء عصره أمثال: والده المقدس والسيد محمد هادي الميلاني والشيخ محمد رضا الأصفهاني وغيرهم وتزعم الحوزة العلمية سنة 1388 هـ ثم هاجر منها إلى الكويت سنة 1390 هـ ومنها إلى إيران سنة 1399 هـ واستقر في مدينة قم المقدسة إلى أن وافاه الأجل سنة 1322 هـ ألف أكثر من ألف وستمائة عنوان ما بين موسوعة وكتاب ورسالة.
(7) خلاصة عبقات الأنوار للسيد حامد النقوي: 1 ص 114.
(8) محمد بن مكرم بن علي بن أحمد بن أبي القاسم بن حبقة بن منظور الأنصاري، الرويفعي، الإفريقي، أديب، لغوي، ناظم، ناثر، ولد في مصر سنة (630 هـ) من آثاره الكثيرة: مختار الأغاني في الاخبار والتهاني، لسان العرب، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، نثار الأزهار في الليل والنهار، ومختصر مفردات ابن البيطار. توفي عام
(711 ه‍).
(9) للفاضل الأديب السيد باقر بن محمد بن هاشم بن مير شجاعتعلي الرضوي الهندي النجفي (ت 1329هـ).
(10) سورة الحجر: 21.
(11) الشيخ مرتضى بن الشيخ محمد أمين بن الشيخ مرتضى الأنصاري ولقب بهذا القب لان نسبه يرجع إلى الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه، ولد في يوم عيد الغدير الاغر سنة (1214هـ) في قرية دزفول، ألف الشيخ الأعظم كتبا كثيرة مشتهرة عليها مدار التدريس في الحوزات العلمية، ووصلت شهرة كتبه درجة بحيث لم يكد يجهل بها أحد، وذلك لما تحويه مؤلفاته من دقة وإمعان نظر وتحقيقات جديدة، بحيث إنه لما يدخل في بحث ما لا يترك صغيرة وكبيرة إلا ويذكرها، استلم الشيخ الأنصاري قدس الله نفسه الزكية زعامة الشيعة ومرجعيتها من سنة 1266 إلى سنة 1281، حيث كانت وفاته في تلك السنة في النجف الاشرف ودفن في الصحن الحيدري المطهر.
(12) صحيح مسلم: ج 6 ص123 (... وأهل بيتي).
(13) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للشيخ الصدوق: ج2، ص 210.
(14) مناقب آل أبي طالب، لابن شهراشوب: ج 1، ص 312.
(15) المصدر نفسه: ص 313.
(16) نهج البلاغة: الخطبة الشقشقية.
(17) نهج البلاغة: من كلام له (عليه السلام) قاله لكميل بن زياد.
(18) سورة الشورى: 23.
(19) سورة الفرقان: 57، سورة الشعراء: 109 و127 و 145 و 164 سورة ص: 86.
(20) سورة سبأ: 47.
(21) سورة الشورى: 23.
(22) ديوان السيد حيدر الحلي: ج 1 ص 37.
(23) تأليف الشيخ أسد حيدر النجفي.
(24) الغدير، للشيخ الأميني: ج1 ص 324.
(25) العلامة المحقق آية الله السيد محمد كاظم القزويني (1348 ـ 1415 هـ).
(26) ثقة الإسلام الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 328 هـ).
(27) آية الله العظمى الشيخ مرتضى بن الشيخ عبد الكريم الحائري (ت 1406 هـ).
(28) المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق بن المهدي الحسيني الشيرازي، ولد في كربلاء المقدسة عام 1360 هـ، في أسرة اشتهرت بالعلم والتقوى والعمل الصالح والجهاد في سبيل الله، ودرس على كبار علماء الحوزة العلمية حتى نال رتبة سامية من الاجتهاد واعترفت له الحوزات العلمية بالفقاهة المتقنة والأصول والفروع والمعقول والمنقول، له مؤلفات علمية استدلالية معمقة في الفقه والأصول كتبها للفقهاء والمجتهدين منها: (بيان الفقه) و (بيان الأصول) 10 مجلدات، تربى في محضره العلمي العديد من الفضلاء والفقهاء وآلافاً من المؤمنين الأخيار. تميز بالخلق الإسلامي الرفيع، والجد والاجتهاد المستمر في نشر علوم أهل البيت عليهم السلام على أرجاء المعمورة.
(29) آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم بن محمد جعفر المهرجردي اليزدي الحائري مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة (1276 ــ 1355 هـ).
(30) إشارة إلى الكتب الفلسفية.
(31) فإن السهم في الظلام ربما أصاب إنساناً بريئاً فقتله.

اضف تعليق